نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة
نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة المُجمع عليها بين علماء اللغة العربية قد يكون وسيلة سهلة ومبسطة لإيصال مفهوم علامات الترقيم ومواضعها للطلاب، كأنه تطبيق على ما قد تعلمه، لكن قبلًا يجب على المعلم تفصيل كل علامة ترقيم وشرح معناها ومواضعها.
في هذا الموضوع على موقع ايوا مصر نقدم لكم نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة بجانب المرور السريع على تفصيل علامات الترقيم ومواضعها.
نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة
نقدم لكم نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة تحت اسم “الحياء”
الحياء من الاخلاق الإسلامية الجليلة التي تأمر صاحبها على حب كل جميل والابتعاد عن مواطن الزلل، فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ … فقدَ استحيا يعني: منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ …” (أخرجه الترمذي 2458) وقال أيضًا: ” إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ، إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فافْعَلْ ما شِئْتَ” (صحيح البخاري 3483)
قد قسم العلماء الحياء إلى عدة أنواع منها:
كما أنه يمكن أن يمتنع المسلم عن معصية الله؛ حيائه من الله يمنعه من أن يراه على هذه الموقف الذي لا يرضاه، إلا أنه ليس من الحياء أن يمتنع المسلم عن قول الحق أو الأمر بالمعروف أو نصرة المظلوم، فهذا ليس حياء وإنما ضعف.
قد مدح الله تعالى –في سورة القصص- صفة الحياء في المرأة فقال: ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ …﴾
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأساليب النحوية في اللغة العربية
تفصيل علامات الترقيم
بعد أن قرأنا نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة نكون قد لاحظنا أن هناك علامات بين الكلمات وفي نهاية الجمل، والمدقق في هذه العلامات يجد أنها تأتي حسب معنى الجملة، أما تفصيل علامات الترقيم فهي كالتالي:
علامة الْفَاصِلَةٌ [،]
كما رأينا فيما قدمناه من نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة أنه ترد الْفَاصِلَة في الفصل بين الجمل، ففي المعنى هي إشارة إلى سكتة خفيفة للمتكلم مقدار حركتين مثلًا.
نحو كتابة: “لقد كان نور يعمل منذ الصباح، لكنه تعب فذهب ليرتا ليرتاح قليلًا” فجد أن المتكلم سكت لبرهة بين كلمتي (الصباح ولكنه) فلم يصل الكلام ببعضه في النطق، أي أن الْفَاصِلَة ترد بين نهاية جملة وبداية جملة أخرى.
لكن الخطأ الذي يقع به الكثيرون هو الإكثار من استخدام الفواصل داخل الجملة أو الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه فيقول الكاتب: “لقد كنت في العمل، متعبًا، ومرهقًا، ومتأخرًا، وعابسًا، ولم أكن أتحمل صوت أحد، لا زملائي، ولا أصدقائي، ولا حتى مديري”
فنلاحظ أن الكاتب قد استخدم عدد كبير من الفواصل في كتابة جملتان فقط، وهذا يعتبر تقطيع لأوصال الكلام فالأولى أن تٌكتب: “لقد كنت في العمل متعبًا ومرهقًا ومتأخرًا وعابسًا، ولم أكن أتحمل صوت أحد لا زملائي ولا أصدقائي ولا حتى مديري” ولم يتغير المعنى بل جاء السياق متناغمًا في سلاسة.
منا قال الله تعالى: ” وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ” (البقرة 171) فلا يقف القراء بع أيًا من الصفات المذكورة في الآية لا وقوفًا واجب ولا وقوف جائز، بل أن الصفات “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ” جاءت متتابعة في سياق رائع يعبر عن المراد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين النحو والصرف
علامة الْفَاصِلَةٌ المنقوطة [؛]
كما رأينا فيما سبق في قراءتنا لنص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة أنه تأتي علامة الْفَاصِلَةٌ المنقوطة لتدل على صلة السببية بين جملتين، فالفصلة المنقوطة تربط بين جملة متسببة من الأخرى، فنكتب مثلًا: “قد تعت من الذهاب للعمل؛ الأجواء هناك مملة” فنجد أن الجملة الثانية كانت سبب للجملة الأولى من ناحية المعنى.
لكن الخطأ يقع حين نضع الْفَاصِلَة المنقوطة بين كل سبب ونتيجة له سواء كانا جملتان أم لا فنقول مثلًا: “قد تعت من الذهاب للعمل؛ لأن الأجواء هناك مملة” فالموضع هنا خطأ بسبب أن “لأن الأجواء هناك مملة” ليست جملة بل شبه جملة متعلق بما سبق ولذلك لا يجوز الفصل بينهم.
كما أنه إذا وضعنا لام الجر في “لأن” فهذا يوضح معنى السببية فلماذا نكرر هذا المعنى بوضع علامة الْفَاصِلَةٌ المنقوطة؟!
فغذا كانت الجملة الثانية تبدأ بأي شيء يدل على معنى السببية نحو (اللام، الفاء، إذا، حيث …) لا نضع علامة الْفَاصِلَةٌ المنقوطة بين الجملتين.
علامة النقطة [.]
فيما قدمناه من نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة نجد إنه ورد علامة النقطة [.] في نهاية كل فقرة، فالنقطة ترد للدلالة على انتهاء الكلام سواء كان هذا الانتاء كلي أو انتهاء جزئي.
فترد في نهاية الجمل التي تحمل معنى متصل وفكرة واحدة (الفقرة) أو نهاية اكلام عمومًا، لكن على شرط ألا ينتهي الكلام بما يدل على نهاية القول بغير النقطة مثل (القوس بأنواعه، علامة الاستفهام، علامة التعجب …)
مثلًا في سياق كلام شهرزاد عندما تنهي الكلام كان يقال:
… وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح.
فنجد أنه هناك نقطة في نهاية الكلام إما إذا ورد هذا الكلام في سياق كلام آخر للدلالة مثلًا عن معنى آخر أو كان بين قوسين تنصيص نحو قول صحفي
” … وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح” من أجمل الخامات التي علقت في أذهان المستمعين.
فلا يجب وضع علامة النقطة في نهاية الجملة، لدلالة قوس التنصيص على انتهاء الكلام، ولا دلالو لوضع علامتين لنفس المعنى وأي وضع لعلامة تنصيص بعد علامة استفهام [؟.] أو بعد علامة تعجب [!.] أو بعد أي من الأقواس أو داخلها خطأ لا يجب اتباعه
كما إنه إذا نظرنا لرسم علامات الاستفهام [؟] والتعجب [!] نجد أن أسفل كل منها هناك نقطة نهاية الجملة.
في بعض المواضع النادرة ترد النقطة في نهاية الكلام، وهو عندما تكتب فقرة واحدة وتتكلم فيها عن معنيان منفصلان تمامًا نحو قول الكاتب:
“قد قابلت عصفور في طريقي للعمل، كان لونه جميل جدًا وصوته عذب. كانت رؤيته عن طريق الصدفة أجما ما حدث لي في يومي هذا…”
فالفكرة العامة للفقرة تدور حول رؤية العصفور في الصباح وهي فكرة تصلح لأن تكون فقرة واحدة، إلا أنه انقطع الكلام فيها ولم يوجد رابط بين الجملتين لذا وُضعت النقطة للدلالة على نهاية الكلام.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اسم الفاعل من الفعل الثلاثي
علامة النقطتان المتتاليتان [..]
ترد علامة النقطتان المتتاليتان [..] في النصوص الأدبية وهي من علامات الترقيم الجديدة نسبيًا على الكتابة العربية، يستخدمها الأدباء في نهاية السطور أو الكلام للسكتة البسيطة أو أن للكلام دلالة أخرى غير التي وصلت إلى المتلقي.
فعلامة الفاصلة تساوي علامة النقطتان المتتاليتان [..] في كل شيء.
علامة النقاط الثلاث المتتاليات […]
ترد علامة النقاط الثلاث المتتاليات […] للدلالة على أنه كان هناك كلام محذوف هنا سواء كان هذ الكلام مقدر أم لا فمثلًا يقول المتكلم “كنت سوف اتحدث معك في هذا الموضوع لكن …” وهنا ترد للدلالة على أنه كان سيكمل كلامه ومن ثم سكت أو قاطعه أحد، أو أنه صمت مؤقتًا لتهيئة الجو لقول السبب.
كما ترد الثلاث نقاط المتتالية في النصوص المنقولة ومقتطف منها جزء سواء كان هذا الجزء من الوسط أو الآخر أو الأول نحو الاقتباس من حديث للرسول صلى الله علسه وسلم فنقول:
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى …” فوضعنا ثلاث نقاط متتالية مكان الجزء الذي لم يُذكر من الحديث.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شرح نصب الفعل المضارع
علامة شرطتا الاعتراض [-****-]
كما رأينا فيما قرأنا سابقًا من نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة أنه قد وردت جملة بين شرطتان، وتلك الشرطتان تسمى شرطتان الاعتراض، وهي تستخدم لحصر كلام لا علاقة له من ناحية اللغة إلا أنه يضيف معنى له.
فنقول مثلًا “… وكما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- أن العفو من الحياء من الدين…”
كما أنا في بعض الأحيان ترد لتخصيص شبه الجملة مثل ” … ذهبت إلى العمل –منذ يومين – وأنا مرهق إلا ان هذا الاستعمال غير صحيح لأن شبه الجملة متعلق بالفعل ويحدد موعد الذهاب لذلك لا يجب استعمال الشرطتان هنا.
قوسان التنصيص [“ـــــــــ”]
من أسمهم يظهر أنهم مرتبطان بالنصوص، فهما يستخدمان في تحديد نص ما بعيد عن باقي الكلام، وهي يكون نص مقتبس له مرجعية ما مثل: (القرآن الكريم أو الحديث النبوي أو الشعر أو أقوال العظماء …).
فإذا ورد هذا النص في وسط الكلام يجب وضعه بين قوسي تنصيص، وفي النحو يجعل هذا التحديد النص في القوسين منفصل عن باقي النص من ناحية الإعراب النحوي، فيتم إعراب كل كلمة داخل النص حسب موقعها في الجملة بينما النص كله يتم إعرابه على أنه كلمة واحدة.
كما يتم استخدام قوسان التنصيص [“ـــــــــ”] في تحديد كلمة واحدة في منتصف الكلام مثل قولنا حين إعراب كلمة في وسط جملة (… وكلمة “الكتاب” مفعول به منصوب وعلامة …”
أما في حالة تعدد النصوص وتداخلها، كأن يكون هناك نص بداخل نص، نستخدم أشكال أخرى من الأقواس داخل قوس التنصيص:
- القوسان المضلعان/ المعقوفان [ *** ]
- أقواس المجموعة/ الحاصرتان { *** }
- أقواس الآيات ﴿ ﴾
- أقواس الهلال ( *** )
كما يمكن للكاتب تخصيص لكل نوع من النصوص (قرآن أو حديث شريف أو شعر …) نوع أقواس خاص به.
القوسان الهلاليان [(….)ٍ]
تستخدم أقواس الهلال للحصر أو توضيح شيء مبهم سواء كان بينها وبين ما قبلها علاقة نحوية أم لا، والفرق بينها ويبن الشرطتان أن القوسان يأتيان للتوضيع وقد يكون هناك علاقة بينها وبين ما قبلها من ناحية المعنى.
النقطتان الرأسيتان [:]
تستخدم النقطتان الرأسيتان للإشارة إلى أن ما سيأتي بعدها هو تفصيل لما ورد قبلها. مثلما نقول: (رأيت موظفان: نور ويوسف).
ترد أيضًا للإشارة إلى القول وما سيأتي بعدها هو مقول القول، مثلما نستخدمها في موضوعنا هذا أو ما أوردنا في تقديمنا لنص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة.
علامة الاستفهام [؟]
تستخدم علامة الاستفهام فقط للدلالة على معنى الاستفهام في الجملة السابقة من ناحية البناء والمعنى كما أن لها استخدامات أخرى:
- أن تكون الجملة استفهامية من ناحية البناء ومن ناحية المعنى لها غرض آخر مس التقرير أو الاستنكار، فتستخدم لوجود أداة استفهام عاملة في الجملة.
- أن تكون الجملة مفترض بها أداة استفهام، مثل أن يقول أحدهم أنه فعل كذا وكذا ويفخم من أفعاله فيرد عليه آخر “أنت؟” على فرض حذف أداة الاستفهام وتقدير الجملة: “أأنت؟”
- أن تكون الجملة بنائها خبري لكن معناها استفهامي مثل السؤال عن حال أحدهم: “أنت بخير؟”
علامة الاستفهام [!]
يتم استخدام علامة التعجب للدلالة على التعجب بصورة عام مثل قولنا: “ما أجمل السماء!” وإذا امتزج التعجب بالسؤال تتجاور علامتي التعجب والاستفهام، نحو قولنا: “من الشجاع الذي وقف في وجه الطاغية؟!”
في بعض الأحيان تُسمى علامة التعجب بعلامة التأثر فهي تأتي لكل تأثر وجداني قوي.
شرطة بداية القول[-]
تستخدم الشرطة في بداية مقول القول عند عرض حوار يدور بين أثنين، فتكون بديلًا عن ذكر المتكلم بعد تعينه في أول سطرين، فيكون شكل الحوار:
قال نور: … .
قال يوسف: … .
- … .
- … .
هكذا إلى نهاية الحوار، فنجد أن الشرطة استبدل بها اسم القائل وجملة التقديم (قال فلان)، لكن يجب تحديد طرفي الحوار –بالاسم- في بداية الكلام.
شرطة الاستئناف [-]
تستخدم شرطة الاستئناف في موضع واحد فقط هو حين الفصل بين متلازمين بكلام كثير مثلا أن يرد بعد المبتدأ نعت متكرر وبعد سطر يأتي الخبر فقبل الخبر تأتي شرطة الاستئناف مثل قولنا: “العصفور المختلط لونه بين الأخضر والأصفر الذي رأيته في الصباح وكان صوته جميل جدًا – مات”
فكلمة “مات” هي خبر لكلمة “العصفور” وما بينهم كان وصف وجملة موصولة.. لذلك وجب أن تأتي شرطة الاستئناف قبل الخبر حتى لا ينفصل القارئ عن المعنى ويحدث حالة من التشتت.
أعراف الكتابة الإلزامية
كما رأينا في النص السابق ذكره أن هناك قواعد متعارف عليها في الكتابة في اللغة العربية مثل:
- العناوين: فيجب وضع عنوان للموضوع يوضح الفكرة.
- إبراز الكلمات ذات الأهمية بأن يتم تغليظ الخط الذي كُتبت به أو وضع خط تحتها.
- التعداد باستخدام التعداد اللفظي: (أولًا، ثانيًا، ثالثًا، …) أو الألف بائي: (أ، ب، ج، د، …) أو بالأرقام: (1، 2، 3، …)
- الكتابة في فقرات، فلا يجب أن يكون الموضوع كله فقرة واحدة.
- بداية الفقرة بفراغ قبل في بداية السطر.
- في الكتابات الطويلة يجب توضيح الأهداف في البداية، وكذلك تلخيص المحتوى في النهاية.
- إذا دعا داعي يجب على الكاتب استخدام الرسوم التوضيحية والجداول.
- تحديد عناوين جانبية رئيسة في الموضوع.
- تسلسل عرض الموضوع على حسب العناصر التي حددها الكاتب لنفسه.
بذلك نكون قد قدمنا لكم نص يحتوي على علامات الترقيم وأعراف الكتابة المُجمع عليها بين علماء اللغة العربية بصورة واضحة، كما فصلنا في إيجاز علامات الترقيم واستخدام كل منها، نرجو أن نكون قد أفدناكم.