مقومات الحضارة المصرية القديمة
تشتمل مكونات الحضارة المصرية القديمة على العديد من المحاور الأساسية التي خلقتها مجموعة الإمكانيات الجغرافية والفلكية والطبيعية والثقافية، والتي جمعها المصريون القدماء لتشكل واحدة من أكبر الحضارات في العالم حتى الآن. ويوضح أن العوامل البشرية انصهرت في وعاء واحد لظهور هذه الحضارة العظيمة وسيتم شرح كل هذه المميزات بموقع أيوا مصر هنا.
عناصر الحضارة المصرية القديمة
هناك العديد من الأدوات التي قامت عليها الحضارة المصرية القديمة، ومن هذه المكونات:
1- العوامل البشرية
سعى قدماء المصريين إلى إنشاء دولة لا مثيل لها، لها طابعها الخاص، كما أنها منظمة في شؤون الحياة. تأسست حضارتهم على ضفاف نهر النيل العظيم لتضمن الكثير من ثرواتهم وجمالهم. وزُرعت ضفاف ذلك النهر بالعديد من المحاصيل الزراعية التي ساعدتهم على العيش والعمل، ويُعتقد أن ذلك أحد مكونات حضارة العمال المصرية القديمة.
ومن خلال مراقبة الحياة، اهتم المصري القديم بالزراعة (لقربها من النهر)، وزرع القمح واستغله، وتعلم الصناعة (الأهرامات – المعابد – أدوات التحنيط). – الشعر المستعار – مستحضرات التجميل – الملابس المصنوعة من الجلود والأحجار) وغيرها مما ساعد على نهضة حضارتها.
اهتم المصري القديم باختراع نوع من الكتابة لتسجيل التاريخ على جدران الأهرامات والمعابد. وابتكر أشكالاً وأنواعاً ومواداً لتصوير هذه الكلمات عليها وألواناً لتزيينها. ووصلت إلى العديد من العلوم مثل علم الفلك والرياضيات والهندسة والطب وغيرها من العلوم، ويعتبر هذا العامل أحد مكونات الحضارة المصرية القديمة.
كما اهتم المصري القديم بخلق وحدة منظمة بين أفراده، فوحد البلاد بأكملها تحت تاج واحد، ثم أنشأ جيشًا للدفاع عن ذلك التاج، ونظم الحياة السياسية بين الرعايا، وقسم المجتمع إلى طبقات مختلفة للتحكم في النظام. . ويتم تخصيص الرتب لجميع الطبقات فيما بينهم (إله – فرعون – كاهن – نبيل – مهندس – عامل) حتى تتم السيطرة على الوضع.
2- العوامل المؤثرة على الثروة الزراعية والمعدنية
تأثرت نسبة الخصوبة في الأراضي المصرية بفيضان نهر النيل الذي جلب معه الطمي الذي جلب كل الخير للمصريين القدماء، مما أدى إلى زيادة نسبة المحاصيل المزروعة (الذرة، القمح، النخيل) الأشجار). ) وغيرها من المحاصيل. ويعتبر هذا العامل أحد مكونات الحضارة المصرية القديمة.
كما أثرت على تنوع الموارد المعدنية المستخرجة من الأرض مثل (الذهب – الرصاص – النحاس – الحديد – الجرانيت) مما مكنت الحضارة المصرية القديمة من إنشاء تماثيلها ومصنوعاتها الشهيرة.
3- العوامل المناخية
تتمتع مصر بعوامل مناخية مستقرة ساعدتها على إنشاء مثل هذه الحضارة العظيمة. المناخ في مصر حار وجاف صيفا وبارد وممطر شتاءا. ويعتبر هذا العامل أحد مكونات الحضارة المصرية القديمة.
تكون درجة الحرارة على طول ضفاف النيل مرتفعة وتزداد كلما اتجهت نحو الوجه البحري (مصر العليا). إلا أنها تتمتع بمناخ رطب متداخل بسبب البحر الأبيض المتوسط شمالاً والبحر الأحمر شرقاً. ولذلك فهم المصريون القدماء أن مثل هذا الجو مناسب للحفاظ على تماثيلهم على مر الزمن وأن حضارتهم ستستمر.
4- نهر النيل
يبلغ طول نهر النيل 6,670 كم، ووجده قدماء المصريين يمر عبر الصحراء ويصل إلى البحر. كان يعيش على شواطئها، يزرع وينتج طعامه بنفسه. ويعتبر هذا العامل أحد مكونات الحضارة المصرية القديمة.
كان لنهر النيل أهمية كأحد أسباب ازدهار قدماء المصريين، مما مكنه من التفرغ لاستكمال حضارته والتعمق في مجالات العلوم والفنون؛ وقد ساعد ذلك قدماء المصريين على الثراء والعطاء في نفس الوقت. وقت.
وكان نهر النيل يمثله الآلهة بينهم وأصبح جزءا من الحساب بعد الموت. وسمي نهر النيل (إبترع) أي النهر العظيم. كما جعل المصريون القدماء حابي أحد سادة نهر النيل.
وكان حابي أشهر آلهتهم، وأقاموا احتفالاً بالفيضان، وبعد تصفية الحسابات، أقسموا على عدم تلويث مياه النيل. ويعتبر هذا العامل الذي يقسم نهر النيل أحد مكونات الحضارة المصرية القديمة.
5- العوامل الجغرافية
ورغم أن مصر كانت تقع في وسط قارات العالم القديم الثلاث، إلا أنها في الجزء الشمالي من القارة الأفريقية، كانت في موقع دائرة تربط القارات الثلاث بجزئها الداخلي (العلوي – السفلي). لقد ساعده على زيادة تنظيمه.
وساهم موقعها في وحدة تحمي أراضيها من هجمات الدول المجاورة، بينما تأثرت على مر العصور باختلاف الطبيعة الجغرافية (طبيعة الأرض – النيل)، مما ساعدها على تحقيق الوجود الذاتي. ويعتبر أحد عناصر الحضارة المصرية القديمة، والذي كان له دور فعال في تكوين هذا النوع الفريد من الحضارة.
ونظرا لتنوع العوامل الجغرافية، اشتغلت مصر بالزراعة والصناعة والتجارة، وأصبحت سيناء نقطة عبور القوافل بين أفريقيا وآسيا. وهنا اتبع المصريون القدماء هذه القوافل وتاجروا بالخزف معهم. التحف والقمح والمجوهرات الذهبية وغيرها.
أهم آثار الحضارة المصرية القديمة
ولا يخفى على أحد أن أهم ما يميز الحضارة المصرية القديمة عن غيرها هو منحوتاتها وهياكلها الرائعة، وسنخبركم عن بعضها في الفقرات التالية:
1- المعابد
كان المصريون القدماء ينظرون إلى المعابد على أنها أماكن عبادة مقدسة ومقر لسلطة الكهنة على كل من الحاكم والرعايا. وكان رضا الكهنة هو الرابط بينهم. ويعتبر هذا العامل من سمات الحضارة المصرية القديمة.
وكانت المعابد الجنائزية مخصصة لعبادة الحاكم (الفرعون) عن طريق التأليه بواسطة الكاهن، ومعابد ضخمة يقيم فيها الإله نفسه، تقدم القرابين لكليهما لإشباعهما والحصول على ما يريدان. ففرح بهم الكاهن لأنه خادم الله. ومن وقع تحت غضب الكاهن وقع عليه غضب الآلهة.
2- الأهرامات وأبو الهول
بنى المصريون القدماء الأهرامات لتكون مقابر للإله آمون، حيث يمكن للموتى أن يمر عبر الدرج بداخلها إلى الحياة الآخرة، ومعه كل ما يحتاجه من المجوهرات والجسد والأعضاء والطعام وكل شيء آخر ضروري لذلك. رحلة صعوده ومكان تواجده في محافظة الجيزة.
أبو الهول تصوير رائع يظهر تشابك جسد أقوى وأشجع حيوان (الأسد) مع رأس الإنسان الذي يمتلئ بالحكمة والذكاء ولا يتبع غرائزه كالحيوان، ومكانته في عالم. ولا تزال الجيزة تحافظ على مقابر الملوك هناك حتى يومنا هذا، ويعتبر هذا العنصر من مكونات الحضارة المصرية القديمة.
3- حجر رشيد
قبل الميلاد وهو حجر جرانوديوريت يحتوي على مرسوم الكهنة المجتمعين في ممفيس عام 196م لشكر الملك بطليموس الخامس على وقف التبرعات للمعابد وتخفيف الكهنة من بعض الأعباء. وكانت مكتوبة بثلاث لغات (الهيروغليفية – اليونانية القديمة). – الديموطيقية). فطلب منه الكهنة أن يحفظ حظوة هذا الملك.
حجر رشيد موجود في المتحف البريطاني منذ عام 1802م. وبموجب معاهدة العريش بين إنجلترا وفرنسا، حصل الباحث شامبليون على نسخة من حجر رشيد لدراسته، محاولا تقريبه من اللغة اليونانية القديمة. لقد فهمها جيدًا حتى وجدها على الحفرة وفهم النص بداخلها.
وأعلن شامبليون عام 1822م أنه فك رموز هذا الحجر وتمكن من قراءته. وأوضح أن اللغة المصرية القديمة لم تكن مجرد حروف، بل كانت بها أبجدية وعلامات تساوي حرفًا أو حرفين أو ثلاثة. وأكد أنهم يستخدمون التخصيصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة.
هناك العديد من المقومات التي قامت عليها الحضارة المصرية القديمة، وبذلك احتلت المرتبة الأولى في ترتيب الحضارات العالمية حتى الآن.