مدارس الفن التشكيلي مع الصور
إن مدارس الفن التشكيلي مع الصور من شأنها إخبار الناس بالكثير من الثقافات، حيث إن تلك المدارس بدأت لتبني الكثير من الأذواق المختلفة للفنانين، بالإضافة إلى أنها بدأت في الظهور أول مرة في أوروبا ومن ثم انتقلت إلى الفنانين العرب وإلى جميع أنحاء العالم من بعدها، والجدير بالذكر أن كل مدرسة من تلك المدارس نظرت إلى الفن التشكيلي بطريقتها الخاصة، ولذلك سوف نتعرف على مدارس الفن التشكيلي مع الصور، من خلال موقع ايوا مصر.
مدارس الفن التشكيلي مع الصور
هناك الكثير من مدارس الفن التشكيلي وكلًا منها يكون ذات طابع خاص به، ولذلك سنعرض بشيء من التفصيل مدارس الفن التشكيلي مع الصور، من خلال الفقرات التالية:
1- المدرسة الواقعية
تعتمد المدرسة الواقعية على أن الفنان التشكيلي يقوم بنقل الواقع كما هو على اللوحات من دون تغيير شيء ويدون مبالغة في التفاصيل، ويلزم أن يكون الفنان الذي يتخذ تلك المدرسة متجرد نهائيًا من رأيه الشخصي أو تفضيلاته الذاتية، والجدير بالذكر أن تلك المدرسة تهتم بمعالجة كافة المشكلات التي تحدث في الواقع.
كذلك من ضمن المهام للفنان الذي يتخذ تلك المدرسة أن يقوم بتسليط الضوء على أي قضايا أو مشكلات تتعلق بالمجتمع، وبذلك يكون الفنان أكثر اتصالًا بالجمهور، وتحتوي المدرسة الواقعية على أعلام أو نماذج هامة ومن أبرزهم الفنان التشكيلي الفرنسي الذي كان يدعى كوربيه.
قام هذا الفنان في الانطلاق برسم اللوحات التي من شأنها التعبير عن طبقة الأغنياء وابتعد عن تجسيد حياة الفقراء، وعلاوة على ذلك فإن ذلك الفنان تميز بمصداقيته، حيث إنه كان لا يرسم أي شيء لم يراه كما أنه رفض رسم الملاك بكل السُبل نظرًا إلى صعوبة تصوريه من دون رؤيته.
2- المدرسة الكلاسيكية
تقوم تلك المدرسة بتقديم الأعمال الفنية من خلال وضعيات مثالية تعتمد على إظهار الكامل الجسماني سواء للرجل أو المرأة، الأمر الذي يجعل اللوحات التي تنتمي إلى تلك المدرسة أشبه بالحقيقة، بالإضافة إلى أنهم لم يكتفوا بذلك بل أخذوا في الاعتبار القياسات الحقيقية للإنسان الطبيعي.
لم يتخذ فنانين تلك المدرسة أسلوب المغالاة في تجسيد الواقع، أو إظهار المشاعر والتعبيرات الإنسانية، والجدير بالذكر أن كبار الفنانين المعروفين في العالم كانوا من رواد المدرسة الكلاسيكية، ومن أبرزهم الفنان مايكل أنجلو الذي أبدع في فن النحت والعمارة، بالإضافة إلى الفنان التشكيلي العالمي المبدع ليوناردو دا فينشي، وهو صاحب أشهر لوحة في العالم لوحة الموناليزا.
3- المدرسة الرومانسية
تعتبر تلك المدرسة واحدة من مدارس الفن التشكيلي مع الصور والتي تعتمد على الانطلاق الصادق لمشاعر وأحاسيس الفنان التشكيلي، وبدأت المدرسة في الظهور منذ أواخر القرن 18 واستمرت حتى بداية القرن 19، الجدير بالذكر أن المدرسة كانت تحظى بمساحة كبيرة في عالم الفن التشكيلي.
يرجع ذلك إلى إتاحتها الحرية الكاملة للفنان التشكيلي في التعبير عما يشعر به من أحاسيس رومانسية، بالإضافة إلى أن المدرسة الرومانسية تسعى دائمًا نحو الخروج عن المألوف أو المتعارف عليه فأصبحت واحدة من المدارس تمتلك لوحات فريدة من نوعها.
من أشهر النماذج المعروفة والتي كانت تنتمي إلى تلك المدرسة الفنان التشكيلي جيريكو وكذلك يوجيه دي لاكرواه الذي برع في تصوير لوحات فنية عديدة ومتميزة ومن أشهر تلك اللوحات لوحة الحرية تقود الشعب والتي كانت بمثابة إشارة على الثورة الغاضبة التي كانت داخل نفوس الشعب.
4- المدرسة السريالية
عند التحدث عن مدارس الفن التشكيلي مع الصور، لا يجب التغافل عن المدرسة السريالية حيث إنها واحدة من مدارس الفن التشكيلي التي تطلق العنان إلى فكر الفنان ليتمكن من التعبير عن جميع أحاسيسه الداخلية التي تدور في عقله الباطن من دون وجود قيود، ولذلك فإن المدرسة أصبحت تعتمد على نظريات فرويد التي توجد في علم النفس.
الأمر الذي جعل لوحات المدرسة متميزة ومختلفة عن غيرها من اللوحات الأخرى، الجدير بالذكر هنا أن تلك المدرسة كانت تعتمد اعتمادًا كليًا على تجسيد الواقع ولكن بشكل بعيد كل البعد عن الحقيقة، أي بصياغته بشكل آخر، ومن أبرز الفنانين الذين عرفوا من خلال تلك المدرسة، الفنان التشكيلي بروتون، وخوان ميرو، وكذلك سلفادور دالي.
5- المدرسة التكعيبية
يعتمد الفنانين التشكيليين الذين ينتمون إلى تلك المدرسة على الخط الهندسي في عمل اللوحات الفنية، حيث إن اللوحات التي تُصدِر عن تلك المدرسة كانت من اللوحات الفريدة من نوعها، لأن الأشكال أو الرسومات بها كانت إما بشكل كروي أو أسطواني.
كان فنانين المدرسة يقومون بدراسة الواقع وتحديد العناصر التي يريدون رسمها وتشكيلها على هيئة أشكال هندسية تبتعد تمامًا عن الواقع، وهناك الكثير من الفنانين العالمين الذين كانوا ينتمون إلى المدرسة مثل بابلو بيكاسو الذي عمل على تبني تلك المدرسة وطورها كثيرًا مع الوقت، وكذلك الفنان التشكيلي الشهير سيزان.
6- المدرسة الانطباعية
في صدد التحدث عن مدارس الفن التشكيلي مع الصور، لا يجب التغافل عن ذكر المدرسة الانطباعية التي كانت واحدة من أشهر مدارس الفن التشكيلي والتي تم تأسيسها على أيدي فنانين فرنسين في عام 1870 ميلاديًا، وقام الفنانون في تلك المدرسة بالخروج عن المألوف ووضعوا بصمتهم الخاصة في عالم الفن التشكيلي.
قام الفنانين في تلك المدرسة بالخروج من الغرف المغلقة وأخذ اللوحات والأقلام وبدأوا في الاستمتاع بالطبيعة والرسم في الهواء الطلق، الأمر الذي جعل اللوحات الصادرة عن تلك المدرسة تتميز بألوانها المبهجة الصارخة، وهناك الكثير من الفنانين التشكيلين الذين عرفوا من قِبل تلك المدرسة وكان أبرزهم ألفريد سيسلي، وبول سوزان، وماري كاسات، وكولد منبليه.
7- المدرسة التعبيرية
واحدة من مدارس الفن التشكيلي الشهيرة التي أنشئت عام 1910 في ألمانيا، وتعتمد فكرة المدرسة في الأساس على إتاحة الفرصة للفنان التشكيلي في رؤية الأشياء من منظوره الخاص وتجسيدها كما يروق له، بالإضافة إلى أنها كانت تهتم بتحرر الفنانين من الأشياء التي ترى بالعين المجردة والانخراط في الأشياء والكائنات الدقيقة.
الجدير بالذكر أنه يوجد الكثير من الفنانين الألمان الذي انتموا إلى تلك المدرسة وتأثروا بها، وكان من أشهرهم في مجال الفن التعبيري وأول فنان بها هو الفنان الألماني هنري ماتيس.
8- المدرسة الرمزية
المدرسة الرمزية من المدارس التي لها الرؤية الخاصة بها، حيث إنها كانت تعتمد على الألوان بشكل كبير، ورأى رواد المدرسة أن كل لون من الألوان شأنه التعبير عن الحالة النفسية، ويجب على الرائي أن يتذوق اللوحات للوصول إلى المعنى الذي يقصده الفنان.
كان الاعتماد الكلي في تلك اللوحات على الرموز الغامضة، وظهر ذلك بشكل واضح في الكثير من اللوحات التي وردت عن المدرسة، كلوحات الفنان التشكيلي البريطاني دانتي روزيتي وذلك من خلال رسمه اللوحة التذكارية بياتريس والتي كان ترمز إلى وفاة زوجته.
علاوة على ذلك فإنه كان هناك الكثير من الفنانين الذين انتموا إلى تلك المدرسة واهتموا بقواعدها، ومن أشهرهم غوستاف مورو، وجيمس وسلر، وشافان.
9- المدرسة المستقبلية
كانت تحاكي تلك المدرسة الواقع إلى درجة كبيرة، حيث إن جميع الفنانين الذين كانوا ينتمون إليها يعتمدون بصفة عامة على محاكاة العصر بكل الطرق ورسم التقدم التكنولوجي الذي وصل إليه العالم في الوقت الراهن، وكان هذا واضح جدًا في اللوحات التي كانت تحتوي على الأساليب والتقنيات الحديثة.
علاوة على ذلك فمن الممكن اعتبار أن المدرسة المستقبلية واحدة من المدارس الممتدة عن المدرسة التكعيبية، بالإضافة إلى أن فنانين المدرسة كانوا يعتمدون بشكل خاص على التعبير عن الحركة السريعة التي تتواكب مع عصر السرعة، وكان هناك الكثير من الفنانين الذين انتموا إليها وكانوا من روادها، مثل جينو سيفيريني، والفنان التشكيلي كارلو كارا، وآمبيرتو بوكسواني.
هناك الكثير من المدارس الفن التشكيلي، والتي ساعدت على إخراج العديد من الفنانين الكبار منذ القدم، حتى اتخذت العديد من المدارس الحديثة تلك المدارس نهجًا لظهور فنانين بارعين.