ما هي سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية؟

منذ 22 أيام
ما هي سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية؟

سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية يهتم بدراستها كل المنشغلين بعلم النفس والتحليل النفسي والمجالات التربوية أو التعلمية، فالنظرية السلوكية أو علم النفس السلوكي هو العلم المختص بتحليل سلوك الإنسان الذي اكتسبه من المؤسسات التعليمية والتربوية والمجتمعية، لذلك فإن دارسة سلبياتها وإيجابياتها تمثل أهمية كبرى في تحديد دور هذه المؤسسات وكيفية تطويرها، وللتعرف على هذه السلبيات والإيجابيات يمكنكم متابعة مقالنا عبرموقع ايوا مصر.

تعريف النظرية السلوكية

  • قبل البدء في ذكر سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية يجب معرفة تعريف النظرية السلوكية في علم النفس
  • فتعتمد هذه النظرية على دراسة المثير والاستجابة لدى الأفراد لتوضح أن كل سلوك من الفرد هو بالضرورة استجابة لمثير تعرض له، لذلك فإن هذه النظرية تهتم بدراسة السلوكيات البشرية لدراسة إمكانية تعديلها أو تعلم الجديد منها.
  • وترى هذه النظرية التي تعد من نظريات علم النفس أن السلوك البشري عبارة عن عدة عادات تتأثر بمراحل التعلم والنمو المتعددة أو من البيئة المحيطة، لذلك فإن حتى السلوكيات الشاذة يمكن تعديلها عن طريق التركيز في تعلم سلوكيات جديدة نظرًا لأن تكونها كان مجرد استجابة لظروف خاطئة.

تاريخ النظرية السلوكية وروادها

  • كانت بداية النظرية السلوكية في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين، ويعتبر العالم الأمريكي (كان والطسون) أبرز مؤسسي هذه النظرية، وقد بدأ في عام 1912 وضع أسس هذه النظرية، وكان من أول مباحث هذا العالم هو تعريف السلوك البشري وارتباطه بعلم النفس.
  • ثم مرت هذه النظرية بعدة تطورات، وأصبح الإرشاد السلوكي ذو أهمية كبرى في منتصف القرن العشرين، وتم وضع عدة نظريات من مجموعة كبيرة من أشهر علماء النفس اعتمادًا على النظرية السلوكية، وعلى رأس هؤلاء العلماء المؤثرين كان العالم المعروف إيفان بافلوف.
  • ويعتبر العالم (كان والطسون) من أشهر وأهم علماء علم النفس المؤثرين، وهو من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، وتأثرت أفكار هذا العالم الكبير بأفكار العالم الروسي الشهير إيفان بافلوف
  • تعتبر أفكار كلا العالمين هي اللبنة الأساسية في وضع النظرية السلوكية وأسس بنائها وتطويرها، وأصبحت هذه النظرية بعد التطورات التي طرأت عليها أحد أهم نظريات علم النفس العلاجي والتربوي.

أهم أهداف النظرية السلوكية

لدراسة إيجابيات وسلبيات النظرية السلوكية يجب معرفة أهم الأهداف التي تسعى النظرية لتحقيقها على مستوى الفرد والمجتمع، وتتلخص هذه الأهداف في النقاط التالية:

  • تطوير التعليم أو مؤسسات التعلم المختلفة عن طريق إضافة مواد تعليمية أو أنشطة ثقافية وتعليمية تهدف إلى تحسين العادات ومن ثم تعديل سلوك المتعلم بشكل عام نتيجة تعزيز الدوافع المرتبطة بالسلوكيات الحسنة.
  • ربط السلوكيات الشاذة أو غير المرغوب بها مجتمعيًا بمثيرات كريهة، مما يؤدي إلى الابتعاد عن هذه السلوكيات ووأدها.
  • تنمية السلوك اللغوي عن طريق تعزيز جوانب السلوك اللغوي المختلفة، ويتم ذلك عن طريق تزويد اللفظ المنطوق بصورة له أو عن طريق إضافة معززات محببة للفظ المنطوق ومسمياته.
  • التخلص من مشكلة الخوف من الدراسة عند الطلاب عن طريق إزالة المثيرات المخيفة المرتبطة بالمدرسة.
  • التخلص من السلوكيات السلبية أو الشاذة أو غير المرغوب بها بسلوكيات إيجابية صحيحة عن طريق التعلم والعلاجات السلوكية.

أسس ومبادئ النظرية السلوكية

اعتمدت هذه النظرية على عدة أسس ومبادئ، وقد ساعدت هذه المبادئ على اعتبارها من أهم النظريات النفسية التي يمكن الاعتماد عليها في مجالات التعلم، ويمكن تلخيص هذه المبادئ فيما يأتي:

تحديث السلوك

  • وهو عبارة عن ملاحظة سلوكيات المتعلم وتحليلها ووصفه بدقة، ثم تجزئة هذا السلوك إلى عدة عناصر فرعية يمكن التعامل معها بشكل مفصل كل عنصر على حدا.

توفير مثيرات إيجابية للعملية التعليمية

  • وهو الاهتمام بالمثيرات الإيجابية الخاصة بالعملية التعليمية بنفس درجة الاهتمام بالمعلومات ودمجهم في محتوى تعليمي خاص يساعد المتعلم في الوصول إلى السلوكيات الإيجابية المراد تعليمها
  • ويأتي ذلك عن طريق تجزئة هذه المثيرات والمعلومات على هيئة وحدات صغيرة يمكن فصلها عن بعضها والاستفادة من كل وحدة على حدى.

التدرج في صياغة مسيرات المحتوى التعليمي

  • وفي هذه الخطوة يتم ترتيب المثيرات والمعلومات بطريقة مناسبة للمتعلمين، فيتم ترتيبها على نحو يكون فيها الوحدات السهلة تأتي قبل الوحدات الصعبة من المحتوى.
  • كما يتم وضع الوحدات البسيطة قبل الوحدات الأكثر تعقيدًا، وبهذه الطريقة يمكن للمتعلم الاستفادة والاستيعاب بشكل أكبر.

إيجابيات النظرية السلوكية

عند الدراسة المفصلة لسلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية نجد أن هذه النظرية تتمتع بالعديد من المميزات التي تجعلها ذات أهمية كبيرة، ومن أهم هذه الإيجابيات المؤثرة:

  • تعتبر هذه النظرية مزيج بين المدرسة التقليدية ومدرسة العلاقات الإنسانية.
  • تميزت هذه النظرية بكونها شاملة بشكل أكبر من كافة النظريات التي كانت معروفة وقتها.
  • أنتجت هذه النظرية مدارس العلاج السلوكي، وهذه المدارس العلاجية تعمل على تحديد السلوكيات الإيجابية المطلوبة ومن ثم وضع خطة علاجية لتعلم هذه السلوكيات، وتتم مراجعة النتائج وتقييمها بشكل دوري وفق الخاضعين لهذه العلاجات السلوكية والمعالجين.
  • تعتمد النظرية السلوكية على السلوكيات الحاضرة في الوقت الراهن ليس على السلوكيات الماضية في أوقات لاحقة.
  • عند استخدام هذه النظرية في العلاج يتم توضيح الخطة العلاجية وأهداف العلاج وطريقة العلاج حسب ما يناسب الحالة.
  • تركز هذه النظرية على تقييم النتائج التي وصل إليها العلاج بشكل موضوعي.
  • إذا تمت مقارنة مدة العلاج بهذه الطريقة بمدة العلاج عن طريق مدرسة التحليل النفسي، فإن هذه الطريقة تتميز بتحقيق نتائج سريعة.

سلبيات النظرية السلوكية

ولتكوين وجهة نظر علمية محايدة عن هذه النظرية عن طريق دراسة سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية، فإنه يتضح عدة سلبيات لهذه النظرية، ويمكن تلخيص هذه السلبيات في النقاط التالية:

  • اعتمدت هذه النظرية في وضع أسسها على الأفكار التي نتجت عن دراسة التجارب التي تم عملها على مجموعات الفئران، والتي ثبت تشابهها مع جماعات الإنسان، لذلك فإن هذه النظرية تبسط السلوك الإنساني وديناميكية الجماعات.
  • همشت هذه النظرية دور إرادة الإنسان وقدرته على التعامل مع الظروف وتحليلها والتكيف معها، وأعطت للظروف والبيئة المحيطة النصيب الأكبر في التأثير المطلق على سلوك الفرد.
  • تنكر هذه النظرية وجود قيم ومعتقدات داخلية يمكنها التحكم في سلوكيات الفرد، فهي لا تعطي أي تأثير لوجود القيم داخلية على السلوك.
  • يعتبر البناء الإنساني والوجداني للإنسان من وجهة نظر هذه المدرسة مجرد ماكينة تعمل بشكل آلي، فهو مجرد مستجيب للمثيرات دون قدرة على تغيير المسارات أو تحديد المصير.
  • لا تعطي هذه المدرسة أي أهمية للضمير الإنساني، ولا تعتبر له أي وجود أو دور في توجيه سلوكيات الفرد في قراراته أو ردود أفعاله.
  • تركز هذه النظرية على السلوكيات الحاضرة فقط، وبالتالي يمكن إهمال بعض تجارب الماضي أو إهمال علاج بعض الترسبات النفسية من التجارب الماضية.
  • تعتمد هذه المدرسة العلاجية في دراسة السلوكيات الظاهرة أمام الناس وتهمل كون العديد من السلوكيات تكون غير نابعة من اقتناع داخلي.

وللمزيد من الإفادة قم بالتعرف على: نظرية المثل عند أفلاطون: مفهومها والركيزة الأساسية فيها

وبهذا نكون قد انتهينا من توضيح سلبيات وإيجابيات النظرية السلوكية، وقدمنا أيضًا نظرة شاملة عن كل ما يخص هذه المدرسة العلاجية من تاريخ نشأتها وأسسها وأهم روادها، ونتمنى أن نكون أفدنا المهتمين بالجانب النفسي والتربوي وساعدناهم في وضع خططهم التربوية والتقويمية والعلاجية للطلاب أو غيرهم.

 


شارك