أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كانت؟
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرت في الكثير من الكتب حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام من أحسن الناس خلقاً، ومن أكرم الناس وأتقاهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا)، وقول السيدة عائشة عنه كان خلقه القرآن، فهي إشارة عظيمة على حسن أخلاقه والتي كانت بإتباع القرآن الكريم، فتكون بفعل الأوامر واجتناب عما نهى الله عنه، وفي هذا المقال سنتعرف على أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم عبر موقع ايوا مصر.
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
إن أفعال الرسول وأقواله مقتبسة من القرآن الكريم، واشتملت أخلاقه على عدة صفات، أهمها:
الصدق
- لقب الرسول عليه الصلاة والسلام من قبل البعثة بالصادق الأمين، فكان أهل مكة يأتمنون أسرارهم عنده، من المال والحوائج.
- عندما بعثه الله بالرسالة، صعد عليه الصلاة والسلام إلى جبل الصفا، ونادى في قريش: (رَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟، قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا).
- بل وأن ألد أعداءه وصفوه بالصدق، وشهدوا على ذلك، عندما قام النضر بن الحارث يخاطب زعماءه من قريش، فقام هرقل بسؤال أبي سفيان هل كنت تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فقال أبو سفيان لا.
- وصفه الله عز وجل في كتابه الكريم بالصدق، في قوله تعالى (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون)، ووضح العلماء أن الذي جاء بالصدق هو النبي عليه الصلاة والسلام، والصدق هو القرآن الكريم.
- أوصى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالتحلي بالصدق لقوله صلى الله عليه وسلم (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ).
الأمانة
- تعد من أهم الأخلاق التي اتصف بها قبل البعثة.
- تعد الأمانة هي الصفة التي تسببت في زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، مما سمعته عنه من اتصافه بالأخلاق الحميدة.
- واتصف بها في أصعب الظروف التي مر بها في حياته، فعندما خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة، أمر علي بن أبي طالب بالبقاء خلفه ليرد الأمانات إلى أهلها.
الرحمة
- كان أرحم الناس بأمته عليه الصلاة والسلام.
- وشهد الله بها عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيم).
- حيث كان الرسول يرحم بالمؤمنين أكثر من أنفسهم كما وصفه الله تعالى في كتابه.
العدل
- قام عليه الصلاة والسلام باستخدام صفة العدل على القريب والبعيد.
- عندما سرقت امرأة من المخزوم، وقام أسامة بن زيد رضي الله عنه بالشفاعة لها عند الرسول، تغير وجه الرسول وغضب، وقال (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها).
- اتصف الرسول عليه الصلاة والسلام بالعدل بين زوجاته حتى لا تقع في نفوسهن غيرة من بعضهن.
الحلم
- هذه الصفة اتصف بها الرسول منذ صغره.
- وحياته مليئة بالمواقف التي تدل على حلمه، حيث جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجذبه من ردائه أثرت في عاتقه الشريف، وقال له أؤمر لي من مال الله عندك، فالتلفت الرسول صلى عليه وسلم وابتسم وأمر له بالمال، مما يدل على حلمه.
- كذلك عفوه عليه الصلاة والسلام عن المرأة اليهودية التي حاولت أن تقتله شاة مسمومة.
- وكذلك عفوه عليه الصلاة والسلام عن المشركين الذين أسروا يوم حديبية.
الشجاعة
- تعد الشجاعة من أعظم الخصال التي يتصف بها الرجال الأقوياء، فلا يعرفون طعم الخوف أبدا.
- ومن المواقف الدالة على شجاعة الرسول يوم حنين، حينما اختلطت صفوف المسلمين وهرب البعض منهم من المعركة، وقف الرسول عليه الصلاة والسلام بثبات الشجعان، ونادى في الصفوف: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب).
- كذلك يوم أحد عندما خالف الرماة ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام، وبدأ انسحاب المسلمين، فوقف الرسول عليه الصلاة والسلام وحوله ثلة قليلة من الصحابة، ومنهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فقال له الرسول (ارم فداك أبي وأمي).
- وله الكثير من المواقف الحاسمة التي سجلها التاريخ في مواجهة الأعداء، فيتصدى لها بإيمان راسخ، لقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه (كنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولقيَ القومُ القوم، اتَّقَينا برسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فما يكون منَّا أحدٌ أدنا مِنَ القومِ منهُ).
- ومن شجاعته عليه الصلاة والسلام الوقوف أمام الظالم ونصرة المظلوم.
- ومن هذه المواقف عندما دخل تاجر مكة يتاجر بالإبل فاشترى أبو جهل منه، ومماطل له في المال، فأصبح ينادي في أهل مكة أن يردوا مظلمته، فلم يجبه أحد فهم يخافون أبو جهل، وأشاروا له على النبي عليه الصلاة والسلام، فذهب إليه واستجار به، فذهب النبي معه إلى أبي جهل وطلب منه أن يعيد للرجل حقه، فخاف أبو جهل منه ودخل مسرعا وجاء بحق الرجل، وانصرف الرجل ملتحقا بقومه.
التواضع
- يعد الرسول من أشد الناس تواضعا، فعلى رغم عظم مكانته ورفعة منزلته، إلا أنه كان متواضعا بعيدا عن الكبر والبطر.
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجلس بين أصحابه فلا يميزه الغريب من بينهم لقول أبي هريرة رضي الله عنه(كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ، فطلَبْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أن نَجْعَلَ له مجلسًا يَعْرِفُه الغريبُ إذا أتاه).
- كان الرسول لا يحب أن يناديه الناس بأنه أعلى منهم، وكان يقول لهم لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله.
الكرم
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم جوادا كريما، وأشد ما يكون كريما في رمضان.
- فكان يعطي المحتاج بسخاء دون أن يخشى الفقر.
- روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَوْ كانَ لي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ما يَسُرُّنِي أنْ لا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثٌ، وعِندِي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ).
الحياء
- قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حَياءً مِن العَذْراءِ في خِدْرِها).
- ومن حياءه عليه الصلاة والسلام حياءه من الله عز وجل، حينما قال موسى عليه الصلاة والسلام أن يرجع إلى ربه ويطلب منه التخفيف في الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (قد استحييت من ربي).
الزهد
- اتصف الرسول عليه الصلاة والسلام بالزهد في الدنيا، والرضا بما يشبع من الطعام والشراب، وصبره على قسوة العيش، وكان طعامه التمر والشعير، وكان يمر الشهر والشهرين ولا يوقد النار في منزله، ويكتفي هو وأهله بالتمر والماء.
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجوع حتى يقوم بربط الحجر على بطنه، لقول عمر بن الخطاب: (قد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يظلُّ اليومَ يلْتَوي، ما يجدُ دَقَلاً يملأُ به بطنَه).
- كان عليه الصلاة والسلام ينام على الحصير، ويحشو وسادته من الليف، ويلبس البرد الغليظ، وبيده لو أراد أن يعيش ويلبس أجمل الثياب، إلا أنه اختار الزهد في الدنيا.
الصبر
- كان أكثر الناس التي تصبر على الأذى.
- كلما رأى أذى وهو يدعو إلى الله يتسلح بقوله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَاصَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل).
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث
أخلاق الرسول في الحديث والكلام هي:
- أوتي الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم، فلم يكن يتحدث ويسرد في حديثه.
- كلامه مفهوم وواضح يستطيع أن يحفظه من يجالسه.
- كان يعيد كلامه ثلاثة مرات حتى يستطيعوا أن يحفظوه ويثبتوه عنه.
- كان طويل السكوت، ولا يتكلم إلا إذا دعت الحاجة إلى الكلام.
- يفتتح عليه الصلاة والسلام كلامه بذكر الله عز وجل، ويختمه به.
- لا يزيد في حديثه بغير حاجة، ولا يقصره عن المطلوب.
- لم نبذ طعام أو شراب طوال حياته.
- لم يغضب عليه الصلاة والسلام لنفسه أبدا.
أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته
كان الرسول عليه الصلاة والسلام حسن الخلق مع زوجاته، ومنها:
- أنه كان يخدم نفسه، حتى لا يكون عبئا على أحد، لقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ؛ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شَاتَه).
- كان يستمع إلى حوار زوجاته حتى لو كان طويلاً.
- يكون فكره منشرح، وبال هانئ، ويصغي لهن بكل هدوء وسرور.
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وبناته
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام رقيق القلب، فلما دخل على ابنه إبراهيم وهو يحتضر ذرفت دموعه.
- وكان طيب التعامل مع بناته، فعندما أسر زوج ابنته زينب، ولم يكن قد أسلم بعد في غزوة بدر، فبعثت ابنته بقلادتها التي قد أهدتها أمها لها ليلة زفافها، فرق قلبه لها وأمر برد زوجها وحاجتها.
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أحفاده
- حيث كانت الرأفة عنوان تعامله مع الأطفال.
- ومن المواقف الدالة الواردة عنه: (أنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي وهو حَامِلٌ أُمَامَةَ بنْتَ زَيْنَبَ بنْتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم).
وبهذا نكون قد وفرنا لكم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال