الدروس المستفادة من سورة مريم
الدروس المستفادة من سورة مريم لا حصر لها، ويأتي ترتيب سورة مريم التاسع عشر في القرآن الكريم وهي سورة مكية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، فيما عدا الآية رقم 58 و 71 نزلوا بالمدينة، وسورة مريم هي السورة الوحيدة في القرآن التي أطلق عليها اسم امرأة، تعرف معنا في المقال التالي على موقع ايوا مصر على الدروس المستفادة من سورة مريم.
الدروس المستفادة من سورة مريم
تحتوي سورة مريم على عدة دروس أساسية للاستفادة منها وأخذها نهج في الحياة وتشمل الدروس المستفادة من سورة مريم الآتي:
- التأكد والاعتراف بأن الله واحد لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأن ما يتداول بشأن أن سيدنا عيسى ابن الله كلام غير صحيح تماماً.
- تحتوي صورة مريم على العديد من قصص الأنبياء حتى تكون تلك القصص عظه وعبره يتم الاقتداء بها.
- توجه سورة مريم العبد إلى التأمل والتفكير في خلق الله وفي تفاصيل الكون، كما تساعد العبد على إحضار جميع جوارحه وتسخيرها لعبادة الله بحكمة وفهم.
- تحس السورة الكريمة العبد إلى الإلحاح في الدعاء والرجاء الدائم من الله وأن إلياس لا مكان له بين العبد وربه.
- تعلمنا سورة مريم آداب الحديث مع الله بالصوت الخافت، فتلاقي العبد مع ربه تلاقي قلوب فالله يشعر بما يدور بقلوبنا ويلبي الصالح لنا.
- أعظم الدروس المستفادة من سورة مريم هي اليقين أن الله لا يجلب إلا خير، حتى وإن كان العبد يرى عكس ذلك.
الدروس المستفادة من قصة زكريا في سورة مريم
اكبر عبرة يمكن أن يخرج الإنسان منها من سورة مريم هي قصة سيدنا زكريا عليه السلام لما حدث بها من الآتي:
- دعاء زكريا ربه أن يهبه ولداً دون يأس رغم أن امرأته عاقر ،فبشره سبحانه وتعالى و وهبه يحيي.
- دعاء سيدنا زكريا بالمستحيل ولكن بيقين وأمل فقدم الله له المستحيل، وفي ذلك إشارة منه سبحانه وتعالى يحثنا على الدعوة والرجاء دون خجل أو تردد، وفقدان الأمل.
- وأهم ما يستفاد منه في تلك القصة أن دعوة العبد لله مسموعة وان المستحيل عند العباد في يد الله وحده يقول له كن فيكون.
العبرة من قصة مريم وسيدنا عيسى
قصة واحدة تحمل في مكنونها العديد من العبر والمعجزات التي تجعل اللسان عاجز عن قول شيء سوى التوحيد بالله ومن الدروس المستفادة من سورة مريم وسيدنا عيسى الآتى:
الصبر
قد يشعر الإنسان أنه ابتلى ولكن الله بكفاءة دوماً بالخير، ويتضح ذلك من صبر وقوة تحمل مريم وصعوبة موقفها من ولادة سيدنا عيسى بدون اب، ولكنها احتسبت موقفها وما تمر به عند الله، فكانت معجزة الله ومكافئته لها أن يصبح سيدنا عيسى نبي الله.
بر الوالدين
حسنا الله على بر الوالدين والتهوين عليهم وارضاءهم، وتحقق ذلك من خلال بر سيدنا عيسى لوالدته وهو في المهد.
فضل قراءة سورة مريم
فضل قراءة سورة مريم مثل فضل قراءة جميع السور القرآنية الكريمة في كتاب الله عز وجل، ولكن سورة مريم بالتحديد ورد عنها الآتي:
- سبب دخول النجاشي ملك الحبشة في الإسلام عندما تم تلاوتها عليه أثناء هجرة المسلمين الأولى إليه، ومنذ أن وقعت على أذنيه شعر أن الدين الإسلامي رسالة متصلة لتكملة مسيرة الأديان السماوية التي تسبقه، فأعلن إسلامه وقرر حماية المسلمين والوقوف معهم ضد قريش.
- أوصي العديد من الشيوخ بقراءة سوره مريم للسيدات الحوامل والمقبلين على الولادة لما بها من أمل وتخطي جميع الآلام، ويقال إنها تبعث الراحة النفسية والسكينة والطمأنينة من خلال تحمل وقدرة السيدة مريم، فتمر تلك الفترة على المرأة بسلام.
- من يرى أو يحلم في منامه بسورة مريم وتفاصيل منها يدل ذلك على بشارة بالخير والسعادة والرزق.
سبب نزول سورة مريم
جاء عن سبب نزول سورة مريم على الرسول صلى الله عليه وسلم الآتي:
عندما تأخر الوحى على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ظل يدعو الله أن يبعث له جبريل عليه السلام بالوحي وعندما جاء جبريل قال للنبي عليه السلام (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا).
فوائد سورة مريم
عند التطرق إلى تفاصيل الدروس المستفادة من سورة مريم سنجد فوائد وفي مكنون كل آية على أن تكون الآتي:
- كان سيدنا زكريا يحس ابنه يحيى عليه السلام على العمل والاجتهاد والسعي والتقرب لله، وأن لكل مجتهد نصيب، كما كان يدعوه أن ينشر العلم والمعرفة والوعي بين الناس، وهذا ما يتمناه ويسعى إليه كل أب حتى يومنا هذا.
- جاء بصورة مريم تحذير صريح ووعيد من الله إلى الكفار على عبادتهم للأصنام وابتعادهم عن الله، واحتوت على معجزات توضح عظمة الخالق وقدرته حتى تصبح مرجع للمؤمنين الموحدين بالله.
- وضحت سورة مريم جزاء الكافرين وجزاء المؤمنين ووصفت الجنة والنعيم، وما سيمر به العباد يوم القيامة، وتركت الاختيار للجميع، ييسر الله لنا الأمور حتى نكون مخيرين برغبتنا، {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا} (مريم:98).
مقاصد سورة مريم
جاءت سورة مريم لتقف سد منيع أمام أكاذيب الكفار وتوضح أن الله قادر على فعل المعجزات دون أسباب يعلمها البشر ولكن لحكمته فقط ومن ضمن تلك المقاصد التي تعد من الدروس المستفادة من سورة مريم الآتي:
- {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} (مريم:96)، وهنا وعد صريح من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين أن يجعل داخل قلوب عباده الصالحين مودة ورحمة وحب.
- إنهاء الجدل حول البعث والخلود من خلال يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} (:85-86).
- {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} (مريم:98) تعد تلك الآية من أقصى الدروس المستفادة من الله لعباده حتى يدركوا أنه امه فانية اهلك قبلهم وسيهلك بعدهم وأن العباد في غفلة والله لا يغفل أبداً.
- تم ذكر اسم الله بالرحمن ستة عشر مرة في سورة مريم للتأكيد على رحابة الله ورحمته بعبادة، حتى يكون رداً على الكافرين الذين شككوا في رحمة الله.
- {جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} (مريم:61-62)، ووصف الله الجنة للعباد حتى يبشرهم بالنعيم الذي ينتظر الموحدين بالله وخسارة المشركين.
الدروس المستفادة من سورة مريم قائمة على اجتهاد وعلم شيوخ وعلماء أجلاء، كما أن تلك الدروس نقطة في علم الدروس المستفادة في كتاب الله عز وجل فكلما اقترب العبد كلما مد الله له يد العون والعلم والمعرفة.