كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن
كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن الصيام هو فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بصيام شهر رمضان من كل عام، ولكن كذلك منح الله عز وجل رخصة الإفطار لمن لا يقدر على الصوم ولكن بضوابط معينة، سنتعرف عليها من خلال هذا المقال من خلال موقع ايوا مصر
رخص الإفطار في شهر رمضان
يتميز ديننا الإسلامي الحنيف باليسر والسماحة واللين والحرص على المصلحة العامة للإنسان والأمة في تشريعاته وأحكامه، ولهذا فقد شرع الإسلام رخصًا للتيسير على المسلم في قضاء عباداته الشرعية، وهذا استنادًا إلى القاعدة الفقهية الشهيرة التي تنص على أن “المشقة تجلب التيسير”، وهذا تأكيدًا لقول الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم-: (إن الدين يسر) رواه البخاري، وبالنسبة لفريضة الصيام فإن الرخص الممنوحة بشأنها والتي تبيح الإفطار هي:
أولاً: السفر
- حيث أباح الإسلام الإفطار في حالة السفر لما فيه من تعب ومشقة ولكن بشروط محددة، منها ألا تقل المسافة عن 81 كيلو متر، وهي نفسها المسافة التي تبيح استخدام رخصة القصر في الصلاة، وأن يبدأ الشخص في رحلة السفر قبل طلوع الفجر، وهناك شرط ثالث وهو ألا يكون الشخص من المداومين على السفر، فهنا لا يصح له الإفطار إلا في حالة أن الصوم سيصيبه بالمرض أو الضرر.
ثانيًا: المرض
- والمقصود بالمرض هنا هو نفس شروط المرض الذي يبيح استخدام رخصة التيمم، وهو المرض الذي يستوجب حدوث أذى أو ضرر على الشخص في حالة الصوم أو التيمم، أو زيادة شدة الحالة المرضية، أو في حالة أن الصوم سيسبب بطء شفاء المرض والبراءة منه، وقد قسم الاطباء أنواع المرض إلى:
- المرض اليسير: وهو المرض الذي لا يسبب أي مشقة أو ضرر على الصائم، مثل الصداع أو الانفلونزا ومرض السكر القابل للسيطرة، وقد أجمع جمهور العلماء على إنه لا يجوز استخدام رخصة الإفطار مع المرض اليسير أو البسيط الذي لا يسبب أي مضاعفات للمريض أثناء الصيام.
- المرض الذي يجوز فيه الإفطار للصائم: وهذا النوع من المرض يطلق عليه المرض المرخص، بمعنى المرض الذي يبيح لصاحبه الإفطار دون حرج، وهذا المرض هو الذي قد يستطيع صاحبه الصوم ولكنه يصاب بالضرر جراء هذا الصيام، ولكنها مضرة لا تؤدي إلى الهلاك، ولكن يكون الصيام هنا سبب في زيادة المرض أو بطء الشفاء منه، هكذا أباح الفقهاء له الإفطار وكرهوا له الصوم.
- المرض الموجب للإفطار: وهو المرض الذي لا يستطيع الإنسان المسلم الصيام بسببه، حيث يسبب له الصيام في هذه الحالة مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، وهذا يكون ناتج عن تشخيص الطبيب الثقة الأمين، وهنا يجب على المريض في هذه الحالة الإفطار بل ويحرم عليه الصيام، وهذا لأنه يؤدي بنفسه إلى التهلكة، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على النفس وعدم إيذاءها في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29).
ثالثًا: كبر السن
- يعد كبر السن والعجز من الأسباب التي تبيح الإفطار في رمضان، حيث أجمع الفقهاء أن كبير السن الذي يصيبه ضرر ومشقة في الصيام يجوز له الإفطار دون حرج، وعليه إخراج الكفارة ولا قضاء عليه.
الصيام للمريض بمرض مزمن
- كما ذكرنا من قبل فإن المرض ينقسم إلى نوعان نوع يرجي شفاؤه بعد فترة، والنوع الثاني هو المرض المزمن الذي لا يرجي شفاؤه ويستمر مع صاحبه طول العمر، فالمريض بمرض مزمن لا يرجى شفاؤه لا يجب عليه الصوم ولا ينبغي له القضاء لأنه في الأساس لا يستطيع الصوم، ويجب أن يقر الطبيب المعالج بذلك وأن يكون هذا الطبيب أهل للثقة وإبداء الرأي، ولهذا فعليه الكفارة أو الفدية عن الأيام التي يفطرها في رمضان بإطعام مسكينًا عن كل يوم يفطره من أوسط ما يطعمه أهل المنزل، أو إخراج قيمة الوجبة نقود لا تقل عن 10 جنيهات لليوم الواحد، وكذلك عليه أن يخرج وجبة واحدة عن اليوم وليس وجبتان للسحور والإفطار، والله أعلم.
بعض الفتاوي الخاصة بالمصابين بمرض مزمن أثناء شهر رمضان
س: تسأل سيدة ابنتها مريضة بالسكر عمرها 16 عامًا وقد منعها الأطباء من الصيام، فهل عليها كفارة؟
- يجيب الشيخ (عويضة عثمان) أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال ويقول: “طالما أن الأطباء منعوا عنها الصيام خوفًا على حياتها فلا يجب عليها الصيام، بل تخرج كفارة الإطعام بأن تخرج وجبة إفطار لمسكين واحد يوميًا، حيث أن المرضى نوعان نوع يرجى شفاؤه ونوع آخر مريض بمرض مزمن لا يبرأ منه، وديننا دين يسر لا عسر والله أعلم”.
س: يسأل شخص عن حكم إفطار والده لظروف مرضية، يجوز إخراج كفارة أم يجب عليه القضاء؟
- يجيب الشيخ (محمد عبد السميع) أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال قائلاً: “لو كان الوالد على قيد الحياة ويستطيع القضاء فيجب عليه القضاء ولا يجوز إخراج الكفارة، أما إذا كان مريض بمرض مزمن لا يقوى على الصوم أو كان توفاه الله فيجب إخراج كفارة الصيام بأن تتطعم مسكينًا واحد كل يوم بإخراج وجبة طعام من أوسط ما تطعمون او ما يقابلها بالقيمة النقدية.
شاهد ايضا:من يباح لهم الفطر في رمضان؟ وحالات فطر المريض والمسافر
س: تسأل سيدة هل يجوز إخراج كفارة عن إفطار المرأة الحامل في رمضان دون القضاء؟
- يجيب الشيخ (عويضة) عن هذا السؤال فيقول: “بالنسبة للمرأة في حالة الحمل والإرضاع فلا يجوز لها إخراج الكفارة بل يجب عليها القضاء، حيث أن الحامل والمرضعة تعامل معاملة المريض بمرض مؤقت أي أنه مرهون بوقت وسيزول سبب الإفطارـ ويجب عليها فور انتهاء فترة الحمل والرضاعة وما يتبعها من ظروف صحية، أن تقضي ما فاتها، فلا تجزي الفدية عن الصيام إذ لا بد لها من القضاء.
س: وتسأل سيدة أخرى عن كيفية حساب الأيام التي افطرتها خلال فترات الحمل والرضاعة المتكررة؟
- فأجابها الشيخ (عويضة): “قومي بحساب عدد الأيام بالتقريب عن كل سنة حمل ورضاعة، ثم أبداي بالصيام يوم في الأسبوع أو يومان في الأسبوع، ومن الممكن صيام النوافل والتطوع بنية القضاء كذلك مثل الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر، أو وقفة عرفات فكل النوافل يجوز صيامها بنيتين، وكذلك لا يشترط التتابع في قضاء الأيام، فيجب على المسلم أو المسلة التيسير على نفسه والتخفيف طالما هناك مساحة لذلك.
وختامًا قدمنا لكم مقال عن كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن وشرحنا لكم أنواع المرض والرخصة الممنوحة لكل نوع، وكذلك شرحنا الأحوال الأخرى التي يجوز فيها الإفطار وهي المرض والسفر وكبر السن والحيض والنفاث، عن قيمة كفارة الصيام للمريض بمرض زمن لا يرجى شفاؤه قلنا أنه يجب أن يطعم مسكين عن كل يوم بإخراج وجبة طعام من أوسط ما يطعمه أهل المنزل.
أو إخراج ما يقابلها أموال نقدية، وأما بالنسبة للحامل والمرضعة فقلنا أنه لا يوز لها إخراج الكفارة فقط، بل يجب عليها قضاء ما فاتها من صوم مثلها مثل المريض بمرض مؤقت ولا تلزمها إخراج الكفارة فالقضاء يكفي، ونرجو أن نكون قد استطعنا تقديم الرد المفصل والافي على استفساراتكم بشأن كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن.