من هو ابن كثير الدمشقي

منذ 23 أيام
من هو ابن كثير الدمشقي

من هو ابن كثير الدمشقي؟ وما هو العلم الذي اختص به؟ حيث إن هناك العديد من العلماء في التاريخ الإسلامي الذين برعوا في الكثير من العلوم الدينية ومن أحد أشهر هؤلاء المفسرون هو العالم الشهير ابن كثير، وسنعرض لكم من خلال موقع ايوا مصر إجابة سؤال من هو ابن كثير الدمشقي وكل ما تحتاجون معرفته عن سيرته.

من هو ابن كثير الدمشقي

يعد ابن كثير الدمشقي من أشهر علماء الفقه والتفسير الذين وردوا في التاريخ الإسلامي العريق، وقد برع في العديد من العلوم الشرعية المختلفة، كما تمكن من تفسير الآيات القرآنية باستفاضة وحللها، وأوضح للناس ما هو المراد من هذه الآيات، وللتعرف أكثر إلى هذا العلَّامة وتاريخهـ والإجابة عن سؤال من هو ابن كثير الدمشقي باستفاضة، تابعوا قراءة الفقرات التالية.

نسب ومولد العالم ابن كثير الدمشقي

من أول الأمور التي يتم ذكرها عند سؤال من هو ابن كثير الدمشقي هي معرفة نسبه والمكان الذي ولد به، فكان:

نَسبه: هو سماعيل بن عمر بن كثير بن ضَوْ بن كثير بن درع الإمامُ القرشيُّ الحافظ.

كُنيته: كانت كنية ابن كثير الدمشقي هي أبي فداء، وكان لقبه الذي اشتهر به وإلى الآن هو ابن كثير.

مولِده: ولد العالم الإمام ابن كثير الدمشقي في العام الهجري سبعمائة وواحد، في إحدى القرى الصغيرة التي تسمى مجدل، وقد ورد اسمها في بعض المصادر مجيدل، هذه القرية توجد بإحدى مدن البصرة.

أما عن والده، فهو الشيخ الخطيب شهاب الدين أبي حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي، والذي توفي بعد ولادة الإمام ابن كثير بأعوام قليلة، حيث توفي في العام السبعمائة من الهجرة، وتربى الإمام على يد أخيه كمال الدين عبد الوهاب، في العام السبعمائة وستة من الهجرة، وانتقل الأخَوان معًا إلى دمشق واستقرت أسرة الأمام بجوار مدرسة النورية، وهناك تلقى الإمام العلم.

نشأة الإمام ابن كثير الدمشقي

كما سبق وذكرنا أن الإمام العالم ابن كثير قد تربى على يد شقيقه الأكبر الذي قال عنه أنه تربى في كنفه قائلًا: ” كان لنا شقيقًا، وبنا رفيقًا شفوقًا” مما يعني أنه تربى على يده برفق وحسن معاملة، كما أنه ساعده في طريقه لتلقي العلم.

كما كان الإمام ابن كثير شاهدًا على الكثير من الأحداث التي تمت في القرن الثامن من الهجرة، فقد كانت الدولة في هذه الفترة من الوقت تحت حكم المماليك، وكانت من أبرز الأحداث التاريخية التي حدثت في هذه الفترة هجوم التتاريين على الدولة الإسلامية وتوالت الكثير من المجاعات على الدولة الإسلامية وانتشار الأوبئة والأمراض، تلك الأحداث التي أدت إلى وفاة العديد من الناس.

كما توالت حروب عدة في القرن الثامن من الهجرة، وكان من أبرزها حرب الصليبين مع المسلمين، وانتشار الفتن في الدولة الإسلامية ما بين الأمراء والوزراء، وبالرغم من كل تلك المساوئ التي حدثت في هذا العصر إلا أنه اعتُبِر في التاريخ كأحد عصور النشاط العلمي الذي انتشرت فيه المدارس وانتشر التعليم بكل بقاع الدولة الإسلامية.

كان البيت الذي نشأ وتربى فيه ابن كثير من البيوت ذات الطابع الديني، والذي كان له تأثيرًا واضحًا على أبنائه خاصةً ابن كثير بتميزه وحبه لعلم الفقه والتفسير وتميزه فيه.

الإمام ابن كثير الدمشقي وتلقيه العلم

في صدد إجابتنا عن سؤال من هو ابن كثير الدمشقي، يجب علينا معرفة العلم الذي كان الإمام يتلقاه منذ كان صغيرًا وحتى أصبح من أبرز علماء الفقه والتفسير، حيث استطاع الإمام ابن كثير أن يتميز في مجال الفقه والتفسير القرآني، وكان من محبي العلم والتعلم وكان لديه الشغف لكل ما يخص العلوم الدينية نظرًا لنشأته في بيئة مماثلة، ويمكن تلخيص أبرز مراحل تلقيه للعلم وهي أبرز أركان معرفة من هو ابن كثير الدمشقي في بعض النقاط التالية:

  • تمكن الإمام الجليل ابن كثير من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو بعمر الـ 10 سنوات، كما أنه كان مبدعًا في تفسير الآيات منذ هذا العمر الصغير، إضافةً إلى أنه تمكن من حفظ متن التنبيه ومختصر ابن الحاجب.
  • تمكن من حفظ الكثير من متون التجويد والفقه، وتعرف إلى الكثير من العلل والأسانيد التي مكنته من إقامة المناظرات في العديد من العلوم المختلفة كالنحو والفقه والتفسير.
  • تلقى الإمام ابن كثير العلم على يد الكثير من الشيوخ، والذي كان منهم: ابن تيمية، والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، أبو إسحاق الفزاري، بهاء الدين عساكر، أبو بكر محمد الصالحي، كمال الديم أبو المعالي الزملكاني، ابن الشحنة، وابن قاضي شهبة، ومحي الدين الشيباني، ومحمد بن الزراد، والعديد والعديد من أهل العلم الآخرين الذين ساعدوا الإمام ابن كثير على تلقي العلم الوفير الذي امتاز به عن غيره من أهل العلم.

مميزات الإمام ابن كثير وصفاته العقلية

هناك العديد من الصفات التي انفرد بها الإمام ابن كثير، والتي كانت أحد أهم الأسباب المساهمة في تميزه، والتي تعد من أوائل أركان الإجابة عن سؤال من هو ابن كثير الدمشقي، ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:

  • تمتع ابن كثير بقدرة عالية وفريدة على الحفظ، وذلك لامتلاكه ذاكرة قوية جدًا ساعدته على حفظ الكثير من العلوم الدينية والفقهية في وقتٍ قصير دون أن ينساها، تلك الصفة التي تعد من أهم مميزات أي صاحب علم سواء أكانت في العلوم الفقهية أو في أيٍ من العلوم الأخرى.
  • كانت لدى الإمام بان كثير قدرة عالية على الفهم بشكل صحيح، وتمتع بذكاء وقدرة عالية على الاستيعاب، مما أتاح له سهولة فهم علوم الفقه التي قد تكون من العلوم المعقدة المتشعبة بالنسبة للكثير من متلقيه.
  • كان الإمام يملك شخصية سَمِحة خفيفة الروح مما حبب فيه شيوخه وتلاميذه فيما بعد.
  • تمتع ابن كثير بتميزه للحق والعدل بين الناس، وكان يخالف كل البدع والأمور التي نهى الدين عنها، وكان متحيزًا متزمتًا لكل ما يخص الدين وكل ما جاء في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
  • كان لدى ابن كثير قيمه الخاصة ومبادئه التي لم يحيد عنها، وكان موضوعيًا وحياديَا في كل الأمور إلا الحق، فكان يتشدد للحق ولا يرضى الظلم لأحد.
  • امتاز ابن كثير بالخلق الهين اللين الحليم على من حوله، كما تمتع بسعة الصدر والصبر اللذان يعدان أهم صفات أهل العلم والفقه.
  • كان الإمام الشيخ يقدر علماءه وشيوخه ويكن لهم كل الاحترام، ومن الناحية الأخرى كان يحمل العطف واللين تجاه تلاميذه فيما بعد وكان كصديقهم ليس فقط مُعلمهم.
  • تمكن الإمام ابن كثير بسبب ما يملكه من رجاحة عقل وذكاء من وضع العديد من الفتاوى توضح ما حرم الله وما أحله، وما هي الأمور التي من المستحب أن يقوم بها المسلم وما هي الأمور المكروهة في الدين الإسلامي، وقام بذلك عن طريق دراسته وفهمه الممتاز للآيات القرآنية والأحاديث التي وردت في السنة النبوية عن الرسول -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
  • كان لا يخاف أحدًا ويقول الحق ولو على رقبته، وكان يؤمن بأن التغيير يأتي من النصيحة الحسنة، والنهي عن المنكر.

تدريس الأمام ابن كثير لعلوم الفقه

في عصر الإمام ابن كثير كانت له العديد من المدارس التعليمية القوية، مثل: المدرسة الصالحية، والمدرسة النجيبية، ودار الحديث الأشرفية، والمدرسة التنكزية، والمدرسة النورية الكبرى وغيرها الكثير من المدارس التي كانت تابعة للإمام الفاضل.

خرج من تحت يده العديد من العلماء ذوي المكانة العليا في العلم، ومنهم: محمد بن أبي محمد الجزري، ومحمد بن خضر القرشي، وشرف الدين مسعود الانطاكي النحوي، والحافظ علاء الدين بن يحيى الشافعي، ومحمد بن اسماعيل بن كثير، وابن أبي العو الحنفي وغيرهم من التلامذة.

كان للإمام ابن كثير دورًا في توضيح أغلب تفسيرات الدين بشكل صحيح للمتلقي، وكان ذلك عن طريق تأليفه للعديد من الكتب والمؤلفات الدينية، وكان من أشهر هذه الكتب هي الكتب التي تخصصت في علوم القرآن، وكتب السنة التي تناولت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة وتفسيراتها، كما كان له كتاب في الفقه وأحكامه وأصوله.

أبرز مؤلفات وكتب الأمام ابن كثير

عند سؤال من هو ابن كثير الدمشقي، يجب ذكر الأمور الأساسية التي في تميز بها ابن كثير عن غيره من العلماء، لذل فيجب ذكر المؤلفات والكتب التاريخية عن الإمام ابن كثير، حيث إن مؤلفات وكتب الإمام ابن كثير المختلفة من أهم المراجع الدينية التي يلجأ لها العديد من الناس إلى يومنا هذه، ومن أبرز المؤلفات التاريخية التي وردت عن الأمام ابن كثير- رحمه الله – ما يلي:

  • كتاب طبقات الشافعية: الذي يشرح فيه الإمام ابن كثير طبقات فقهاء مذهب الشافعية، مع ذكر نبذة بسيطة عن حياة كل عالم من علماء الفقه الشافعي.
  • كتاب اختصار علوم الحديث: الذي تم فيه شرح العديد من مجالات العلوم الحديثة، وهذا الكتاب كان مطبوعًا مع البعض من آراء الشيخ الباعث أحمد شاكر باسم.
  • كتاب تفسير القرآن العظيم ـ الذي اشتهر بتفسير ابن كثيرـ: ويعد هذا الكتاب بالمرتبة الثانية ما بين كتب التفسير المختلفة بعد تفسير ابن جرير، وهذا الكتاب يعتمد على التفسير بالرواية، ومن الجدير بالذكر أنه قُسم إلى أربعة أجزاء.
  • كتاب البداية والنهاية: تلك الموسوعة الضخمة من الكتب التاريخية التي تضم التاريخ منذ بداية الخلق وحتى القرن الثامن من الهجرة، وهذه الموسوعة قد تميزت بتجميع كل الآيات التي اختصت بكل نبي على حدا في بابٍ واحد، وتم ربطها معًا وتفسيرها بشكلٍ واضح.
  • مسند الشيخين: ويعني بالشيخين أبا بكرٍ وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- والذي ذكر فيه موقف إسلام أبو بكر الصديق وفضائله، وذكر سيرة الفاروق عمر بن الخطاب، وكان كل ما كتبه ابن كثير عنهما بدلالة من الأحاديث النبوية الشريفة.
  • كتاب التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
  • كتاب تخريج أحاديث مختصر بن الحاجب.
  • كما قام الإمام ابن كثير- رحمه الله – بترتيب مسند الإمام أحمد بالحروف الهجائية، كما قام بإضافة بعض زوائد الطبراني إليه.

كما كانت له العديد من الكتب التي اختصت بالتاريخ وغيرها العديد من المؤلفات التي نافعت العلم والناس في زمن بن كثير، وفي الأزمنة التي تلتها، وحتى يومنا هذا تستخدم تلك الكتب والمجلدات كمراجع أساسية لعلوم الدين والفقه وتفسير القرآن الكريم.

رأي العلماء في الإمام لبن كثير

كانت شهادة العديد من العلماء بمجال الفقه والتفسير للإمام لبن كثير- رحمه الله – هي شهادة خير، وشهادة على غزارة علمه وغزارة المادة التفسيرية التي يقدمها من خلال مؤلفاته وكتبه، فقد قال عنه أحد العلماء المُدعى لبن حجر: ” اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله، وجمع التفسير، وشرع في كتاب كبير في الاحكام لم يكمل، وجمع التاريخ الذي سماه البداية والنهاية، وعمل طبقات الشافعية، وشرع في شرح البخاري، وكان كثير الإستحضار، حسن المفاكهة، وصارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي”

أما الإمام الذهبي فقد تحدث عنه أنه محدث ماهر وبارع وقال إن كتبه قد أضافت الكثير من النفع والعلم، وكانت شهادة لبن حبيب عنه أنه أطرب آذان السامعين بفتاواه وحدث وأفاد الناس، واشتهر ابن كثير كذلك بإمكانية الضبط والتحرير، وأنه يحفظ المتون بشكل سريع.

كما أن هناك العديد من العلماء الذين مدحوا في مؤلفات الإمام ابن كثير، وذلك حيث قال السيوطي عن كتاب تفسير القرآن العظيم الذي عرف بتفسير ابن كثير: ” وله التفسير الذي لم يؤلَّف على نمطه مثله”

أضاف العالم ابن تغري بردي عن موسوعة البداية والنهاية التاريخية لابن كثير قائلًا: “وهو في غاية الجودة … وعليه يعول البدر العيني في تاريخه”

وفاة الإمام ابن كثير

آخر أركان إجابتنا عن من هو ابن كثير الدمشقي هي ذكر وفاته – رحمه الله- حيث توفي الإمام العلامة ابن كثير الدمشقي في اليوم السادس والعشرين من شهر شعبان في عام 774 من الهجرة النبوية عن عمر يناهز السبعة وأربعون عامًا.

توفي- رحمه الله- في دمشق ودُفن بها تفصيلًا في أحد المقابر الصوفية الراجعة لأحد معلميه المفضلين وهو الشيخ ابن تيمية الشهير- رحمه الله-، ويقال إنه دُفن في هذه المقبرة لأنه أوصى بذلك قبل مماته.

يقال في التاريخ إن جنازة الإمام ابن كثير الشافعي كانت كبيرة جدًا بشكلٍ لا يوصف، حيث اجتمعت بها كل الطوائف التي كانت تحبه، وتكن له الاحترام من تلامذة ومعلمين ومحبين له وكان حزنهم على فقدانه بمقدار حبهم له.

إن إجابة سؤال من هو ابن كثير الدمشقي أتاحت لنا معرفة كل المعلومات التي تخصه من البداية وحتى نهايته ووفاته، وندعو الله ـ عز وجل ـ أن الإمام الفاضل ابن كثير، ويجعل كل ما تركه من علم الفقه والتفسير الذي ينفع الناس حتى الآن في ميزان حسناته.


شارك