هل يجوز الزواج بين شخصين فقط
هل يجوز الزواج بين شخصين فقط؟ ما شروط صحة الزواج؟ لأنه في السنوات الأخيرة انتشر كثيرًا زواج الفتاة بدون أذن الولي وبدون شهود أو مأذون، ويظنون أن ذلك أمرًا صحيحًا ومباحًا في الشريعة الإسلامية، لذا من خلال موقع ايوا مصر سوف نتناول الحديث عن هل يجوز الزواج بين شخصين فقط؟
هل يجوز الزواج بين شخصين فقط؟
في السنوات الأخيرة انتشر كثيرًا أمر الزواج بين شخصين فقط دون إحضار ولي الفتاة والشهود والمأذون وهذا الزواج خاطئ ولا يعترف به نهائيًا ولا يجوز في الشريعة الإسلامية لأن من أهم شروط الزواج هي ولي الفتاة والشهود وبعض الشروط الأخرى وقال الرسول الله عليه وسلم في حديث ” أيما امرأةٍ نُكحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها ؛ فنكاحُها باطلٌ, فنكاحُها باطلٌ, فنكاحُها باطلٌ فإنْ دخل بها ؛ فلها المهرُ بما استحلَّ منْ فرجِها, فإنِ اشتجَروا ؛ فالسُّلطانُ وليُّ من لا وليَّ لهُ”.
في حالة تخلف أيًا منها لا يصح الزواج ويصبح باطلًا لأنه لا زواج إلا بولي والرسول صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: “لا تزوج المرأة نفسها ولا غيرها”، وذلك ما ورد عند جمهور الفقهاء والحنابلة والشافعية والمالكية، يجب العلم أن يسمح بالزواج بالكلام فقط ولكن في حالة توافر باقي أركان الزواج لأن الأصل في الزواج هو الإشهار وليس التوثيق.
شروط عقد الزواج
أثناء تناول الحديث عن هل يجوز الزواج بين شخصين فقط نجد أن هناك العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر حتى يصبح عقد الزواج صحيح وليس باطل كما ورد في الشريعة الإسلامية ويتم ذكرها فيما يلي:
1- الولي
استكمالًا للحديث عن هل يجوز الزواج بين شخصين فقط لا يجوز نكاح المرأة إلا بأذن الولي ومن يتساءل من هو الولي هو الأب إن وجد أو أخوها جدها أو جد الجد والأقرب فالأقرب وهكذا وإذا كانت مطلقة ولديها ابن يمكن احضار ابنها كولي لها.
2- التراضي
الأصل في الزواج هو التراضي لذلك لا يجوز الاكراه في الزواج نهائيًا لأن الأمر هنا يتعلق بحياة شخصين سوف تستمر إلى النهاية فلا يمكن إكراه المرأة البالغة التي تتمتع بأهلية كاملة ولا يختلف الأمر إذا كانت بكرًا أو ثيبًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ لا تُنكَحُ الأيِّمُ حتَّى تُستَأمَرَ، ولا تُنكَحُ البِكْرُ حتَّى تُستأذَنَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف إذْنُها؟ قال: أن تَسكُتَ” وفي حالة إجبار الفتاة على الزواج يحق لها الامتناع عن زوجها والمطالبة بفسخ العقد ولكن إذا وافقت على الزواج بعد ذلك ورضيت به فيصبح الزواج صحيحًا.
3- الشاهدان
في إطار الحديث عن هل يجوز الزواج بين شخصين فقط نلاحظ أن عقد النكاح الصحيح هو من يشهد عليه شاهدان عاقلان يتميزان بالعدل والأئمة الأربعة جميعها أكدت على ذلك لأن العقد الذي لا يحمل شهادة الشهود يصبح مجال للتلاعب به والفساد وقد تضيع حقوق المرأة لذلك يلزم بإحضار الشهود لضمان حقوق الرجل والمرأة وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ وشاهدَيْ عَدلٍ”.
4- المهر
يجب قبل إتمام الزواج أن يعطي الرجل للمرأة مهر وهو بمثابة هدية لها ولكن يحق لها أن تتنازل عن المهر نهائيًا للزوج سواء كله أو جزء منه وذلك ما ورد في القرآن الكريم سورة النساء الآية 4 “ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”، ولكن يجب العلم أن الزواج ليس عملية بيع وشراء بل هو مودة ورحمة واحترام لذلك المهر فقط يكون هدية لأن لا يتهادى إلا الأحباء فلم يتم تحديد قيمته وترك بمقدرة كل شخص والرسول صلى الله عليه وسلم قال“ التمس ولو خاتماً من حديد”
5- الكفاءة
حتى يصبح الزواج صحيح لا بد من توافر الكفاءة والمقصود بالكفاءة عدة أمور أهمها الدين لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج بمسيحي أو على أي شريعة أخرى غير الشريعة الإسلامية وفي حالة القيام بذلك يصبح الزواج باطلًا ولا يستطيع الرجل الزواج بمشركة بالدين الإسلامي حيث ذكر في القرآن الكريم سورة البقرة الآية 221
“ وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”.
لكن يحق للرجل فقط الزواج بالكتابية أو اليهودية أو النصرانية ولكن يشترط أن تكون امرأة عفيفة، كما أن الكفاءة تأتي أيضًا في أمرًا آخر حيث العبد لا يتزوج إلا أمة والحر لا يتزوج إلا حرة مثله ولكن يجوز للحر الزوج من أمة مسلمة في حالة خشى العنت وورد ذلك في القرآن الكريم سورة النساء الآية 25
” وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
6- الصيغة
في ظل الحديث عن هل يجوز الزواج بين شخصين فقط يتضح أن العديد من العلماء المسلمين اشترطوا الصيغة في عقد الزواج الصحيح والمقصود بالصيغة هنا هو الايجاب والقبول لذلك يجب أن تقول المرأة أو وكيلها أرضى بك زوجًا ويرد الزوج على الفور ويقبل ذلك.
7- الإحصان
الله سبحانه وتعالى وضح أن يجب على المسلم ألا يتزوج إلا المرأة العفيفة المحصنة فقط سواء مسلمة أو كتابية أو نصرانية حيث قال في القرآن الكريم في سورة النور الآية 3 “ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ” لذلك لا يجوز للمسلم الزواج من امرأة ترتكب الفواحش إلا في حالة توبتها إلا الله سبحانه وتعالى ورغبتها في أن تتحصن فقط.
الزواج الصحيح له أركان وشروط تم ذكرها على يد المذاهب الأربعة ووردت أيضًا في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك في حالة تخلف أيًا منها يعتبر الزواج باطلًا.