سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة
سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة من السير المحببة لدى كافة المسلمين، واليوم يسرنا من خلال موقعنا ايوا مصر أن نقدم سيرة أمنا السيدة عائشة وبالتفصيل، والسيدة عائشة هي إحدى زوجات الرسول، وهي من النساء التي يجب على كل نساء وبنات المسلمين أن يتخذن من سيرتها العطرة قدوة لهن، كيف كانت نشأتها؟ وما قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما صفاتها؟ وغيرها الكثير من المعلومات المشوقة فيما يلي؛ فتابعونا.
سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة
في الفقرات التالية سوف نتناول سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة بجميع التفاصيل التي تحتوي عليها، منذ ولادتها ونشأتها، وزواجها بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك عدد من المواقف التي مرت عليها في حياتها، وخاصةً حادثة الإفك المشهورة.
ولقد كانت السيدة عائشة هي أحب زوجات الرسول إليه، حيث تزوج في البداية السيدة خديجة وظلت لها مكانة خاصة لديه، وبعد وفاتها تزوج السيدة عائشة وأمهات المؤمنين، ولكن كانت السيدة عائشة هي أقرب هؤلاء الزوجات إلى قلبه.
لمزيد من المعلومات عن بحث عن السيدة عائشة ونسبها وزواجها وصفاتها وألقابها
نشأة السيدة عائشة
لقد نشأت السيدة عائشة رضي الله عنها في بيت مملوء بالجو الإيماني، وترعرعت على يد أمها وأبيها أبو بكر الصديق، وسمعت منذ صغرها الآيات القرآنية، وتربت على الأخلاق الفاضلة، وتعلمت من أبيها أشعار العرب.
نشأة في هذا الجو الإيماني والعلمي، وتزوجت الرسول، وكانت من أعلم الناس في زمانها وتفوقت في الكثير من المجالات المتنوعة.
زواج السيدة عائشة من الرسول
من سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة زواجها من الرسول، حيث خطب الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وكان عمرها 7 سنوات، وكان كلما اشتدت عليه الأزمات التي يمر بها يذهب إلى بيتها، فقد كان مرحها ودعابتها تُنسيه همومه، وعندما هاجر الرسول الكريم من مكة إلى المدينة تبعت السيدة عائشة.
تزوجها الرسول وكان عمرها 9 سنوات عند الزواج، وكان المسلمون في هذا الوقت فرحين بانتصارهم في غزوة بدر، وكذلك فرحين بزواج الرسول من السيدة عائشة، وظلت السيدة عائشة تلعب فترة بعد الزواج لأنها كانت مازالت صغيرة في السن.
صفات السيدة عائشة
عند حديثنا عن سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة لابد أن نتحدث حول صفاتها، ولقد كانت السيدة عائشة تمتلك الكثير من الأخلاق الفاضلة، ومن أهم تلك الصفات ما يلي:
العلم الغزير
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها من أفقه نساء الأمة، وكان لديها علم غزير وتعلم الحلال والحرام، ولذلك كان الكثير من الصحابة يرجعون إليها في الكثير من المسائل، ولقد روت السيدة عائشة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان لديها علم في الأشعار، والطب، وغيرها من علوم.
الصلاة والصيام
كانت تصوم معظم أيام العام، وكانت رضي الله عنها تصلي قيام الليل، وتتلو القرآن الكريم باستمرار.
شدة الحياء
اشتهرت السيدة عائشة بالحياء، ومن شدة حيائها أنها كانت ترتدي ثوبها قبل الدخول عند قبر الرسول، حيث يوجد بجواره قبر أبيها أبو بكر الصديق، وقبر سيدنا عمر بن الخطاب، ولقد كانت ترتدي ثوبها حياءً من سيدنا عمر حتى بعد موته.
الكرم والجود
كان من أكرم النساء في زمانها، ولابد أن تكون كريمة لأن أبيها أبو بكر الصديق كان من أجود الناس، وكان يحب الإنفاق في سبيل الله، إلى جانب زواجها من الرسول وتعلمها على يده الكثير من الأخلاق الطيبة، ويُذكر أنها باعت بيت لها ووزعت كل أمواله على الفقراء والمساكين ولم يتبقى لها أي شيء من ثمنه.
الزهد والتواضع
كانت رضي الله عنها زاهدة في الدنيا، وكانت ترتدي الملابس التي يأبى الخدم أن يرتدوها بدون أي تكبر.
الصبر
كان لديها قدر كبير من الصبر، فلقد صبرت مع الرسول على الدعوة إلى الإسلام، وتحملت معه الجوع، صبرت عند حدوث حادثة الإفك.
الإيثار
اشتهرت رضي الله عنها بالإيثار، ومن أشهر المواقف الدالة على هذه الصفة، أن سيدنا عمر بن الخطاب عندما تم طعنه وشعر باقتراب أجله، استأذنها أن يتم دفنه بجوار الرسول، وأبيها أبو بكر، ووافقت السيدة عائشة وآثرته على نفسها.
حياة السيدة عائشة العلمية
من أهم أقسام سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة حياتها العلمية، ولقد اشتهرت رضي الله عنها بالذكاء وسرعة الحفظ، وهو ما ساعدها على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
كما تعلمت من والدها الفصاحة والبلاغة، وكانت عالمة بفروع اللغة العربية، وبالتالي استطاعت أن تفهم القرآن الكريم وتفسيره، حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليمها كافة الأمور لما لمس منها من فطنة وذكاء، ولقد روت السيدة عائشة 2210 حديث عن الرسول.
ومن شدة علمها كان الصحابة يستشيرونها في الكثير من الأمور، وكان لها تلاميذ علم قاموا بنشر العلم والإسلام، وكانت رضي الله عنها تضع حجاب بينها وبين طلاب العلم الذين يأتون إليها، وكانت تتأنى في نقل الأحاديث، ولا تتحدث حول أي شيء بدون علم، حيث كانت تتحرى جميع كلامها رضي الله عنها.
مواقف جهادية للسيدة عائشة
لم تكن سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة مجرد سيرة عادية، وكانت سيرتها ممتلئة بالمواقف والأفعال الرائعة، ومنها المواقف الجهادية، حيث كانت تنقل المياه في ساحة القتال إلى المجاهدين، وكانت تسعف الجرحى منهم.
كما كانت تشجعهم على مواصلة الجهاد، ويُذكر أنها تقدمت إلى صفوف المجاهدين الأولى خلال غزوة الأحزاب، ولقد شاركت السيدة عائشة وغيرها من النساء في العديد من الغزوات، وكان لهم دور كبير ومؤثر في هذه الغزوات.
معاملة السيدة عائشة للرسول
تحتوي سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة على حسن معاملتها للرسول، والتي كانت تتمثل في التالي:
- كانت حريصة على التزين باستمرار، وألا يرى منها الرسول إلا ما يسره، ولذلك كانت تحرص على مظهرها باستمرار.
- لقد كانت تكتم جميع أسرار الرسول.
- اشتهرت بمساعدتها الرسول في قضاء ما يحتاج إليه، وكانت تُحضر له الوضوء.
- كانت تغسل ثوب الرسول وسواكه.
- تقوم بتدليله وتقليم أظافره.
- كانت تقوم هي بأمور البيت بنفسها، حيث كانت تصنع الطعام، تطحن الدقيق، تضع المفارش، وتكرم الضيوف.
مكانة السيدة عائشة لدى الرسول
كانت السيدة عائشة هي المرأة الوحيدة البكر التي تزوجها الرسول، وكانت أصغر النساء الذين تزوجهم حيث بنى بها وهي في عمر التاسعة، ولقد كانت هي أحب زوجات الرسول إليه.
هي الزوجة الوحيدة للرسول التي كان والديها من المهاجرين، وكان الرسول يحبها كثيرًا ويلقبها بالحميراء، ولقد كانت من أفقه النساء، وعندما مرض الرسول استأذن زوجاته أن يبقى لدى السيدة عائشة، وبالفعل بقي لديها ومات ودُفن في غرفتها.
حادثة الإفك
حادثة الإفك هي جزء هام جدًا من سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة وهي من أكثر الحوادث المشهورة في الإسلام، حيث خرج الرسول صلى الله عليه في غزوة في العام الخامس أو السادس من الهجرة، وكان عُمر السيدة عائشة في هذا الوقت حوالي 15 عام.
ذهبت السيدة عائشة مع الرسول في هذه الغزوة، وعندما كان الرسول والجيش عائدون كان الرسول منتصر على أعدائه ومعه أسرى منهم، ونزل الجيش في مكان بهدف المبيت ليلًا، ثم ابتعدت السيدة عائشة عن الجيش حتى تقضي حاجتها، وعندما عادت رأتهم يجهزون للرحيل، ولكنها لم تجد العقد الخاص بها.
وعادت مسرعة إلى المكان الذي ذهبت إليه، وعندما عادت مرة أخرى إلى مكان الجيش لم تجدهم، حيث حمل المكلفون الهودج الخاص بالسيدة عائشة، ولم يشعرون أنها لا توجد به لأن وزنها كان خفيف.
بعد ذلك تم تكليف صفوان بن المعطل بمسح المنطقة التي كان الجيش بها للتأكد من عدم نسيان أي شيء، وعندما ذهب يتفقد المكان وجد السيدة عائشة وعرفها، ثم اناخ لها راحلته وركبت عليها، وقام بتوصيلها إلى مكان جيش المسلمين.
عندما شاهدها بعض المنافقين نشروا إشاعات أنه حدث بينها وبين صفوان أمور وهم بعيدين عن الجيش، وانتشرت هذه الإشاعات بسرعة بين المسلمين، وهناك من صدق، وهناك من أنكر هذا الحديث بمجرد سماعه، وتأخر الوحي على الرسول 20 يوم حيث لم ينزل خلالهم أي وحي.
مرضت السيدة عائشة حوالي شهر وظلت ماكثة في بيتها، ولم تكن تعلم ما يُقال عنها بين الناس، إلا أنها شعرت أن هناك تغيير في معاملة الرسول معها ولم تكن تعلم السبب، وعندما تعافت وخرجت سمعت ما يُقال عنها، وطلبت من الرسول أن تمرض في بيت أهلها ووافق.
تم تبرئة السيدة عائشة من خلال نزول الوحي بآيات قرآنية، سوف يتم تلاوتها إلى يوم الدين، وبين الله تعالى للرسول أن هذا الكلام كذب وافتراء عليها رضي الله عنها وأرضاها.
معركة الجمل
عند الحديث حول سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة لابد أن نتحدث عن معركة الجمل، حيث بدأت أحداث الفتنة أثناء خلافة سيدنا عثمان بن عفان، حيث كان عدد من المنافقين يعترضون على ولايته الحكم، وقام المنافقين بقتله، وأصبح هناك قسم من المسلمين يريدون الثأر ممن قتلوا سيدنا عثمان، وقسم يرى يروا أن يتم تولية سيدنا علي الحكم، واعتزل القسم الثالث هذه الفتنة.
وكان المسلمين يرغبون في إقامة الصلح، ولكن المنافقين هجموا عليهم وقامت المعركة، وذهبت السيدة عائشة ظنًا منها أن القتال سوف ينتهي عندما يشاهدونها، ولكن المنافقين لم يتوقفوا عن القتال، وظلوا يوجهون السهام إلى الجمل الخاص بالسيدة عائشة لأنهم كانوا يريدون قتلها.
دافع عنها سيدنا علي والمسلمين، ونجاها الله تعالى من المنافقين، ومن الأحداث التي حدثت في موقعة الجمل أن سيدنا علي جلس خلف الجيش واجتنب القتال، وكان يبكي على ما ألم بالمسلمين وينادي أن يكفوا عن القتال، ولكن المنافقين لم يتوقفوا عن القتال، وكذلك جلس سيدنا طلحة يبكي على ما أصاب المسلمين، وأصابه سهم غادر واستشهد.
وانتهت المعركة بفوز جيش سيدنا علي الذي ذهب للصلح وليس للقتال ولكن المنافقين هجموا عليهم، وقام سيدنا علي بإنزال السيدة عائشة في دار عبد الله بن خلف، وهي أعظم دار توجد في البصرة، ثم أوصلها إلى المدينة المنورة سالمة.
وفاة السيدة عائشة
وفي نهاية سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة لقد توفيت السيدة عائشة رضي الله عنها أثناء خلافة معاوية رضي الله عنه، وكان عمرها 66 عام، حيث مرضت وعندما شعرت أنه مرض الموت أوصت ” أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي عليا إلا أبو هريرة “.
توفت ليلة السابع عشر من رمضان، وتم دفنها رضي الله عنها في البقيع كما أوصت عبد الله بن الزبير.
كما نوفر لكم عبر الرابط التالي كم كان عمر عائشة عندما توفيت وزواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي الختام لقد تحدثنا من خلال السطور السابقة عن سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كاملة وما تحتويه هذه السيرة على صفاتها الجليلة، حياتها العلمية، حياتها مع الرسول الكريم، وكل ما يخصها رضي الله عنها وأرضاها،
وانتظروا المزيد من المقالات الهامة الأخرى خلال الفترة القادمة من خلال موقعنا ايوا مصر، نرجو متابعتكم.