كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي نفسيًا على الفتيات؟
كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي على الفتيات نفسيا؟ ما هي المراحل؟ قد تواجه الكثير من الفتيات أو النساء مشكلة التحرش ولو مرة واحدة في حياتهن، ورغم تنوع أساليب التحرش اللفظي أو الجسدي إلا أنه دائمًا ما يترك أثرًا سلبيًا عليهن ويسبب الصدمة. يمكن أن يستمر هذا لعدة سنوات وعندما يحدث هذا معه مرة أخرى أو شيء من هذا القبيل يمكن أن يصابوا بالاكتئاب وسنتعرف على التفاصيل من موقع Iowa Corn.
كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي على الفتيات نفسيا؟
- غالبًا ما تتعرض الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش لصدمة نفسية عميقة، وهو ما يسمى بالصدمة في علم النفس.
- إنه نتيجة الحيرة والألم الذي بقي في نفسه لفترة طويلة ولم يستطع التغلب عليه أو السيطرة عليه.
- ويجعله في حالة دائمة من الخوف والقلق ويشغل حيزاً كبيراً من تفكيره مما يؤثر على كل جانب من جوانب حياته ويجعله يتجنب الآخرين.
- وفي بعض الأحيان قد يدفعه إلى رفض العلاقات الرومانسية لأنها أصبحت مصدر قلق وخوف دائم بالنسبة له، وقد يستمر ذلك لعدة سنوات.
- وفي كثير من الأحيان، لا تنتهي الصدمة عند وقت الاعتداء فحسب، بل تنتشر لتؤثر على حياته بأكملها، مما يتركه في حالة دائمة من الخوف والقلق.
- خاصة إذا تذكر الموقف أو كان هناك ما يذكره به، سواء من موقف مشابه أو من تجدد الانفعالات التي مر بها أثناء الصدمة.
- ولذلك فقد كشفت جميع الأبحاث الطبية أن أكثر الصدمات النفسية التي تتعرض لها المرأة في حياتها هي من خلال التعرض للتحرش.
- وهذا الوضع يشمل كافة دول العالم؛ وفي الدول الأوروبية، تتعرض واحدة من كل 10 نساء للتحرش على مواقع الإنترنت عندما يكون عمرها أقل من 15 عامًا.
- وفي دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط تصل نسبة التحرش في الشوارع والميادين إلى 40 إلى 60 بالمئة.
ما هي مراحل التأثير النفسي للتحرش؟
يمكن رؤية الفتاة أو المرأة في الشارع، في وسائل النقل، في أماكن العمل، في الجامعات، الخ. عند تعرضه للتحرش فإنه يمر بمراحل نفسية عديدة تختلف باختلاف نوع العنف الذي يتعرض له:
مرحلة الصدمة
- إن شعور الإساءة تجاه الفتاة هو من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تتعرض لها.
- وذلك نتيجة إيقاظ العديد من المشاعر فيه عندما يقع ضحية هذا الفعل المخزي الذي لم يتوقعه ولم يكن مستعداً له.
- بالإضافة إلى الشعور بالظلم الذي يحدث له والعجز الناتج عن عدم قدرته على الدفاع عن نفسه، ينشأ بداخله شعور بالخوف والقلق.
- لكن أثبتت العديد من الدراسات أن الفتاة القادرة على مواجهة المتحرش بها والوقوف في وجهه عادة لا تمر بمرحلة الصدمة النفسية.
- وذلك لأنه استطاع مواجهتها وإعادة حقوقها بما يرضيها، مما جعلها تشعر بمزيد من الثقة والشجاعة في سلب حقوقها من أي شخص يحاول الاعتداء عليها.
- عندها لن تشعر بالخوف والذل في نفس الفتاة التي استسلمت ولم ترد من اعتدى عليها.
- أعلنت الأمم المتحدة أن ما يقارب 80 بالمئة من المتحرشين لا يستطيعون الإبلاغ عن ذلك خوفاً من الفضيحة، لذلك يختارون التزام الصمت والسماح لمرتكب الجريمة بالإفلات من العقاب دون أي رد فعل لمنع تكرار هذه المشكلة.
مرحلة اضطراب ما بعد الصدمة
- وبعد أن تتجاوز الفتاة مرحلة الصدمة والخوف الشديد، تبدأ مرحلة جديدة مليئة باللوم ولوم النفس.
- وذلك لعدم قدرته على مواجهة المهاجم والوقوف في وجهه للدفاع عن نفسه.
- قد يشعر بالظلم والظلم ويفقد الثقة بالنفس ويصبح وحيدًا ويتجنب الخروج تمامًا لتجنب رؤية أي شخص.
- غالبًا ما تعتمد مدة هذه المرحلة على طبيعة شخصية الفتاة. قد يتغلب البعض على هذه الحالة خلال 7 أيام، بينما قد يعاني البعض الآخر من هذه الحالة لعدة أشهر.
- بالإضافة إلى طبيعة الموقف ونوع الضرر الذي تعرضت له.
- ويعتمد تعافيه أو نسيانه للأمر على مدى قرب المهاجم أو بعده، سواء كان من دائرة أقاربه وأصدقائه أو شخصًا لا يعرفه.
- ولكي يتغلب على المشكلة يحتاج إلى الحصول على الدعم النفسي من الأشخاص المحيطين به الذين يحبهم ويثق بهم.
ونتيجة المرور بهذه المرحلة تظهر مجموعة من الأعراض، منها:
- التوتر المستمر.
- عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي ومريح.
- وقد تنخفض اضطرابات الشهية بشكل كبير، أو قد تختفي مشاكل الأكل وقد تزداد الشهية.
- يطارده الحزن.
- العزل الاجتماعي.
- التعرض للاكتئاب.
- التهيج الشديد ورد الفعل المبالغ فيه.
مرحلة الذكريات
- تظهر معظم الأبحاث النفسية أنه بمجرد التغلب على مرحلة ما بعد الصدمة، بكل مخاوفها وقسوتها، تأتي مرحلة جديدة: الذكريات.
- وهذا يعني أنه يخزن هذا الموقف المؤلم في حقيبته من الذكريات الصعبة والمؤلمة ومع مرور الوقت تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى.
- أما إذا تعرضت لمثل هذا أو رأت فتاة أخرى تتعرض له فإنها تسترده فوراً.
- بعد ذلك قد تعود الفتاة لنفس أعراض الخوف والقلق وتبدأ في إلقاء اللوم واللوم على نفسها لعدم مواجهة المعتدي.
- وقد يلجأ بعد ذلك إلى سيناريوهات الواقع الزائف التي يحصل فيها على حقوقه من الجاني من أجل إرضاء نفسه وإقناع الجاني بأنه يستطيع مواجهة الجاني بثقة تامة.
- معظم الفتيات اللاتي يتعرضن للإيذاء قد لا يمررن بهذه المرحلة بنفس الأعراض.
- لكن في تجربة من مروا بها قالوا إن هذه هي المرحلة الأسوأ، لأن كل الأعراض المؤلمة تعود للظهور مرات عديدة.
الآثار الصحية للعنف على الفتيات
ولا تقتصر آثار التحرش على البعد النفسي فقط، بل قد يتسبب أيضًا في الإصابة ببعض الأمراض الجسدية نتيجة الأعراض الضارة التي يعاني منها الجسم. هذه التأثيرات هي:
- أثبتت بعض الدراسات الطبية أن أغلب النساء المعنفات يعانين من ارتفاع ضغط الدم نتيجة الضغط النفسي والشعور الدائم بالقلق والخوف.
- كما يسبب اضطرابات في النوم وعدم القدرة على الراحة الجسدية وعدم القدرة على النوم لعدد الساعات المطلوبة.
- يمكن أن يؤدي إلى كراهية الذات، وعدم الرغبة في الحياة، والشعور بالحاجة إلى الانتحار.
- الضغط النفسي الناتج عن سوء المعاملة يمكن أن يسبب الشعور الدائم بآلام في الجسم، خاصة في الرقبة والظهر، والرغبة في البقاء في السرير طوال الوقت.
- لا يستطيع أن يعيش حياته بشكل طبيعي ويصبح عدوانياً بعض الشيء وعصبياً في علاقاته مع الآخرين.
- المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي يمكن أن تسبب فقدان الشهية وفقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- قد يعاني من الصداع لعدة أيام متتالية، مما يجعله يبدو متعبًا ومرهقًا في كثير من الأحيان.
- ويجب على أهله وأصدقائه مساعدته في اجتياز هذه المرحلة حتى يعود إلى طبيعته، وعليهم تجنب تذكيره بالحادثة مرة أخرى.
آثار التحرش الأكاديمي والمهني على الفتيات
- إذا تعرضت الفتاة للتحرش أثناء التعليم سيكون لذلك عواقب وخيمة عليها.
- لأنه يعاني من ضعف التركيز مما يؤدي إلى ضعف النتائج الدراسية وفي كثير من الأحيان قد يؤدي إلى الفشل والانقطاع عن الدراسة نهائياً.
- من الناحية المهنية، يمكن أن يؤدي التحرش إلى ارتكاب العديد من الأخطاء، مما قد يعرضه للعقوبات والحرمان من الترقيات المحتملة.
- وقد يؤدي ذلك إلى نقله إلى منصب أدنى أو طرده بشكل دائم.
وهكذا أجبنا عن مدى تأثير التعرض للتحرش الجنسي على الفتيات نفسيا. ولمعرفة المزيد يمكنك ترك تعليق أسفل المقال وسنقوم بالرد عليك فوراً.