ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

منذ 3 ساعات
ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها وهل لكل فعل أو حرف منهم معنى خاص، حيث تعد تلك الأسئلة وما على شاكلتها معلومات نحوية مجردة؛ لذلك قد تناولها علماء النحو واللغة العربية عامة بالشرح والتمثيل والتفصيل، حتى أن الشعراء قاموا بنظم قصائد في شرحها.

انطلاقًا من هذا النسق العربي المتوارث نقدم لكم في هذا الموضوع عبر موقع ايوا مصر إجابة سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها وسوف نوضح بعض التفصيل الهامة في هذا الشأن.

ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

قَبْلَ أَنْ نَتَنَاوَلَ الإِجَابَةَ الوافية لسُؤَالِ ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها يُحَتِّمُ عَلَيْنَا الْمَنْطِقُ أَنْ نَبْحَثَ فِي مَعْنَى مُفْرَدَاتِ السُّؤَالِ ذَاتِهِ وَذَلِكَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:

  • الْفِعْلُ: هُوَ مَا دَلَّ عَلَى حَدَثٍ مُقْتَرِنٍ بِزَمَانٍ، وَيَنْقَسِمُ الْفِعْلُ إِلَى ثَلَاثِ أَنْوَاعٍ: (فِعْلٌ مَاضٍ، فِعْلٌ مُضَارِعٌ، فِعْلُ أَمْرٍ)، فَوَفْقًا لِهَذَا التعريف يمكننا القول الْفِعْلُ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ زَمَنٌ فِي مَعْنَاهُ، وَدُونَ الزَّمَنِ يَكُونُ اسْمٌ.
  • الْحَرْفِ: هُوَ مَا لَا يُحْمَلُ مَعْنًى فِي ذَاتِهِ وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ يَظْهَرُ عِنْدَمَا يَتِمُّ رَبْطُهُ بِفِعْلٍ أَوْ اسْمٍ، كَمَا أَنَّهُ لَا يُحْمَلُ زَمَنٌ فِي ذَاتِهِ أَيْضًا؛ فَالْحُرُوفُ تُسْتَخْدَمُ لِلرَّبْطِ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ وَبَعْضِهَا وَالْأَسْمَاءِ وَلِأَفْعَالٍ، وَالْأَفْعَالِ وَبَعْضِهَا.
  • ناسخ: النسخ في اللغة العربية هو التغير والتبديل والإذالة، ومنه قول الله عز وجل: “مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ“

قال ابن عباس عن معنى ننسخ في الآية السابقة: “ما نبدل من آية”

أما في النحو، فإن النواسخ هي الحروف أو الأفعال التي تدخل على الجملة الأسمية المكونة من مبتدأ وخبر فتغير حكمها الإعرابي، ومن النواسخ في اللغة العربية: ( إن وأخوتها، كان وأخوتها/ الأَفْعَالِ النَّاقِصَةِ، ، وَالأَحْرُفِ الْمُشَبَّهَةِ بِالأَفْعَالِ، أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ، أَفْعَالِ الْقُلُوبِ)

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين النحو والصرف

أنواع النواسخ

كما أن للنواسخ في اللغة العربية عدة أنواع حسب عملها، وهي:

  • نواسخ تدخل على الجملة الأسمية ترفع الاسم وتنصب الخبر وينسبا إليها (اسمها وخبرها)، ولا يحتاج إلى فاعل ولا مفعول في الجملة تمام المعنى، وهي مثل: (كان وأخوتها، كاد وأخوتها).
  • نواسخ تدخل على الجملة الأسمية تنصب الاسم وترفع الخبر وينسبا إليها (اسمها وخبرها)، مثل: (إن وأخوتها)
  • نواسخ تدخل على الجملة الأسمية فتنصب المبتدأ وتنصب الخبر أيضًا، لكن لا يتم الاستغناء عن الفاعل في الجملة لتمام المعنى، مثل (ظن وأخوتها)

بذلك نكون قد عرفنا معاني المصطلحات التي سنتناولها في إجابة سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها وهكذا نصل إلى أهم فرق بين الحروف الناسخة والأفعال الناسخة ونبدأ في سرد الإجابة الوافية حول سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها:

أن الأفعال الناسخة لها معنى في ذاتها، أو تحمل زمن فهي فعل كما بينا، أما الحروف الناسخة فهي لا تحمل زمن في ذاتها فحين تدخل على الجملة الأسمية ولا تغير الزمان.

فيما يتعلق بباقي الفروق فلن تظهر إلا بشرح الأفعال الناسخة والحروف الناسخة بالتفصيل.

الحروف الناسخة

الحروف الناسخة هي إن وأخواتها وما الحجازية و لا النافية للجنس (الحروف التي تعمل عمل الفعل الناقص)، لكن أهمهم هي إن وأخواتها، وتفصيل ذلك على النحو التالي:

إن وأخوتها

إن وأخوتها التي تدخل على الجملة الأسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها (تجدد للخبر رفع غير الذي كان فيه من قبلها).

مثال على ذلك: ” إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” فإعرابها:

  • إن: حرف (نصب وتوكيد) ناسخ مبني.
  • الله: لفظ الجلالة اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • على: حرف جر مبني.
  • شيء: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة.
  • قدير: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة على آخره.

إن وأخوتها ستة حروف هي :

الحرفان (إن، أن)

إن وأن يفدان تحقق الوقوع (التوكيد) عند المتكلم، فلا يقع عنده شك فيه، نحو قول الله تعالى: “إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ” فمعنى التوكيد ظاهر في هذا الآية على استخدام الحرف (إن).

بينما يظهر التوكيد في استخدام الحرف (أن) في قول الله تعالى: ” وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا“.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو النعت

الحرف (لكنَّ)

(لكنَّ) تفيد الاستدراك؛ أي اثبات نفي للكلام السابق أو نفي ما يتوهم ثبوته، أن تقول: “محمد استيقظ مبكر لكنه وصل إلى العمل متأخر“.

الحرف (كأن)

(كأن) تُستخدم لتشبيه المبتدأ بالخبر نحو قول الله تعالى: “وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ” فمعنى التشبيه ظاهر في الآية الكريمة أي أن الغلمان مثل اللؤلؤ المكنون.

الحرف (ليت)

يٌستخدم الحرف (ليت) للدلالة على التمني، وفي اللغة العربية التمني هو طلب الشيء المستحيل الحدوث، نحو قول أبو العتاهية:

“فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً *** فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ”

فالشباب لن يعود أبدًا لذلك استخدم الحرف (ليت)، كما أنه يُستخدم للدلالة على الحديث صعب التحقق الذي يصل إلى حد الاستحالة في نظر المتكلم.

الحرف (لعل)

ذكر صاحب الآجرومية عن معنى الحرف (ليت) أن له معنيان في اللغة العربية وهما:

المعنى الأول: الترجي أي طلب الأمر المحبب إلى النفس وممكن التحقق (في نظر المتكلم وعلمه) نحو قول الموظف في نهاية الشهر: “لعل الراتب ينزل مبكرًا هذا الشهر” فهو أمر ممكن الحدوث وقد يحدث، ومثل ذلك قول الله تعالى: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ” ففرعون كان يعتقد أنه إذا وقف على الصرح العالي سيصل إلى مراده.

المعنى الثاني: الاشفاق والتوقع، أي يكون الإنسان متوقع شيء قد يحدث لكنه يخاف منه أو غير محبب إلى نفسه، مثل: “لعل السماء أمطرت والطريق مغلق” فالمتكلم لا يحب ذلك لكنه توقع.

قال الله تعالى في سورة الشورى: “اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ” فالساعة متوقع وقوعها أكيد لكن المؤمنون بالله يخافون منها؛ بدليل قول الله تعالى في الآية اللاحقة: “يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ …”

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأعداد في اللغة العربية

سبب تسمية إن وأخوتها حروف مشبهة بالفعل

ينتشر في كتب علماء النحو أن يتم تسمية إن وأخوتها بالحروف المشبهة بالفعل وذلك لعدة أسباب مثل:

  • الحروف (إن وأخوتها) كل أواخرها مفتوحة مثل الفعل الماضي (مبنية على الفتح، والفعل الماضي الأصل فيه أن يُبنى على الفتح).
  • وجود معنى الفعل في كل منها مثل التشبيه أو الترجي أو التمني.
  • أن حروف (إن وأخوتها) تعمل مثل عمل الفعل فيما بعدها، فمثلما يرفع الفعل فاعل وينصب مفعول كذلك تفعل (إن وأخوتها)، إلا أنها تشبه الفعل المتقدم مفعوله ومتأخر فاعله.

أنواع اسم إن وأخوتها

ينقسم اسم إن إلى نوعين أساسيين هما:

النوع الأول: الاسم الظاهر، نحو (المساجد) في “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ“.

النوع الثاني: الاسم المضمر، ويكون ضمير متصل من أربع (يتصل بكان وأخوتها ذاتهم).

  • الهاء الغيبة (الخمس أشكال التي تَرد عليهم) نحو قول الله تعالى: “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابً“، وقوله: “كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ“.
  • كاف المخاطب (الخمس أشكال التي تَرد عليهم) مثل قول الله تعالى: “… وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ“.
  • ياء المتكلم نحو قولنا “يا ليتني ذاكرت قبل الامتحان” أو “إني قد حققت نتيجة سيئة”.
  • نا الفاعلين نحو قول الله تعالى: “وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” أو قول مدرب فريق رياضي: “لعلنا نفوز اليوم”.

ملحوظة: باقي الضمائر المتصلة مثل: (تاء الفاعل بأشكالها الستة أو نون النسوة، أو واو الجماعة أو وياء المخاطبة … ألف الاثنين) لا تكون إلا في محل رفع، لذلك لن تقع اسم لـ(إن وأخواتها).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي حروف العطف

أنواع خبر إن وأخوتها

أنواع خبر (إن وأخواتها) لا تختلف عن أنواع خبر المبتدأ أو أنواع خبر (كان وأخواتها)؛ هذا لأنها تدخل على الجملة الأسمية التي قد تكون قائمة بذاتها دون الحاجة لإن وأخوتها، فقد يكون خبر ( إن وأخواتها):

  • مفرد: (كلمة واحدة) نحو قولنا: “إن الشمس مشرقة” فالخبر (مشرقة) كلمة واحدة.
  • جملة وتنقسم إلى:
    • جملة اسمية: نحو قولنا: “إن المتفوقين أحدهم يساعد الآخر“.
    • جملة فعلية: نحو قولنا: “إن التلاميذ يكتبون الدرس“.
  • شبه جملة و قد تكون:
    • جار ومجرور: نحو قولنا (إن اللاعبين في الملعب).
    • ظرف : نحو قول الله تعالى: “إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا“.

فوائد في شرح درس إن وأخواتها

يجب الانتباه إلى عدة نقاط هامة عند إعراب جملة إن واخواتها مثل:

  • عندما يأتي بعد (إن وأخواتها) ظرف أو جار ومجرور، تٌعرب هذه الشبه جملة خبر مقدم للحرف الناسخ، واسم الحرف الناسخ مؤخر منصوب.
  • عند إعراب خبر (إن وأخواتها) في حالة شبه الجملة فإن الإعراب يكون على المحل؛ أي في محل رفع خبر للحرف الناسخ.

قول ابن مالك عن (إن أخوتها)

عندما تطرق ابن مالك إلى إن وأخواتها في شرحه قال:

لإنّ، أنّ، ليت، لكنّ، لعلّ *** كأنّ- عكس مالكان من عمل‌
كإنّ زيدا عالم بأنّى‌ *** كفء، و لكنّ ابنه ذو ضغن‌

بذلك نكون قد تناولنا الشق الأول في حديثنا حول إجابة سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها للحروف الناسخة، وفيما يلي سنتناول الأفعال الناسخة.

الأفعال الناسخة كان وأخواتها

كما نعرف أن المبتدأ والخبر من الأسماء المرفوعة لكن تدخل عليهم الأسماء الناسخة مثل (كان وأخواتها) فترفع المبتدأ ويسمى اسمها (تشبيهًا بالفاعل)، وتنصب الخبر ويسمى خبرها (تشبيهًا بالمفعول).

فمثلًا إذا قلنا: “محمد مريض” فإن:

  • محمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفه الضمة.
  • مريض: خبر مرفوع وعلامة رفع الضمة.

لكن إذا دخل عليها كان أو أحد أخواتها فإنها تنسخ الزمن إلى الماضي إلى جانب أنها تنصب الخبر وتترك الاسم على حاله، فنقول في نفس الجملة السابقة: “كان محمد مريضًا” وإعرابها:

  • كان: فعل ماض ناسخ، مبني على الفتح لعدم اتصاله بضمير رفع متحرك ولا اتصاله بواو الجماعة.
  • محمد: اسم كان مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • مريضًا: حبر كان منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أدوات الاستفهام في اللغة العربية

تفصيل كان وأخوتها

تم تسمية (كان وأخواتها) أفعال ناقصة لأنها تحتاج إلى اسم وخبر ليتمم معناها، فهي مفردة معناها ناقص، وأفضل طريقة لحفظ وتفصيل أخوات كان هو عن طريق متن ألفية ابن مالك أو متن الآجرومية، فيعددهم صاحب الآجرومية في قوله:

إِرْفَعْ بِكَانَ المُبْتَدَا اسْماً وَالْخَبَرْ *** بِهَا انْصِبَنْ كَكَانَ زَيْدٌ ذَا بَصَرْ
كَذَاكَ أَضْحى ظَلَّ بَاتَ أَمْسى *** وَهَكَذَ أَصْبَحَ صَارَ لَيْسَا
فَتِىءَ وَانْفَكَّ وَزَالَ مَعْ بَرِحْ *** أَرْبَعُهَا مِنْ بَعْدِ نَفْيٍ تَتَّضِحْ
كَذَاكَ دَامَ بَعْدَ مَا الظَّرْفِيَّهْ *** وَهْيَ الَّتِي تَكُونُ مَصْدِرِيَّهْ
وَكُلُّ مَا صَرَّفْتَهُ مِمَّا سَبَقْ *** مَنْ مَصْدَرٍ وَغَيْرِهِ بِهِ الْتَحَقْ
كَكُنْ صَدِيقاً لاَ تَكُنْ مُجَافِياً *** وَانْظُرْ لِكَوْنِي مُصْبِحاً مُوَافِيا

تفصيل الأفعال بالأمثلة

يمكن إجمال كان وأخواتها بالأمثلة على النحو التالي:

  • الفعل (كان) يفيد الماضي، كقولنا: “الطعام ساخن” فعن دخول كان عليها تصبح “كان الطعام ساخن”؛ أي أنها بجانب العمل النحوي (رفع المبتدأ ونصب الخبر) أيضًا تفيد تحول المعنى إلى الماضي، فهي تفيد التوقيت الماضي المطلق.
  • الفعل (أمسى) يفيد التحول في المساء نحو قولنا (أمسى الجو باردًا) فنجد أن الفعل قد عمل في الجملة فكلمة (بارد) منصوبة وعلامة نصبه الفتحة.
  • الفعل (أصبح) يفيد أيضًا التحول والصيرورة (التوقيت في الصباح) نحو قولنا : “أصبح زيد مريضًا” فهذا يدل على أن زيد كان صحيحًا ثم تحول مريضًا في الصباح، ونجد أن الفعل الناسخ (أصبح) قد عمل في الجملة هنا بدليل أن كلمة (مريضًا) منصوبة.
  • الفعل (اضحى) يفيد التحول في تحديد التوقيت بالضحى، نحو قول الشاعر:

“أضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا *** وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا”

فنجد أن الكلمة (بديلًا) منصوبة على خبر الفعل أضحى، مما يعني أنه من أخوات كان.

باقي الأفعال

استكمالًا لما سبق من أمثلة:

  • الفعل (ظل) مثل قولنا: “ظل الجندي واقفًا يحرس الوطن” فهو يفيد الاستمرار في وقت النهار، كما نرى أن الكلمة (واقفًا) منصوبة وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخر الكلمة.
  • الفعل (بات) مثل قول الله تعالى: “وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا” فالفعل بات يفيد التوقيت في الليل مع الاستمرار، ونرى أن الكلمة (سجدًا) منصوبة على خبر بات والكلمة (قيامًا) منصوبة بالعطف على سابقتها، للدلالة على عمل الفعل (بات).
  • الفعل (صار) يفيد التحول، أي تحول الاسم إلى الخبر، نحو قولنا: “صار القمح طحينًا” أي تحول القمح من صورته المعروفة في الحبوب إلى الطحين، فكلمة (طحينًا) منصوبة لأنها خبر صار وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
  • الفعل (ليس) يفيد النفي كما في قوله الله تعالى: ” وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ” فنجد أن الكلمة (مرسلًا) منصوبة لأنها خبر ليس.

قد تناقش النحاة في مسألة إذا كانت (ليس) من الأفعال أم لا، وقد انتهوا إنها فعل، لأنها تقبل تاء التأنيث، وتقبل تاء الفاعل وتلك من صفات الأفعال كما قال ابن مالك:

” بتا فعلت وأتت ويا افعلي  *** ونون أقبلن فعل ينجلي”

  • الأفعال: (زال، وانفك، وفتئ، وبرح) هي أفعال الاستمرار أي تدل على دوام اتصاف اسمها بخبرها، وهذا الاتصاف يكون على دربين:
  • الاتصاف الدائم الذي لا ينقع أبدًا نحو: (ما زال الله رحيمًا) أو (ما انفك كتابه معجزًا).
  • الاتصاف الدائم الذي يصل إلى زمن المتكلم ثم ينقطع بعد ذلك أو لا، نحو: (ما زال النهر جاريًا).
    • الفعل (ما دام) يفيد توضيح مدة ثبوت الخبر للاسم بمدة محددة، نحو قولنا: “أذاكر ما دمت دارسًا” أو قول الله تعالى: “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا“.

    يمكنك أيضًا الاضطلاع على: التوابع في اللغة العربية

    شروط عمل أفعال (كان وأخوتها)

    من ناحية العمل في رفع المبتدأ ونصب الخبر تنقسم أفعال (كان وأخواتها) إلى ثلاث أقسام وهي:

    القسم الأول

    ما يعمل على رفع المبتدأ ونصب الخبر دون شروط وهم ثمانية أفعال:

    • أنا
    • أصبح
    • أمسى
    • ظل
    • أضحى
    • بات
    • ليس
    • صار

    القسم الثاني

    مجموعة أفعال ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بشرط أن تتقدم عليها نفي أو شبه نفي (أو الدعاء)، وهي أربع أفعال:

    • فتى
    • برح
    • زال
    • انفك

    قال عنها ابن مالك في الألفية:

    “ فَتِئَ وَانْفَــكَّ وَهَــذِى الأَرْبَعَـهْ *** لِشِـبْهِ نَفْـىٍ أَوْ لِنَفْىٍ مُتْبَعَـهْ”

    القسم الثالث

    يرفع المبتدأ وينصب الخبر بشرط تقدم عليه (ما) المصدرية (الظرفية أو الوقتية)، وهو الفعل:

    • دام.

    كان وأخوتها من حيث التصرف والجمود

    تنقسم أفعال (كان وأخوتها) من حيث التصرف والجمود إلى ثلاث أقسام هي:

    القسم الأول

    أفعال تتصرف في ثلاث تصريفات فعلية؛ أي يأتي منها الفعل (ماضي، مضارع، أمر) وهم السبع أفعال:

    • كان
    • أمسى
    • ظل
    • أسبح
    • بات
    • أضحى
    • صار

    مثال على الفعل (كان):

    • في الماضي: في قول الله: “… وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا“.
    • في الامر: في قوله تعالى: “قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا“.
    • في المضارع: في قوله تعالى: “قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ …”.

    يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات الوقف في اللغة العربية

    القسم الثاني

    مجموعة أفعال تتصرف تصرف ناقص فيأتي منها الماضي والمضارع فقط، وهم أربعة أفعال:

    • انفك
    • برح
    • فتئ
    • زال

    مثال على الفعل (زال):

    • في الماضي: في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجارِ حتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُوَرِّثُهُ“.
    • في المضارع: في قوله تعالى: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ“.

    القسم الثالث

    الفعل غير المتصرف فلا يرد منه إلا الماضي فقط، وهما فعلان:

    • الفعل (ليس) اتفق العلماء على أنه غير متصرف، ويرد في الماضي فقط.
    • الفعل (دام) اختلف العلماء فيه، لكن على أصح رأي الجمهور أنه غير متصرف ويرد على صورة الماضي فقط.

    أنواع اسم كان وأخواتها

    يرد اسم كان وأخواتها على عدة حالات هي:

    الحالة الأولى: اسم كان (اسم ظاهر)

    بأن يكون كلمة ظاهرة مفرد أو مثنى أو جمع، مذكر أو مؤنثة، نحو الأمثلة السابق ذكرها.

    الحال الثانية: أن يكون مضمر، واسم كان المضمر قد يكون في صورتين:

    • ضميرًا مستتر، نحو قول الله تعالى: “ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا“.
    • ضمير متصل من الضمائر التي تقبل الوقوع في محل رفع وهي (تاء الفاعل بأشكالها، نون النسوة، نا الفاعلين) المسماة بضمائر الرفع المتحركة و(ألف الاثنين /الاثنتين، واو الجماعة، وياء المخاطبة) المسماة بضمائر الرفع الساكنة نحو المثال السابق ذكره في قول الله تعالى “… وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ“.

    أنواع خبر كان وأخواتها

    دخول كان وأخواتها على الجملة التي قد تكون قائمة بذاتها صحيحة ويكون الخبر بحكم النصب وذلك تشبيهًا بالمفعول به، لذلك نجد أن أقسام خبر كان هي نفي أقسام الخبر للجملة الأسمية؛ فينقسم إلى نفس الثلاث أقسام:

    الخبر المفرد: فريد أي كلمة واحدة وقد تكون جمع أو مثنى من حيث العدد وبذلك يظل الخبر مفرد، نحو الأمثلة السابق ذكرها في الشرح.

    الخبر الجملة: ينقسم الخبر الجملة على قسمين:

    • خبر جملة اسمية نحو: “كان الرجل صوته عالي”.
    • خبر جملة فعلية نحو” أصبحت السماء تمطر ثلج”.

    الخبر الشبه جمله: ينقسم الخبر شبه جملة إلى:

    • خبر شبه جملة جار ومجرور نحو: “أصبح الحق لأصحابه”.
    • خبر شبه جملة، ظرف، وقد يكون ظرف زمان مثل: “أصبح الحصاد يوم الربيع”، خبر شبه جملة ظرف مكان نحو: “أصبح الدفع عندنا في البيت”.

    يمكنك أيضًا الاضطلاع على: جمل فيها حروف العطف

    فوائد في شرح درس كان وأخواتها

    يجب الانتباه إلى عدة نقاط هامة عند إعراب جملة كان وأخواتها مثل:

    • أن خبر كان عندما يكون مفرد يتم إعرابه منصوب بعلامة النصب الأصلية أو الفرعية.
    • يجب أن تتطابق كان وأخوتها مع أسمها في (التذكير والتأنيث) وفي الإفراد والتثنية والجمع (العدد).
    • إذا تلى (كان أو أحد أخوتها) مباشرة (جار ومجرور بحرف الجر، ظرف زمان أو مكان) كان بعد (الاسم المجرور بحرف الجر أو المضاف إليه المجرور)، ويرفع اسم مؤخر لكان (أو أحد أخوتها الذي في الجملة).

    بينما يُعرب الجار والمجرور في محل نصب خبر مقدم لها، نحو قولنا: “كان في الحقل محمد” أو قول الله تعالى: “…كَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ…”.

    بذلك نكون قد انتهينا من الشق الأكبر حول إجابة سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها ولم يبقى لنا إلا أفعال ناسخ نمر عليها في عجالة، وهي الأفعال التي تعمل عمل كان وأخوتها:

    أفعال المقاربة والرجاء والشروع

    يسميها العلماء (كاد وأخواتها)، وقال عنها ابن مالك في الألفية:

    “ككَانَ كادَ وعسى لكن نَدَرْ *** غيرُ مضارعٍ لهذينِ خبَرْ”

    قد أفردها علماء النحو في باب وحدها بسبب أنه لا بد لخبرها أن يشتمل على فعل مضارع مرفوع من فاعل او نائب فاعل يكون ضميرًا فب الغالب، وأن يُسبق هذا الفعل المضارع بأن المصدرية.

    بجانب أهمية هذه الأفعال من حيث المعنى فبعضها يوضح التعبير عن قرب وقوع الخبر أو رجاء وقوعه أو الشروع في وقوع الخبر من قبل فاعل.

    لذلك قسم علماء العربية أفعال المقاربة والرجاء والشروع إلى ثلاث أقسام حسب المعنى، على النحو التالي:

    القسم الأول

    أفعال المقاربة التي تدل على قرب وقوع خبرها وهي:

    • أوشك، نحو : ” أوشكت السماء أن تمطر”.
    • كرب، نحو: “كرب القطار يصل”.
    • كادت، نحو “كادت الأيام تمر”.

    القسم الثاني

    أفعال الرجاء التي تدل على رجاء المتكلم أن يقع خبرها، وهي:

    • عسى، نحو: “عسى الجيش أن ينتصر”، (اختلف العلماء على فعليتها، لكن قول الجمهور هو فعل)
    • حري، نحو: “حرى المقق أن يكتشف الجاني”.
    • اخلولقت، نحو: ” اخلولقت الحقول أن تزهر”.

    القسم الثالث

    أفعال الشروع، هي التي تدل على البدء في وقوع خبرها وهي كثيرة جدًا نحو “أخد، جعل، بدأ، شرع، أنشأ، طفق، هب …”.

    فوائد في شرح درس أفعال المقاربة والرجاء والشروع

    يجب الانتباه عند إعراب جملة أفعال المقاربة والرجاء والشروع على إن خبر أفعال المقاربة والرجاء والشروع دائمًا يرد مضارع، وإذا كان غير مضارع فالفعل غير ناقص وتكون تامه، فلا فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ولا تنصب الخبر ويسمى خبرها.

    يمكنك أيضًا الاضطلاع على: سميت التوابع بهذا الاسم لأنها تتبع ما قبلها

    ظن واخواتها

    القسم الثالث والأخير من النواسخ في إجابتنا على سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها، وهي مجموعة الأفعال (ظن وأخواتها) التي تعد من نواسخ الجملة الأسمية، لكنها تنصب المبتدأ وتنصب الخبر على أنهما مفعولان لها كما بينا سابقًا، وعلى هذا فإن جملتها تحتوي على:

    • فعل ظن أو أحد أخوتها.
    • فاعل مرفوع يسمى فاعل لها (فلا يسمى اسمها مثل كان وأخوتها).
    • المبتدأ الذي تم نصبه وأصبح مفعول به أول.
    • الخبر الذي تم نصبه يسمى مفعول به ثاني.

    تفصيل ظن وأخوتها

    قسم العلماء أفعال ظن وأخوتها إلى عدة أقسام حسب المعنى هي:

    القسم الأول أفعال القلوب

    تنقسم أفعال القلوب إلى:

    • أفعال الرجحان
    • ظن: نحو قول الله تعالى: “… وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً” فنجد أن كلمة (الساعة) منصوبة على أنها مفعول أول وكلمة (قائمة) منصوبة على أنها مفعول به ثاني.
    • حسب: تفيد معنى ظن أيضًا.
    • خال: يفيد ايضًا معنى ظن.
    • زعم: الغالب في معنها أنه في معنى الظن لكن الظن الفاسد.
    • أفعال اليقين
    • علم، نحو قولنا: “علمت السرقةَ محرمةً” فكلمة (السرقة) منصوبة على أنها مفعول به أول وكلمة (محرمة) مفعول به ثاني.
    • وجد، نحو قول الله تعالى: “… وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ“.
    • رأى، ليست المقصودة رأى بمعنى نظر بعينه وشاهد بل المقصود هو الرؤية القلبية العقلية التي تفيد يقين المتكلم.

    القسم الثاني أفعال التحويل والتصيير

    أفعال التحوير والتصيير التي تُعد قسم من أقسام أفعال ظن وأخواتها وهما:

    • اتخذ، نحو قول الله تعالى: “… وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا” فنجد أن الفعل (اتخذ) عامل.
    • الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
    • إبراهيم: مفعول به أول منصوب.
    • خليلًا: مفعول به ثان منصوب.
    • جعل، نحو قول الله تعالى: ” وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا” فنجد أن الفعل (جعل) هنا قد رفع الفاعل (الضمير نا) ونصب المفعول به الأول (الضمير الهاء) ونصب المفعول به الثاني (هباء).

    يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين لم ولما

    القسم الثالث فعل يفيد النسبة في السمع

    في هذا القسم فعل واحد فقط وهو (سمع) نحو قول الله تعالى: “يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ” لكن هناك اختلاف بين العلماء في حكمه.

    بذلك نكون قد أجبنا على سؤال ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة وشرحها ببعض من التفصيل يفيد الدارس في المراحل الدراسية غير المتخصص في علوم اللغة العربية.


    شارك