هل هناك فرق بين العطف والتعاطف
هل هناك فرق بين اللطف والتعاطف؟ هناك الكثير من التداخل في المشاعر الإنسانية، وينشأ الخلط بين المفاهيم المتشابهة في الأسلوب ولكنها مختلفة تمامًا في المعنى، والتعبيرات التي تتداخل وتختلط فيها كلمتا اللطف والتعاطف. ومن المؤكد أن السلوكيات والاستجابات المرتبطة بكل منها مختلفة، وسوف نتناول ذلك بالتفصيل من خلال هذا المقال على موقع آيوا كورن.
سبب الخلط بين مفهومي اللطف والتعاطف
يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان هناك فرق بين اللطف والتعاطف، وطالما أن هذا السؤال يشغل مساحة فلا بد أن يكون هناك بعض الارتباك بين الشخص الذي يطرح السؤال. على العكس من ذلك، يشعر البعض بالخلط بين اللطف والتعاطف لأسباب عديدة:
- التقارب اللغوي من حيث اللفظ والاشتقاق، لأن الكلمتين تستمدان وجودهما من مصدر واحد، وهو أداة (الطف) بمعنى عين وتاء وفي. ولكل واحد من هذه في معاجم اللغة العربية أجدها مجتمعة في باب العين، مع مراعاة الفاء كما يقول أهل اللغة في باب التاء.
- وكلاهما مشاعر إنسانية يشعر بها الإنسان تجاه الآخرين، بغض النظر عن اختلاف الثقافات والميول. لا يوجد إنسان لا يتعاطف مع شخص آخر أو يتعاطف مع قضيته.
- فهذه من الصفات المرغوبة التي يحبها الإنسان في نفسه وفي غيره، وليست من الصفات السيئة التي تخيف النفس عند سماعها.
- يدل على نبل صاحبه وأن قلبه مليئ بالرحمة والسلام والطهارة تجاه الآخرين.
كل هذه الأسباب دفعت البعض إلى الاعتقاد بأن الكلمتين تعنيان نفس الشيء، أو استخدام إحداهما بالتبادل، أو التساؤل عن الفرق بين اللطف والتعاطف.
تعريف اللطف
- وهي تنتمي إلى مجموعة الصفات الدالة على الشفقة والرحمة والرفق والرفق وغيرها من حركات القلب السامية التي لا يمانع الناس في سماعها. وعرّفها كاتب قاموس موهيت بأنها الحساسية والنعومة التي يشعر بها الإنسان في داخله. ومن جهة قلبه شفقة على الفقير، وشفقة وعطف عليه، على الفقير المحتاج.
- ولذلك فإن الرحمة هي شعور إنساني يسود الإنسان عندما يكون مبرراً بوجود شخص ضعيف أو محتاج أو فقير يحتاج إلى الرحمة والرحمة.
- ويتبع هذا الشعور بالرحمة حساسية قوية لظروفه والضعف الذي يعاني منه، بالإضافة إلى رغبة قوية في مد يد العون ومساعدته بكل كلمة طيبة يستطيعها. وعزيه بالكلمات والتعازي وغير ذلك من الدعم المعنوي الذي يمكنك تقديمه له.
- والرحمة تعني أن يكتفي الإنسان فقط بالشعور تجاه الشخص الذي يشعر تجاهه بالشفقة والرحمة، ولا يتجاوز ذلك ويدخل في السلوك والأفعال، ولا يكلف نفسه عناء القيام بأي شيء لإزالة أسباب هذه الحالة. الضيق أو الظلم الذي يتعرض له الشخص المستحق للرحمة، أو الانفعال الذي يعبر عنه بـ (الشعور بالهدوء).
تعريف التعاطف
- ولكي نفهم جيدًا ما هو الفرق بين اللطف والتعاطف، يجب علينا أيضًا أن نعرف معنى التعاطف بعد أن تعلمنا معنى اللطف.
- التعاطف هو النصر والتأييد والمساعدة، أي أنه عاطفة إنسانية كالرحمة، لكنه لا يوجه إلى الأشخاص الذين يستحقون الرحمة واللطف، كالضعفاء والأيتام والناس في ظروف يحتاج أصحابها إلى دعم معنوي. .
- بل كما يرى مؤلف المعجم أن التعاطف يعني أنه يمكن توجيهه نحو أي شخص يعاني من ضائقة ويمر بحالة طارئة في حياته، ويحتاج إلى الدعم ومن يقف إلى جانبه للتغلب على هذه الضائقة أو الطوارئ. والمساعدة.
- إلا أن المتعاطف عادة ما يكون لديه مشاعر إيجابية ويقوم بأفعال إيجابية، ويتحرك لفعل شيء ما ويوضح أمام الناس أنه يتعاطف مع ذلك الشخص ويدعمه في موقفه الصعب، حتى أنه يدعو الآخرين للقيام بذلك. التفاعل مع هذا الشخص والوقوف بجانبه.
- على العكس من ذلك، يمكن للمتعاطف أن يرى الشخص الذي يتعاطف معه ويعلم أن ظروفه الاقتصادية محفوفة بالمخاطر، وأنه يعاني من فقدان أمواله، وحالات طارئة أخرى، فيبذل قصارى جهده لمساعدته. مد يدك وأنقذه من المتاعب وحاول أن تخفف عنه بكل قوتك.
- وهو ما يتم التعبير عنه بالتفاعل أو (العاطفة الديناميكية).
هل هناك فرق بين اللطف والتعاطف؟
ومن خلال ما قدمناه سابقاً يمكننا تحديد الفرق بين اللطف والتعاطف. ورغم أنهم يشتركون في اللغة والعواطف الإنسانية التي يعبر عنها الإنسان تجاه الآخرين، إلا أن هناك اختلاف واختلاف وتباين في المعنى بين كل منهم. ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:
- الرحمة هي الشعور بالرحمة والشفقة والعطف الذي يشعر به الإنسان تجاه شخص معين بسبب ظروف معينة أغلبها ثابتة، مثل الفقر والضعف والحرمان واليتم. يعطف عليها لكنه لا يبالي، لا يحاول تخفيف آلامها، لا يبحث عن حلول حقيقية للتخفيف عنها.
- في حين أن التعاطف هو الشعور بالدعم والمساندة والمساندة تجاه شخص آخر يعاني من ضائقة فورية ويحتاج إلى تعزيز ومساندة فورية للتغلب عليها، فإن التعاطف لا يكتفي بالشعور بالدعم ويتأثر بظروفه. يريد مساعدتها ويحاول أن يتجاوز مجرد رغباتها ودعمها المعنوي.
- وسنحاول أن نوضح الفرق بين العطف والتعاطف بمثال: إذا تعرض الإنسان لمصيبة وخسر المال الذي كان يثق به ويعتمد عليه في تربية أولاده أو توفير مصالحهم وتوفير المسكن لهم. فيمكن لهذا الشخص أن يثير العطف أو التعاطف لدى شخصين مختلفين، فلنتعرف على موقف كل شخص من العطف والتعاطف مع هذا الشخص:
- الانفعالات: يشعر بعواطفه، ويتأثر بالوضع الذي هو فيه، ويريد أن يكون معك، لكنه في هذه المرحلة يتخلى عن الشعور بالحزن والشفقة.
- المتعاطف: يشعر بالأسى في نفسه لما حدث لذلك الشخص، ويشعر بالمساندة والمساندة له، ويتحدث عن مواقفه الشخصية المشابهة، وربما يعلن لمن حوله أنه يتعاطف ويشعر بالأسف تجاه هذا الشخص، وفي الواقع يتخذ الإجراءات اللازمة. ليدعمه ويدعمه مادياً أو معنوياً، فيمر عليها ويذهب إليها ويواسيها. هذا هو التعاطف.
- وهكذا نفهم من خلال الترجمة أن اللطف عام والتعاطف خاص، والرحمة نفسية وجسدية، واللطف مجرد عاطفة وقبول هذه العاطفة، والتعاطف عاطفة وقبول عاطفة. نحن نحول هذا إلى أفعال وسلوكيات.
هل للتعاطف عيوب؟
- الطيبة في حد ذاتها يمكن تصنيفها على أنها عاطفة إنسانية شريفة ونبيلة، ولكن لا يمكن أن نعتبرها عاطفة إيجابية بحتة.
- التعاطف هو عاطفة إنسانية إيجابية عندما يتصرف المرء بطريقة إيجابية ولا يكتفي بمجرد الشفقة واللطف الثابت، بل يترجم ذلك إلى سلوكيات تظهر دعمًا حقيقيًا.
- ومع ذلك، فإن التعاطف له أيضًا بعض العيوب؛ لأن الإنسان إذا لم يكن حذراً فإن محاولة تحويل تعاطفه إلى تعاطف قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة تلحق الضرر بنفسه أو بالآخرين. التعاطف يجب أن يكون ذكياً وعقلانياً، وإلا… فهو متهور.
وفي نهاية موضوعنا ما الفرق بين اللطف والتعاطف، وضحنا الفرق بين اللطف والتعاطف بالتفصيل وقلنا أن العطف مجرد حزن داخلي وميل نحو ذلك الشخص الفقير أو الضعيف، أما التعاطف فهو شعور بالضعف. الدعم والتضامن الذي يشجع الشخص على إعلان تعاطفه ومحاولة مده. وله يد العون الحقيقية والفعلية ويحاول إخراجه من هذه المحنة والوقوف إلى جانبه.