هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة
هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة؟ وما هي أهميتها؟ فإن الأخلاق أول ما حث عليه الله تعالى والنبي –صلى الله عليه وسلم- في ديننا الحنيف، فهي جزء لا يتجزأ منه، كما أنها وسيلة الترقي والحضارة في المجتمع، انطلاقًا من ذلك نجيب لكم عبر موقع ايوا مصر عن سؤال هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة؟
هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة
إن الأخلاق هي التي تؤدي إلى ترقي الإنسان في سلم القيم والحضارة مقارنة بغيره من الأفراد، فهي ترفعه في عيون الآخرين، وترفع من ميزان الحق يوم القيامة، وظهرت أهمية الأخلاق في قول الرسول-صلى الله عليه وسلم- :” إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ ” رواه أبو هريرة.
لذا خلال معرفة إجابة سؤال هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة، فالإجابة أنها الاثنين معًا؛ لأن الفطرة هي الجوهر والمعدن الهام في بناء الخلق الإنساني، أما مكتسبة لأنها تدعم بعد ذلك بشكل فوري وصلب.
يتم اكتساب الأخلاق من خلال التواجد في البيئة التي ربته بشكل سليم، والمؤسسات الثقافية والتعليمية القوية، وبسبب القدوة الحسنة التي رآه أمامه، واهتمامه باني ينمي الذوق العام.
حيث يكون ذلك عبر الجانب العقلي والفكري الذي منحه الله تعالى للإنسان لكي يكتسب الصفات الحسنة عبر التفرقة بها وبين الأخلاق الذميمة.
على الرغم من ذلك فإنها فطرية لأن في الكثير من الأحيان تظهر تلك مكارم الأخلاق بداية النشأة، وتكون قابلة للتقويم والتعديل من خلال التدريب والخبرات، مثل: الغيرة والطمع الموجودان بشكل فطري لدى الكثيرون مقارنة بالرضا الذي يوجد بالفطرة عند الآخرين.
كما أن الجانب الفطري في الأخلاق مدعم من قبل القرآن الكريم في قول الله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [سورة البلد الآية: 10]، والمقصود بها أن الله تعالى خلق الإنسان على أساس الفطرة السليمة التي تدرك طرق الخير والشر.
عن شريعة الله تعالى قد جاءت من أجل تدعيم الأخلاق الفطرية والمكتسبة، حيث تعدلها وتضبطها؛ لأن العقل والفطرة ليسا كافيين في تكميل الأخلاق.
كيفية اكتساب الخلق الحسن
من خلال معرفة هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة، نعرف كيفية اكتساب الخلق الحسن، وذلك في النقاط التالية:
- التدريب وتعود النفس عليها لأن عقله يستطيع تمييزها لتكون من طباعه.
- الوقوف على الثواب العظيم من الله عز وجل عن تلك الاتصاف بها، كما يجب تذكر حدود الحلال والحرام التي وضعها؛ بسبب مساهمتها في مساعدة المسلم على الامتثال بها.
- عدم الذهاب إلى المعاصي ومحاولة الابتعاد عنها.
- دهاء الله عز وجل بأن يكون الرزق متمثل في الأخلاق الفاضلة وصرفه عن السيئة.
- حساب النفس عندما يخرج منها أي فعل غير مقبول.
- مجاهدة النفس للحصول على الأخلاق الفاضلة لأنها من طرق الهداية.
- النظر لعاقبة الأخلاق السيئة وذلك عبر الدقيق فيما ينتج عن الاتصاف بالأخلاق السيئة من حزن وهم وحقد بالقلب؛ لأن ذلك يساهم في منع تلك الأخلاق وتعويضها بالأخلاق المطلوبة.
أشكال الأخلاق الفاضلة
من خلال ذكر هل الأخلاق الفاضلة أم مكتسبة، نستعرض الأمثلة على الأخلاق الحميدة، وذلك بالنقاط التالية:
- الصدق في الفعل والبعد عن الكذب.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- مساعدة الآخرين والتعاون على الخير.
- السعي إلى تطبيق العدل ونصرة الحق حتى وإن كان على حساب هوى النفس.
أهمية الأخلاق
من خلال تناولنا هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة، نذكر أهمية الأخلاق، وذلك في النقاط التالية:
- تجسيد شخصية المسلم لأنه جسد وروح؛ لأن الإنسان ليس فقط عرض وطول، وإنما هو قيمة بسبب أعماله واخلاقه التي تعبر عن تلك الأخلاق.
- ارتباط العقيدة الإسلامية مع الأخلاق؛ لأن الله تعالى كثيرًا ما يربط بين الإيمان والعمل الصالح، حيث إن الأخلاق الحميدة من أحد أركان الإيمان؛ لأن العقيدة الخالية من الخلق مثل الشجرة التي لا ظل لها.
- يمكن من خلالها دعوة غير المسلمين إلى الدخول بالإسلام؛ لأنهم يرون أهله على خلق.
- الشعور بالسعادة بسبب العمل الصالح والإيمان؛ لأن الالتزام بقواعد الإسلام الصحيحة التي منها الأخلاق الفاضلة تحقق السعادة الكبرى للإنسان والمجتمع.
نتيجة الأخلاق الحميدة على الفرد والمجتمع
استكمالًا للحديث عن هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة، نتناول نتيجة الأخلاق الحميدة وأثرها على المجتمع والفرد، وذلك بالفقرات التالية:
1- إثراء شخصية الفرد
لأنها من مقومات الشخصية، وتزرع الصدق والرحمة والعدل والحياء والأمانة والتكافل والتعاون والإخلاص والتواضع في النفس، فهي أساس النجاح والفلاح بالحياة.
2- السعادة بالدنيا والأخرى
لأن الأخلاق في الإسلام لم تغفل أي من جوانب الحياة من أجل تحقيق السعادة للفرد المتصف بفضائل الأخلاق وتجنب الصفات السيئة، كما أنها تحقق السعادة في المجتمع عبر تقوية روابط الحب والتعاون بين أفراده بسبب المعاملة الحسنة بينهم.
كما أن الإسلام لم يجعل الأخلاق سلوكًا فقط إنما عبادة يأخذ الإنسان عليها الأجر ومجال التنفس بين الناس.
3- الشعور بالطمأنينة
إن الأخلاق الفاضلة تزرع مشاعر الطمأنينة والسكينة في نفس الفرد والحياة بالمجتمع، كما أن الثبات عليها مرغوب بشدة؛ لأن ختام الأمور دون الثبات والاستقامة لا يؤتي ثماره، ولا يتم الوصول إلى الهدف المطلوب.
كما أن انتشار الأخلاق الفاضلة من شأنه نشر الألفة والثقة المتبادلة والمحبة بين الناس، وعندما تختفي يظهر الشر وتزيد العداوة والخلافات من أجل المناصب والشهوات، وبالتالي الشعور بالشقاء والتعاسة بحياة الفرد أو الجماعة.
4- تأصيل الروابط
إن الأخلاق الفاضلة تعمل على تقوية العلاقة بين الأفراد وزيادة الثقة بينهم، وبالتالي يكون الفرد واثقًا في أخيه في أنه لن يغشه أو يغتابه أو يكذب عليه، وهنا تقوى العلاقة بينهم ويكون المجتمع متصفًا بالنزاهة والأمانة.
5- انتشار المودة بين الأفراد
إن انتشار الأخلاق الفاضلة من أسباب انتشار المودة والقضاء على العداوة بين أفراد المجتمع الواحد، حيث يفوز الفرد بقلب أخيه.
6- أساس قيام الأمم
إن الأخلاق من الوسائل الهامة للنهوض بالأمم والمجتمعات؛ حيث إن الانهيار في الاخلاق وظهور السيئة منها يؤدي بالتبعية إلى سقوم المجتمع وتراجعه، على عكس الأخلاق الفاضلة التي تُنشر بسببها الاستقرار والأمن في كامل المجتمع وبالتالي تقدم ونجاح الأمم.
7- نتائج أخرى
استكمالًا للحديث عن هل الأخلاق فطرية أم مكتسبة، نتناول بعض النتائج الأخرى للأخلاق الفاضلة على الفرد والمجتمع، وذلك بالنقاط التالية:
- يستطيع المسلم فهم قيمة نفسه وتغذية حس المسؤولية بالنفس من أجل تحمل تبعات القرارات، وإمكانية أخذها فيما بعد بالبصيرة والحكمة.
- صناعة المنظور الشامل من قبل عدة زوايا، وهنا يصبح للمرء المعيار الدقيق في قياس قيمة الأمور.
- الحصول على الاحترام من قبل المجتمعات الأخرى؛ لأنه لا يقوم بتصدير الضرر أو الأذى، ولا يوجد به من يتصفون بالظلم والأذى إلى الغير.
- الرفع من كفاءة الأعمال بسبب منع الأفراد للرشوة والكذب والتزوير، وبالتالي زيادة الإنتاجية، كما أنها تدعو إلى الإتقان بالعمل، فهي تجبر المرء على تقديم أخلاقه بالعمل، مثل المعلم الذي يتصف بالأخلاق الحميدة فإنه يخرج الجيل المعتد بالعلم والأخلاق والأدب.
إن الأخلاق فطرية ومكتسبة في آن واحد؛ لأن الإنسان يولد بالفطرة السليمة والعقل القادر على التمييز بين الخير والشر، التي تدعم بواسطة الأخلاق التي يكتسبها من البيئة المحيطة والتربية الصالحة.