حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم
ما هو حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم في الإسلام؟ وكيف يُمكن للزوجين الوصول إلى حل غير الطلاق؟ يسبب عدم التفاهم بين الزوج وزجته الكثير من الخلافات التي يمكن أن تصل إلى حد الطلاق، لذلك يتجه الزوج أو الزوجة إلى السؤال عن حكم الدين الإسلامي عن الطلاق بسبب عدم التفاهم، ومن خلال موقع ايوا مصر سوف نتعرف على أهم أحكام الشرع في الطلاق لعدم التفاهم.
حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم
إن الله سبحانه وتعالى جعل الزواج هو السبب للحصول على الأمان والسكن، وجعل بين الزوج والزوجة المودة والرحمة لاستمرار الحياة بينهما، واستمرار الحب والانسجام بين الزوجين، وهذا لقول الله تعالى في سورة الروم:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.
على الرغم من ذلك قد يصل الزوج والزوجة في بعض الأحيان إلى مرحلة من عدم التفاهم التي تجعلهم يفكرون في الطلاق والانفصال عن بعضهم بسبب وجود التنافر والخلافات داخل الحياة الزوجية بين الزوجين.
حيث يعد النزاع والتخاصم وعدم التفاهم بين الزوجين من أهم الأسباب التي تشكل العداوة بينهما، ووصول الخلاف إلى حد تعدي الزوج على زوجته، أو التعدي في الأمور الشرعية على سبيل المثال عدم الانفاق أو التقصير فيها أو سوء العشرة.
يؤدي كل ما سبق إلحاق الضرر بالزوجة وهذا يكون محرمًا من قِبل الشريعة الإسلامية، ولكن لا يمكن أن تصل إلى حد الطلاق، وحتى يتم حل كل الخلافات التي تدور بين الزوج وزوجته يجب أن يحضر حكم يكون له نية الإصلاح بينهم.
حيث ذهب الكثير من الفقهاء في حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم إلى أنه يلزم أن يكون التحكيم بينهم بشكل حتمي ووصول إلى حل يرضي الطرفين ورفع الظلم، وهذا يرجع إلى قول الله تعالى في سورة النساء:
“وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”.
لذلك يلزم أن يتم الوقوف على السبب الرئيسي لوجود النزاع وعدم التفاهم بين الزوج والزوجة، وتذكيرهما بعاقبة الطلاق على الأطفال، والمحاولة في ترقيق القلوب، كما يجب على الحكم أن يذكر للزوج والزوجة وعيد الله للمتسبب في الشقاق والنزاع.
أسباب عدم التفاهم بين الزوجين
يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى عدم التفاهم بين الزوج والزوجة، وفشل أحد الطرفين في الحصول على رضا الطرف الآخر، التي تسبب في حدوث فجوة كبيرة بين الزوج والزوجة، ونوضح أسباب صعوبة التفاهم بين الزوج وزجته فيما يلي:
- سواد الصمت بين الزوج والزوجة وغياب الحوار بينهم أثناء الجلوس معًا، حيث يكون أغلب حالات الطلاق منتشرة بين الزوجين نتيجة عدم التفاهم بينهما.
- غياب الحوار الذي يؤدي إلى إنشاء المشاكل بين الزوج والزوجة والوصول إلى حد الطلاق.
- الشعور بصعوبة التفاهم بين الطرفين في الكثير من الأمور الحياتية والتي تؤدي إلى وجود الكثير من المشاكل في أصغر الأمور.
- شعور كلا الزوجين بالغربة وعدم وجود الراحة في الكلام بين الطرف والآخر.
- استمرار التباعد بين الزوج والزوجة بشكل تدريجي متماثلًا في المسافات العقلية والنفسية والسلوكية.
- شعور أحد الطرفين بعدم الرضا عن الطرف الآخر سواء عن التفكير أو التصرفات أو غيرها بشكل عام.
- قلة الحب والمشاعر بين الزوج والزوجة الذي يؤدي إلى عدم الإفصاح عن المشاعر الطبية بينهم.
- وجود بعض الملل في العلاقة الزوجية والفتور بها.
بعض الحلول للتفاهم بين الزوجين
بعد الاطلاع على حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم بين الزوجين، نذكر بعض الحلول التي يمكن أن يصل إليها الزوجين، لحل جميع الخلافات التي تنشب بينهم، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- التغير والتجديد داخل الحياة الزوجية والعمل على إزالة حالة الفتور الموجودة بها.
- عدم السماح بأن يطول الصمت وغياب الحوار بين الزوجين.
- التعامل بمبدأ الشفافية والمصارحة بين الزوج والزوجة، وإتباع جميع الوسائل التي تؤدي إلى وضوح جميع الأمور بين الزوج وزوجته.
- التصرف بشكل جاد في حل جميع المشاكل الواقعة بين الزوجين.
- الاستعداد بتنازل أحد الطرفين عن بعض وجهات النظر الخاصة به والتعامل مع المشكلات بشكل مرن.
- عدم استخدام العناد في حل المشاكل بين الزوج والزوجة.
- الوصول إلى أفضل الحلول التي تناسب الطرفين، يعد هو الطريق الأفضل لاستمرار الحياة الزوجية بينهم.
متى يكون الطلاق هو الحل
يستقر الفقهاء في بعض الأمور أن الطلاق يكون هو الحل الأمثل لحل جميع مشاكل الطرفين، وذلك يأتي بعد استنفاذ جميع الوسائل الممكنة في حل الخلاص والإصلاح بين الزوج والزوجة.
حيث إن الإسلام هو الذي يحث دائمًا على وجوب استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين، ويدعوهما إلى التخلص من جميع الخلافات التي تدور بينهما، حتى يسود الحب والمودة بينهم، وبذل كل الجهد للحفاظ على استمرار الحياة الزوجية بينهم.
لكن عند بذل الزوجين الكثير من الجهود لاستمرار الحياة الزوجية، ولكن كان هذا بدون أي جدوى، فعليهم اللجوء إلى الطلاق في هذه الحالة ويقول الله سبحانه وتعالي في سورة البقرة:
“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ “ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ“.
كما يقول الله عز وجل في سورة البقرة آية 231: “وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“.
هذا معناه أن يجب على كل رجل أن يتبع أمور الدين الإسلامي وأحكامه، إذا وصلت العلاقة بينه وبين زوجته إلى طريق مسدود لا ينتهي إلا بالطلاق، وعندما لا يتبع الرجل أمور الدين في هذه الحالة، ويرفض تطليق الزوجة والاستمرار في عناده.
فهذا يلحق الضرر بالمرأة فأجازت لها الشريعة الإسلامية أن تتخلص من ظلم الزوج، وهذا من خلال عدة طرق على سبيل المثال طلاق الضرر التي يمكن أن تثبته الزوجة للمحكمة، ويتم الحكم بتطليق الزوجة من زوجها.
تعد العلاقة الزوجية من أسمى وأعظم العلاقات المقدسة عند الله عز وجل، لذا فإن حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم في الإسلام هو وجوب التحكيم بين الزوجين، للوصول إلى الحل الأمثل لحل المشاكل.