حوار بين شخصين عن المخدرات

منذ 3 ساعات
حوار بين شخصين عن المخدرات

حوار بين شخصين عن المخدرات من الحوارات المثمرة التي من شأنها أن تفيد الأشخاص بالابتعاد عن طريق المخدرات وبدء مرحلة التعافي، حيث يعتبر إدمان المخدرات واحدة من القضايا الشائكة التي لابد تسليط الضوء عليها نظرًا لانتشارها بين العديد من الأشخاص بمراحل عمرية مختلفة، لذا من خلال موقع ايوا مصر سنقوم بطرح حوار بين شخصين عن المخدرات خلال السطور التالية.

حوار بين شخصين عن المخدرات

مما لا شك به أن إدمان المخدرات من الأمور المدمرة لصحة الإنسان حيث تؤثر على جميع جوانب حياته المختلفة، ويرجع أسبابها إلى عدة أمور سنتناقش بها لاحقًا وفي صدد الحديث عن المخدرات يمكننا عرض حوار بين شخصين عن المخدرات على النحو التالي:

  • كريم صحفي يوجه حديثه إلى صلاح وهو شخصًا كان مدمنًا للمخدرات ويقول له: من أنت؟
  • رد صلاح: اسمي صلاح، 42 عامًا، متزوج ولدي ابنتين، اتعاطى المخدرات وأروج لها منذ فترة زمنية ليست قصيرة، حاصل على شهادة البكالوريوس للتجارة.
  • الصحفي: منذ متى وأنت اتخذت خطوة الدخول إلى عالم المخدرات؟
  • صلاح: في بداية الأمر بدأت بالتدخين خلال المرحلة الإعدادية، منذ اختلاطي مع مجموعة مع أصدقاء السوء، كمن اشعر بأنني لا اريد خوض هذه التجربة، ولكنهم اتهموني أني شخصًا جبان، وفي حال عدم مشاركتي معهم بالتدخين لم أعد صديقهم، كنت اشعر بالوحدة كثيرًا، لذلك اضطررت بالتدخين معهم حتى يظل أصدقاء لي، ثم تطور الأمر إلى مرحلة تناول الحشيش.
  • الصحفي: ما هو شعورك أثناء أول مرة من تناول الحشيش؟
  • صلاح: كنت أشعر بالتردد من خوض هذه التجربة، ولكن مع بداية تناول أول سيجارة من الحشيش، كان هناك شعور مختلف كليًا بداخلي، مزيج من الفرح والسعادة والضحكات المتتالية، كنت اشعر كأنني منفصلًا عن عالمي، متناسيًا لجميع مشاكلي وجراحي.
  • الصحفي: من أين كنت تحصل على الأموال التي تشتري بها المخدرات؟
  • صلاح: من خلال مصروفي الخاص، ولكن مع تطور الأمر وتعلقي بالمخدرات، بدأت بسرقة الأموال من أهل منزلي، ثم قُمت ببيع تليفوني المحمول، إلى أن وصل الأمر إلى بيع أشياء بالمنزل.
  • الصحفي: كيف كانت أعراض الإدمان؟
  • صلاح: هناك الكثير من العلامات المختلفة التي أكدت لي إدماني، أهمها السرقة والكذب وتدهور أحوالي النفسية والمزاجية، كنت أشعر بتحولي إلى وحشًا مفترسًا في حال عدم توافر المخدرات، بجانب الحزن والشعور بأنني شخص ليست له قيمة في هذه الحياة.
  • الصحفي: كم سيجارة تتعاطى يوميًا.
  • صلاح: اتعاطى عشرة سجائر من الحشيش بشكل يومي.
  • الصحفي: احكي لنا رحلتك من مدمن للمخدرات إلى مروج للمخدرات، كيف كانت البداية؟
  • صلاح: عندما أصبحت المخدرات جزءًا لا يتجزأ من يومي، حيث أصبحت اتعاطى المخدرات بشراهة، الأمر الذي كان يتطلب الكثير من الأموال، لذلك قمت بالدخول إلى عالم الترويج لاكتساب الأموال والتمتع بالمخدرات.
  • الصحفي: من أين تأتي بالمخدرات؟ وكيف تقوم بجلبها؟ وما هي الكمية التي تقوم بشرائها؟
  • صلاح: أقوم بإتيان المخدرات من رجال الأعمال الخاصة بتجارة المخدرات، كنت أقوم بشحن الكمية عن طريق المواصلات العامة، أما عن الكمية كانت مختلفة حسب حاجة السوق والزبائن، فمثلا ما يُقارب إلى عشرة أو عشرين.
  • الصحفي: كيف كانت طريقتك أثناء ترويج المخدرات؟
  • صلاح: كنت أقوم بالتجول إلى الشوارع التي أعلم بوجود مدمنين المخدرات بها ومن ثم أبيع لهم، كما كنت أذهب إلى منازلهم ليقوموا بشراء المخدرات مني، وعندما علمت عائلتي بهذا الأمر قررت ترك المنزل.
  • الصحفي: كم هي عدد المرات التي تم اعتقال الشرطة لك فيها؟
  • صلاح: نتيجة زيادة شهرتي بكوني مروج للمخدرات، كانت الشرطة في بحثًا دائم عني، ثم أصيبت بطلق ناري في قدمي أثناء مطاردة الشرطة لي، ثم قاموا بالقبض علي وتم إصدار حكم بالسجن ثلاثة سنوات نتيجة المقاومة والاعتداء على الشرطة، ولكن لم يتم اتخاذ حكم على المخدرات لضعف وجود الأدلة الكافية، وبعد خروجي من السجن وعلمي بوفاة أمي قررت ترك الترويج، ولكنني لم أتوقف عن تناول المخدرات، بل أصبح الوضع أشد سوءًا.
  • الصحفي: هل من المعقول أنك لم تحاول الابتعاد عن تناول المخدرات ابدًا؟
  • صلاح: صراحًا حاولت مرارًا وتكرارًا الإقلاع عن تناول المخدرات، ولكنني كنت أعود للتعاطي مرة أخرى بعد مرور فترة زمنية قصيرة.
  • الصحفي: كيف كانت رحلة التعافي؟ وهل لجأت إلى مراكز علاج الإدمان؟
  • صلاح: بالفعل، فلقد عرضت نفسي على مستشفيي النور لتلقي العلاج، وبدأت رحلة التعافي، كم كانت شاقة! ولكنني بفضل الله بعد فترة علاجية طويلة وخروجي من المركز، انتهت مرحلة تعاطى المخدرات تمامًا، فأنا لم أدخن منذ ثلاثة سنوات، بل أساعد الشباب في الإقلاع عن المخدرات، واتجهت إلى مجال التنمية البشرية في تقديم التوعية الكاملة عن كيفية الوقاية من الوقوع إلى عالم المخدرات عالم الظُلمات، اشعر وكأني شخصًا جديد، مليء بالطاقة وحب الحياة والأمل، الآن أصبحت قريب لأولادي وعائلتي، أفعل ما بوسعي كي أعوض ما فات والبدء من جديد.

أسباب إدمان المخدرات

في سياق الحديث عن حوار بين شخصين عن المخدرات، يمكننا التطرق إلى نقطة هامة وهي العوامل المؤدية لتناول المخدرات، أبرزها ما يلي:

1- البيئة الداخلية

من الجدير بالذكر أن بيئة الشخص ووضعه الاجتماعي من أبرز الأمور التي لها دور عظيم في تكوين الشخص، كما أن هناك أشكال مختلفة للعوامل البيئية، تتمثل في العائلة أو الوضع الاقتصادي، بجانب مرحلة الطفولة، حيث يؤثر تاريخ الشخص الطفولي على جميع مراحل حياته، فيمكن ملاحظة أن الشخص الذي تم تعرضه لطفولة قاسية من أبرز الأشخاص المحتمل وقوعها بالإدمان، ولا ننسى أن الطفولة القاسية قادرة على خلق الوحوش.

2- عامل السن

استكمالُا للحديث عن حوار بين شخصين عن المخدرات وعلى الرغم إن الإدمان وتعاطي المخدرات وارد أن يحدث خلال أي مرحلة عمرية، إلا إن مرحلة المراهقة هي الأكثر عُرضة لتناول المخدرات، والسبب يرجع إلى أن أجزاء الدماغ المتحكمة في إصدار القرارات والتحكم بالنفس لم تكتمل بعد، بجانب الفضول وحب التجربة.

3- أصدقاء السوء

من أبرز وأهم العوامل المؤدية لتناول المخدرات، فإن الصُحبة السيئة قادرة على تحويل حياة المرء لفوضى عارمة، لذلك احرص على أن تكون برفقة أصدقاء أسوياء، ولابد على الوالدين من متابعة أصدقاء أولادهم باستمرار.

4- تاريخ العائلة

قد يكون الفرد أكثر عُرضة لتعاطي المخدرات عن غيره في حال وجود شخص مدمن بالعائلة أو له تاريخ مع المخدرات.

5- الاستخدام المبكر للمخدرات

في حال تناول المخدرات خلال فترة مبكرة، يُمكن أن يتطور الوضع تدريجيًا إلى أن يصل لإدمان المخدرات.

6- الاضطرابات النفسية

تلعب دورًا هام في قضية إدمان المخدرات، حيث يُمكن للاكتئاب أو الشعور بالوحدة أن تكون من ضمن الأسباب المؤدية للإدمان، وهي من أعلى مراحل الحزن والخلل النفسي.

7- حب التجربة

قد يبدأ الموضوع على سبيل التجربة والفضول ومشاركة الأصدقاء، إلا أن الوضع قد يتطور إلى أن يصل لعدم القدرة عن الإقلاع.

8- الرغبة الجنسية

كثيرًا من الأشخاص تظن أن تناول المخدرات سيزيد من القدرة والرغبة الجنسية وإطالة فترة الجماع، ومن ثم تلجأ إلى تناول العقاقير بصورة مستمرة وبالفعل تجد فرق في البداية، إلا أن الأمر يتحول على النقيض تمامًا مع مرور الوقت ويُصاب بالضعف الجنسي.

9- التعرض للاعتداء البدني

يمكن القول إن عند التعرض للاعتداء سواء الجسماني أو الجنسي تظل هذه الذكريات في عقل المرء وتطارده أينما كان، لذلك يلجأ إلى تناول المخدرات للنسيان.

10- الصدمات النفسية

قد يتعرض الشخص لفقدان شخص عزيز أو فقدان وظيفة أو لتجربة عاطفية قاسية، كل هذه الأمور من شأنها التعرض لتعاطي المخدرات والإدمان.

أبرز أعراض الإدمان

 في صدد الحديث عن حوار بين شخصين عن المخدرات، يمكننا التعرف على علامات الإدمان من خلال السطور التالية:

1- الحزن والاكتئاب

من أول علامات الإدمان هو دخول الشخص في حالة نفسية سيئة قد تدفعه إلى تسبب الضرر لمن حوله أو إلحاق الأذى لنفسه، فقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار، وهي من المراحل الخطيرة للإدمان.

2- التقلبات المزاجية

المدمن تتغير أحواله ما بين السرور والحزن خلال فترة زمنية قصيرة، بشكل لا إرادي دون معرفته لأسباب ذلك، كما يُصاب بالعصبية الشديدة التي تصل على تدمير الأشياء من حوله في حالة عدم توافر جرعة المخدرات.

3- التعب الجسماني

تظهر بعض العلامات على المدمن مثل الشعور بالأرق والكسل وعدم القدرة على القيام بأبسط الأنشطة، كما يُصاب بمشاكل النوم المضطرب وتظهر تلك العلامات خصوصًا على مدمني الحشيش والأفيون.

4- العنف والسلوك الإجرامي

من أبرز علامات الإدمان وأكثرهم خطورة، حينها يمكن للشخص السرقة أو القتل في سبيل إيجاد المخدرات أو الأموال، وهي من الأمور المنتشرة في الكثير من القضايا بالوقت الحالي، حيث كُثرت أعمال الإجرام والبلطجة في الوقت الراهن نتيجة تعاطي المخدرات.

5- الوحدة والرغبة في الانعزال

حيث تعتبر العُزلة وعدم الرغبة في الاحتكاك مع الآخرين من إحدى علامات الإدمان، يكون الشخص جالسًا بغرفته لأكبر وقت ممكن، وعدم قبوله بالنشاطات الاجتماعية أو وجوده وسط مجموعة من الناس، وتعتبر هذه من المراحل الأولى للإدمان.

6- التوتر والقلق

من علامات الإدمان الناتجة عن عدم توافر جرعة المخدرات بالإضافة إلى التوتر الدائم وعدم القدرة على النوم، فقد تظهر عليه بعض الاعراض الغير طبيعية مثل قضم الأظافر أو نتف الشعر أو تجريح نفسه بآلة حادة.

7- إنفاق الأموال الكثيرة

في حال ملاحظة أن أبنك يطلب الكثير من الأموال بصورة مستمرة من دون داعي، أعلم أن هناك شيئًا غير سليم قد تكون بدايته في طريق الإدمان وتعاطي المخدرات، لذلك كن حذرًا من تصرفات أولادك.

8- تغيرات بالمظهر الخارجي

تتمثل في نقص الوزن والنحافة أو الضعف العام، كما يبدو على المدمن علامات قلة النظافة الشخصية بصورة واضحة لمن حوله.

كيفية الوقاية من إدمان المخدرات

استكمالًا للحديث عن حوار بين شخصين عن المخدرات، يمكن معرفة أهم طرق الوقاية من الدخول إلى عالم إدمان المخدرات على النحو التالي:

1- التوعية الشاملة

من أهم سُبل الوقاية من الإدمان هي التوعية المبكرة للأطفال والشباب حول أخطار الإدمان وما يسببه من دمار للعقل والنفس والجسد، بجانب ضياع مستقبل الشخص وتعرض دخوله للسجن، وتتم التوعية عبر منصات متعددة مثل البرامج الإعلامية أو من جانب الأهل والمدارس.

2- التربية الإيجابية

من خلال التقرب إلى الأولاد ومدهم بالحب والاهتمام والرعاية، حيث يلجأ الكثير من الأشخاص للمخدرات نتيجة الشعور بالوحدة وقلة العاطفة مع الأهل، ولا نبالغ إذا وضحنا أن للأهل دور عظيم في خلق أجيال اسوياء نفسيًا، لذلك كن قريبًا منهم واحرص على توطيد العلاقة بينكم، ومنحهم فرصة التعبير عن أنفسهم، حتى تزداد ثقته بنفسه ومن ثم تقل مخاطر التعرض للإدمان.

3- لعب الرياضة

من أبرز طرق الوقاية من الإدمان، حيث أن استغلال أوقات الفراغ في ممارسة الرياضة من شأنها أن تُحسن الحالة المزاجية والنفسية للشخص.

4- القضاء على الضغوط النفسية

من خلال ممارسة العادات الصحية المفيدة للعقل والجسم، يمكنك مقاومة الاضطرابات النفسية من خلال ممارسة الأنشطة الاجتماعية، القراءة، المشي، ممارسة الهوايات، العمل، الاشتراك بالأعمال الخيرية وغيرها من الأمور النافعة.

5- الابتعاد عن أصدقاء السوء

واحدة من أهم طرق الوقاية من الإدمان والسلوكيات الغير أخلاقية بوجه عام، لذلك قم باختيار اصدقائك بعناية، واعلم أن الصديق الجيد سيؤثر على حياتك للأفضل ويجعل منها ذو قيمة ومعنى.

6- الحد من تناول العقاقير المسكنة أو أدوية الاكتئاب

حيث تعتبر من مسببات الإدمان، لذلك يُنصح بعدم تناولها تحت إشراف الطبيب.

7- التوعية الدينية

واحدة من الأساليب الإيجابية للحد من الإدمان، من خلال تقديم دروس دينية خاصة بتحفيز الشباب على التقرب إلى الله وتوضيح مخاطر الإدمان ومدى خطورة ذلك، مع العلم أن تقديم النصائح قائم على الدعم وبيس الترهيب أو التخويف، حيث تتأثر فئة كبيرة من الشباب بالأساليب الدينية الحميدة وتُمس الجانب الفطري بداخلهم.

8- القوانين الصارمة

في نطاق ذكر حوار بين شخصين عن المخدرات، فلابد من تطبيق قوانين رادعة على مدمني المخدرات بالأخص التُجار والمروجين، فلقد نلاحظ في عدد من البلدان قوانين يتم تطبيقها بكل قوة وصرامة، لابد أن تكون سارية حول بلاد العالم.

الإدمان وتناول المخدرات من القضايا الهامة التي لابد التوعية من أجل نشأة جيل سليم قادر على مقاومة شهواته وميوله ويستطيع استغلال الوقت بما هو نافع له.


شارك