تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

منذ 20 أيام
تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى مختلف عما نراه الآن من نهضة وتقدم تكنولوجي بالمقارنة مع دول العالم ومنها الدول العربية، بالرغم من أن علماء العرب كانوا من أكثر العوامل المؤثرة في نهضة أوروبا الحديثة، وسوف نستعرض محطات التاريخ الأوروبي في العصور الوسطى للتعرف على الفرق بين هذه العصور وبين العصر الذي نعيشه في الوقت الراهن عبر موقع ايوا مصر.

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

التاريخ الأوروبي في العصور الوسطى يبدأ من القرن 5 وحتى القرن 15 الميلادي أو عصر النهضة، وكانت قارة أوروبا في هذا الوقت تابعة للإمبراطورية الرومانية، وهي الفترة التي أطلق فيها المؤرخون اسم العصور المظلمة على القارة الأوروبية نتيجة لما شهدته من الانخفاض في مستوى التعليم، كما سادت المعتقدات الخرافية والأساطير.

وقد بدأت العصور الوسطى منذ انهيار الحضارة الرومانية التي كانت من أقوى الحضارات على الأرض، وقد اتسعت من شرق الأرض حتى مغاربها، وكان سقوطها نتيجة لغزوات الأمازيغ، والقبائل بعد انتشار الفساد والضعف بها.

ومن أهم هذه القبائل هم الجرمان الذين احتلوا الأجزاء الشمالية من الامبراطورية، واحتل القوط إيطاليا وإسبانيا، والسكسون احتلوا بريطانيا، واحتل الفرانكيون فرنسا، وتم تقسيم الإمبراطورية لمساحات شاسعة سُميت بالضياع.

وقد قامت الحضارة في العصور الوسطى على 3 من المجتمعات وهي مجتمع غرب القارة الأوروبية، والمجتمع الإسلامي، والبيزنطي وجميع هذه المجتمعات أثرت بشكل كبير في حضارة أوروبا في العصور الوسطى، لذلك فهي من المكونات الأساسية في العصور الوسطى.

العصر الإقطاعي في العصور الوسطى

تم تقسيم أوروبا في العصور الوسطى لضياع واستغل الأغنياء وأصحاب النفوذ الفقراء وجعلوهم يعملون في الفلاحة بمبالغ زهيدة أو بالسخرة، وقد ظهر النظام الإقطاعي الذي قسم المجتمع لثلاثة من الطبقات، وهم مالكي الأراضي، وطبقة العمال والفلاحين، وطبقة رجال الدين، وأصبحت الطبقة الفقيرة عبيد عند من يمتلكون المال وبالتالي تم تمزيق القارة الأوروبية بين هذه الطبقات.

مرحلة سيطرة رجال الدين على الحكم

خلال مرحلة الإقطاع برز دور الكنيسة ورجال الدين بشكل كبير ولفترة طويلة من الزمن، فقد تم تنصير الأمازيج وازدادت قوة الكنيسة بعد عدم قبول الشعب لحكم الرجل الواحد، واستظل الناس تحت مظلة الكنيسة، وانتشر الدين المسيحي في أنحاء القارة الأوربية، وقامت الكنيسة بجمع الضرائب وأنشأت المستشفيات والمدارس الدينية.

واستطاع الفرانكيون أثناء ذلك السيطرة على مقاليد الحكم في فرنسا وتوحيد القارة الأوربية وكان من أبرز ملوكهم شارلمان الذي أسس للتعليم في قصره، واستعان بالمعلمين من مختلف الأنحاء وبنى المدارس وترجم المخطوطات الخاصة بالعلماء القدام ومنهم علماء العرب.

ولكن عاد النظام الإقطاعي مرة أخرى ولجأ الناس للكنيسة مرة أخرى لتخليصهم من الظلم الواقع عليها، وأصبحت الكنيسة ورجال الدين هم القوة الأساسية التي تحكم أوروبا، وكان البابا أكبر سلطة بها، فانت بيده السلطة الدينية وسلطة الحكم، لكن ما لبث أن انتشر الفساد في الأديرة والكنائس وتمرد الناس على البابا، بعد انتشار الحركات التي دعت الى احترام حقوق الإنسان.

وظهرت الدعوات لإصلاح الكنيسة، وتُرجم الإنجيل للعديد من اللغات المحلية حتى يتعرف الناس على المزيد حول الديانة المسيحية، وعاشت أوروبا في العصور الوسطى زمناً طويلاً في سيطرة الكنيسة ورجال الدين حتى ظهر عصر النهضة الأوربية بعد تقلص دور رجال الدين، وأصبح دورهم هو العبادة فقط.

الحروب الصليبية في العصور الوسطى:

وقد انهار أيضًا النظام الإقطاعي نتيجة الحروب التي نشأت ما بين الأمراء وبعضهم البعض، وحدث اتلاف للمحاصيل والمزروعات، ونتيجة انتعاش التجارة في القرن 11،12،13 بين الشرق والغرب بفضل الحروب الصليبية، وقيام المدن وظهور الطبقة المتوسطة من الصناع والتجار، وانتهاء زمن الفروسية أمام الأدوات العسكرية الحديثة.

مراحل عصر النهضة في أوروبا

بدأ عصر النهضة في أوروبا في القرن 15، وقد مرت الحضارة الأوروبية بثلاثة من أهم المراحل في نهضتها وهي النهضة الكارولنجية التي بدأت في القرن 9 الميلادي، والنهضة التي حدثت في القرن 12 الميلادي، والنهضة التي كانت في القرن 15 الميلادي.

وما تلى ذلك من نهضة حضارية كبيرة في أوروبا حتى الثورة الصناعية، وحتى ظهور التكتل المعروف باسم الاتحاد الأوروبي الذي ظهر في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، فقد تم توحيد القارة الأوربية في اتحاد كبير، وهو الكيان الأكبر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

إسهامات العلماء  المسلمين للحضارة الأوربية

لا أحد يُنكر فضل الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية أو الأوربية نتيجة الاحتكاك بين المشرق والمغرب بفضل الحملات الصليبية على الشرق، فقد حاولوا استغلال الازدهار الذي شهدته الحضارة الإسلامية ونقلوا الكثير من المعارف والعلوم لقارة أوروبا مما كان له دور كبير في وضع العرب بحروف من نور في نهضة أوروبا الحديثة.

وقد تم ذلك من خلال 3 من المعابر الرئيسية وهي صقلية والأندلس وجنوب إيطاليا والتجارة في بلاد الشام، وقد نجح الأوربيون في الاستفادة من الحضارة العربية والإسلامية وحاولوا تطويرها فكانت هي الأساس في التقدم الكبير الذي يشهدونه في الوقت الحالي.

على العكس من الحضارة الإسلامية التي لم تستطيع التطوير من نفسها والبناء على ما قام به علماء الإسلام الكبار وقد توقفت هذه الحضارة بنهاية العصور الوسطى، وهذا ما لم يحدث مع الحضارة الأوروبية.

وقد يعود تأخر المسلمين عن مواكبة الحضارة الأوربية هو دخولهم في حروب في القرن 12 و13 من الميلاد نتيجة لتسخير جميع مواردهم لدرء الاحتلال الصليبي من الدول العربية، فقد سبب ذلك تأخرهم لبعض الوقت عن مسايرة التقدم والنهضة التي حدثت في أوروبا، ولكن هل الفترة الطويلة التي تلت ذلك لم تكن كافية لهم لاستعادة تقدمهم ومكانتهم الحضارية، خاصة بعد طردهم للحملات الصليبية في أواخر الرقن 13 الميلادي.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم تاريخ أوروبا في العصور الوسطى وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.


شارك