أنواع الطلاق الذي لا يقع
أنواع الطلاق الذي لا يقع تتعدد، حيث تم وضع الكثير من الأحكام والشروط حتى تُعد كلمة طالق طلاق بالفعل أمام الله عز وجل، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحكام والشروط يحثنا عليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وبعضها تم وضعه في الشريعة والقانون التابعين للحكم الإسلامي، لذلك سنعرض لكم الآن أنواع الطلاق الذي لا يقع من خلال موقع ايوا مصر.
أنواع الطلاق الذي لا يقع
اتفق جميع العلماء على أن الرجل الذي يقوم بقول كلمة طالق لزوجته في وقت الغضب، لا يحق له أن يُطلقها بالفعل، وذلك لأنه لا يكون واعٍ للكلام الذي يخرج من فمه.
قد قام بعض العلماء بإطلاق اسم الإغلاق على هذه الحالة، بسبب أن الرجل يكون عقله مُغلق في هذه اللحظة، ومن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من أنواع الطلاق الذي لا يقع، سنعرضها لكم من خلال الفقرات التالية:
1- طلاق الإغلاق
هو الطلاق الذي تحدثنا عنه بشكل مُبسط في الفقرة السابقة، وهو الذي يعني أن الرجل المُغلق عقله لا يحق له طلاق زوجته في هذا الوضع، وذلك لأن عقله يكون مُغلق أي لا يتمكن من التفكير بشكل سليم في هذا الوضع، حيث ورد ذلك في أحاديث الرسول الشريفة، فورد عن عائشة -رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “لا طلاقَ ولا عتاقَ في إغلاقٍ“..
من الجدير بالذكر أن الإمام ابن القيم والإمام عابدين الحنفي قاما بتحديد حالة الرجل الذي يطلق على عقله أنه في حالة إغلاق، حيث يقولا إنه يكون في حالة لا يعلم ما يقوله فيها، أي في حالة هذيان شديدة، وغلبه الخلل على ما يقوله ويُعبر عنه.
2- الطلاق في حالة السُكر الشديد
قام العلماء والفقهاء بتقسيم حالة السُكر إلى نوعين، أولهما هو السُكر المتعدي، وثانيهما هو السكر الغير متعدي، فالسُكر الغير متعدي هو وصول الشخص إلى حالة صعبة من السُكر ولكنه شربه دون علم منه أنه مسكر، سواء كان السبب وراء تناوله هو دواء، أو إذا كان مُجبر على الشرب وهكذا، فهذا النوع قال عنه الفقهاء أنه لا يقع طلاق.
أما النوع الثاني وهو السُكر المتعدي، فيقصد به أن الشخص تناول المسكرات برغبته الشخصية، دون أي ضغط أو إجبار له، فهنا تنقسم آراء الفقهاء والعلماء فهل يقع هذا طلاق أم لا، فجزء منهم يقول إنه طلاق بالفعل، وذلك لأنه قام بإذهاب عقله بإرادته الشخصية.
البعض الآخر يقول إنه لا يُعد طلاق، وذلك لأنه كان فاقد لوعيه وإدراكه، ويُضيفوا إلى هذا طعن على الفريق الآخر الذي يجمع أنه ليس طلاق، حيث يقولون إنهم اتفقوا على أنه طلاق بغرض الزجر والغضب من المعصية، ويُضيفوا أن الغضب ليس سببًا قويًا لإيقاع الطلاق.
3- الطلاق في حالة الجنون
من خلال حديثنا حول أنواع الطلاق الذي لا يقع، فمن المتعارف عليه أن المجنون لا يتم الأخذ على كلامه نهائيًا، وذلك لأنه على الدوام يكون تفكيره ليس في محله، حيث يُعد كالنائم المستيقظ، أو كالمغمى عليه أثناء حياته اليومية، بالإضافة إلى أن العلماء وضعوا المدهوش من أمر ما تحت قائمة المجنون الذي لا يتم الأخذ على كلامه.
أما بالنسبة لموقف الدين من هذا الشخص فإنه لا يتم الإيقاع بالطلاق على كلام هذا الشخص، وذلك لأن عقله لا يكون في محله، ويكون فاقد لقدراته، حيث يُمكننا التأكد من هذا من خلال حديث الرسول الكريم عندما قال: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ“.
4- الطلاق في حالة الإكراه
في إطار حديثنا حول أنواع الطلاق الذي لا يقع، ففي حالة إجبار أو تهديد الشخص أنه يجب عليه أن يقوم بتطليق زوجته، بأي نوع من أنواع التهديد كالقتل، والضرب المبرح على سبيل المثال.
فهنا أجمع العلماء والفقهاء أنه لا يجوز الإيقاع بالطلاق من هذا الشخص وأوضحوا أنه قام بفعل هذا بغرض دفع الأذى عن شخصه، فيقول الرسول الكريم في أحد أحاديثه الشريفة:” إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرهوا عليْهِ“.
5- الطلاق في حالة الخطأ
يُعد هنا مفهوم الطلاق الخطأ، أنه في حالة إذا تلفظ الرجل بلفظ الطلاق عن طريق الخطأ، أي كذلة اللسان إن أصح القول، فهنا أيضًا انقسمت آراء العلماء والفقهاء بخصوص هذا الأمر، حيث يقول قسم منهم أنه يجب أن يقع الطلاق عندما يُخطئ الرجل في قول اللفظ، لأنه يُمكن أن يقول الرجل هذا من باب الادعاء بالخطأ.
القسم الآخر اتفق على أنه لا يجب أن يكون طلاق، وذلك لأنه يُمكن لأي شخص أن يخطأ مثل هذا الخطأ اللفظي البسيط، فقد أثبتوا ذلك من وجهة نظرهم بالحديث الشريف الذي ينص على:” إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرهوا عليْهِ“.
6- الطلاق في حالة الدهشة
من خلال حديثنا حول أنواع الطلاق الذي لا يقع، فمن المتعارف عليه أن الشخص المدهوش هو الذي ينفعل بسبب ما مثل الخوف، أو الصدمة الشديدة على سبيل المثال، بحيث يقوم بفعل بعض التصرفات دون التفكير في العواقب الخاصة بها قبل فعلها، كما يُمكنه أخذ قرارات كثيرة خاطئة دون الإعياء منه أو دون معرفته لخطورة هذا الأمر.
ففي هذه الحالة لا يتم الإيقاع فيها بالطلاق مثل المجنون والنائم والمغمى عليه، لأنه عقله لا يكون في محله في هذه الحالة، لكن ذهب العالم ابن عابدين إلى أن هذا الشخص يجب أن يتم الأخذ على قوله لكلمة طالق، وذلك لأنه يكون مُدرك لما يصدر منه من كلمات، ومن الجدير بالذكر أن أغلب القوانين المتواجدة في الدول العربية أخذت أنه لا يقع بالطلاق على هذا الشخص.
7- الطلاق في حالة الجهل بمعنى اللفظ
استكمالًا لحديثنا حول أنواع الطلاق الذي لا يقع، فينقسم في هذه الحالة أيضًا آراء الفقهاء والعلماء، ففريق منهم يزعم أنه لا يقع عليه الطلاق بسبب أنه لا يعلم المعنى والمقصود من هذه الكلمة.
الفريق الآخر يقول إنه لا يوجد شخص عربي الأصل لا يعرف ما معنى كلمة طالق، حتى وإن كان جاهل بمعناها، فالجاهل بالمعنى لا ينطق لفظ لا يعرف معناه على الإطلاق.
8- الطلاق بقصد اليمين
يتشابه قصد اليمين في المعنى مع القسم أو الحلف، أي عندما يقسم بالرجل بالطلاق من زوجته إذا كان قد أخذ المال من الشخص الذي يقسم أمامه، أي يقولها بغرض أن يكون صادق أمام الشخص الذي يتحدث معه، فيقول العلماء أنه إذا كان صادق بالفعل في الشيء الذي يقوله فهذا لا يقع بالطلاق، ولكن إذا كان غير صادق فيكون هذا طلاقًا بالفعل.
لكن ذكر بعض الفقهاء أنه يجب على الشخص الذي يأخذ الطلاق كقسم في حديث، وكان صادق في الشيء الذي يُقسم به بالفعل، فهذا لا يقع طلاقًا، ولكنه يجب عليه أن يقوم بإجراء كفارة لهذا الذنب كإطعام عشرة مساكين، أو تحرير رقبة على سبيل المثال.
9- الطلاق المُعلق بقصد الحث أو المنع
يتشابه مفهوم الطلاق المُعلق مع الطلاق بقصد اليمين، حيث إنه في حالة إذا قام الرجل بقول إنه يُعلق هذا الأمر فإذا حدث سيقوم بتطليق زوجته، وإذا لم يحدث لن يقوم بفعل أي شيء.
كقوله لزوجته أنها إذا خرجت سيقوم بتطليقها على سبيل المثال، أما بخصوص وجوب وقوع الطلاق على الرجل فهذا يتعلق بوقوع الشرط فإذا حدث الشرط بالفعل فهذا يُعد طلاقًا بإجماع جميع الفقهاء.
10- الطلاق المُعلق على مشيئة الله
يأتي مفهوم هذا الطلاق أنه في حالة إذا كان يقول الرجل لزوجته أنها طالق إن شاء الله، فهذا القول لا يقع بالطلاق، وذلك لأن مشيئة الله لا يعلمها أحد، ويُمكننا التأكد على ذلك من خلال قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-:” من حلفَ على يمينٍ فقال إن شاء اللهُ لم يحنَثْ“.
11- الطلاق في العدة
في حالة إذا قام الرجل بتطليق زوجته خلال شهور العدة، فاتفق جميع العلماء والفقهاء على أنه يُعد طلاقًا بالفعل، حيث قالوا:” إن الطلاق الصريح يقع في العدة من الطلاق البائن بينونة صغرى ومن الفسخ والخلع، ولا يقع في عند الطلاق البائن بينونة كبرى“.
لكن على الرغم أن أغلب العلماء والفقهاء اتفقوا على ذلك، إلا أن معظم قوانين الأحوال الشخصية في المدن العربية تتعارض مع هذا الأمر، حيث يقولون إنه لا يجوز الطلاق في العدة لأي سبب كان سواء كان بائنًا أو رجعيًا، ومن القوانين التي اتخذت على ذلك قوانين الأحوال الشخصية الأردنية، والإماراتية، والكويتية، والسعودية والكثير من البلدان الأخرى.
12- طلاق الحكاية والتمثيل
في أغلب الأحوال يلجأ الأشخاص المشهورين إلى عمل مثل هذه الحكايات بغرض إبعاد الصحافة والأخبار عنهم، ولكن حكم الدين في هذا الأمر فهو لا يُعد طلاقًا إلا في حالة إذا كان الشخص غرضه الطلاق بالفعل.
حيث إذا كان المُعلم يضرب مثلًا لطالبه حتى يتمكن من توصيل فكرة الطلاق إلى أذهانهم فهذا لا يعني أنه طلق زوجته وهكذا في الحالات المُتشابهة مع ذلك.
الطلاق عند الله هو الانفصال بين الرجل والمرأة ولكن له شروط محددة، فإن هناك أكثر من حالة لا يقع فيها الطلاق، ومن رحمة الله بنا أنه جعل الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر.