هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء؟
هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء بالنسبة للمرأة وهل لمسها لذكر زوجها ينقض وضوؤه هو، وهل يختلف مس العضو الذكري أو الأنثوي عن مس باقي أعضاء الجسم، هذه الأسئلة دار فيها النقاش طويلًا بين الفقهاء، نقاش مُخلف لنا أشهر مسائل الاختلاف بين الفقهاء لذلك نجد لدينا ذخيرة عظيمة من الأقوال الفقهية.
في هذا الموضوع على موقع ايوا مصر سنتناول أقوال الفقهاء في إجابة سؤال هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء و بعض الأحكام الفقهية المرتبطة.
هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء
قبل تناول سؤال هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء يجب علينا تحليل أقوال الفقهاء في حكم التلامس بالنسبة للوضوء، جاء الاختلاف بين المذاهب الفقهية بسبب اختلافهم في عدة نصوص هي:
- قوال الله تعالى في سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)”.
موضع الشاهد في موضوعنا: “لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ”.
- عن السيدة عائشة رضي الله عنه أنها قالت: “كان النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يُقَبِّلَ بعضَ أزواجِه ، ثم يصلي ولا يتوضأُ” (الترمذي 86)
فهذا الحديث يدل على أن اللمس بالمعنى الحقيقي له (تلامس البشرة) لا يدل ينقض الوضوء.
جاء اختلاف الفقهاء في هذا الموضوع على النحو التالي:
- الإمام أبو حنيفة (فقهاء الحنفية) يرى أن المس هنا بمعنى الجماع واستدل بالحديث السابق ذكره وعلى هذا فإن مجرد التلامس بين الرجل وزوجته لا ينقض الوضوء.
- الإمام الشافعي (فقهاء الشافعية) يرى أن المراد باللمس هنا هو المباشرة (أن يفضي الرجل عضو من جسده إلى جسد المرأة) سواء كان هذا العضو اليد أو أي عضو آخر من أعضاء الجسد، وإذا لمسته هي فإن ذلك يفضي إلى نفس النتيجة.
استدل في قوله هذا على ظاهر الآية الكريمة التي ذكرت مجرد اللمس ولم يفسرها على الكناية، كما ورد معنى اللمس في سورة الأنعام: “وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)”
فلم يقيد الشافعية هذا اللمس بشهوة أم دون شهوة، فمجرد حدوث التلامس نقض الوضوء. - أما الإمام مالك والإمام أحمد فقد فسروا الأمر وحللوه فقسموا اللمس إلى عدة أنواع هي:
- من مس بشهوة ووجدها: هذا ينقض الوضوء باتفاق.
- من مس دون شهوة ووجدها: هذا الباب من المس ينقض الوضوء.
- من مس دون شهوة ولم يجد شهوة: هذا المس لا ينقض الوضوء.
- من مس دون شهوة لكنه وجد شهوة: هذا المس ينقض الوضوء أيضًا.
هذا تفصيل أقوال الفقهاء في حكم وضوء الرجل الذي مس زوجته، ونخلص منها برأي الجمهور أن المس بشهوة ينقض الوضوء لا محال.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أدعية الاستغفار من الذنوب الكبيرة
مس فرج المرأة
اتفق الفقهاء على أن مس الرجل بذكره فرج المرأة ينقض الوضوء، هذا ليس قياس على مس المرأة السابق ذكره لكنه أبلغ من مس فرج المرأة باليد الذي هو ناقض للوضوء.
كذلك إذا مس الرجل دبر زوجته بأي عضو ينقض وضوؤه ذلك.
أي أن أي مس فرج المرأة بأي عضو هو ناقض للوضوء وهذا يرجعنا إلى إجابة سؤال هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الإفطار في السفر
مس المرأة عضو زوجها
في تلك الحالة هناك عدة مسائل نحو:
- الرجل الذي مست زوجته ذكره لا يُنقض وضوؤه، في ذلك قال البهواتي صاحب (كشف القناع عن متن الإقناع): ” ولا ينتقض وضوء ملموس ذكره أو ملموس فرجه أي قبله أو ملموس دبره لأنه صلى الله عليه وسلم فيما تقدم أمر الماس بالوضوء ولو انتقض وضوء الملموس لأمره أيضا به”
بذلك أيضًا قال الغمام النووي في المجموع. - الزوجة التي مست عضو زوجها ينتقض وضوؤها هي (حدد بعض الفقهاء ذلك بإنها إذا كانت تقصد شهوة أو وجدتها، وقول ضعيف)
يرجى الانتباه إلى أن المس القصود هنا هو المس دون حائل (غطاء/ رداء قماشي)، وإذا وجد المسوس لذة فعليه أن يتوضأ عند رأي فقهاء المالكية والحنابلة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تارك الصلاة عند المالكية والشافعية
مس المرأة فرجها
كذلك من الأحكام المتعلقة بمس الفرج بالنسبة للمرأة هو مس المرأة فرجها هي (لمس المرأة عضوها الأنثوي) فهذا الحكم فيه قولان وللمرأة أن تأخذ بأي منهم، هم:
الرأي الأول
يرى فقهاء الحنفية وفقهاء المالكية وبعض الروايات عن الإمام أحمد بأنه لا ينقض الوضوء واستدلوا في قولهم هذا بحديث طلق بن علي الحنفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه:
” خرجنا وفدًا حتَّى قدمنا علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فبايعناهُ وصلَّينا معَه فلمَّا قضى الصَّلاةَ جاءَ رجلٌ كأنَّهُ بدويٌّ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما ترى في رجلٍ مسَّ ذَكرَه في الصَّلاةِ قالَ وَهل هوَ إلَّا مضغةٌ منكَ أو بضعةٌ منكَ” (صحيح النسائي 165)
وجه الدلالة
أن النبي صلى الله عليه وسلم علل له أن مس العضو لا ينقض الوضوء بقوله: ” وَهل هوَ إلَّا مضغةٌ منكَ” وتلك علة لا تزول ويستوي فيها الرجل والمرأة وهذا دليل على أن مس المرأة فرجها لا ينقض وضوؤها.
كما أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في (الشرح الممتع 281/1) يرى أن النصوص الواردة في أن مس الرجل للذكر ينقض الوضوء واردة للرجال؛ وبذلك يبقى ما عدا ذلك على الأصل والأصل في المسلم الطهارة، ولا يمكننا الخروج عن هذا الحكم إلا بدليل مبين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تعليق الصور في البيت
الرأي الثاني
يرى الشافعية والحنابلة والشيخ ابن باز رحمه الله أن مس المرأة فرها يبطل وضوؤها واستدلوا في قولهم هذا على حديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“أيُّما رجلٍ مسَّ فرجَهُ فليتوضأْ، وأيُّما امرأةٍ مسَّتْ فرجَها فلتتوضَّأْ” (التلخيص الحبير 1/187)
فقال الشيخ ابن باز في (فتاوى نور على الدرب لابن باز 5/206، 207): “… فدلَّ ذلك على أنَّ مسَّ الفرْج ينقُضُ الوضوءَ مُطلقًا، بشهوةٍ وبغيرِ شَهوةٍ، سواءٌ كان الرَّجُل أو المرأة، …، وهكذا المرأةُ إذا مسَّت فرْجَها، أو فرج زوجِها، أو فرج أطفالِها انتقض الوضوء …).
بذلك نكون قد نقلنا أقوال الفقهاء في إجابة سؤال هل لمس الزوجة لذكر زوجها ينقض الوضوء ببعض التفصيل الموجز لأقوال الفقهاء والأدلة التي استندوا عليها في أقوالهم، كما تناولنا رأي الفقهاء المحدثين في الموضوع، ندعو الله أن يكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه.