أمثال عربية مشهورة ومعناها

أمثال عربية مشهورة ومعناها لها حكايات كثيرة، حيث اشتهر العرب منذ القدم بالأمثال والحكم القصيرة البليغة، حيث إن كل مثل عربي يحمل في طياته قصة أو موقف معين، ويتم قولها في المواقف المشابهة لها، وسوف نحاول أن نعرض لكم عبر موقع ايوا مصر بعضًا من أمثال عربية مشهورة ومعناها.

أمثال عربية مشهورة ومعناها

بصدد الحديث عن أمثال عربية مشهورة ومعناها، يجدر الذكر بأن الأمثال العربية كثيرة ومتعددة وكل واحد منها يحمل معنى ودلالة مختلفة عن الأمثال الأخرى، كما أن كل مثل يحمل قصة، ويُضرب ذلك المثل في المواقف المشابهة لتلك القصة، ومن أشهر الأمثلة العربية:

1ـ مثل “فرخ البط عوام”

تتمثل قصة هذا المثل أن رجلًا عربيًا كان يربي بطة، فوضعت تلك البطة بيضتين ثم ماتت، فقام هذا الرجل بوضع هاتان البيضتين ضمن بيض الدجاج حتى ترقد عليهما الدجاجة، ومرت الأيام وفقست بيضتا البطة وبيض الدجاجة، وعندما اقتربت الدجاجة والصيصان من بقعة ماء، نزل فرخا البط في الماء وأخذا يسبحان دون أن يقوم أحد بتعليمهم السباحة، فالسباحة غريزة فطرية لدى البط، وهنا قال الرجل: فرخ البط عوام.

مضرب المثل: هو الموقف الذي يُقال فيه المثل، ومضرب هذا المثل هو أن يكون لدى الابن موهبة أو صفة مميزة كان الأب يملكها.

2ـ مثل “من شابه أباه فما ظلم”

ضمن إطار عرض أمثال عربية مشهورة ومعناها، نذكر مثل من شابه أباه فما ظلم، وترجع قصة هذا المثل إلى أن هناك رجلًا كان يخاف على ابنه بشدة، مما دفعه لحبس ابنه داخل غرفة وعزله عن الناس، حيث كانت أم هذا الطفل تدخل إلى غرفته وتطعمه وتسقيه، ثم تخرج، وتغلق عليه الباب، مرت السنين والأيام وكبر هذا الصبي، وكالعادة دخلت إليه أمه لتطعمه وتسقيه، ولكنها في هذه المرة أغلقت الباب دون إحكام، فخرج الصبي، ووجد أمه جالسة تمشط شعر إحدى الفتيات من جيرانها، فتعجب الصبي بشدة، بسبب أنه طوال حياته لم ير إلا والديه فقط، فسأل الصبي أمه “ما هذا يا أمي؟” فقالت له: هذا رأس ذئب حتى يخاف، فعندما دخل الصبي إلى غرفته وتم حبسه مرة أخرى، دخل إليه أباه فوجده ينشد شعرًا عن جمال هذا الذئب المزعوم، ففهم الأب أن الصبي قد وقع في حب الفتاة، فأرسله أبيه لشيخ القرية لتعليمه، فعندما سأله الشيخ: هل تعرف الحروف الأبجدية، قال له الصبي: نعم، فقال له قل ألف قال: “ألف وليف الروح قبل أمس زرناه، غرو يسلي عن جميع المعاني”، قال قل باء فقال: “والباء بقلبي شيد القصر مبناه، وادعى مباني غيرهم مرمهاني”،

فتعجب الشيخ وسأله من الذي علمه هذا، فأجابه أبي، وهنا قال الشيخ “من شابه أباه فما ظلم”.

مضرب المثل: عندما تتشابه تصرفات وأفعال الابن مع أفعال والده.

3ـ مثل “هذا الشبل من ذاك الأسد”

 ترجع قصة هذا المثل إلى رجل بخيل وابنه، حيث زاره أحد أصدقائه كضيف، فنادى هذا البخيل على ولده، أمره بأن يحضر بعض اللحم الجيد من عند الجزار لضيافة هذا الصديق أحسن ضيافة، فذهب الولد وأخذ وقتًا طويلًا وعندما عاد، لم يكن معه شيء، فسأله أبوه: أين اللحم، فقال له أنه ذهب للجزار وطلب منه اللحم، فقال له الجزار: سأعطيك لحمًا كأنه الزبد، فقال الصبي في نفسه: إذًا لم لا أشتري الزبد، فذهب للبقال، وطلب منه أحسن ما لديه من الزبد، فقال له: سأعطيك زبدًا كأنه العسل، فقال الصبي لنفسه: إذا لم لا أشتري العسل بدلًا من الزبد، فذهب إلى بائع العسل، وطلب منه أجود ما لديه من العسل، فقال له التاجر: سأعطيك عسلًا كأنه الماء في صفائه، فقال الصبي في نفسه: نحن لدينا ماءٍ صافٍ في البيت، ولهذا لم يشتري شيئًا، فـأثنى عليه والده ومدحه، وعاتبه على استهلاك خفيه أثناء البحث، فقال له الطفل: لا يا أبي فقد ارتديت خفي الضيف، فقال الرجل: هذا الشبل من ذاك الأسد.

مضرب المثل: عندما يأخذ الطفل نفس طباع وتصرفات والده.

4ـ مثل “من شب على شيء شاب عليه”

تعود قصة هذا المثل إلى رجل استيقظ ليلًا ليتهجد إلى الله، فوجد طفله يصلي بجانبه، فشعر بالشفقة عليه بسبب سنه الصغير وبرودة الجو، فطلب منه أن يذهب ليكمل نومه، فأجابه الطفل أن الله طلب منه أن يقوم الليل كما يقوم والده أيضًا، واستشهد بقوله – تعالي –: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ…) [المزمل: 20]، وسأل والده: على من تعود كلمة “الذين” يا أبي؟ فأجابه الأب أنها تعود على الصحابة، فطلب الطفل من والده ألا يحرمه من صحبته في طاعة الله، فقال له الأب إنه لم يبلغ الحلم، فقال له الطفل إن أمه تشعل الحطب الكبير بالقطع الصغيرة، وأنه يخاف أن يبدأ الله به وبالأطفال قبل الرجال إذا أهملوا طاعة الله، فقال له أبيه: “من شب على شيء شاب عليه”.

مضرب المثل: يُقال هذا المثل في حالة تعود الشخص على فعل شيء ما منذ صغره.

5ـ مثل “رجع بخُفي حُنين”

تتمثل قصة هذا المثل في أنه كان هناك إسكافيًا يُدعى حُنين من الحيرة، رغب أحد الأعراب أن يشتري منه خفين، فأخذ يساومه الأعرابي حتى أغضبه، فقام حُنين بإلقاء أحد خفيه في مكان والخف الآخر في مكان آخر، فلما رأى الأعرابي أحد الخفين، فقال ما أشبه هذا الخف بخف حنين، وأنه لو كان الخفين معًا لكان أخذهما، ومر في طريقه فوجد الخف الآخر فندم أنه ترك الخف الأول، فترك ناقته بما عليها وعاد ليأخذ الخف الآخر، وعندما عاد وجد أن حنين سرق ناقته، فعندما عاد الأعرابي إلى قبيلته، سأله قومه: بماذا جئت من سفرك، فأراهم خفي حنين، وهنا ضُرب مثل: “رجع بخفي حُنين”.

مضرب المثل: يتم قول هذا المثل عند عدم الجدوى والعودة بالخيبة والفشل.

6ـ مثل “اختلط الحابل بالنابل”

ضمن إطار عرض أمثال عربية مشهورة ومعناها، نجد أن أصل هذا المثل ينقسم إلى قصتين، وهما:

القصة الأولى: تقول إن أحد رعاة الأغنام كان يفصل بين الأغنام التي تنتج الحليب، والتي لا تنتج الحليب، حتى يبيعها، فعندما اختلطت الأغنام مع بعضها البعض، قال الراعي: اختلط الحابل بالنابل.

القصة الثانية: تقول إن الحابل هو الشخص الذي يمسك زمام الخيل في الحرب، والنابل هو الذي يستخدم السهام، وعند اشتداد الحرب يختلط الحابل بالنابل.

مضرب المثل: يُطلق عند عدم القدرة على التفريق بين الجيد والرديء، والسير بمبدأ السيئة تعم.

7ـ مثل “عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة”

ترجع قصة هذا المثل إلى أن هناك رجلًا كان يحمل في يده عصفورًا، وأثناء مروره رأى مجموعة من العصافير على إحدى الأشجار، فألقى بالعصفور من يده، وأراد أن يمسك بتلك العصافير، ولكن بمجرد أن اقترب من الشجرة، طارت العصافير كلها، فشعر بالندم.

مضرب المثل: يُقال هذا المثل في الشخص الطماع الذي لا يفكر جيدًا.

8ـ مثل “جوّع كلبك يتبعك”

تعود هذه القصة لملك ظالم كان يحرم شعبه من حاجاتهم اليومية، ويوفر لهم طعامًا قليلًا جدًا لا يكفيهم، فلما رأت زوجته الناس، شعرت بالشفقة تجاههم وبالذنب من عيشها في هذه الحياة الرغيدة وخافت من أن يقوموا بالانقلاب والثورة ضده، فقال لها زوجها الملك: “جوع كلبك يتبعك”

 9ـ مثل “جزاؤه كجزاء سنمار”

ترجع قصة هذا المثل إلى أن مهندسًا إغريقيًا يُدعى سنمار، طلب منه أحد الملوك الظالمين أن يبني له سرحًا عاليًا يشق السماء، وعندما بني له سنمار هذا السرح، ألقى به الملك من أعلى هذا السرح؛ حتى لا يبني سرحًا مثله.

مضرب المثل: يتم قول هذا المثل عند الحصول على الإساءة بعد الإحسان.

10ـ مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل”

تتمثل قصة هذا المثل في أن أعرابيًا كان عائدًا براحلته في رحلته التجارية، فهجم عليه اللصوص وقُطّاع الطرق وأخذوا منه راحلته، ولم يتمكن من حمايتها أو الدفاع عنها، وأخذ يسب اللصوص، وعندما عاد لقبيلته، سأله قومه أين راحلته، فقال لهم: أوسعتهم ضربًا وأودوا بالإبل.

مضرب المثل: يتم إطلاق هذا المثل على الشخص كثير القول قليل الفعل.

11ـ مثل “وافق شن طبقة”

بالحديث عن أمثال عربية مشهورة ومعناها، لا بد من ذكر المثل العربي القديم، وافق شن طبقة، حيث ذكر ابن الجوزي في كتابه كتاب الأذكياء: قال الشرقي بن فطامي: كان “شنٌّ” من دهاة العرب، فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها، فسار حتى لقي رجلاً يريد قرية يريدها شن فصحبه فلما انطلقا، قال له شن: أتحملني أم أحملك؟، فقال الرجل: يا جاهل كيف يحمل الراكب الراكب!، فسارا حتى رأيا زرعاً قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع قد أكل أم لا؟، فقال: ما بالك ايها الجاهل أما تراه قائماً!، وبعد فترة مرا بجنازة، فقال: أترى صاحبها حياً أو ميتاً؟، فقال: ما رأيت أجهل منك أتراهم حملوا إلى القبور حيًا!

ثم سار به الرجل إلى منزله، وكانت له ابنة تسمى “طبقة” فقص عليها القصة، فقالت: أما قوله: “أتحملني أم أحملك” فأراد به أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا، وأما قوله: “أترى هذا الزرع قد أكل أم لا” فأراد به لقد باعه أهله فهل أكلوا ثمنه أم لا، وأما قوله في الميت فإنه أراد أترك عقبا يحيى به ذكره بعد موته أم لا.

فخرج الرجل إلى شن فحادثه ثم أخبره بقول ابنته فخطبها منه فزوجه إياها، فحملها إلى أهله فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا: وافق شن طبقة.

12ـ مثل “سبق السيف العزل”

ضمن إطار عرض أمثال عربية مشهورة ومعناها، نذكر لكم مثل “سبق السيف العزل”، حيث تعود قصة هذا المثل إلى راعٍ له ولدين اسمهما: سعيد والحارث، وفي ليلة ما لاحظ أن الإبل التي يقوم برعايتها تتفرق في مختلف الاتجاهات، فنادى على ولديه وطلب منهما أن يعيدا تجميع الإبل، فانطلق الفتيان، وبعد مرور فترة طويلة عاد الحارث ولم يعد سعيد، فمرت الأيام وخرج الراعي إلى سوق عكاظ، لشراء بعض الأشياء، وأثناء تجوله في السوق وجد رجلًا يرتدي بردين مألوفين على كتفيه، فدقق فيهما فوجد أنهما البردين اللذين كان يرتديهما سعيد في تلك الليلة التي غاب فيها، فتوجه للرجل الذي يرتدي البردين وسأله عنهما، فقال له الرجل إنهما يخصان شاب قابله منذ فترة، ثم وصف له هذا الشاب، فعرف الراعي أن هذا الرجل هو ابنه سعيد، ولكن طلب الحارث من الرجل المجهول أن يعطيه البردين، فقام الحارث باستلال سيفه وقتله وأخذ البردين، فلم يتحمل الراعي رؤية الحارث يقتل أخيه غدرًا، فطلب منه سيفه، فقتله هو الآخر، فاجتمع الناس وأخذوا يلومون الراعي الأب على قتله الحارث، فقال لهم سبق السيف العزل.

مضرب المثل: يتم قول هذا المثل في حالة التسرع في اتخاذ القرارات بلا تفكير.

أمثال عربية أخرى

بصدد الحديث عن أمثال عربية مشهورة ومعناها، لا بد من الإشارة إلى بعض الأمثال الأخرى، مثل:

• اتقِ شر من أحسنت إليه: يتم قول هذا الملك في حالة الإحسان لشخص ما، ورده بالإساءة وإنكار الفضل.
• رب أخٍ لك لم تلده أمك: يتم ضرب هذا المثل على الصديقين الذين تربطهما علاقة قوية أشبه بالأخوة، فكأنه أخٌ له ولكن ليس من دمه.
• عذر أقبح من ذنب: يُقال هذا المثل عندما يتم تقديم التبريرات الكاذبة والضعيفة عند ارتكاب خطأٍ ما.
• خير الكلام ما قل ودل: يتم قول هذا المثل عند تلخيص الكثير من الكلام في جملة قصيرة.
• الحياء من الإيمان: يُقال هذا المثل عندما يتسم الرجل بالخوف من الله والحياء من معصيته.
• رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
• من راقب الناس مات همًا: يتم ضرب هذا المثل عندما يركّز الشخص على إرضاء الناس وأفعالهم، مما يتسبب له بالحزن.
• الدهر يومان يوم لك ويوم عليك: يُقال هذا المثل عندما تنقلب الأحداث على المرء من الرفاهية إلى الشقاء أو العكس.
• من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه: يتم قول هذا المثل على الشخص المتطفل الذي يتدخل فيما لا يخصه.
• أشد الفاقة عدم العقل: يتم ضرب هذا المثل عند اتصاف الرجل بقلة العقل وعدم التفكير والتسرع.
• إذا عُرف السبب بطُل العجب: هذا المثل يُضرب عندما تتضح الأمور العجيبة والغامضة بعد معرفة الأسباب.

بعد أن عرضنا أمثال عربية مشهورة ومعناها نجد أن الأمثال العربية اتسمت بالبلاغة والإيجاز ومناسبتها للمواقف التي تُقال فيها.