كيف أعيش حياة سعيدة مع الله
كيف أعيش حياة سعيدة مع الله؟ وما هي العوائق التي تقف في وجه السعادة؟ يسعى البعض منذ وجوده على الأرض إلى تحقيق السعادة وجعلها هدفًا، لما لها من دور مهم وتأثير كبير على الإنسان وعلى طريقة حياته، فهي شعور يتزامن مع الراحة والاطمئنان والسكينة، وتختلف السعادة من إنسان لآخر باختلاف احتياجاته، ويجب أن يعلم أن القرب من الله هو السبيل الحقيقي لتحقيق السعادة، ويمكنك معرفة المزيد من المعلومات من خلال موقع ايوا مصر.
كيف أعيش حياة سعيدة مع الله
يصارع الإنسان دائمًا للحصول على السعادة وتحقيقها، ويتوهم بأنها تكمن في السعي والتمتع بملذات الدنيا فتراه يلاحق الأشياء المادية فيشعر بالسعادة عندما يصل إلى أهدافه وأحلامه التي كان يتطلع إليها، باختلاف الاهتمامات فكل يراها حسب حاجته، فمنهم من تكمن سعادته في نجاحه وحصوله على الشهادات العليا، ومنهم من تكون سعادته بامتلاك المال الكثير، ومنهم من يراها في الوصول إلى المناصب، وآخرون تكون سعادتهم في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال.
لكن لا تكتمل السعادة إلا عندما يكون الإنسان مع ربه، وأي سعادة في قرب الإنسان من ربه؟ فمن أحبه الله قربه إليه وهذه أعلى درجات السعادة، فالسعادة ليست في المتع الدنيوية فقط بل في طاعة الله والقرب منه، والبعد عن معصيته والفوز بالجنة، والرضا فهو من أعلى الدرجات للسعادة، فثمن الحصول على رضا الله في الدنيا هو السعادة والهناء في الحياة الآخرة.
فالسعادة عبارة عن شعور بالاستقرار الداخلي يشعر به الإنسان فينعكس على الحالة النفسية ويظهر تأثيره على ملامحه وتعاملاته مع الآخرين، فتجعله يشعر بالراحة والرضا والطمأنينة، والسعادة تأتي بمنظورين:
- السعادة في الدنيا: وهي سعادة مؤقتة، فالحياة في الدنيا مليئة بالمشقة وتتقلب فيها الأحوال دائمًا، وتكمن السعادة في الدنيا في الرضا والاطمئنان وحسن الخلق، وهي سعادة زائلة تذهب بذهاب أسبابها.
- السعادة في الآخرة: هي السعادة الدائمة وتكون نتيجة أعمال الإنسان في الدنيا، ويجب أن تكون مسعى الإنسان الأول فهي الحياة الحقيقية وأمل الإنسان في الحصول على السعادة الحقيقية.
إن أردت معرفة كيف أعيش حياة سعيدة مع الله عليك بتحقيق السعادة في معناها الأسمى، وهي في متناول الجميع حيث تتوقف السعادة على ما تستطيع إعطائه، ولا تأتي إلى الإنسان بل يجب عليه البحث عنها بنفسه، وأساس سعادة الإنسان يكون بالرضا.
تحقيق السعادة في الحياة مع الله
في إطار توضيح كيف أعيش حياة سعيدة مع الله نذكر أن المؤمن يجتهد ويعمل في الدنيا من أجل الحصول على السعادة في الآخرة، فالسعادة عنده تشمل الجانب المعنوي ولا تقتصر على الجانب المادي فقط، ولقد اهتم الإسلام بالسعادة بمجموعة من القواعد التي يجب تحقيقها، ومن طرق تحقيق السعادة:
- استشعار القرب من الله، والإيمان بالله أول طرق السعادة
- تطبيق أوامر الله والبعد عن المعصية، والإخلاص له في القول والفعل، والتفويض والتوكل على الله.
- قراءة القرآن والعمل به، فهو كلام الله الذي يقربنا منه، ويعد القرآن طريقًا للسعادة لما يوجد فيه من مواعظ وقصص حل لكل المشاكل وجواب لكل سؤال.
- الصلاة، فيجب على الإنسان المحافظة على الصلوات الفرض والنفل، واغتنام الثلث الأخير من الليل في القيام، فيها الكثير من الفوائد في حياة الإنسان فهي الحبل الذي يربط بين العبد وربه، ولها تأثير عجيب في النفس، ولما في السجود والركوع من أثر إيجابي في إزالة الهموم وتحقيق السعادة.
- الذكر والاستغفار، فالذكر من أعظم العبادات للتقرب إلى الله، وله أثر كبير في الحياة فهو من سبل الوصول إلى السعادة فإنه يبعث في النفس السكينة ويبعد الشعور بالضيق ويجعل القلب مطمئن، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]
- الدعاء، يزيد يقين الإنسان ويقويه، بأن الله سيكرمه ويحقق أمنياته.
- ترك السلوكيات والأفكار السلبية، والتوكل على الله وعدم الاستسلام للهموم، والتفكير في الحاضر وترك التفكير في الماضي والخوف من المستقبل.
- الإكثار من الأعمال الصالحة التي تيسر قبول الدعاء، والإحسان إلى الناس بالقول والعمل، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) [سورة النحل: 97].
- تجنب المشاكل و
- الابتعاد عن الفراغ وعدم الالتفات إلى الأفكار السيئة، وقراءة الكتب وحضور مجالس العلم، وملئ بالطاعة والأعمال الصالحة التي تجعل القلب يتلهى عن القلق والتوتر.
- قبول قضاء الله وقدره، والنظر للحياة بإيجابية من أعظم أسباب السعادة.
- تقديم المساعدة للناس والإحسان إليهم.
- الصبر، وعدم المقارنة مع من هو أعلى منه، وينظر لمن هو أقل حتى يتذكر نعم الله عليه الأخرى ويشكر الله عليها، قال -صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم».
- الشعور بالقناعة، والزهد في الدنيا، وجعل رضا الله هو الغاية.
- السعي للحصول على السعادة، وإزالة الأسباب التي تجلب الهموم والاشتغال عن التفكير فيها.
- مساحة الناس والعفو عنهم، من أسباب راحة القلب وتحقيق السعادة.
- تذكر نعم الله وعدم الجزع وفقد الأمل عند الإصابة بمكروه.
- تقدير النفس ووجوده في محيط مستقر يجعله يشعر بالراحة.
- السعي للوصول إلى الأهداف التي يريد تحقيقها.
العوائق التي تقف في وجه تحقيق السعادة
استكمالًا للحديث عن كيف أعيش حياة سعيدة مع الله نذكر أن الهدف الأساسي للإنسان هو الحصول على السعادة، ولكن هناك كثير من الحواجز التي تقف في وجه سعادة الإنسان، منها:
- الأفكار السلبية التي تنتج عن الخوف من التعثر، والتفكير في المستقبل.
- الحقد والحسد والمقارنات التي تسبب الشعور بالهم وتحرمه من السعادة.
- تقبل المشكلات والاستسلام للأوضاع السيئة وتركها دون حل، فلا يسعى لتغيير وتحسين وضعه.
- كثرة المسؤوليات وربط السعادة بأحداث الحياة، والتعثر في الأمور وعدم تقبل الفشل.
- محاولة نيل رضا واستحسان الآخرين.
- فقد الثقة بالنفس والخوف والتوتر ولوم الذات.
- التعلق بالأهداف المستحيلة التي لا نستطيع الوصول إليها ولا يمكن تحقيقها.
- التعلق بالأمور والخوف من خسارتها.
- التفكير في الماضي وربط سعادة الحاضر بالماضي، فالإنسان لا يستطيع تغيير الماضي.
- الأنانية وحب الذات وعدم مساعدة الآخرين.
- الروتين والوحدة والفراغ.
السعادة غاية لا يمكن لأي إنسان إدراكها، وعلى الإنسان البحث عن سعادته في الحياة، فمن لم يجد السعادة في حياته مع الله لا يجدها في أي حياة أخرى.