من متطلبات الالقاء الجيد
من متطلبات الالقاء الجيد توفير العناصر الأساسية والدالة على التمتع باللباقة والذكاء إلى جانب المهارات الشخصية المؤهلة لاحتلال الصدارة في مجال فن الخطابة والإلقاء، فمن خلال موقع ايوا مصر سوف نذكر لكم بالتفصيل أهم العناصر المساهمة في تعزيز مهارة الإلقاء والإقناع.
من متطلبات الالقاء الجيد
يعد العرض الشفوي واحدًا من المهارات التي لا يتميز بها سوى العظماء والقادة، وذلك لأن الوقوف على منصة مرتفعة ومخاطبة الناس بأي موضوع سواء أكان علمي أو ترفيهي مع القدرة على الارتجال وإقناعهم أمرًا لا يقدر عليه الكثير من الأشخاص.
لكن هذا ليس مستحيلًا فمن الممكن تنمية تلك المهارة بكل سهولة عبر العمل على توفير العناصر التي صُنفت على أنها من متطلبات الالقاء الجيد الهامة، ففي الفقرات التالية سوف نذكرها لكم:
1- التحضير الدقيق للمحتوى
أول الأمور التي ينبغي وضعها في عين الاعتبار للتمتع بالإلقاء الجيد هو التجهيز بعناية للمحتوى المراد طرحه ومناقشته، وذلك من خلال جمع المعلومات الكافية التي تغطي مختلف الاستفسارات المتوقعة.
إلى جانب اختيار قضية هامة للتحدث عنها حتى يتنسى للمستمعين تحقيق كامل الاستفادة، ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي وضع مقدمة للمحتوى لإقناع الجمهور بأن ما ستقوم بإلقائه جدير بالاستماع لكي يمنحوك قيمة كبيرة من التركيز.
2- إجراء تمرينات على الصوت
من متطلبات الالقاء الجيد التي لا يمكن الغنى عنها هي العناية بطبقة الصوت، حيث إنه مما لا شك فيه أن الصوت الهادئ ينجم عنه شعور المستمعين بالراحة والأمان، فطالما ارتبط الصوت العالي بالمواقف السيئة.
فإن كانت نبرة الصوت مرتفعة إلى جانب تم التحدث بطريقة سريعة سيكون الإلقاء غير جيد على الإطلاق، ويُجدر بالإشارة إلى أنه لا يجب تهدئة نبرة الصوت للغاية بحيث تصبح رتيبة إلا في حالة التعبير عن مشاعر الحزن.
خلاصة القول إن ضبط نبرة الصوت وفقًا للعواطف وما ينص عليه المحتوى سيضمن تعزيز مهارة الإلقاء لديك بفاعلية.
3- تجربة أنماط مختلفة للتحدث
اختيار أنماط التحدث الممتعة والمتنوعة من متطلبات الالقاء الجيد، حيث إنه ينبغي على المُلقي أن يتحدث تارة بجدية وتارة أخرى بالفكاهة، إذ يفيد ذلك في تحقيق التسلية وعدم شعور الجمهور بالملل.
كما يُحبذ مشاركة بعض الخبرات الشخصية ولكن ينبغي الالتزام بالأساليب التي تعكس مضمون المحتوى وعدم الابتعاد عنها، إلى جانب ضرورة توضيح الشغف حول الموضوع الذي يتم طرحه.
4- توقف الحديث عند المعلومات الهامة
في حالة مواجهة أي معلومة مفيدة في المحتوى ينبغي التوقف عن الحديث والقيام بالتركيز عليها وشرحها بأكثر من طريقة حيث إن ذلك الأمر يعد من متطلبات الالقاء الجيد.
فمما لا شك فيه أن هذه الوقفات ستمكنك من توصيل الفكرة أو المعلومة التي تطرحها، وسيكون تفاعلك صادقًا، فكلما كان المُلقي قادرًا على ترسيخ المحتوى في أذهان الجمهور المستهدف كان ناجحًا.
5- الانخراط والتفاعل مع الجمهور
تكمن مهارة الإلقاء الجيد في مدى الانخراط مع المستمعين من الجمهور، حيث إنه يجب على المتحدث أن يحاول قدر الإمكان تجنب استخدام الهاتف أو أجهزة الحاسوب ويطلب من جمهوره كذلك.
فإن تحقق هذا الأمر سيتمكن من خلق جو لطيف وجذاب يستطيع من خلاله القضاء على واحدة من العوامل التي تؤدي إلى إفساد الحديث ألا وهي شعور الجمهور بالملل، كما ينبغي عليه أن يراعي اهتماماتهم وطبيعتهم وأي شيء يصدر منهم.
خصائص المُلقي الناجح
بعد أن تعرفنا إلى العوامل التي تعد من متطلبات الالقاء الجيد، فإننا في السطور التالية سوف نشير إلى أهم الخصائص التي ينبغي توافرها حتى يصبح المُلقي ناجحًا:
1- التمتع بالوضوح
إن الوضوح ليس من العناصر الهامة التي ينبغي تمتع المُلقي بها لكي يكون ناجحًا بل إنه من متطلبات الالقاء الجيد التي صُنفت على أنها أساسية ولا يمكن التخلي عنها مطلقًا.
يُقصد بالوضوح هو عدم التحدث بالكلمات الغير مفهومة أو استخدام الطرق الملتوية كنوع من أنواع البخل في تقديم المعلومات، فالمُلقي النجاح هو من يجعل جمهوره يفهمه بكل سلاسة وسهولة.
2- الالتزام بالإيجاز
الوضوح والإيجاز قد يكونان من المفاهيم المتضادة ولكن يجب تحقيقهما معًا حتى يصبح الإلقاء جيدًا، ويضمن المُلقي تحقيق النجاحات العديدة، ففي كثير من الأحيان ينفذ سريعًا صبر الجمهور عندما يكون الخطاب طويلًا.
فلكي يتم تفادي هذه المشكلة ينبغي الإيجاز قدر المستطاع، مع ضرورة الانتباه إلى أن هناك فرق بين اختصار المعلومات والإنقاص منها، فالاختصار لا يلغي مطلقًا فكرة تقديم المحتوى الواضح.
3- إثارة الإعجاب
استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم قائمة العوامل التي تعد من متطلبات الالقاء الجيد، فمن الجدير بالذكر أن المُلقي الناجح هو الذي يثير إعجاب جمهوره.
إذ يتحقق ذلك عبر جعل الحديث شيقًا وعدم انسياقه وراء النمطية المملة، فكلما كان قادرًا على التنوع بين ذكر الأمثلة والقصص الحقيقة والخيالية والاقتباسات المفيدة سيثير إعجابهم ويصبح محط اهتمامهم.
4- التخلي عن الرسمية
إن كان المجال يسمح فمن الضروري التخلي في بعض الأحيان عن الرسمية، وذلك لأنها تخلق المسافات بين المُلقي وجمهوره، فإذا تحدث بصورة شخصية بعض الشيء والتعامل وكأنهم أصدقائه سيكون الخطيب جيدًا وهو ناجحًا بلا شك.
5- الخلو من العواطف
فن الإلقاء يتطلب التعامل بطريقة محايدة دون الانحياز إلى أي عواطف، حيث إنه من الممكن أن تلقي العاطفة بالمتحدث إلى موضوعًا آخر بعيدًا عن الموضوع الرئيسي.
6- الاستفادة من لغة الجسد
تلعب لغة الجسد في توصيل المعلومات إلى الجمهور المستهدف بفاعلية وهو الأمر الذي بدوره يجعل المُلقي شخصًا ناجحًا، حيث إنه ينبغي عليه عند إلقاء الخطاب أن يعتمد على استخدام الإشارات الغير لفظية المتنوعة لإضافة الحيوية للخطاب.
7- الثقة في النفس
حتى يكون الإلقاء جيدًا ينبغي أن يثق المُلقي في نفسه وفي قدرته على القيام بذلك، فالشخص الذي يتحلى بالثقة مما لا شك فيه سيكون محبوبًا من جمهوره لتمكنه من التفوق في الإلقاء وإفادتهم وتغلبه على مشاعر التوتر والقلق.
8- الوعي الذاتي
لا يجب الخلط بين مفهوم الثقة في النفس والوعي الذاتي، حيث إن الوعي الذاتي يقصد به أن يكتشف المتحدث نقاط قوته ويقوم بمشاركة جمهوره بها والاستفادة منها.
فعلى سبيل المثال إن كان لديه القدرة على تنظيم الوقت بفاعلية فينبغي إخبارهم بهذا الأمر، ويخصص وقتًا للمحتوى المراد طرحه مع تحقيق العوامل الأساسية لنجاحه ألا وهي الوضوح والإيجاز.
فكلما أدرك واستنبط نقاط قوته سيكون قادرًا على الإلقاء بطريقة ناجحة.
9- التصرف بواقعية
من الخصائص التي ينبغي أن تتوفر في المُلقي الناجح هو التصرف بواقعة ويقصد بذلك أن يكون على طبيعته ولا يحاول محاكاة الآخرين أو يكون نسخة مكررة منهم.
فكلما كان متميزًا وبعيدًا عن التقليد سيراه جمهوره صادقًا وبالتالي سيدركون الفكرة التي يريد إقناعهم بها.
أنواع خطابات الإلقاء
هناك العديد من الخطابات التي يمكن إلقاؤها، ففي الفقرات التالية سوف نوضحها لكم بالتفصيل:
1- الخطاب المعلوماتي
يهدف هذا النوع إلى تثقيف الجمهور عبر توفير المعلومات المفيدة لهم والبيانات والإحصائيات التي تساعد على فهم مختلف الأمور والحقائق من حولنا، فهو يختلف عن الخطابات التوضيحية في عدم استعماله للوسائل البصرية.
2- الخطاب الترفيهي
في الخطاب الترفيهي يهدف المتحدث إلى كسر ملل الجمهور والمساهمة في تسليتهم عبر سرد القصص المتنوعة والأمثال المضحكة، ومن الجدير بالذكر أن ذلك الخطاب يكون قصيرًا.
3- الخطاب التوضيحي
يعتمد الخطاب التوضيحي على الوسائل البصرية، وذلك حتى يتمكن الجمهور من التثقيف على النحو الصحيح للفكرة المطروحة، ومن الجدير بالذكر أن هذا الخطاب تتركز فكرته على توضيح كيفية القيام بأي أمر.
4- الخطاب التحفيزي
يسعى هذا الخطاب إلى منح الجمهور الثقة الكافية في قدرتهم على القيام بأمر ما بطريقة جيدة، فهو يساهم في رفع المعنويات ودفع الأشخاص نحو تحقيق أهدافهم.
يعتمد الإلقاء الجيد على التجهيز للمحتوى واختيار نبرة الصوت الملائمة إلى جانب التنوع في الحديث والتوقف عند الموضوعات الهامة للتركيز عليها، كما يعتمد على التمتع بالخصائص الداعمة لفن الالقاء.