كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله
كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله؟ وما الخطوات اللازمة لذلك؟ إن كنت بعيدًا عن الله أو حتى قريب وليس لديك ما يقوي علاقتك به فلعلك تسأل هذا السؤال للرغبة في سكينة النفس وتلك الطمأنينة التي ما إن تسري داخلك حتى تهدأ روحك وتستكين، لذا من خلال موقع ايوا مصر سنعرفك على الخطوات اللازمة لتصل لهذا الهدوء وهذه السكينة.
كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله؟
إن السعادة في الإسلام هي الشعور الداخلي بالسكينة والهدوء الذي يملأ قلب الإنسان بسبب الإيمان بالله، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه السعادة في قوله تعالى:
{من عمل عملًا طيبًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّهُ حياة طيبة}
إذا فإن من يعمل الصالحات ويتقي الله في تصرفاته وأفعاله سوف يعيش حياة طيبة، وليس المقصود هنا أن هذه الحياة ستكون أشبه بالجنة، فالدنيا ماهي إلا دار شقاء والنعيم الأبدي ليس مكانه الدنيا، وإنما المقصود هو السعادة وراحة البال التي تملأ قلب الصالح والمحسن.
قد وضع لنا السلام نظام يضمن لنا السعادة الدنيوية ووضع لها الأحكام والضوابط، فلقد جاء الإسلام مهتمًا بالإنسان ككل بسعادة نفسه والحفاظ على عقله وماله ودينه، فسعادة الدنيا ليست سوى طريق للآخرة، فقال تعالى:
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}
يظن أكثر الناس أن السعادة الحقيقية تكمُن في المال والمنصب في سيارة فخمة أو بيت كبير، وينسى الجميع أن السعادة الحقيقية هي راحة النفس والطمأنينة التي تملؤها عندما تلبى كل حاجات الإنسان النفسية، من أن يشعر ويتأكد بأن هناك من يسمعه، وهناك من يحبه.
عندما يستحضر الإنسان الإيمان بوجود الله الذي يكفل الإيمان به هذه المشاعر الطيبة يصل في النهاية للسعادة، ومن خطوات الوصول للإيمان ما يلي:
- يعطي الله الحياة الطيبة وراحة القلب لمن يعملوا الأعمال الصالحة ويداومون عليها فيشعر هؤلاء بالسعادة حتى لو فقدوا متاع الدنيا كله، ولو وجد الناس دميع أسباب السعادة الدنيوية وفقدوا سعادة القرب من الله فلن يصلوا لراحة القلب والسكينة.
- إن الإحسان للناس والعطاء يولد شعورًا بالسعادة، فالشخص المعطي يسعد أكثر من ذلك الذي يتلقى، فما بالك لو كان هذا العطاء ابتغاء رضا الله الذي أمر بالإحسان لعباده الفقراء والرفق بهم ومعاملتهم بطيب الخلق.
- لا شك أن العلم النافع والدراسة تلهي الإنسان عن القلق لذا فمن أركان العبادة الانشغال بالعلم الذي ينفع الناس.
- لقد أمرنا الله ورسولنا أن نفكر فقط في الحاضر لا نلهث للمستقبل ونفترض القدر السيء بل أن نركز على حاضرنا ونجتهد في إصلاحه.
- يقول الله في كتابه: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فذكر الله بالتسبيح والحمد يزيل الهم ويشرح الصدر.
- على الإنسان ألا يقارن نفسه بالآخرين فهذا يقلل من ثقته بنفسه فالله قد خلقنا جميعًا في أحسن تقويم، كما على الإنسان أن ينظر لمن أقل منه ويحمد الله على ما آتاه من فضله.
- التوقف عن التفكير في الأسباب الجالبة للهم والتفكير عوضًا عنها في الأسباب الجالبة للسعادة، فالبلاء موكل بالقول والإنسان عندما يستمر في التفكير في الأشياء التي تصيبه بالحزن لا يلبث إلا أن تحدث له.
- إن التوكل على الله يشرح الصدر ويجلب للإنسان الطمأنينة والسعادة التي تشرح صدره، لذا على الإنسان أن يستعين بالله دائمًا في أي عمل يقوم به.
- إن من شيم المؤمنين الصبر عند المصائب لذا على الإنسان ألا يقنط ويجزع عند حدوث مكروه له، وألا ينسى أن رحمة الله واسعة وسيخرجه من الضيق، كما عليه ألا ينسى باقي النعم التي أنعم الله عليه بها.
اليقين بالله طريق للسعادة
كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله وليس لديك ما يكفي من اليقين به؟ كيف للإنسان أن يصل لهذه المرحلة من الصبر والتحمل والتعرق بالله بدون اليقين به؟ فإذا كنت تبحث عن هذا فعليك حتمًا أن تقوي يقينك به، ولذلك طرق منها:
- إن أعظم دليل على وجود الله سبحانه وتعالى هو المخلوقات التي أبدع في خلقها، ومن أفضل طرق جلب اليقين به سبحانه وتعالى هو التفكير في تلك المخلوقات من حولنا، فقد خلق الله هذا الكون بنظام بديع وكل شيء بحساب ومقدار.
- قراءة القرآن الكريم بتدبر وفهم من أسباب جلب اليقين بالله فكيف تكون سعيدا في حياتك مع الله دون قراءة كلامه؟ فالقرآن ناطق على وجود الله سبحانه وتعالى، كما كلامه عز وجل من يقرأه بتدبر يستشعر أن الله يكلمه، ويحتوي القرآن على الكثير من القصص والمواعظ التي تبين حقيقة الكون.
- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من الأدلة على صدق رسالة محمد، فبكل الأحداث والمعجزات والغزوات التي فيها لا يمكن أن يكون هذا النبي ينطق عن الهوى وليس هناك احتمال إلا أن يكون مرسل من رب العالمين، وتمعن سيرته من أسباب جلب اليقين.
- قصص الأنبياء من أكثر الأشياء التي تغرس العبر والمواعظ وتشير في نفس الوقت للأخلاق الكريمة وصفات المؤمنين فيها التي أنجتهم دومًا من الهلاك.
- إن التعرف على الصالحين في مختلف الأزمنة وصفاتهم وتضرعهم لربهم وإيمانهم به يزيد من الإيمان بالله ويقوي مشاعر الاطمئنان بوجود الله.
- قراءة الكتب العلمية التي تشير إلى الإعجاز الكوني من أكثر الخطوات أهمية في الوصول لليقين بالله فهي تعرفك على مدى قدرة هذا الإله في خلق كل هذا الكون.
- لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى وسيلة لنكلمه بها ألا وهي الدعاء، فالدعاء يزيد من صلة العبد بالله ويقوي علاقته بالله وهو من أقصر الطرق للإجابة على سؤال كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله؟ فالمناجاة وطلب العون منه سبحانه تدفئ القلب وتهدئ الخوف وتجلب الطمأنينة والسعادة.
عوائق السعادة
إذا كنت تفعل أيًا من هذه المعوقات فعليك التوقف عنها فهي من تزيد تعاستك وبعدك عن الله سبحانه وتعالى، ومن هذه المعوقات ما يأتي:
- إن الحسد وعقد المقارنات بينك وبين الآخرين لا يأتي سوى بتعكر البال، فعلى الإنسان ألا يشغل نفسه بالآخرين ويحمد الله على ما آتاه من فضله.
- على الإنسان ألا يستسلم للواقع السيء وأن يحسن الظن بالله.
- ليس من الصحيح ربط تعاسة الوقت الحاضر بالمشكلات التي سبق وحدثت لأن الإنسان لا يملك آلة زمن يرجع بها لإصلاح الماضي.
- إن ترك المشاكل معلقة دون إيجاد حل لها من أكبر أسباب التعاسة.
- محاولة كسب إعجاب الجميع وغض الطرف عن رضا الله، فعلى الإنسان أن يبحث دومًا عن رضا الله وليس الناس.
- عدم التجديد والروتين المستمر من أشد أسباب التعاسة.
السعادة مع الله من أهم أسباب جلب السكينة والطمأنينة، هي طريق للإصلاح في الدنيا وسبب رئيسي للشعور بالأمان طوال الوقت طالما أنك تستشعر معاني حمايته لك واطلاعه عليك.