هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات
هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات؟ لقد انقرضت الديناصورات وكان لدى الناس معلومات بسيطة جدًا عنها، وذلك بفضل بعض الحفريات التي تم العثور عليها. فهل عاش الإنسان في عصر الديناصورات؟ وفي هذا المقال سنتعرف على إجابة السؤال على موقع أيوا مصر.
الديناصورات
- تعتبر كلمة ديناصور كلمة غير عربية بحتة، بل على العكس تم تعريبها بسبب أصلها اللاتيني وتعتبر كلمة مركبة وعندما تترجم من اللاتينية تعني سحلية رهيبة.
- أطلق العالم البريطاني ريتشارد أوين هذا الاسم رسميًا عام 1842 واشتقه من الكلمة اليونانية divisum والتي تعني الزواحف الكبيرة، والتي اختارها للتعبير عن خصائص هذا الحيوان.
- تعتبر الديناصورات من الفقاريات التي سيطرت على كوكب الأرض لمدة 160 مليون سنة، وقد ظهرت تحديداً في نهاية العصر الثالث وانقرضت في نهاية العصر الطباشيري.
- مع الانقراض الكامل للعصر الطباشيري، انقرضت جميع أنواع الديناصورات بيولوجيًا، ويقع لدى العديد من العلماء اعتقاد خاطئ بأن الديناصورات لم تترك أي نسب وراءها.
- واكتشف العلماء خطأهم بعد أن شاع على نطاق واسع أن الطيور كانت أقارب للديناصورات التي نجت في هذا العصر، وأن الطيور تطورت من الديناصورات الثيروبودات خلال العصر الجوراسي.
- اكتشف علماء الحفريات أكثر من خمسمائة جنس من الديناصورات، منها ما يقرب من ألف نوع يختلف عن بعضها البعض، وكانت حفريات الديناصورات هذه منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
- واكتشف العلماء أن هناك أنواعا من الديناصورات كانت تأكل العشب فقط، بينما كان البعض الآخر يأكل اللحوم. وهناك أيضًا أنواع تمشي على أربعة أطراف.
- وكانت بعض الديناصورات الأخرى تمشي على طرفين، كما استخدمت بعض الأنواع كلا الطريقتين في المشي معًا. كان هناك أيضًا العديد من الأنواع الطائرة وكانت هياكلها العظمية متطورة للغاية.
- وتميز بعضها بوجود القرون. اكتسبت الديناصورات ذات الأشكال الغريبة شهرة كبيرة حول العالم، وعرف العلماء أنه بعد انقراض الزواحف المجنحة، سيطرت الديناصورات على كوكب الأرض.
- لكن قبل ظهور الديناصورات، كانت الزواحف المجنحة، التي انقرضت، هي الزواحف التي سيطرت على كوكب الأرض إلى حد كبير، ولاحقا، مع تطور هذه الزواحف المجنحة، ظهرت الديناصورات.
- ثم تطورت الديناصورات وأبادت جميع أنواع الزواحف المجنحة، ومنذ ذلك الحين سيطرت الديناصورات على كوكب الأرض حتى انقراضها.
- ولذلك سنشرح في الفقرة التالية كيف تطورت الديناصورات بشكل طبيعي حتى وصلت إلى مرحلة الانقراض الكامل، والتي وصلت إليها قبل ظهور الإنسان بسنوات عديدة.
تطور الديناصورات
- تطورت الديناصورات في الفترة التي تلت نهاية العصر الثالث. وفي نهاية هذه الفترة وبداية العصر الجوراسي، كانت جميع القارات الموجودة متصلة وكانت هناك قارة عملاقة تسمى بانجيا.
- وخاصة في ذلك الوقت، كانت الديناصورات الأكثر شيوعًا هي عائلة الديناصورات العاشبة، وكانت العديد من الغابات ذات عاريات البذور شائعة، وأهمها الصنوبريات.
- ولأن أوراق هذه الأشجار تشبه الإبرة، فقد كانت أهم أنواع الطعام بالنسبة للديناصورات في ذلك الوقت، على الرغم من أنها لم تكن تمتلك الآليات التي تحتاجها أفواهها لهذا النوع من الطعام.
- إلا أن الديناصورات كانت تبتلع هذا الطعام دون الحاجة إلى هذه الآليات المعقدة في الفم، ويعتقد بعض العلماء أن الجهاز الهضمي لهذه الديناصورات كان له سمات مختلفة تعمل على تقسيم هذا الطعام وتكسيره.
- استمرت الديناصورات في العيش في انتظام كبير حتى نهاية العصر الجوراسي، عندما أصبحت أنواع الديناصورات آكلة اللحوم، بما في ذلك السيراتوصوريات والسبينوصورات والكارنوصورات، شائعة جدًا.
- في نهاية العصر الجوراسي، أصبحت الديناصورات الأنكيلوصورية هي الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين جميع أنواع الديناصورات على الأرض، إلى جانب الديناصورات الطائرة.
- خلال هذه الفترة انقرضت الديناصورات العاشبة طويلة العنق وبدأت الديناصورات في التطور بشكل ملحوظ، خاصة في بداية العصر الطباشيري.
- وبسبب هذا التطور حدث انقسام في أنواع الديناصورات وبدأ كل نوع يتحكم في مكانه، وتطورت العديد من الديناصورات خاصة في أكل النباتات وهضمها.
- وبحلول نهاية العصر الطباشيري، لم يكن هناك سوى ثلاثة أنواع من الديناصورات تسيطر على الأرض، خاصة بعد حدوث انقسامات في قارة بانجيا، حيث كان كل نوع يسيطر على مكان واحد.
- أما قارة لوراسيا المكونة من آسيا وأمريكا الشمالية، فكان يوجد بها ديناصورات عملاقة، والعديد من ديناصورات الشعاب المرجانية، والعديد من الديناصورات العاشبة الطائرة.
- وكانت قارة غوندوانا، الواقعة في الجنوب، تسيطر عليها أنواع الديناصورات الثديية، كما كانت تنتشر أيضًا أنواع الديناصورات العاشبة المعروفة باسم التيتانوصورات.
- أما بالنسبة لأوروبا، فقد عاشت العديد من الأنواع في أجزاء مختلفة من القارة الأوروبية، بما في ذلك الدروميوصورات والديناصورات ذات أسنان الإغوانا، وكذلك الأنكيلوصورات وبعض التيتانوصورات.
- ولاحقاً حدثت العديد من التطورات المناخية والفسيولوجية، خاصة بعد اصطدام كوكب الأرض الذي تسبب في انقراض الديناصورات، وهي الأسباب التي سنوضحها بالتفصيل في الفقرة التالية.
لماذا انقرضت الديناصورات؟
- حدث انقراض الديناصورات من الأرض منذ حوالي 65 مليون سنة. وقد حدث هذا الانقراض فجأة، واختفت معه أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور والثدييات.
- وعرف حدث الانقراض الجماعي هذا علميا باسم الانقراض البيولوجي الطباشيري، وكان موضوع هذا الانقراض موضع جدل كبير منذ منتصف القرن العشرين.
- وانتشرت الكثير من المعلومات والتصريحات المغلوطة حول هذا الانقراض. وبينما يقول البعض إن سبب الانقراض هو عدم التكاثر الطبيعي، قال آخرون إن اصطدام نيزك بكوكب الأرض هو الذي تسبب في ذلك.
- إلا أن أقرب هذه النظريات إلى الصحة هي النظرية المعروفة بحدث الاصطدام، والتي يمكن تلخيصها بأنها اصطدام كويكب ضخم بكوكب الأرض والقضاء على كل احتمالات الحياة عليه.
- وصاحب هذه النظرية التي أعلن عنها عام 1980 هو البروفيسور والتر ألفاريز. وقد بنى نظريته على العثور على آثار لنيزك متفجر اصطدم بشبه جزيرة يوكاتان في أمريكا الوسطى.
- وأدى ذلك إلى ظهور فوهة تشيككسولوب التي وصل قطرها إلى 110 أميال، واختفاء جميع أشكال الحياة التي كانت موجودة على الكوكب في ذلك الوقت.
- إلا أن بعض العلماء يقولون إنه لا يوجد دليل علمي على ذلك وأن سبب انقراض الديناصورات هو التغيرات السريعة الكثيرة التي حدثت على الكوكب والتي تسببت في هذا الانقراض.
- وتسبب الكويكب في العديد من التغيرات المناخية منذ لحظة اصطدامه بكوكب الأرض. وقال بعض العلماء إنه تسبب في انخفاض خطير في درجة الحرارة وأن الكائنات الحية انقرضت لعدم قدرتها على التكيف مع ذلك.
- وقال بعض العلماء إن عكس النظرية هو الصحيح لأن هذا الاصطدام تسبب في ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير جدا وتسبب في حدوث ظاهرة الانقراض الجماعي في ذلك الوقت.
- وفي نهاية المطاف، أجمع معظم العلماء العاملين في هذا المجال على أن هذا الاصطدام بكوكب الأرض تسبب في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وقضى على معظم الديناصورات بسرعة كبيرة.
- وبعد الاصطدام، اختفى ما تبقى من هذه الديناصورات مع انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون المعدل الطبيعي بكثير. وهكذا انقرضت جميع الديناصورات والعديد من الكائنات الأخرى خلال هذه الفترة.
هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات؟
- انتشرت شائعات كثيرة عن الديناصورات، مثل أن الديناصورات أكلت البشر، وقيل أيضًا أن الديناصورات طارت مسافات طويلة جدًا، لكن هل كل هذه المعلومات صحيحة؟
- وبالطبع لا يمكننا التأكد من صحة أو كذب هذه المعلومات، لأن جميع المعلومات المتوفرة عن حياة الكائنات الحية على الأرض في العصور القديمة لا تعتبر معلومات صحيحة.
- لكن بالنسبة لمسألة ما إذا كان الإنسان عاش في عصر الديناصورات، فقد انتشرت الكثير من المعلومات والشائعات التي تؤكد هذه المعلومة، بل وانتشرت العديد من الأساطير حول كيفية تعايش الناس معهم.
- إلا أن كل هذه المعلومات والأقوال تعتبر من الأساطير وليس لها أي علاقة بالواقع، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات والحقائق العلمية المتخصصة في هذا القسم من علم الحفريات.
- أثبتت الحقائق العلمية أن أقدم حفرية بشرية معروفة يبلغ عمرها 315 ألف سنة، مما يؤكد أن كل ما يتعلق بوجود الإنسان في عصر الديناصورات كان يعتبر خاطئا تماما.
- لأن هذه الدراسات والحقائق العلمية أثبتت أن الفارق الزمني بين أحفورة آخر ديناصور عملاق كان موجودا على كوكب الأرض وأحفورة الإنسان الأول الذي وجد معها هو أكثر من 60 مليون سنة.
- كما أثبتت هذه الحقائق العلمية والأبحاث في علم الحفريات أن مقارنة عمر الإنسان مع عمر الديناصورات هي مقارنة غير عادلة للغاية. لأن عمر الإنسان يعتبر صغيراً جداً مقارنة بعمر الكائنات الحية على كوكب الأرض.
- وأوضح العلماء هذه النظرية بمثال بسيط: “لنفترض أن عمر كوكب الأرض هو 24 ساعة فقط، وبالتالي فإن عمر الإنسان مقارنة بالكائنات الحية الأخرى هو فقط آخر ثانيتين من هذه الفترة”.
- أعلن العديد من علماء الحفريات أنهم يستطيعون تحديد عمر جميع الحفريات المؤرخة بدقة باستخدام عنصري الكربون واليورانيوم.
- وهذا يثبت بشكل قاطع دقة المعلومات التي أعلنوها: أن البشرية لم تعيش في عصر الديناصورات، وأن كل الشائعات المنتشرة حول هذا الموضوع ليست سوى أساطير.
حجم الإنسان يعتمد على حجم الديناصورات
- كثير من الذين يدرسون علم الديناصورات يحتارون ويتساءلون لو كان الإنسان قد عاش في عصر الديناصورات، هل ستكون هناك نسبة وتناسب بين حجم الإنسان وحجم الديناصورات؟
- لكن الأبحاث في مجال علم الحفريات أوضحت هذه المعلومات إلى حد كبير بعد العثور على حفرية لأكبر حيوان عاش على كوكب الأرض على الإطلاق، والذي يعتبر أيضًا أكبر ديناصور على الإطلاق.
- وتنتمي هذه الأحفورة إلى ديناصور باتاجوتيتان، وهو من أنواع الديناصورات التي يصل طول أحفورتها إلى 37 مترًا، ويصل وزنها إلى 75 طنًا.
- وعندما قارن علماء الحفريات حجم الإنسان بحجم الحفرية التي عثر عليها لهذا الديناصور، وجدوا أن حجم الإنسان يعتبر أصغر من عظم الفخذ لهذا الديناصور.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن جميع الديناصورات كانت عمالقة. وتعتبر هذه المعلومات أيضًا من المعلومات الخاطئة المنتشرة على نطاق واسع؛ لأن العديد من الديناصورات كانت بحجم الإنسان، وبعضها كان أصغر من حجم الإنسان.
الديناصورات في الثقافة الإنسانية
- الديناصورات متأصلة بعمق في خيال الإنسان وشكلت جزءًا كبيرًا من ثقافته منذ يوم اكتشافه لها. وأصبحت ضخامة هذه المخلوقات وأشكالها المخيفة المرعبة هي الصورة السائدة.
- بدأ الناس في استخدام كلمة “ديناصور” للتعبير عن العديد من المعتقدات المماثلة. واستخدموها للإشارة إلى شخص كبير الحجم يصعب السيطرة عليه، وأحياناً شخص قريب من الموت.
- كان الناس يمثلون الديناصورات لأول مرة في إنجلترا خلال العصر الفيكتوري. وفي عام 1854 تم عرضها في حدائق قصر كريستال بالاس في لندن.
- وكان ذلك بعد مرور ثلاثين عامًا على وصف الديناصورات رسميًا، وقد صنع هذا المتحف مجسمات صغيرة لها في ذلك الوقت، وقام ببيعها، وحقق أرباحًا ضخمة.
الديناصورات والسياحة
- لقد أصبحت منطقة جذب سياحي رئيسية منذ اكتشاف أول حفريات الديناصورات في أوائل القرن التاسع عشر وأصبحت الهياكل العظمية للديناصورات شائعة في العديد من المتاحف حول العالم.
- يوجد أيضًا في جميع أنحاء العلوم متحف واحد أو أكثر يحتوي على العديد من حفريات الديناصورات المختلفة. وتعرض هذه المتاحف أيضًا الكثير من المعلومات التي وجدها العلماء حول هذه الأنواع.
- كما أنها أصبحت عنصراً من عناصر الثقافة العالمية والمحلية في جميع دول العالم، لتصبح عاملاً مهماً في تمكين السائحين والمتسوقين المهتمين بهذا المجال من معرفة المزيد عنه.
الديناصورات في السينما
- لقد أصبحت الديناصورات وعلم الحفريات ودراستها مادة خام عظيمة وتم استخدامها في إثراء العديد من أشكال الأفلام والروايات الأجنبية المنتشرة حول العالم.
- أول عمل أدبي ذكر الديناصورات كان رواية البيت الكئيب لتشارلز ديكنز، وتلاها عدد من الكتابات حول الموضوع، منها العالم المفقود لآرثر كونان دويل.
- وقد حققت هذه الأنواع المختلفة من الأفلام والروايات العديد من النجاحات والإيرادات ونسب مبيعات عالية جدًا، ومن أشهر هذه الأعمال سلسلة روايات الحديقة الجوراسية.
- وتختلف هذه الرواية التي تم تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم عن فيلم كينغ كونغ وفيلم جودزيلا الذي قدم العديد من أنواع الديناصورات وحقق نجاحا كبيرا.
- بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام الديناصورات في العديد من الحملات الإعلانية كرمز في جميع إعلاناتها وكرموز تجارية للعديد من الشركات حول العالم حيث ترمز إلى أن منتجاتها أقوى من غيرها.
هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات؟ لقد اعتبر هذا السؤال محيرا للغاية للكثير من الناس على مر العصور ولكي نعطي إجابة شاملة لهذا الموضوع فقد قمنا بتوضيح العديد من المسائل المتعلقة به في هذا المقال.