حوار بين شخصين عن الأخلاق
حوار بين شخصين عن الأخلاق فاليوم على موقع ايوا مصر سنسرد لكم من وحي الخيال هذا الحوار، وأثر الأخلاق على المجتمعات، واخترنا أن تكون الشخصيتين بين (طالب جامعي ويدعى يوسف)، ووالده (الحاج أحمد)، ونتخيل معاً كيف يفترض أن يربي الآباء أبنائهم، ويزرعون فيهم مكارم الأخلاق، التي هي أساس للدين الإسلامي، والركيزة الأولى للمجتمع إذا أرادنا بناء حضارة ومواكبة الأمم المتقدمة.
قد ترغب في الاطلاع على موضوع تعبير عن الوفاء
حوار بين شخصين عن مكارم الأخلاق، وأثارها على المجتمع:
يوسف: السلام عليكم يا أبي.
الأب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف كان يومك الأول في الجامعة يا يوسف؟
يوسف: الحمد لله يا أبي، تعرفت على بعض الزملاء الجدد الذين قدموا لي يدا العون، وساعدوني في الوصول لقاعة المحاضرات، والحصول على جدول المحاضرات، ولكن.
الأب: ولكن ماذا يا يوسف أهناك ما أزعجك؟!
يوسف: نعم يا أبي، إني أعمل جيداً أن الحياة في الجامعة تختلف عن الحياة التي اعتدت عليها، ولكن عندما وصلت للجامعة، رأيت مشاهد من بعض الطلاب جعلتني أشعر بالصدمة.
الأب: ماذا رأيت؟
يوسف: رأيت بعض الطلاب يتنمرون على طلاب الصفوف الأولى، وأخرين يقومون بالتعرض للفتيات ويقومون بمضايقتهن، وهناك من الطلاب والطالبات من يرتدي ملابس تنافي أعراف مجتمعنا العربي، وتعاليم الدين الإسلامي.
الأب: رغم ما قولته يا يوسف ولكني أشعر بالسعادة.
يوسف: ماذا تقول يا أبي تشعر بالسعادة بعد ما قولته لك!!!
الأب: نعم يا بني، أشعر بالسعادة ليس من أجل ما سردته من مشاهد، فتلك مشاهد تصيب بالحزن، ولكن يا بني ما يجعلني أشعر بالسعادة هو أنك تنكر كل ما رأيت وشاهدت، جعلتني أطمئن أني أنا وأمك قد أحسنا تربيتك، وأن ما زرعناه أنا وأمك فيك من مكارم الأخلاق، ومبادئ الدين الإسلامي لم يضع هباءً.
الأب: هل تعلم يا بني أن الجامعة هي أو اختبار لك في الحياة، فيها تواجهك الواقف التي تبين ماذا كانت اخلاقك ومتعقداتك التي تربيت عليها راسخه، أم ستتغير تلك الاخلاق مع أول موقف واختبار.
يوسف: أطمئن يا أبي فإن تربيتك لي وما زرعته فيا من مكارم أخلاق ستظل دائما درعي الحصين أمام أشد المواقف.
الأب: يا بني إن إنكار المنكر ولو بقلبك علامة على تمسكك بحسن الخلق و تعاليم دينك الإسلامي، فنحن أمة فضّلها الله بالخيرية بين الأمم بسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى في كتابه العزيز (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)) آل عمران، والنبي صل الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن الأنكار يكون حتى بالقلب وذلك أضعف الايمان.
يوسف: الحمد لله يا أبي على نعمة الأخلاق وإنكار المنكر، ولكن يا أبى ماذا سوف يحدث إذا تخلى الناس عن مكارم الأخلاق؟
الأب: الإجابة بسيطة يا يوسف سيتحول المجتمع إلى غابة، الكبير يأكل الصغير، ولا يأمن الشخص على حياته ولا أولاده، فضلاً عن أمواله وأملاكه، ويحضرني هنا قول الشاعر: (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتما وعويلا).
الاب: مكارم الأخلاق يا بني هي سلاحنا وحصنا الحصين، إذا أردنا النهوض ببلدنا، ومواجهة أعداءها.
يوسف: وقبل أن يكون حسن الخلق بناء المجتمعات، يكفي أن مكارم الأخلاق هي وسيلتنا لدخول الجنة ومجاورة النبي صل الله عليه وسلم، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون» رواه الترمذي وصححه الألباني.
الأب: عليه أفضل الصلاة والسلام، بارك الله فيك يا يوسف فقد عطرت أفواهنا بالصلاة على النبي، والآن سأترك لتنال قسط من الراحة، وأدعوا الله أن يثبتك يا بني على طاعته وحسن الخلق، وأسأله التوفيق لك في دنياك ودينك.
كان هذا الحوار الذي دار بين شخصين عن الأخلاق كما تخيلناه، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم حوار ممتع من وحي خيالنا، ونسأل الله لكم الثبات على الحق ومكارم الأخلاق، واختم لك المقال بقول أحمد شوقي (وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا).