من اول من دون علم اصول الفقه
من اول من دون علم اصول الفقه هذا السؤال يعتبر من الأسئلة المهمة والضرورية والتي يبحث عنها عدد كبير من الناس، فعلم الفقه موجود منذ قديم الزمان، وهناك عدد كبير من علماء المسلمين اجتهدوا في علم الفقه وبرعوا فيه، لذلك سنقوم بتوضيح الإجابة على هذا السؤال من خلال السطور التالية من خلال موقع ايوا مصر.
من اول من دون علم اصول الفقه
الإجابة هي: الإمام أبو حنيفة.
معلومات عن الإمام أبو حنيفة النعمان
الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت هو عالم جليل ولد في العراق وعاش بها، وتحديدا في مدينة الكوفة، وكان ذلك في عام 699 م، وتحديداً في الخامس من شهر سبتمبر وهو يعتبر من أئمة التابعين، وواحد من الأئمة الأربعة المشهورين عند أهل الجماعة والسنة.
وهو الذي كتب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي، وعاش هذا الإمام وترعرع في شبابه داخل مدينة الكوفة وبعد أن عاش بها عمراً طويلا ً، وهو يعمل باجتهاد في مجال الفقه الإسلامي، توفاه الله في تاريخ الرابع عشر من شهر يونيو سنة 767 م في مدينة بغداد في العراق.
وقد اشتهر الإمام أبو حنيفة بعلمه، وأخلاقه الإسلامية الطيبة، وتمسكه بالسنة النبوية، وكثرة عبادته، وتقواه، وورعه، وإخلاصه في عمله، وقوة شخصيته بين طلابه، وكان الإمام أبو حنيفة يعتمد في علمه الفقهي على الأدلة الشرعية وهي:
- القرآن الكريم
- السنة النبوية
- الإجماع
- القياس
- الاستحسان
- العرف
- العادة
وقد آلت رئاسة حلقة الفقه بعد موت معلمه حماد بن سليمان إلى الإمام أبي حنيفة، وكان حينها في سن الأربعين من عمره، وقد التف حوله عدد كبير من التلاميذ الذين يريدون أن ينهلوا من علمه وفقهه، وكانت هناك طريقة مبتكرة للإمام أبي حنيفة في حل المسائل وكافة القضايا التي كان يتم طرحها في حلقته.
فلم يكن الإمام يعمد هو إلى حلها وحده مباشرة، وإنما كان يطرحها أولاًعلى تلاميذه، وذلك حتى يدلي كل منهم برأيه الفقهى، ويؤكد قوله بدليل شرعى، ثم يعقب الإمام على رأيهم، ويقوم بتصويب ما يراه صائبا، حتى يتم بحث القضية بحثا كثيراً، وبعدها يجتمع أبو حنيفة مع تلاميذه على رأي واحد يقومون جميعاً باختياره.
وقد تتلمذ الإمام أبو حنيفة على يد حماد بن سليمان، وكان إماما مجتهدا، كانت له حلقة عظيمة بالكوفة، وكان يؤمها طلاب العلم، وكان من بين هؤلاء الطلاب أبو حنيفة النعمان الذي فاق أقرانه من التلاميذ بذكائه واجتهاده.
المصادر الفقهية في المذهب الحنفي
اعتمد الإمام أبو حنيفة في مذهبه على الأدلة الشرعية وهي:
الدليل الأول القرآن الكريم
- يعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأول والأساسي في علم مسائل الفقه، فهو كتاب قطعي الثبوت قطعى الدلالة وهو أهم ما يستدل به في مسائل الفقه.
الدليل الثاني السنة النبوية
- لا يجعل الإمام أبو حنيفة السنة النبوية في مرتبة واحدة، فهو يقوم بتقديم السنة القولية على السنة الفعلية، ويقوم بتقديم السنة المتواترة على سنة خبر الآحاد عند وجود التعارض بينهما، ولا يستطيع الجمع بينهما، فهو يترك العمل بخبر الآحاد خاصة إذا خالف الشريعة الموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
الدليل الثالث الإجماع
- الإجماع هو اتفاق العلماء والأئمة المجتهدين في عصر واحد من العصور، وهذا الدليل جاء بعد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهور أحكام شرعية لم توجد فى عهده، ويعتبر دليل الإجماع عند الإمام أبي حنيفة هو حجة يتم العمل بها.
الدليل الرابع القياس
- القياس هو إلحاق الفرع بالأصل وفيه نص بحكم معين من الحرمانية أو الوجوب، وينتج هذا الدليل من وجود علة في الفرع، ويقدم الإمام أبو حنيفة السنة النبوية على القياس، حتى لو كان الحديث مرسلاً، بالإضافة إلى أن الإمام يقدم الحديث الذي فيه ضعف على القياس.
الدليل الخامس الاستحسان
- الاستحسان هو إختيار أقوى الدليلين في مسألة معينة، وذلك حتى لا يتم إتباع الهوى، ولا اتخاذ حكم بالغرض.
الدليل السادس العادة والعرف
- العادة والعرف من الأدلة الشرعية في حال اتفقا مع أحكام الكتاب والسنة، أما في حالة عارضا أحكام الكتاب والسنة فهما لا يعتبران دليلاً شرعيا، والعادة والعرف عبارة عن ما استقر في نفوس الناس من جهة العقول، وتلقته الناس بالقبول.
صفات وأخلاق الإمام أبي حنيفة
هناك عدد كبير من الصفات والأخلاق الطيبة التي كان يتصف بها الإمام أبو حنيفة ونذكر منها بعضها:
- هو أحد أئمة التابعين.
- عنده غزارة العلم.
- يتمتع بالوقار والهدوء.
- كثير العبادة والورع.
- يتصف بالتواضع والإخلاص في العمل.
- لديه ما يكفي من قوة الشخصية.
أهم مؤلفات الإمام أبو حنيفة
- كتب الإمام أبو حنيفة الإمام العديد من الكتب والمجلدات التي احتوت على خلاصة علمه وفقهه وهى كتب باقية حتى يومنا هذا وتتم دراستها لمن يرغب فى تعلم العلوم الشرعية ومن أشهر هذه الكتب
- الفقه الأوسط.
- الفقه الكبير
- العالم والمتعلم.
- الوصية.
- الرسالة
أشهر تلاميذ الإمام
كان للإمام أبو حنيفة عدد كبير من التلاميذ الذين تعلموا منه ونشروا المذهب الحنفي من بعده ومن أشهر هؤلاء التلاميذ
- أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم
- أبو الهذيل زفر بن الهذيل العنبري
- إبراهيم بن طهمان عالم خراسان
- الحسن بن زياد اللؤلؤي
- أبيض بن الأغر الصباح المنقري
- إسماعيل بن يحيى الصيرفي
- أسد بن عمرو البجلي
- حمزة الزيات
- حفص بن عبد الرحمن القاضي
- داود الطائي
- عبد الله بن المبارك
- ابنه حماد بن أبي حنيفة
- محمد بن الحسن الشيباني
- عبد الله بن يزيد المقرئ
- يوسف بن خالد السمتي
- غيرهم الكثير.
تدوين المذهب
- وصل إلينا المذهب الحنفى عن طريق كتب الإمام محمد بن الحسن الشيبانى، وكان من هذه الكتب ما أطلق عليه العلماء اسم الكتب ظاهرة الرواية، وهي كتب تحتوي على المبسوط والزيادات، وذلك لأنها رويت عن الرجال الثقات من تلاميذ الامام أبو حنيفة، فهي ثابتة عن الإمام إما بطريقة التواتر أو بطريقة الشهرة.
- وقد جمع الإمام أبو الفضل المروزي الذي كان معروفا بالحاكم الشهيد والذي توفى سنة 344 هـ الموافق 955 م جميع الكتب ظاهرة الرواية بعد حذف الجزء الذي يتكرر منها في كتاب جديد أطلق عليه الكافي.
- ثم قام بشرح هذا الكتاب شمس الأئمة الإمام السرخسي الذي توفى سنة 483 هـ الموافق 1090م في كتابه المسمى المبسوط، وقد طبع هذا الكتاب في ثلاثين جزءا، ويعد هذا الكتاب من أهم كتب الحنفية التى تنقل أقوال أئمة المذهب، بما يضم هذا الكتاب من أصول المسائل والأدلة الخاصة بها وأوجه القياس فيها.
انتشار المذهب
- انتشر مذهب الإمام أبي حنيفة في البلاد منذ أن كتبه الإمام فى كتبه، ومكن له تلميذه أبو يوسف بعد أن تولى منصب قاضي القضاة في العراق أثناء حكم الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي للدولة حينئذ.
- كما كان مذهب دولة السلاجقة والدولة العثمانية، وهو الآن المذهب الشائع في أكثر من دولة من الدول الإسلامية، ويتركز وجوده في الشام وباكستان والعراق والهند والصين.
وفى ختام هذا المقال، كان أبو حنيفة رجلا عالما فقيها معروفا بعلمه وفقهه، فقد كان مشهورا بورعه، وواسع ماله، وكان معروفا بأفضاله على كل من يذهب إليه، كان صبورا على تعليم العلم لتلاميذه بالليل والنهار، كان قليل الكلام، رحمة الله عليه وبهذا نكون قد أجبنا على السؤال الشائع من اول من دون علم اصول الفقه.