التقمص في علم النفس
التقمص في علم النفس يعتبر من الحيل الدفاعية التي تحدث للأفراد سواء كانوا أسوياء أو مرضى نفسيين، حيث إنه من الحيل اللاشعورية التي يمكن للفرد أن يحقق رغباته الشخصية ودوافعه من خلالها، كما إنها تسبب للفرد العديد من المشكلات، وسنقدم لكم في موقع ايوا مصر معلومات كافية ووافية عن التقمص في علم النفس.
التقمص في علم النفس
يُعد من العمليات السيكولوجية التي تنتج من اللاوعي لدى الإنسان، والتي يستخدمها الفرد في تعاملاته من خلال تقليده لأفكار وصفات شخص آخر تتعارض مع آراءه وأفكاره.
يرى البعض أنها صفة من الصفات التي يولد بها الفرد وليست صفة مكتسبة، علي الرغم من أنه يمكن أن يلجأ إليها أحيانًا بعض الأفراد لتحقيق رغباتهم والتشبه بحياة الآخرين.
ظهر مصطلح التقمص مع نهاية القرن الـ 19 ميلاديًا، كما وردت العديد من التعريفات التي تلخص مفهوم التقمص في علم النفس، وتتمثل هذه التعريفات في التالي:
تعريف العالمين لابلانش وبونتاليس للتقمص
التقمص هو آلية من ال الآليات التي يقوم من خلالها الفرد بتقليد وتبني إحدى جوانب شخصية أو صفات شخص آخر، فتتحول جميع صفات الشخص بطريقة كلية أو جزئية، حيث تكون شخصية الفرد تم بنائها علي مجموعة متنوعة من التقمصات.
تعريف التقمص عند فرويد
هو عبارة عن عملية يقوم من خلالها الفرد بتشكيل صفاته وتكونها، كما أكد فرويد أن خصائص الشخصية تتكون وفقًا لمجموعة التقمصات التي قام بها الفرد في الشخصية الواحدة.
قال فرويد أيضًا عن التقمص أنه الوسيلة التي يثبت من خلالها الفرد آراءه وتوجهاته، حيث يعتبر التماهي أو التقمص من الطرق التي يرسخ بها الفرد كل ما هو جديد مع الاحتفاظ بالمعلومات القديمة.
أشار سيجموند فرويد علي أن التقمص ينتج من عدة أنواع ودرجات تحدد سمات الشخصية، كما أنه يتأثر بشدة بأنا شخص آخر، حيث يتم انتقال وتحويل الصفات من فرد لآخر مما يؤدي لتنوعها وتعقيد اكتشاف الموضوع أكثر.
بعض التعريفات أو الآراء المتعلقة بالتقمص في علم النفس
تعددت الآراء واختلفت لدى العلماء حول مفاهيم التقمص مع اختلاف العصور، وهذه الآراء تتمثل في الآتي:
- رأي اليونانيين في التقمص: أوضح العالم فيثاغورث أن النفس تكون عبارة عن تعذيب للإنسان إذا كانت تقوم بأفعال خاطئة وغير صحيحة.
- رأي الفيلسوف اليوناني أفلاطون: يعتقد بأنه يمكن للروح أن تعود مرة أخرى ولكنها تعود في هيئة حيوان وليس في جسد إنسان كنوع من العقاب للنفس التي تقوم بأفعال خاطئة.
- رأي الألمان في التقمص: أشار شوبنهاوز إلى فكرة التناسخ وتطابق الأرواح، حيث قال أن روح الإنسان قد تنتقل من جسده بعد الموت إلى جسد آخر بهيئة مختلفة، الأمر الذي رفضته جميع الأديان السماوية ولكن أقرته الديانة الهندوسية والديانة البوذية.
- رأي الفلاسفة الإغريق للتقمص: يعتقدون أنه الطريقة الوحيدة للتطهير والتي يعصم من خلالها الشخص الوقع في المحظور، حيث إنهم كانوا يتبعون مراحل عديدة لولادة روح جديدة من خلال التوبة واللجوء إلى الآلهة.
- آراء أخرى عن التقمص: اعتقد البعض أن التقمص ما هو إلا تجديد للنفس ومحاولة التخلص من جميع أخطائها، كما أنه يبدأ في خلق روح جديدة نقية.
أنواع التقمص
تم تقسيم التقمص لعدة عناصر لتحديد ماهيته وتوضيحها، وظهرت تلك الأنواع تبعًا لتعريف عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، وتتمثل هذه الأعراض في التالي:
أولًا: عملية التقمص الأولى
يمثل هذا العنصر الخلفية الأولى التي توضح بواسطها مشاعر الفرد الخاصة سواءً كانت هذه المشاعر مرتبطة بفرد معين أو تجاه مجموعة أشياء.
يحاول الشخص المريض في بداية تعامله مع أقرانه القيام بتقمص وتقليد صفاتهم وجوانبهم الشخصية.
كما أن التقمص من أهم العوامل التي تتمم عملية التواصل الاجتماعي، فالطفل دائمًا ما يحاكي ويقلد جميع صفات أبوية بشكل لا إرادي، حيث يمثل أباءهم البيئة الأولى الذي يتعاملون معها.
الطفل يرتبط بكل ما يتعامل معه بقوة، ولذلك يصعب السيطرة على مشاعرة وأفكاره.
ترتفع نسبة الأنا لدى الطفل من خلال تصرفاته، كما يقومون بتجميع السمات التي يتعامل بها الآباء في مختلف المواقف الحياتية، ويقومون من خلالها بتكوين سماتهم الشخصية وترسيخ آرائهم الموجودة لديهم.
يوجد بعض الأنواع الأخرى التي تمحورت حول التقمص في علم النفس نعرضها لكم في السطور التالية.
ثانيًا: نرجسية التقمص
يهدف هذا النوع لحذف مواقف يقوم بتحديدها الفرد، كما تنمو لدية فكرة التخلي عن كل ما يضايقه، ويظهر ذلك في سن مبكرة.
وضح فرويد أن العامل الأساسي للتقمص هو تحديد الأهداف، وأن يقوم باسترجاع الذكريات المناسبة التي تساعده في المواقف المشابهة.
التقمص يسير في طرق معينة تهدف لتحقيق رغبات الأنا العليا للفرد، كما تتطور خبرات الفرد وتتعدد في العمليات المتعلقة بالذات، حيث تكون الأنا في هذا النوع هي المحددة للسمات التي تشكل الشخصية.
ثالثًا: عملية التقمص الجزئية
يهدف النوع الجزئي للتقمص لتحديد الوسائل المناسبة التي يتم استخدامها لتوضيح بعض السمات التي تقوم عليها الشخصيات القيادية.
يقوم التقمص الجزئي على تقوية العلاقات وطرق الاتصال الاجتماعي بين أفراد المجتمع، حيث يتم ذلك من خلال مشاركة بعض هواياتهم معًا، مما يساعدهم علي الخروج من فكرة الانطوائية.
يرى فرويد أن للتقمص دور كبير في بناء الشخصيات، ويؤكد أنه يشير إلى صفة من صفات الفرد لكنها تلخص شخصيته، كما أن التقمص يؤثر في مشاعر الفرد الخاصة بذاته التي يكتسبها عند قيامة بالتقمص.
يشمل التقمص الجزئي العديد من العوامل والأسس التي يتم بنائها من ما تم بنائه في السابق، مع وجود بعض التغيرات والتأثيرات الجزئية والكلية في شخصية الفرد.
علاقة التقمص بمرض الهيستيريا
يوجد علاقة بين التقمص والهيستيريا، ونوضح لكم تلك العلاقة فيما يلي:
- فكرة التقمص ظهرت من خلال أفكار وتوجهات سيجموند فرويد، حيث إنه تحدث علي أن التقمص يتكون لدي الشخص الهيستيري من خلال منع أي غريزة جنسية لديه.
- التقمص الهيستيري يقوم على بعض الخيالات الجنسية التي تدور في خيال الفرد.
- الشخصية الهيستيرية تكون متقلبة الأوضاع، حيث يمكن أن يتقمص الشخص الهيستيري عدة شخصيات معًا.
- يقوم الشخص الهيستيري بتعويض نفسه بالتقمص كبديل، حتى يستطيع نسيان كل ما يشعر به من أحاسيس سلبية.
- يعبر الشخص الهيستيري عن غرائزه بواسطة جسده واستخدام فكرة الإغواء أو الإغراء لتحقيق هدفه
علاقة التقمص بالجنس
هناك علاقة بين التقمص والجنس، ونوضح تلك العلاقة في السطور التالية:
- ذكر العالم سيجموند فرويد في مؤلفاته الحقائق العلمية حول النشاءة الطبيعية للجنس ومراحل تطورها عبر العصور، حيث بدأ بالتريفات الثلاث للنزوة حيث قام وصفها بأنها الأساس، والدافع ، الغريزة.
- قام فرويد بتحديد مفهوم علمي لعلاقة التقمص بالجنس وهو (التقمص الجنسي)، وارتبط بالمرحلة الفموية، فالتقمص هنا ينشأ من مشاعر الفرد مثل: الحب المقترن القيام بمص الأشياء وقضمها.
علاقة التقمص بالنرجسية وارتباطها بالمثلية الجنسية
هناك علاقة بين التقمص والنرجسية وارتباطها بالمثلية الجنسية نوضحها لكم فيما يلي:
- عرض فرويد العديد من الأمثلة التي تدل على وجود علاقة قوية بين الصفات النرجسية والتقمص.
- يكون التقمص في هذا النوع تعلق قوي جدًا بالأم يحصل لدرجة المثلية.
- التقمص الأمومي هو أحد أنواع التقمص الذي يدفع الشخص المثلي بالاعتماد علي الصورة الأمومية ، كما أنه يقوم برفض صورة والده بشكل نهائي، ومن ثم فإنه يلجأ لإنكار وجوده في الواقع.