الفرق بين الحسد والعين
الفرق بين الحسد والعين ليس فرقًا كبيرًا، حيث إن كلاهما يعد من أمراض النفوس البغيضة التي تكون من أسوأ ما قد يتصف به الشخص، فهما سلوكان محرما في الإسلام وفي جميع الأديان السمواية، لذا سنعرف معكم من خلال موقع ايوا مصر الفرق بين الحسد والعين.
الفرق بين الحسد والعين
كما ذكرنا سابقًا فالعين والحسد كلاهما من أبشع الصفات التي قد تلازم الشخص، لكن هناك فرق في المعني بين العين والحسد، سيتم ذكره ي النقاط القليلة التالية:
- يكون للحسد معنى أكثر شمولًا من العين، فمن الصحيح قول أن كل عائن حاسد وليس العكس، ودليلًا على ذلك فقد نزلت آيات القرآن الكريم للاستعاذة من شر الحسد في قول لله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق الآية 5] ولم يستعذ القرآن الكريم من العين مما يدل على شمول معني الحسد.
- ثاني الفروق بين العين والحسد هو أن العين صيب شيئًا شاهدته بالفعل أو شيئًا موجودًا، أما الحسد فقد يصيب شيئًا لم يراه ولم يحدث في الأساس، فيمكن للإنسان أن يحسد شخصًا لمجرد الحسد دون أن يرى عليه أو معه شيئًا معينًا يستحق الحسد.
- يختلف أيضًا الحسد عن العين في أن الحسد يكون نابعًا من النفس المريضة ورغبتها بأن تكون أفضل من أي شخصٍ آخر، أما العين فيكون مصدرها هو شرارة الحقد التي تظهر في عين الشخص عندما يرى النعمة في يد غيره، مما هو دليل على نفسه الخبيثة.
- قد تصيب عين الشخص المريض فيمن هم قريبون منه ويحبهم كالأبناء أو الأصدقاء، اما الحسد فلا يصيب الأشخاص المقربون والذين يحبهم الحاسد.
- من آخر ما يتم ذكره في الفرق بين الحسد والعين هو ان العين عندما تصيب شخصٌ ما يكون الضرر الواقع عليه أشد من الضرر الذي قد يصيبه في حالة حسده.
تعريف أكثر شمولًا للحسد
قام العلماء بتفسير الحسد أنه تمني الشخص لزوال النعمة من شخص آخر، وفي بعض الحالات قد يحاول الحاسد أن يزيل النعمة بنفسه عن صاحبها، وقد ورد الحسد في القرآن الكريم في سورة الفلق في الآية التي سبق ذكرها.
كما ورد أيضًا في السنة النبيوية في حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- حين قال: “ لا تباغَضوا ، و لا تحاسَدوا ، و كونوا عبادَ اللهِ إخوانًا” [ رواه أبو هريرة بإسناد صحيح] ويعتبر ذكر الحسد في القرآن والسُنة هو دليلًا قاطعًا على تحريمه، وذلك بسبب الضرر والشرور التي تترتب عليه.
تعريف أكثر شمولًا للعين
أما عن معنى العين، فقد فسرها العلماء أنه من عان الشئ فأصابه، وتفسير العين في الشرع هي إعجاب النفس الخبيثة بما في يد غيرها.
قد ورد في السنة النبوية ذكر العين في حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- حين قال“ العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لَسبَقَتْه العينُ” [رواه عبد الله بن عباس بإسناد صحيح] وذكرت أيضًا في الحديث الذي صححه الألباني حين قال-صلى الله عليه وسلم- “ العينُ تُدخلُ الرجلَ القبْرَ ، والجملُ القدرَ” [رواه جابر بن عبد الله بإسناد حسن].
النهي في تلك الأحاديث هو دلالة على حرمانية العين تحريمًا قاطعًا.
طرق وقاية النفس من للعين أو للحسد
بعد أن ذكرنا الفرق بين الحسد والعين فمن الجدير بذكر معرفة الطرق التي يجب اتباعها للتحصين من الحسد والعين، ومنها:
- المواظبة على ذكر الله حين ترى شيًئا يعجبك في يد غيرك وتقول (اللهم بارك له فيها وارزقنا خيرًا منها) أو قول (بسم الله ما شاء الله)
- الاستعاذة بالله من شر الشيطان الرجيم عند رؤية الغير في حال أفضل.
- لمن يريد أن يحمي نفسه من أن يتعرض للحسد فيجب عليه ألا يتباهى بما لديه بشكل مبالغ فيه، كما يجب عليه أن يتبع السنة النبوية ويقرأ على نفسه وأولاده الرقية الشرعية وسورة الفلق.
- المواظبة على قراءة أو حتى سماع أذكار الصباح والمساء.
بذلك نكون قد عرفنا كل الفروق بين الحسد والعين، وننصح بتحصين النفس البشرية من أن تصاب بأمراض النفس الخبيثة المتمثلة في العين أو الحسد.