من الذي اخترع المدرسة؟
من اخترع المدرسة؟ تعتبر المدرسة من أرقى المؤسسات التي أرادت جميع الدول امتلاكها وتطويرها على أراضيها منذ الأزل؛ فهو بمثابة المصنع الذي يوجه المجتمع ويطوره بما يربيه من أجيال متعلمة ومثقفة. ، أدعوكم لمعرفة المزيد من خلال موقع آيوا كورن.
نظرة عامة على المدرسة
- المدرسة هي مؤسسة تعليمية يأتي إليها الطلاب لتلقي التعليم الأساسي في جميع العلوم والمجالات مثل اللغة والرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء والأدب والتاريخ.
- وتتم المرحلة الدراسية على فترة زمنية محددة، مقسمة إلى فترات، بهدف إفادة الطلاب وإعدادهم للتعرض لجميع جوانب الحياة الأدبية والعلمية.
- يتم إنشاء المدارس من قبل مؤسسات الدولة، وتعمل الحكومات على توفير كافة الخدمات في هذه المدارس وتعيين معلمين خبراء في مختلف المواد بشروط تعود بالنفع على الطلاب.
- ورغم أن الأنظمة المدرسية تختلف من بلد إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع، إلا أنها تتفق جميعها على تعليم الطلاب حب العلم والثقافة الذين سيفيدون وطنهم عندما يكبرون.
تاريخ تأسيس المدرسة
- وهناك آراء بأن المدرسة الأولى تأسست في القرن الثاني الميلادي، لكن عملية التعليم اقتصرت على أبناء الأمراء والأثرياء، أما البقية فقد اهتموا بالمشاريع الصغيرة والزراعة.
- كان هناك تعليم شفهي بدون مدرسة، حيث يلتقي الأطفال بمعلمين أو أشخاص ذوي خبرة، ويتم تدريسهم شفهيًا وإعطاؤهم تعليمات بناءً على تجارب في مجالات مختلفة من الحياة.
- وقد عرفت المدرسة في العصر الكلاسيكي كمكان خاص يتجمع فيه الطلاب للتعليم، ويعتقد البعض أن المدارس أنشئت لأول مرة خلال الفترة اليونانية القديمة.
- كان النظام المدرسي في اليونان القديمة، المعروف باسم (الأكاديمية)، يتألف من المناقشات والمناظرات حول الأمور التعليمية، وقد مرت المدارس بمراحل من التطور على فترات زمنية مختلفة.
التطورات المدرسية
- وكانت مدينتا بورصة وأدرنة، من عواصم الدولة العثمانية، من أهم المراكز التعليمية في العالم الإسلامي، وفي أوروبا في العصور الوسطى، اقتصرت المدارس على تدريس اللغات اللاتينية فقط.
- ولهذا السبب كان التعليم بسيطاً، وكان يتعلم في هذه المدارس سبعة طلاب من البنين والبنات، وكانت المدرسة مكونة من غرفة واحدة.
- إلى جانب المدارس الهندوسية التقليدية، كان في الهند أيضًا مدارس دينية بغرض تعليم الأطفال وتعليمهم.
- وفي غامبيا كانت هناك مدارس دينية مثل مدرسة تشيناي، ومدرسة لويولا، ومهدت هذه المدارس فيما بعد الطريق لتأسيس وظهور المدارس الحديثة.
- كان التعليم في كينيا بسيطًا جدًا. وقد تكون هناك مدارس لا يتوفر لديها الأثاث المناسب لعملية الدراسة أو الأدوات التي تسهل توزيع المعلومات على الطالب، كما قد لا يكون هناك زي موحد للتعليم.
- جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم بالمغرب، بنيت عام 859م على يد فاطمة بنت محمد الفهرية القرشية، الملقبة بأم البنين.
دور نظام الملك في إنشاء المدارس
- كثيرا ما نسمع عن الطوائف النظامية، وهذا الاسم يأتي من الوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان وزيرا للسلاجقة والسلطان ألب أرسلان لمدة ثلاثين عاما تقريبا.
- قبله، كان التعليم عبارة عن السفر لطلب العلم أو جلب العلماء إلى الوطن لتعليم الطلاب، لكن هذا كان يكلفهم الكثير ولم يفعل ذلك إلا الأثرياء وأبناء الأثرياء والأمراء.
- فكر الوزير نظام الملك في إنشاء المدارس بطريقة منتظمة ومنظمة. وقام بتوزيع الطعام على الطلاب الملتحقين بهذه المدارس، ومكنت مدارسه الشيخ أبو حامد الغزالي من الدراسة فيها وأصبح أستاذا.
المدارس في عهد محمد علي
- اهتم محمد علي اهتمامًا كبيرًا بالتعليم وفتح المدارس في مصر، وفتح المدارس في مختلف المراحل التعليمية، وعمل على إرسال المبشرين إلى أوروبا، واستفاد من أنظمة التعليم الحديثة.
- لقد أمر في البداية ببناء المدارس الثانوية ليتخرج جيل متعلم، طبقة ملمة بالمجالات العلمية يمكنها نشر المعرفة في جميع أنحاء البلاد والاستفادة منها في تطوير التعليم.
- وقد اختار ذلك قبل إنشاء المدارس الابتدائية والثانوية، وساعده الأزهر الشريف في تكوين طبقة مثقفة مكنتهم من إرسال البعثات ليستفيد منها الشباب المتعلم والمؤهل في الخارج.
1- مدارس الهندسة في عهد محمد علي
- ومن أولى المدارس التي أسسها هي مدرسة الهندسة أو المهندس خانة في كالي، بهدف تدريب المهندسين للقيام بأعمال البناء في مختلف المدن.
- تأسست هذه المدرسة عام 1816م وسبب إلهام محمد علي لها هو أن أحد أبناء البلد اسمه حسين شلبي عجوة اخترع آلة لتبييض الأرز ودقه.
- وقد أعجب محمد علي بهذا الاختراع، وأعطاه مكافأة، واعتمده في دمياط، مما دفعه إلى إنشاء مدرسة هندسة بالقلعة لتنشئة جيل يصنع اختراعات أخرى.
- وقام بتأسيس مدرسة هندسة أخرى تسمى المهندس خانة ببولاق لتدريب المزيد من المهندسين لتلبية احتياجات البلاد وكان ذلك عام 1834م.
2- كليات الطب في عهد محمد علي
- الطبيب الفرنسي أنطوان كلوت المعروف بـ (كلوت بك)، الذي قضى معظم حياته في مصر، اقترح إنشاء مدرسة طب على محمد علي، كما أسس أول مدرسة طب في أبو زعبل عام 1827.
- ويضم مقر المدرسة مستشفى عسكرياً، مما سهّل عملية التدريب نظراً لتوافر مرافق التدريب والمعدات الطبية. تهدف المدرسة إلى تدريب الأطباء للجيش المصري.
- وبعد ذلك تطور عمل المدرسة وبدأت في تدريب أطباء الجيش والوطن بشكل عام. وقد درس فيه ما يقرب من مائة طالب من الأزهر الشريف، وأشرف على إدارته الدكتور كلوت بك.
- وكان يدير المستشفى نخبة من خيرة وأحدث الأساتذة الفرنسيين. يتم تدريس الطلاب الجراحة والتشريح والعلوم الصحية والصيدلة والطبيعة والكيمياء وعلم النبات وما إلى ذلك. كانوا يعطون الدروس.
- هذا بالإضافة إلى وجود مدرسين مخصصين لتعليم اللغة الفرنسية لطلاب الأزهر ليسهل عليهم فهم الدروس من أساتذة اللغة الفرنسية.
- ولاحقا أسس محمد علي مدارس مثل مدرسة الصيدلة ومدرسة الولادة التابعة لكليات الطب، حيث قامت بالتدريس فيها مجموعة من الفتيات السودانيات والإثيوبيات اللاتي تعلمن اللغة العربية.
- وتعلمت الطالبات فن الولادة، ثم تم افتتاح مدرسة صغيرة للنساء، وبعد ذلك انتقلت المدرسة إلى القاهرة. أسس مدرسة للغات عام 1836م وكان الإشراف على هذه المدرسة رفاعة بك رافع.
- أسس محمد علي العديد من المدارس الأخرى، منها مدرسة بيطرية، ومدرسة إعدادية بالإسكندرية، ومدرسة إعدادية بأبو زعبل، ومدرسة زراعية.
- أسس مدرسة الصيدلة في كالي عام 1829م، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834م، ومدرسة فنية اسمها كلية الأعمال عام 1839م، ومدرسة المحاسبة عام 1837م.
3- إنشاء إدارة المدارس ووزارة التربية الوطنية
- واستمر محمد علي في افتتاح العديد من المدارس العليا والمتخصصة في كثير من أنحاء العالم حتى اتسع نطاق التعليم في مصر. وفي عام 1837م قرر إنشاء إدارة للمدرسة وأطلق عليها اسم مجلس المدارس.
- سيطرة هذا القسم في يد مصطفى مختار بك، وتعمل هذه الإدارة على تنظيم نظام التعليم والمدارس، وتخريج الطلاب الموهوبين بالمنح الدراسية، ثم العودة إلى مصر والاستفادة منهم في تنظيم التعليم الداخلي.
- وتطور عمل الديوان حتى أصبح أول وزارة للعلوم في مصر، وتم تعيين اللواء أدهم بك رئيساً للديوان مصطفى مختار بك. وأعد المجلس قائمة لتنظيم التعليم الابتدائي وقرر إنشاء 50 مدرسة.
- كما قرر المجلس أن تكون الطاقة الاستيعابية لأكبر المدارس في مصر والإسكندرية حوالي مائتي طالب، بينما تبلغ الطاقة الاستيعابية للمدارس في المناطق مائة طالب.
- وكان هذا المكتب رائد أول نظام تعليمي في مصر، وبعد ذلك تطور وتوسع نطاقه، وتم إنشاء العديد من المدارس للمراحل المتقدمة، مما جعل منه نظامًا تعليميًا ضخمًا.
الأدوات التي يجب أن تكون في المدارس
- لتسهيل عملية التعلم للطلاب، تحتاج المدارس إلى المواد والأدوات والمعدات، وهذه الأدوات هي نفسها في جميع المدارس في العالم تقريبًا.
- إلا أن جودتها تختلف من مكان إلى آخر حسب التطور التعليمي الذي تحققه الدول. وتشمل هذه الأدوات الكتب المدرسية والمراجع التعليمية والسبورات البيضاء الكبيرة المضيئة.
- وتشمل الأدوات أيضًا كتب الأطلس والخرائط واللوحات التوضيحية، أما المراحل المتقدمة مثل المراحل الثانوية فتشمل المعامل والمختبرات التي تجري التجارب في مختلف مجالات العلوم.
- ويوجد في هذه المختبرات أنابيب اختبار ودوارق وسحاحة ودوران لاستخدامها في دروس الكيمياء، بالإضافة إلى المجاهر الضوئية والإلكترونية لدروس الفيزياء.
- توجد رسوم توضيحية ورسومات تشريحية وعينات تشريحية لدروس علم الأحياء، بالإضافة إلى آلات موسيقية وأدوات ترفيهية من الفترات التي تم فيها تدريس هذه المواد.
- ويجب أن تكون هناك أيضًا مقاعد وغرف جيدة التهوية، وفناء يمكن للطلاب التجول فيه والاستمتاع خلال فترات الراحة، وغرف كمبيوتر، ومكتبات حيث يمكن للطلاب استعارة الكتب.
تحدثنا في هذا المقال عن تاريخ المدرسة، ومؤسسيها، والتطورات التي عاشتها، ودور نظام الملك في إنشائها، ونهضة محمد علي في مجال التعليم. الأدوات التي يجب أن تكون في المدارس.