وجعل بينكم مودة ورحمة
وجعل بينكم مودة ورحمة نحمد الله ونستعين به في كل خطواتنا، حيث انه هو الواحد القهار الذي يحمينا من شر نفوسنا، ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن الله لا اله إلا هو وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، سوف نتحدث معكم اليوم عن القليل بين الازواج وتفسير اية وجعل بينكم مودة ورحمة.
وجعل بينكم مودة ورحمة
- قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21].
- عجبًا لكلام الله سبحانه وتعالى الذي يتفجر منه البلاغة والقدرة على توصيل المزيد من الأمور المتلفة في ديننا الكريم، حيث أن تلك الآية تبشر على الزواج وتم اختصارها في كلمات رقيقة راقية أيضا.
- يقول ابن كثير عن تلك الآية: وَلَوْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ بَنِي آدَمَ كُلَّهمْ ذُكُورًا، وَجَعَلَ إِنَاثَهمْ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ غَيْرِهمْ؛ إِمَّا مِنْ جَانٍّ أَوْ حَيَوَانٍ – لَمَا حَصَلَ هَذَا الِائْتِلَافُ بَيْنهمْ وَبَيْن الْأَزْوَاجِ، بَلْ كَانَتْ تَحْصُلُ نُفْرَةً لَوْ كَانَتْ الْأَزْوَاجُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ“
- حيث أن الله سبحانه وتعالى خلقنا جميعا من جنس واحد متوافقين فكريا، وجعل لنا الكثير من الصفات التي يحبها الأخر بنا فالمرأة هي الرقة والليونة في حياة الزوج كما أن الرجل هو القوة والخشونة والداعم لها ابدآ.
- حيث أنها تفرح كثيرا بقوته ورجولته عندما تشعر بها، وهو أيضا يفرح بالكثير من النعومة والأنوثة عندما تتمثل بها، وبهذا الشكل يحدث التكامل الذي يريده الله سبحانه وتعالى بشكل كبير ويحدث الكثير من التكاثر في بني الإنسان.
- حيث أن الرجل محتاج إلى المرأة في حياته وكذلك المرأة تحتاج إليه في حياتها أيضا، كما قال الله تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى)[آلعمران:36].
- حيث أن الرجل والمرأة متكاملتان معا وضرورتان في حياة بعضهم البعض بشكل كبير، حيث أن المرأة والرجل كتتابع الشمس والقمر، وقال الله تعالى أيضا: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [فصلت:37].
يمكنك الآن التعرف على تفسير آية صم بكم عمي فهم لا يبصرون للقرطبي وآخرون: صم بكم عمي فهم لا يبصرون تفسير القرطبي وآخرون لهذه الآية
الزوج والزوجة في القرآن الكريم
- ذكر الله سبحانه وتعالى الغرض الذي من أجله خلق الزوجات للرجال فقال الله سبحانه وتعالى: (لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)،حيث أن الزوجة هي عبارة عن سكن لزوجها وسكينة والمزيد من العطف والحنان أيضا.
- فكما انه يأوي إلى بيته كل يوم بعد الكثير من التعب والمشقة، فإنه يأوي اليها أيضا بنفس ذات الشكل والتعبير، حيث أنها ملجأه وراحته في الحياة وهي اكثر ما يحبه في الدنيا.
شعر عن الزوج والزوجة
ليس هناك حياة أفضل من الزوجة الصالحة التي تحبك وتخلص لك، التي تنتظر قدومك بفارغ الصبر اليها وتقنن لك الكثير من المحبة والعفو، ولسانها يقول:
شوقي إليكَ وأنتَ تَدخُلُ عُشَّنا *** شوقٌ يَدومُ على مَدى الآمادِ
قلبي الذي يُملي السُّطورَ بنبضِهِ *** والروحُ قد سَعِدتْ بذا التِّردادِ
بالشَّوقِ والحُبِّ الذي فاضتْ بهِ *** صارتْ تُبينُ عن الهوى الوقَّادِ
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا *** أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِّساءِ فَإِنَّها *** في الشَّرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
رَحلتُ وخلَّفتُ الحبيبَ بدارِه *** برُغمي ولم أَجنح إلى غيرِه مَيْلا
أُشاغلُ نَفسي بالحديثِ تَعلُّلًا *** نَهاري وفي ليلي أَحِنُّ إلى ليلى
يرشح لك موقع ايوا مصر قراءة التفسيرات المختلفة لآية إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا: إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وتفاسير المفسرين للآية الكريمة
الزوج الصالح والزوجة الصالحة في القرآن
- تخيل أن رجل يرجع إلى بيته بعد أن أنهكه العمل طوال اليوم، فلم يجد بيته وجلس في العراء بدون بيت أو ملجأ ولا راحة ولا مكان أيضا له، فما هو حاله!
- بالطبع انه سوف يتأثر كثيرا وسوف يتعب أكثر من أي وقت مضى، لذلك الزوجة في البيت بمثابة البيت كله، هي الشيء الذي يحتاجه المرء لكي يذهب بهم ومشاكله ويرتاح من شقاء الدنيا به.
- فجلس في العراء نفسي لن يحصل على حب ولا حنان فما هناك خسارة اكبر من تلك، ولذلك من دعا أن تخرج المرأة من بيته قد ارتكب اكبر الجرائم في حق نفسه وحق أولاده، حيث أنها أن عادت إلى البيت مرة أخرى سوف تشعر معها بالكثير من الحنين والهدوء.
- الشخص الذي يعرف تلك الكلام هو الذي جلس كثيرا بجانب امرأته ولم يبتعد عنها، وإذا ابتعد عنها ولو يوما شعر في هذا الوقت بصعوبة الفقد والكثير من الألم والوجع الذي تعرض له.
- حيث انه سوف يشعر بأن البدن أوى إلى مسكنه أما القلب فأنه ليس هنا يبحث عن ملجأه ولم يلقاه، لذلك تعتبر المرأة وجودها في المنزل هو المنزل وهو السكن وهو الراحة بشكل عام.
- حيث قال الله سبحانه وتعالى في العاطفة بن الزوجين : (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، حيث أن علاقة الزوجين معا مترابطة على المودة والرحمة و العاطفة بشكل عام، وجمع الله لنا تلك العاطفتين لتقوية الرباط فيما بيننا وربط الميثاق الغليظ بنا.
- حيث أن من الممكن أن يكون اثنين من الأشخاص لم يعرفوا بعضهم البعض سنيين عددا ولكنهم قد حصل كل منهما على حياة مختلفة وكريمة وتقابلوا يوما ما وحصل الزواج وجعل الله لهم مودة ورحمة فيما بينهم كبيرة للغاية حيث قال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
- حيث أن في الصحة والشباب تتجلى علاقات الحب والمودة بين الزوجين حيث انهم يعيشون ربيع العمر، والحب ينعش الحياة فيما بينهم ويجعلها افضل بكثير من أي وقت آخر مضى.
- وفي وقت الكبر والضعف تتحلى هنا الرحمة بين الزوجين لأن ضعف الشيخوخة يجعل الإنسان بحاجة إلى المزيد من الرحمة من جميع من حوله، واقرب الناس من والى بعض هم الزوج والزوجة، ولذلك يرحم كل منهما صاحبه.
للمزيد من المعلومات قم بقراءة تفسير آية واذكر في الكتاب اسماعيل: واذكر في الكتاب اسماعيل تفسير الآية
الزواج الصحيح في طاعة الله
- من يقول لك أن البيت مقام على الحب فقط فأنه يكذب عليك بكل وضوح، حيث أن البيت مقام على الرحمة بين الطرفين والرفق ببعضهم البعض، ويقول ابن القيم رحمه الله: تَزَوَّجَ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ رَأَى بِهَا الْجُدَرِيَّ، فَقَالَ: اشْتَكَيْتُ عَيْنِي، ثُمَّ قَالَ: عَمِيتُ، فَبَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً مَاتَتْ، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ بَصِيرٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كَرِهْتُ أَنْ يُحْزِنَهَا رُؤْيَتِي لِمَا بِهَا“.
- وهناك أيضا رجلا في التسعين من عمره تزيل له الممرضة بعض الغرز من أصابع يديه و يستعملها كثيرا، فقالت له الديك موعد مع الطبيب؟ قال لا ولكني لدي موعد سريع مع زوجتي في دار الرعاية، قالت ولماذا تقوم بوضعها هناك قال أنها تشتكي من الزهايمر، فقالت له هل سوف تشعر بتأخرك عنها؟ فأجابَ: إنِّها لا تستطيعُ التَّعرفَ عليَّ منذُ خمسِ سنواتٍ مَضتْ، فقالتْ له مُندهشةً: ولازلتَ تذهبُ لتناولِ الإفطارِ معها كلَّ صباحٍ على الرغمِ من أنها لا تعرفُ من أنتَ؟، فابتسمَ الرَّجلُ فقالَ: هي لا تعرفُ من أنا، ولكنِّي أعرفُ من هيَّ
- استوصوا بزوجاتكم خيرا، استوصوا بمن يسكن قلوبكم حيث أن الله سبحانه وتعالى خلق لكم انفسكم ازواجا وجعل بينكم مودة ورحمة وأرسل تلك الآيات لقوم يتفكرون ويتأملون في آيات الله سبحانه وتعالى.
- حيث أن الألم النفسي الذي تعانيه الزوجة من هجر زوجها لها ألم شديد ويجعلها تشعر بالكثير من التعب والإرهاق في حياتها بشكل عام فلا تكن أنت من يطفئها، واجعل وجودك هو السند لها والقدرة على المرور والتخطي.
لقد قمنا في هذا المقال بعرض تفسير آية وجعل بينكم مودة ورحمة، وتعرفنا على الزوج والزوجة في القرآن الكريم، وعرضنا شعر عن الزوج والزوجة، وتعرفنا على من هو الزوج الصالح والزوجة الصالحة في القرآن، وما هو الزواج الصحيح في طاعة الله.