صفة صلاة عيد الأضحى
صفة صلاة عيد الأضحى ووقتها هو ما سوف نقدمه لكم عبر السطور التالية، حيث نقترب من قدوم عيد الأضحى المبارك يوميًا بيوم، وتستعد بيوت المسلمين باستقبال العيد بكافة السبل المتاحة، فلعيد الأضحى فرحة خاصة به ربما تكبر عن فرحة عيد الفطر.
ذلك أن الله تعالى جعله جائزة كبرى ينالها المسلمون في شتى بقاع الأرض بعد موسم الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وفي هذا المقال عبر موقع ايوا مصر سوف نوضح لكم صفة صلاة عيد الأضحى المبارك، فتابعونا.
صفة صلاة عيد الأضحى
من المعروف أن صلاة عيد الأضحى هي عبارة عن ركعتين، يؤدهما الإمام بعد صعوده على المنبر وقيامه بخطبتين يشتملان على حكم الأضحية وكيفيتها، يشبهان إلى حد كبير خطبة الجمعة من حيث الوقت وجلسة الاستراحة يتحدث فيهما عن فضل الله تعالى على المسلمين وبعض مناسك الحج.
أما عن صفة صلاة عيد الأضحى، فهي من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء، لذا سنعرض لكم كل إمام على حده، كما يلي:
1ـ رأي الحنفية
- يرى الحنفية أنه على المصلي أن يبدأ صلاته بالتلفظ بالنية، كما عليه أن يعقدها بقلبه أيضًا وذلك كأن يقول:
“نويت أن أصلي صلاة العيد”.
- ثم بعد ذلك يكبر تكبيرة الإحرام التي يليها دعاء الاستفتاح، ثم يرفع يده ويكبر تكبيرة أخرى، وينتظر حتى يمر مقدار تسبيح 3 تسبيحات ثم يكبر مرة أخرى، ثم ينتظر قدر 3 تسبيحات ثم تكبيرة أخرى، حتى يكبر 3 مرات.
- عليه الآن أن يستعيذ بالله تعالى ويبسمل، ثم يبدأ بقراءة فاتحة الكتاب ويعقبها بسورة قصيرة أو بعض آيات من الذكر الحكيم، إلا أنه يسن له أن يقرأ سورة الأعلى، ثم يكمل صلاة من ركوع وسجود كالمعتاد.
- وفي الركعة الثانية، يبدأ المصلي بقراءة سورة الفاتحة ويعقبها بسورة أخرى يستحب أن تكون سورة الغاشية، ثم بعد ذلك يكبر 3 مرات كما فعل في الركعة الأولى، كما أجازوا أيضًا أن يقدم التكبير على القراءة، بالإضافة إلى أنهم أجازوا أن يزيد في عدد التكبيرات حتى يصل إلى 16 تكبيرة، فإذا نسى بعض منها وتذكره بعد الركوع، فعليه أن يستقيم ويستأنفها ومن ثم يكمل صلاته، شريطة أن تكون القراءة جهرية.
2ـ رأي الشافعية
- يرى جمهور الشافعية أن صلاة العيد هي عبارة عن ركعتين، يبلغ عدد تكبيرات الركعة الأولى 7 تكبيرات دون تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ويعقبها سورة الأعلى أو سورة الكافرون أو سورة ق ثم يكمل المصلي صلاته.
- أما الركعة الثانية فيبدأها المصلي ب5 تكبيرات، تشبه التكبيرات الأولى من حيث رفع اليدين عند كل منها وكذلك السكت بينهم بما يعدل قراءة آية، يذكر فيها المصلي الله سبحانه وتعالى ويسبحه، إلا أنها قراءة الفاتحة لا تبدأ بإستعاذة أو بسملة كما كان الأمر في الركعة الأولى، لككنها تشبهها في كونها قراءة جهرية.
- وبعد الفاتحة يقرأ المصلي سورة الإخلاص أو سورة الغاشية، هذا وينبغي التنويه إلى أن نسيان التكبيرات عندهم لا يتطلب سجود السهو، كما لا يجوز للمصلي أن يزيد في عدد التكبيرات من تلقاء نفسه والله أعلم.
3ـ رأي المالكية
تختلف صفة صلاة عيد الأضحى عند جمهور المالكية عن الحنفية والشافعية، ذلك أن الركعة الأولى تشتمل على 7 تكبيرات منها تكبيرة الإحرام، يرفع المصلي يديه عند تكبيرة الإحرام فقط، بينما يكره له أن يرفع يديه في باقي التكبيرات، كما أن الفاصل بين التكبيرات يكون بمقدار ما يسمح للمصلي خلف الإمام أن يكبر فقط.
أما عن عدد التكبيرات في الركعة الثانية فهو 6 تكبيرات منهم تكبيرة القيام، هذا وعلى مذهبهم إن نسى المصلي واحدة من التكبيرات أو أكثر قبل الركوع، عليه أن يأتي بها ويعيد القراءة، أما إذا تذكرها بعد الركوع، أكمل صلاته، وعليه في الحالتين أن يسجد سجود السهو.
4ـ رأي الحنابلة
يوافق جمهور الحنابلة جمهور المالكية في صفة صلاة عيد الأضحى المبارك إلى حد كبير، كما يتفقان أيضًا في عدد التكبيرات، إلا ان جمهور الحنابلة يرى ضرورة رفع اليدين عند كل تكبيرة من التكبيرات، وأن لا يكون الفاصل الزمني بينهما طويلًا، بالإضافة إلى ان نسيان أحد التكبيرات أو بعضها لا يبطل الصلاة، والله أعلم.
كما يسن عندهم كثرة التسبيح والتهليل قبل صلاة العيد وقبل صعود الإمام على المنبر، وأيضًا استمرار التهليل في أيام العيد كلها، كون هذا التهليل دليل على البهجة والسرور، بالإضافة إلى أنه مظهر من مظاهر شكر الله تعالى على نعمه.
ومما سبق يمكن القول أن مذهب الحنابلة هو المأخوذ به في معظم الأقطار الإسلامية، لكونه أيسر على المسلمين، كما وردت كثير من النصوص الشرعية التي تدعمه، والله أعلم.
صفة صلاة العيد في المنزل
- أما عن صلاة العيد في المنزل فهي تشبه صلاة العيد مع الإمام، فيمكن للنساء أن يصلين العيد في المنزل جماعة، إلا أنه يفضل لهن أن يخرجن لصلاة العيد في الساحات ويصبن بذلك سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا امتنعن عن ذلك لبعض العلل أو الظروف، فلهن أن يصلينها في المنزل.
- وتكون الركعة الأولى عبارة عن 7 تكبيرات وفي الركعة الثانية 5 تكبيرات بدليل حديث عائشة بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما:
(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يُكبِّرُ في الفطرِ والأضحى، في الأولى سبعَ تَكبيراتٍ، وفي الثَّانيةِ خمسًا).
- كما يستحب لمن صلى بالمنزل أن يقرأ في الركعة الأولى سورة ق وفي الركعة الثانية سورة القمر، أو في الركع الأولى سورة الأعلى وفي الركعة الثانية سورة الغاشية، فقد سأل عمر بن الخطّاب أبا واقدٍ اللَّيثي: عَمَّا قَرَأَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في يَومِ العِيدِ؟ فَقال: كانَ يَقْرَأُ فِيهِما بـ:
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، و{ق وَالْقُرْآنِ المَجِيد).
- كما ينبغي التنويه على أن صلاة العيد تصلى دون أذان ولا إقامة، شريطة أن تكون في وقتها المحدد، كما يفضل أن تصلى في الساحات أو المساجد لا المنازل، حتى الحيض يخرجن إلى الصلاة ويعتزلن المصلى.
وقت صلاة عيد الأضحى
شرع الله تعالى لكل صلاة وقت معين، لا يجوز تقديم الصلاة على وقتها كما لا يجوز تأخيره إلا لعذر قهري أو شرعي، أما بالنسبة لوقت صلاة عيد الأضحى فهي تبدأ من بعد ارتفاع شعاع الشمس بما يعدل رمح وحتى الزوال، فإن لم يعلم المصلي بصلاة العيد إلا بعد الزوال، فإنها لا تصلى إلا في اليوم التالي.
هذا وقد أوضح العلماء أن المقصود بالرمح هو رمح العين، وهو ما يعدل 15 إلى 20 دقيقة بعد شروق الشمس، أما عن ما يقصد بالزوال فيقصد به زوال الشمس من كبد السماء إلى جهة الغروب، أي من وقت دخول صلاة الظهر وحتى دخول وقت صلاة المغرب.
وبذلك نكون قد قدمنا لكم صفة صلاة عيد الأضحى، كما بينا اختلاف الفقهاء فيما بينهم في صفة الصلاة وكيفيتها، هذا ويمكن القول أن اختلاف العلماء رحمة من عند الله تعالى لعباده، فيمكن لكل شخص أن يتخير ما يتناسب مع حالته أو مذهبه، تقبل الله صلاتكم، وبلغكم أعلى منازل الجنة، عيد أضحى مبارك.