مقال عن التنمر في المدارس
مقال عن التنمر في المدارس يوضح مدى سوء هذه الظاهرة، فمن الموضوعات الهامة والتي طرحت في الآونة الأخيرة وانتشرت بين الطلاب هي مشكلة التنمر، والتي يجب أن نسلط الأضواء عليها من أجل حلها، فهي تعتبر مثل الآفة التي تتوغل بمرور الوقت في مجتمعنا ويجب القضاء عليها، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع ايوا مصر.
مقال عن التنمر في المدارس
التنمر هو عبارة عن أحد أشكال الإساءة وإيذاء طرف آخر، ويوجه هذا من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد تجاه فرد آخر أو مجموعة أخرى، ويكون الهدف الرئيسي منه إلحاق الضرر بهم سواء كان هذا نفسيًا أو جسديًا، ويتكرر حدوث هذا عند حدوث أي خلل سواء كان حقيقي أو مجرد تصور.
وظهرت هذه الظاهرة في المدارس موجهة من طالب أو أكثر تجاه طالب آخر بسبب مقولة الأقوى والأضعف، فتبدأ مجموعة قوية بالتنمر على الأصدقاء “الضعفاء” جسديًا أو نفسيًا ويأتي هنا دور المعلمين والأهل في القضاء على هذه المشكلة قبل أن تتزايد.
تعريفات للتنمر
ذكرنا مسبقًا أن التنمر هو عبارة عن إلحاق الضرر أو الأذى بطرف آخر، وتعمد إزعاجه بشكل متكرر، كما أن التنمر يأخذ أشكال مختلفة مثل التهديد أو انتقال الإشاعات أو المهاجمة البدنية أو اللفظية، ولم يوجد طفل في وقتنا هذا لم يتعرض للتنمر من قبل المحيطين به.
وهذا ما أدى إلى تعريف التنمر في كل دولة على حدا، فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع تعريف قانوني ولكنها سنت قوانين لمن يطبقون هذه الظاهرة.
ويُعرف التنمر في المدارس على أنه إجبار الآخرين من خلال تهديدهم أو إخافتهم، ويعد هذا من أكثر الأنواع الشائعة في البيئات التعليمية المختلفة، وقد يحدث بين الطلاب أو بين الطلاب والمعلمين، وتكون الآثار الناتجة عن مثل هذه الظاهرة وخيمة في حالة عدم القضاء عليها.
فهي تتسبب في الشعور بالغضب والتوتر وقد يصل الأمر إلى حد الاكتئاب عند التعرض للتنمر، ويمكن أن تجعل الطرف الآخر عدواني بشكل لا يصدق وتشجعه على المشاركة في الأعمال الإجرامية بهدف الانتقام أو الانتحار بسبب ما يشعر به من ضيق.
معايير التنمر داخل المدرس
من أهم ما يجب أن نتحدث عنه في إطار معرفة مقال عن التنمر في المدارس هي معايير التنمر بداخلها، فحتى يتم اعتبار ما يحدث تنمر يجب استيفاء مجموعة من المعايير، وتوجد 5 معايير منهم 3 أساسين، ومن أهم هذه المعايير الآتي:
- النية العدائية: أي أنه يجب أن يكون التنمر من قبل الفئة الأقوى متعمد ضد الفئة الأضعف ولا يتم بصورة عرضية.
- عدم توازن القوة: وهو ما يؤدي إلى اعتقاد الشخص المتنمر كونه أقوى من الضحية، وهذا يمكن أن يكون واقع فعلي.
- التكرار في خلال مدة زمنية: أي يكرر المتنمر فعلته هذه بين الحين والآخر، وهم المعايير الأساسية.
كما يوجد معياران إضافيان للمعايير الأساسية والتي ترتكز في النقاط التالية:
- الاستفزاز: وهذا المعيار يمكن أن يولد نتيجة وجود شخص متنمر وحدوث بعض السلوكيات العدوانية وتعرض الضحية لها باستمرار.
- معاناة الضحية: ويمكن أن يتسبب التنمر المتكرر على الضحية في إصابته بالصدمة النفسية ويؤدي إلى تحوله لشخص متنمر مثل أصدقائه.
أسباب حدوث التنمر في المدارس
في سياق حديثنا عن مقال عن التنمر في المدارس ينبغي أن نتحدث عن أسباب حدوثه بها، فتوجد عدة أسباب كامنة وراء تنمر الأشخاص وتتضمن هذه الأسباب معايير جنسية واجتماعية وعوامل أخرى أوسع نطاقًا، ومن أهم هذه الأسباب الآتي:
1- التمييز بين الأجناس
في كثير من المجتمعات من الممكن أن يولد الطفل في بيئة ترى أن الطفل الذكر أعلى شأنًا من الأنثى، وهذا الأمر يخلق شخص بالطبيعة متمرد على من حوله وخاصةً من الفتيات، فيبدأ في التنمر على أي فتاة يقابلها في المدرسة وإخبارها بأنه أفضل منها حتى إذا لم يكن هذا صحيحًا.
2- الإهمال العائلي
هناك بعض الحالات الفردية التي ينشأ بها الأطفال في أسر مهملة، فقد يكون إهمال نفسي أو جسدي، وهذا يخلق لدى الطفل مشكلة أنه يرغب في التنمر على أقرانه بهدف التقرب منهم أو الشعور بالاهتمام وأن من حوله يهابونه.
3- قلة ثقة الطفل بنفسه
من أبرز الأسباب التي ينتج عنها حدوث ظاهرة التنمر في المدارس هو شعور الطفل بقلة الثقة بالنفس، ويكون هذا الأمر نابع عن إهمال الوالدين أو بسبب ضغط أقرانه عليه من حوله، بالإضافة إلى العادات الخاطئة التي قد يتبعها الأهل بحجة الخوف على الطفل والرغبة في تنشئته لا يخشى أي شيء.
4- اتباع أساليب تربية خاطئة
من الأمور الهامة التي يجب الاهتمام بها من قبل الوالدين معرفة أن ليس كل جيل كالسابق، وهذا يعني أن الأساليب التي كانت تتبع من قبل آبائهم قد لا تنجح مع أبنائهم، وهذا الأمر يُعرف باسم التربية الخاطئة.
مثل العمل على معاقبة الطفل على أي فعل خاطئ يقوم به دون القدرة على التمييز بين طرق العقاب بل يكون العقاب بالضرب أو السب أو أشياء قد تتسبب في إصابة الطفل ببعض المشكلات النفسية التي تؤثر عليه مستقبلًا.
5- العنف الأسري
في بعض الأحيان وعند التطرق لمعرفة مقال عن التنمر في المدارس قد يولد الطفل في عائلة متنمرة أو يوجد بها شخص يمارس التنمر على من حوله من الأشخاص، وهذا ما يؤدي إلى تقمصه ما يفعله الأكبر سنًا منه، وبالتالي عند ذهابه إلى المدرسة يمارس هذا الأمر على أقرانه دون العلم بأن هذا أمر خاطئ.
6- الشعور بالغيرة
هناك من يقولون إن الشعور بالغيرة هو من الأمور الطبيعية التي قد تحدث للطفل، ولكن ماذا إذا كان الطفل يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين بسبب هذه الغيرة، فعند شعوره بهذا بسبب وجود صفة لا يتمتع بها أو كونه متفوق عليه، فهذا يؤدي إلى رغبته في الانتقام منه أو إلحاق الضرر حتى يقلل من ثقته بنفسه ويصبح هو الأفضل.
7- الاهتمام بالألعاب الإلكترونية العنيفة
الألعاب الإلكترونية هي من أكبر المشكلات التي قد تؤدي إلى قيام الطفل بالتنمر على الآخرين، خاصةً إذا لم يكن هناك مراقبة من قبل الأهل، ويرى بعض الأطفال أنهم يرغبون في تطبيق ما يرونه في هذه الألعاب.
8- وصول شعور الغرور إلى أقصاه
لا يتوقف الشعور على جنس أو وجود جنس مفضل عن الآخر، ولكن شعور الطفل الذي يزرعه به والديه وأنه أفضل من أي شخص آخر يمكن أن يتسبب في تنمر الطفل المستمر، بالإضافة إلى أنه يبدأ في تطبيق السلوك العدواني وإلحاق الضرر بمن هو أفضل منه.
آثار حدوث التنمر في المدارس
من أهم ما يجب الإلمام به حول مقال عن التنمر في المدارس هو ما يتسبب في حدوث آثار مختلفة، فلا يتوقف الأمر على الآثار النفسية والاجتماعية فقط، ويمكن أن تشتمل هذه الآثار على الآتي:
1- الآثار النفسية
يعد هذا النوع هو الأشد خطرًا وإيذاءً وتأثيرًا في الضحايا، فهو ينتج عنه العديد من الأمور، والتي تتلخص في النقاط التالية:
- يكون الضحايا أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات العقلية الجسدية والنفسية وبالتالي الاجتماعية والعاطفية.
- الإصابة بالقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى شعورهم بالوحدة والحزن، وهذا ينتج عنه حدوث بعض التغييرات في نمط النوم وممارسة الأنشطة المحببة وتناول الطعام، ويمكن أن تستمر هذه التغييرات طوال المراحل العمرية المختلفة.
- التعرض لتزايد الشعور بالرغبة في الانتحار إذا كان هذا التنمر متكرر من نفس الشخص.
2- الآثار البدنية
في بعض الأحيان يعتقد الأشخاص أن التنمر لا يؤثر على الشخص بصورة جسدية، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فمن أهم هذه الآثار ما يلي:
- التعرض المستمر للتنمر وخاصةً أثناء مرحلة الطفولة يؤدي إلى التأثير على الشخص في مراحل حياته القادمة وبالتالي الشعور بأنه أقل في الوضع المادي والاقتصادي.
- أثبتت بعض الدراسات أن الذين تعرضوا للتنمر في مرحلة الطفولة كانوا أكثر عرضة للبطالة، بالإضافة إلى عدم وجود ممتلكات أو دخل مادي كافٍ.
- يكون السبب الرئيسي لترك الأطفال المدارس هو التعرض للتنمر ولهذا يكونون ذوي مستقبل عرضة للبطالة والفقر والالتحاق بوظائف ذات دخل أقل.
- الإصابة بالفقر بسبب التعرض لدفع مصاريف العلاج المضاعفة بسبب تأثير مثل هذا السلوك على الإنسان لفترة طويلة.
3- آثار التنمر الاجتماعية
من أشهر الآثار التي تحدث للفرد نتيجة التعرض للتنمر هي الآثار الاجتماعية، فهي من أكثر ما تصيب المتعرضين للتنمر، ومن أبرزها ما يلي:
- الشعور بالخجل والوحدة وعدم الاستقرار وعدم القدرة على الانخراط في العالم المحيط.
- خلل في القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية في مراحل العمر الأولى والتعرض لمشكلة العزلة خاصةً في مرحلة المراهقة والشباب.
- قلة الثقة بالنفس واحتقار الذات والشعور بالغضب المستمر.
- الإصابة بالانحراف الاجتماعي وتعرض بعض الضحايا إلى إدمان المخدرات والكحول.
- انخفاض معدل التحصيل العلمي أو القدرة على الاشتراك في الأنشطة المدرسية المختلفة ويمكن أن يؤدي إلى التسرب من المدرسة أو الانقطاع عنها تمامًا.
4- آثاره على المجتمع
عندما نذكر مقال عن التنمر في المدارس ينبغي أن نذكر آثاره على المجتمع، وهذا لوجود آثار متعددة تحدث نتيجة هذه الظاهرة، والتي تنحصر في النقاط التالية:
- انتشار الجرائم بكثرة والشعور بالخوف بين أفراد المجتمع الواحد.
- كثرة العدوان والعنف داخل المجتمع في حالة عدم القضاء على هذه الظاهرة في وقت باكر.
- الشعور بالعجز والفشل بسبب عدم قدرة الآباء على حماية أطفالهم من التعرض للتنمر.
- تفشي ثقافة عدم الاحترام بين الأطفال في المدارس وهذا يتسبب في انحصار المستوى الدراسي وبالتالي هذا ينعكس بالسلب على المجتمع بالكامل.
5- آثار التنمر على المتنمرين
قد يثير هذا الأمر دهشتك وتبدأ في التساؤل هل التنمر يؤثر على المتنمرين؟ والإجابة هي نعم يؤثر عليهم بالسلب، ومن أهم هذه الآثار الآتي:
- الانخراط في السلوكيات الخاطئة مثل أعمال الجريمة أو تعاطي المخدرات والكحول ويزداد الأمر في مرحلة المراهقة.
- الاشتراك في بعض الأعمال العنيفة مثل تدمير أدوات المدرسة.
- عدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية مثل الصداقات والزواج وبالتالي الفشل في تربية الأبناء تربية صالحة.
كيفية التقليل من ظاهرة التنمر داخل المدارس
عقب اطلاعنا على بعض الأفكار الرئيسية في مقال عن التنمر في المدارس يجب أن يكون من ضمنهم كيفية الحد من هذه الظاهرة، فتوجد طرق كثيرة يمكن اتباع أي منها من أجل الحد من تفشي التنمر، وتتمثل فيما يلي:
- التحدث مع والدي المتنمر: يجب على الأهل العلم بكافة التصرفات الغير اعتيادية التي يقوم بها الطفل، وهذا لكونهم أكبر مؤثر عليه أكثر من أي شخص آخر.
- توعية الأطفال بالتنمر: التوعية والتثقيف هي من أكثر الأشياء القادرة على محو معنى التنمر من عند الأطفال وتمكنهم من معرفة التصرف الصحيح لهذا الفعل.
- تعزيز احترام الذات: يجدر بالمعلمين والأهل تقديم كافة أنواع الدعم النفسي لأطفالهم، سواء المتنمر أو الضحايا بهدف التخلص من هذا السلوك.
- المشاركة في الأنشطة: يمكن أن تعمل المدارس على تقديم الأنشطة النفسية التي تبعد الأطفال عن الشعور بالغضب الذي يؤدي للتنمر.
ظاهرة التنمر هي من الظواهر الخاطئة، وأفضل الطرق للتخلص منها هي مقال عن التنمر في المدارس، خاصةً أن مرحلة الدراسة هي مؤثر قوي على الأطفال.