لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم

منذ 15 أيام
لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم

لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟ ومن هم رواد مدرسة الإحياء؟ نظرًا لأهمية تلك المدرسة فقد واجهت مظاهر تجديد عديدة خاصة بالرواد الموجودين بها، ومن خلال موقع ايوا مصر سوف نقدم جميع المعلومات التي تخص إجابة لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟ إلى جانب معرفة طرق كتابة الشعر بها.

لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟

مدرسة الإحياء هي مدرسة شعرية، أي بها مجموعة من الشعراء متفقين في الآراء التي تدور حول العصر الخاص بهم، وكما اتفقت آرائهم تتفق أشعارهم، ودائمًا تكون مدرسة الشعر ذات رائد يتبعه تلاميذه، وكانت مدرسة الإحياء والبعث من هذه المدارس.

تم تسميتها بهذا الاسم لأن محمود سامي البارودي من رواد المدرسة قام بالتطوير والارتقاء بالشعر، وتحوله من حالة الجمود إلى حالة التطور والإحداث، والإحداث والبعث يعني إعادة الروح الخامدة إلى الحياة من جديد.

كما تمت تسمية مدرسة الإحياء بأسماء أخرى عديدة، منها: (مدرسة التراث، ومدرسة الاتباعية الإحيائية)، وكان اسم الإحياء والبعث أفضل تعبيرًا عما حدث بالأدب العربي في ذلك الوقت من ضعف وجمود، وكان يرجع ذلك إلى العديد من الأسباب التي أدت إلى تدهور النهضة، وخمول الأدب.

أسباب ضعف الأدب العربي وظهور مدرسة الإحياء والبعث

تعددت أسباب ضعف الأدب العربي مما دفع البارودي إلى تطويرها وتحديثها، ومن خلال إجابة “لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟” سوف نوضح هذه الأسباب، من أجل معرفة كيفية تطويرها، ونتعرف على الشعراء الذين قاموا بذلك، ومن أسباب الضعف ما يلي:

  • حدوث غزو التتار، الذي كان لنتائجه تأثير على الأدب بسبب حرقه للمكتبات، وهدم دور العلم، حيث إن التتار قاموا بإلقاء الكتب في الأنهار.
  • تولى المماليك ومن بعدهم الأتراك حكم مصر، والشام، مما أدى إلى تدهور اللغة العربية فهم لا يجيدونها.
  • قاموا بترحيل الخبرات إلى تركيا، فقاموا بإرسال العلماء والمهندسين ذات الخبرة إلى دولهم الناشئة من أجل أن يقيموا لهم الحضارة التي يفتقدون إليها.
  • قاموا بإلغاء المدارس والتعليم.

مظاهر ضعف الأدب العربي

جميع هذه الأسباب أدت إلى حدوث الضعف في اللغة العربية، والشعر العربي، حتى من كانوا يكتبونه، جعلوا الحال يتدهور به، حتى وصل الأمر إلى:

  • البعد عن الابتكار، واتجهوا إلى التقليد، والتكرار.
  • سطحية الموضوعات وتفاهتها.
  • ضعف الأسلوب وركاكته.

نشأة مدرسة الإحياء والبعث

في نطاق حديثنا عن لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟ فمن الجدير بالذكر أن لنشأة مدرسة الإحياء والبعث دور في هذه التسمية، لا بد من ذكره وفهمه جيدًا ومعرفة السبب وراء ذلك الأمر.

نتيجة الضعف الذي أصاب الأدب العربي عند سيطرة التتار، وحالة التدهور التي أصابته، عمل روادها على محاولة إحياء الثقافة والشعر والأدب العربي من جديد، وتطويره من خلال ثقافة الحاضر.

حيث إن الرواد قاموا بنشر نماذج من العصر الجاهلي، والعصر العباسي، وانطلقوا في نظرتهم للأدب والشعر العربي القديم، فكانوا يكتبون الشعر ويقيسون ما كتبوه على نقد الشعر العربي القديم، من أجل تقديم شعر معتمدًا على الأصول القديمة.

كانوا شديدين الحرص على أن يكون الشعر منسوجًا بما ورثوه من الشعر القديم، وكان لنتائج كتابتهم تأثير جميل، حيث إنهم بعدوا عن التجارب الشخصية، وكانت تظهر وكأنها أدب قديم.

خصائص أدب مدرسة الإحياء والبعث

اعتمد الرواد في هذه المدرسة على أن يعيدوا الشعر كما كان في العصور القديمة، واستطاعوا إخراج الموهبة المكنونة، وجميع ما يخص الشعر من نقد قديم، مما ساعدهم على إظهار الشعر بالخصائص التالية:

  • قصد القيم المثلى، التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها.
  • تصوير نماذج إنسانية، تمت في صورة صحيحة من الأدب القديم.
  • اهتموا بتوظيف المفردات والمعاني في أغراضها الشعرية الصحيحة، والعناية بالأسلوب والبلاغة، مما جعل الجانب البياني مُتغلبًا على الجانب الفكري.
  • تنوعت مجالات الشعر، وأغلب القصائد كان يتم افتتاحها بالغزل والنسيب، مما جعل للقصيدة أغراض عديدة.
  • اقتباس الخيال والتصوير والموسيقى من الشعراء القدامى.
  • توافر وحدة البيت في كتابة القصائد، حيث استطاع الشعراء جعل كل بيت مستقلًا وعلى حدة.

دور البارودي وتلاميذه في التطوير

كان للبارودي وتلاميذه لمسة أدت إلى نقل الشعر من حفرة الجمود، إلى النور والتطوير، ومن مظاهر التطوير التي بدت على المدرسة من خلالهم ما سوف نعرضه في السطور التالية، من خلال استكمال الحديث عن إجابة سؤال لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟

استطاع البارودي أن يستمد قوة شعره من خلال الشعراء القدامى، والذين كانوا في العصور (الجاهلي، والإسلامي، والأموي، والعباسي)، ولم يتجه نحو العصرين (المملوكي والعثماني).

كان يقتبس منهم ولكن لا يُقلدهم، فهو استطاع مجاراتهم في كتابة الشعر من خلال المعاني والأخيلة فقط، ولكن لم يأخذ منهم الجمل صحيحة.

الدليل على عدم تقليدهم أنه عارض الكثير من الشعراء أثناء كتابته، مثل: (النابغة، والمتنبي، وابن زيدون، وعنترة)، كان يستمد ثقته في كتاباته من خلال (تتلمذ على يد الشيخ حسين المرصفي، الحفظ الجيد للشعر، نقاء الذهن، الفطرة السليمة).

كما ظهر تطور البارودي في الشعر في أشياء كثيرة، وكان لكل شيء منهم تطوره الخاص الذي ظهر من خلال مجهوداته، وإتقانه في الاستعانة بالشعر القديم، وظهر ذلك في:

1- أسلوب البارودي في الشعر القديم

استطاع البارودي في أسلوبه أن يرتقي بالكلمة والعبارة، حيث أخذها من الحالات التي تكون فيها ضعيفة ومبتذلة إلى الحالات التي تكون فيها قوية التركيب، بالإضافة إلى صحة المعاني.

كما أنه استطاع الابتعاد عن التكلف، وخرج بالأسلوب إلى التحرر، وعمل في كتاباته على نقل الأسلوب من الغموض إلى الوضوح والسهولة، حيث إنه كتب في تغيير أسلوب الشعر بيتًا، وقال فيه:

أحييت أنفاس القريض بمنطقي  ..   وصرعت فرسان العجاج بلهذمي

2- موضوع أبيات شعر البارودي

اعتمد البارودي في كتابة المواضيع على التجديد والتنوع، وقصد في كتاباته ما يشهده العصر من قضايا قومية، وأحداث، وابتعد في مواضيعه عن الأمور الشخصية، حيث تجد في شعره مواضيع عن:

  • وصف الطبيعة.
  • شكوى الزمن.
  • رثاء عن والده وزوجته وابنه.
  • وصف الحروب.
  • قضايا عن الوطن.
  • شكوى للزمن.

3- الخيال ضمن شعر البارودي

عمل البارودي على تجنب سطحية الخيال، حيث إنه كان دائم القراءة، ومُكبًا على أشعار القدماء، وهؤلاء الشعراء لم يكن في كتابتهم خيالات سطحية، لذلك تجد في خيالاته شيء من التحليق في سماء الشعر، وتشعر في كتابته للخيال وكأن الحروف تتجسد في صورة متحركة أمام القارئ يستطيع لمسها.

4- العاطفة في شعر البارودي

في عصر التدهور الشعري، ما حدث أنه كان الشعراء عندما يكتبون شيئًا به عاطفة تلمس الجفاء، وعدم الشعور بالكلمات تتسلل إلى خبايا قلبك، وتؤثر بكَ.

فعندما اتجه البارودي لتطوير الشعراء قصد تغيير ذلك في كتاباته، وعمل على تحقيق الحيوية والقوة في أشعاره، كما اعتمد في موسيقاه على تحقيق الوزن والقافية، فجعل القارئ يشعر بشيء من الرنين الآخذ.

دور تلاميذ البارودي

استطاع تلاميذ البارودي استغلال ما حدث من تغير الثقافات في الدولة نتيجة احتلال التتار، وصبوا ذلك في مصلحة الشعر، وهذا ما سوف نوضحه من خلال الإجابة عن لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟

1- الانفتاح على ثقافة الغرب

حيث إنهم قاموا بدراسة اللغات الأجنبية، وأتقنوها، عن طريق اختلاطهم بالأجانب والتحدث إليهم، مما جعل ذلك يساعد في التطوير بالشعر، والنظر في كتابته من ثقافات مختلفة.

2- الكفاح الوطني

حيث إنهم تأثروا بالماضي العريق، كما أنهم رفضوا سياسة الأتراك، وتمسكوا بأعراقهم المصرية، ولم يستسلموا للظلم الذي اتبعه الحكام الأتراك في الدولة العثمانية.

3- الحركة الإسلامية

كان تلاميذ البارودي مؤمنين بفكرة الجامعة الإسلامية، واتخذوا هذه الجامعة بأنها رمز على الوحدة الإسلامية للصدد في وجه الاستعمار، وقاموا بتشكيل الأحزاب السياسية.

من هم رواد مدرسة الإحياء والبعث؟

قامت مدرسة الإحياء بجمع العديد من الشعراء المميزين، والذين كانت أشعارهم تتميز بتشابهها مع أشعار التراث القديم، وفي نطاق حديثنا عن لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟ سوف نقدم أساس إنشاء هذه المدرسة، ونبذة عن كلًا منهم في تطويره للشعر

1- أحمد شوقي

لُقب بأمير الشعراء، نشأ وترعرع في البيت المالك بمصر، تعلم في المدارس الحكومية، واستطاع أن يقضي سنتين في مدرسة الحقوق بقسم الترجمة، عام 1887 أرسله الخديوي توفيق إلى فرنسا، واستطاع من خلال ذلك أن يطور الأدب العربي باطلاعه على الأدب الفرنسي، وعاد سنة 1891.

مثل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجنيف سنة 1896، وقام في كتاباته بالمزج بين القديم والحديث وما تعلمه بالخارج، فكان بارعًا في نظم الشعر، والشعر المسرحي، وكان يتمتع بالتجديد في أشعاره الوطنية، والثورية، كان لا يجد عناءً في كتابة القصيدة.

كتب في جميع أغراض الشعر العربي، وقد تميز شعره بالحس المرهف، واللحن الصافي، والنغم الرائع، لذلك كان شعره يثير الطرب، ويجذب السمع.

2- أحمد محرم

من أبرز شعراء مدرسة الإحياء، تتلمذ على يد طائفة من علماء الأزهر، فاستطاع أن يستمد منهم جمال اللغة العربية في (النحو، العروض، والشعر) كما أنه اكتسب علم كافي في هذه العلوم.

تميز شعر أحمد محرم بروح الوطنية، فكان متميزًا في تصوير البطولات الإسلامية، والوقائع المختلفة الثابتة، معتمدًا في تلك الأشياء على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن مؤلفاته: (ديوان الأقصى الحزين، الهلال، ديوان مجد الإسلام، وغيرها) وسمى البعض ديوان مجد الإسلام بالإلياذة الإسلامية وكان سنة 1933، بعد وفاة أحمد شوقي بعام واحد.

3- حافظ إبراهيم

لُقب بشاعر النيل من قِبل الشاعر أحمد شوقي، وُلد عام 1872، كان معروفًا بذاكرته القوية، وكان يستطيع قراءة ديوانًا كاملًا من الشعر، التحق بالمدرسة الحربية عام 1888، خرج منها عام 1891، كان ضابطًا.

عام 1911 تعين رئيسًا على القسم الأدبي في دار الكتب، وتم توكيله بذلك، كان يعتمد في شعره على المعاني البسيطة، والتكلف المفرط، كما اعتمد على وصف ما يدور حوله من حقائق، وتميز بنقاء الصياغة، والاجتهاد بالشعر والانتظام فيه، ابتعد عن الاستعانة بأساليب الابتكار والاختراع، تمسك بالألفاظ والتركيبات اللغوية.

يوجد أيضًا علي الجارم ولكن اختفى شعره بتاريخ مصر الفرعوني العربي وكان يتسم بتجديد الألفاظ، ومعروف بفصاحة لسانه، وبهذا نكون ملمّين بشعراء مدرسة الإحياء وسبب تسميتها.


شارك