هل خيانة الزوج لزوجته ظلم

منذ 23 ساعات
هل خيانة الزوج لزوجته ظلم

هل خيانة الزوج لزوجته ظلم؟ وهل يجب على المرأة مسامحته؟ إن الخيانة الزوجية من القضايا الشائكة في وقتنا هذا، مما دفعنا إلى الحديث عنها باسترسال، وذكر الأمور كافةً التي تتعلق بخيانة الزوج لزوجته، وما إن كان الأمر ظلم أم أن هناك مبررات لتلك الفعلة، من خلال موقع ايوا مصر.

هل خيانة الزوج لزوجته ظلم

إن الخيانة الزوجية من أكثر الأمور الشائكة التي تحدث منذ قديم الزمن، إلا أنها بدأت في الظهور بشكل قوي بتقدم السنين وتغير الأجيال، كما أن هناك بعض المعتقدات لدى الجيل الجديد من الرجال تضمن له بعض التبريرات لخيانته الزوجية، كانشغال زوجته، أو ما يقولون عنها نزوات.

إن الإجابة عن سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم، هي نعم، فإن الزواج هو ميثاق عهد بالود والحفظ مع الله عز وجل بين المرأة والرجل، والالتزام بالعهد من أكثر الأمور التي يدعمها الدين الإسلامي، وكافة الديانات.

فمن يفعل ذلك فإنه يظلم نفسه قبل أن يظلم زوجته، حيث إنه في النهاية يندم على فعلته، لكن قد لا تقبل الزوجة بذلك وتنفصل عنه، فيكون قد أضاع منه جوهرة ثمينة باتباع الشهوات وهوى النفس.

حكم الشرع في الخيانة

قد قال الله تعالى في سورة الأنفال بالآية رقم 58: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ)، ذلك ما يؤكد رأي الشرع في كون الخيانة حرام، وأنها مذمومة، لما لها من وقع سيء وأذى على نفس المرأة، كما أنها تمثل خيانة لعقد القران الذي تعهد فيه الرجل أمام الله عز وجل بحفظ المودة والرحمة وتكريم المرأة أمام والدها والجميع.

فإن النظرة خيانة، والمحادثات خيانة، كما أن اللقاءات والتفكير خيانة قد تؤدي في يوم ما إلى ارتكاب المزيد من المعاصي والذنوب، فقد أحل الله الزوجة لزوجها لا الصديقة لصديقها.

مبررات الخيانة الزوجية

في سياق الحديث عن إجابة سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم، يأتي ذكر بعض المبررات التي من الممكن أن تدفع الرجل لخيانة زوجته، والتي يعتقد في قرارة نفسه أنها مبرر قوي للقيام بذلك الفعل وخداع الزوجة، ومنها:

  • الفتور: يعد الروتين اليومي والفتور في العلاقة بين الرجل والمرأة من أحد الأسباب التي تدفعه إلى الخضوع لامرأة أخرى تجعله يجرب أشياء جديدة، وتعيد إحياء بعض المشاعر القديمة له.
  • الملل: إن ظهر على الرجل قد يكون عامل مساعد في قيامه بالخيانة، ويتمثل في أن يكره المكوث في المنزل فترة طويلة، أو أن تقل محادثاته معك، مما يجعله يذهب للتنزه مع أصدقاءه، أو لقاء أهله دون مشاركتك.
  • أن تكون المرأة قليلة الاهتمام بزوجها بسبب انشغالها في أعمال المنزل، أو مع الأبناء ورعايتهم، فيرغب الزوج في الحصول على الاهتمام من أنثى أخرى.
  • افتقار الحياة الزوجية إلى المشاركة وتبادل الآراء والضحكات والمحادثات بنهاية اليوم.

السبب الحقيقي وراء الخيانة الزوجية

الحديث عن إجابة سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم، يدفعنا لذكر السبب الأساسي لذلك الفعل، في حقيقة الأمر إن جميع المبررات التي سبق ذكرها في الفقرات السابقة ما هي سوى حجج يقولها الرجل من أجل إراحة ضمائرهم.

ففي غالب الأمر حتى وإن كانت المرأة ارتكبت تلك الأفعال بشكل إرادي، أو غير إرادي لا يكون الحل الأسهل هو الخضوع لامرأة أخرى، واتباع الشهوات.

فيكمن السبب الرئيسي في فعل الرجل لذلك الأمر والاعتقاد أنه لم يظلم يرجع لزوجته، حيث إن الزوجة تقوم بأداء واجباتها نحو أبناءها ونحو بيتها على أكمل وجه ودون الشكوى أو طلب الراحة؛ ذلك ما يتسبب في قلة اهتمامها بزوجها، وعدم تعبيرها عن إعياءها.

ذلك ما يجعل من الزوج يظن أن ما تقوم به المرأة هو حق مكتسب، وينتظر منها أن تؤدي حقوقه بشكل طبيعي وكأنه لا توجد أية مسئوليات زادت على عاتقها، دون مراعاة أن من واجباته نحو بيت الزوجية المشاركة في أعماله، وتوفير سبل الراحة للمرأة من أجل التمكن من رعايته.

تأثير الخيانة على الزوجة

من أجل التيقن بإجابة سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم عليك الإلمام بمدى تأثير الخيانة على الزوجة، والتي تمر بعدة مراحل منذ معرفتها بالأمر وتيقنها منه، والتي تنقسم لثلاثة مراحل حددها الأطباء النفسيين وتختلف مدة كل منهما حسب طبيعة المرأة، وهما:

  • المرحلة الأولى بعد التأكد من خيانة الزوج تبدأ بالنكران والصدمة، وتضمن إحساس انكسار في قلب الأنثى لا يقوى على تحملها أحد، كما تنكر من أجل الأطفال والخوف من خسارة المنزل والأطفال إن وجدوا.

تعد تلك المرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها المرأة وتتعرض لها في حياتها، كما أنها تكسر الثقة بين الرجل وزوجته، وتجعلها غير قادرة على تصديق أي رجل بعدها.

  • تبدأ المرحلة الثانية لدى المرأة ببداية التعبير عن الغضب والثور على الرجل ومتابعة أفعاله، كما أنه في بعض الحالات لا تستطيع السيدات أن يعبرن عن مدى سوء المشاعر التي يمرون بها، رغم استنكار فعلة الرجل، وعدم القدرة على تحديد سبب الأمر.
  • المرحلة الثالثة من تأثير الخيانة على الزوجة يبدأ بأن تكون المرأة في حالة تذمر وتأفف ويتغير تعاملها مع زوجها بشكل كبير وتعترف بعلمها بحياته، إما أن تكتمها في قرارة نفسها وتخفي أنها تعلم من أجل أن تسير مركب الزواج.

كما أن الله عز وجل قد حرم أذى النفس، وجعل التعامل بين الناس بالحسنى، وحرم الظلم ولو بكلمة، ألم تزل لا تدري هل خيانة الزوج لزوجته ظلم أم لا؟

هل يجب على الزوجة تقبل خيانة زوجها؟

من أكثر الأمور التي قد تجعل المرأة تبحث عن إجابة سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم، هو أن تكون المرأة في حالة من التشتت وعدم القدرة على اتخاذ قرار بعد تيقنها بخيانة الزوج، فلا تعلم هل من حقها الغضب، أم تتقبل لأمر.

في الحقيقة لا يمكن الجزم هنا بأمر واجب على الزوجة القيام به، فإن شعور الغيرة وكسرة القلب لا يمكن لأحد التحكم به، إلا أنه من الذكاء والتفكير السليم أن تعطي الزوجة الرجل فرصة أخرى، في حالة كانت المرأة الأولى لخيانته، خاصةً إن كانت الخيانة هاتفية، أو لم تصل إلى مرحلة الزنا بعد.

فإن جميع البشر مخطئون ومن الطبيعي أن ينساق المرء خلف شهواته وقلبه، فلا مانع من المسامحة في حالة كان ندم على فعلته، وبعد تعبيرك عن مدى سوء الأمر على قلبك وقسوته، على أن تحاوطي زوجك بعدها بالاهتمام، وبعد أن تتأكدي من عدم اتصاله بأية طريقة بتلك المرأة مرة أخرى.

بينما لا يوجد حرج على المرأة أن تطلب الطلاق والانفصال عنه حتى وإن كان هناك أطفال في حال لم تستطع أن تتقبل خيانة زوجها، خاصةً إن تكررت عدة مرات الخيانة، من أجل تربيتهم تربية سليمة بعيدًا عن أفعال أبيهم السيئة.

عواقب الخيانة الزوجية

إن الخيانة الزوجية من الأمور التي حرمها الله عز وجل، ولها عواقب وخيمة، فالأمر يبدأ من وضع الحدود في التعاملات مع السيدات، سواء في العمل أو أية تعاملات يمكنها أن تجمع بين الجنسين، فلم يضع الله عز وجل الأحكام الخاصة بعدم تعامل المرأة مع الرجل سوى ليحفظ قلوب الناس من الأذى.

فقال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ( ]سورة النور: الآية [30 ذلك ما يحفظ الرجل من الوقوع أسير في هوى النفس، أو أن يرتكب الخيانة الهاتفية التي تتحول في النهاية إلى أمور أكبر كالخيانة الجسدية.

كما أن عواقب الخيانة لا تتوقف على تلك الأمور فقط بل قد تصل إلى أن يفقد الرجل زوجته، ولا يقدر على رؤية أطفاله أو تربيتهم بين أحضانه، فإن الخيانة لا يمكن أن توارى طيلة العمر، بل إن ستر الله سيزول في يوم من الأيام، ويقل الرجل في نظر زوجته بعدما كان بطلها ورجلها.

الخيانة والزوجة السلبية

في سياق الحديث عن إجابة سؤال هل خيانة الزوج لزوجته ظلم، يأتي ذكر شخصية متواجدة في كافة المجتمعات ألا وهي الزوجة السلبية التي تعلم بخيانة زوجها وتقرر السكوت وعدم أخذ أية خطوة إيجابية من أجل حماية نفسها من التعرض لتلك الكسرة مرة أخرى.

فإنها تخاف أن تواجهه بعلمها بخيانته لها بسبب ردود أفعاله العنيفة، أو الإنكار وقلب الموضوع على المرأة بأنها قامت بالتفتيش وراءه، أو لجوئه لطرق أخرى وخوفًا على الأبناء، ذلك ما يجعل منه رجل خائن ويكرر فعلته مرة أخرى دون أن يضع رد فعلها في الحسبان.

لذا تعد الزوجة القوية التي تصارح زوجها بعلمها بخيانته وتضع له النقط على الحروف بأنها ستقوم بأخذ ردة فعل قوية المرة المقبلة، أو حتى تهدده بأمر هي تعلم في قرارة نفسها أنها لن تقوى على فعله، بأن يقوم الرجل بعدم تكرار ذلك الفعل مرة أخرى، وتعيش في سلام وحقها محفوظ.

إن خيانة الزوج لزوجته ظلم بالطبع وتعد من الأمور التي تتسبب في الأذى النفسي للمرأة ولا تنساها على مدار العمر، لذلك يلزم على الرجل معرفة حدوده والتوبة عن ذلك الفعل، حتى تقدر الزوجة أن تسامحه.


شارك