هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة
هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة؟ وهل غسل الجنابة كغسل الجمعة؟ هذه الأسئلة من الأسئلة التي تطرأ على بال الكثير منا حتى يتأكد من أن صلاته صحيحة بإذن الله.
فكي تصح الصلاة يجب أن تصح الطهارة والوضوء، لذلك من خلال موقع ايوا مصر سنجيب على سؤال هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة، كما سنوضح بعض الأمور الأخرى التي تخص الوضوء والطهارة.
هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة؟
من الأمور التي اهتم بها الإسلام، الطهرة للمسلم، والطهارة في الإسلام يقصد بها المعنى للشامل والكامل للطهارة، فتشمل الطهارة البدن، وتشمل الثوب، كما أن الطهارة يجب أن تشمل المكان، لذلك يحرص المسلم على أن يكون طاهر دائمًا.
لأن المولى عز وجل أخبرنه بأنه يحب التوابين، ويحب أيضًا المتطهرين، وتوجد بعض الأمور التي تشغل بال المسلم مثل أمر جواز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة، هل يصح، أم أنه على المسلم أن يتوضأ مرة أخرى بعد الاغتسال من الجنابة.
ففي هذا الأمر إذا كان الاغتسال الذي سيغتسله الفرد من الغسل الواجب، أي أنه غسل من الجنابة، يجزئ ذلك الاغتسال عن الوضوء، وذلك حسب القاعدة الفقهية التي تقول إن الغسل من الحدث الأكبر يكفي ليُرفع به الحدث الأصغر.
أما في حال ما كان غسلًا مستحبًا، فلا بد من أن تتوفر نية الوضوء في الغسل، والغسل المستحب، هو مثل غسل يوم الجمعة، أو الغسل المباح كأن يغتسل الشخص ليبرد جسمه، وهذا حسب القاعدة التي تقول بأن النية الواجبة لا تُجزأ بالنية المستحبة أو المباحة.
من الجدير بالذكر أيضًا أن المذهب الحنبلي اشترط عند الاغتسال أن يكون حسب خطوات الوضوء، أي أن تتوضأ أولًا، ثم يعم الماء جسدك، كما قالوا إنه في حالة الغسل المستحب إن لم يغتسل حسب ترتيب الأعضاء في الوضوء صح الغسل ولا يصح الوضوء، وذلك لأن الوضوء فقد أحد شروطه.
قول عائشة رضي الله عنها عن الاغتسال
من الأحاديث التي تعيننا على الإجابة على سؤالنا هو حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغْتَسَلَ من الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ في الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بها أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ على رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ، بِيَدَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ على جِلْدِهِ كُلِّهِ“
يصف لنا الحديث الذي ترويه لنا عائشة رضي الله عنها، كيف كان يغتسل الرسول، حيث إنه كان يبدأ بغسل يديه، ثم يتوضأ كأنه سيتوضأ للصلاة، ثم بعد الوضوء كان يخلل أصول شعره بالماء، أي أنه كان يغسل رأسه بالماء، يأخذ بيده الماء ويضعه على رأسه، ويكرر ذلك ثلاث مرات، ثم يصب الماء على باقي جسده، ليعم الماء كامل الجسد.
فيعرفنا الحديث السابق بالطريقة التي كان يفعلها الرسول، وبالتالي فيسن لنا أن نغتسل بهذه الطريقة، لكن من الواجب ذكره أنه إذا أفاض الشخص الماء على جسمه كله دفعة واحدة دون اتباع الخطوات السابقة، فإن غسله صحيح أيضًا.
فمن الحديث السابق ومن المعلومات السابقة تكون إجابة سؤالنا هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة، أنه يجوز للمسلم أن يصلي بوضوء الاغتسال من الجنابة.
لكن يجب على المرء الوضوء بعد الغسل إذا أحدث أمرًا جعله ينقض وضوئه كأن يُخرج ريح مثلًا، أو أنه قام بمس فرجه، فإن لم يفعل أي من هذه الأمور لا يجب عليه الوضوء بعد الاغتسال، فبهذا نكون أوضحنا توضيح شامل للإجابة عن هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة.
هل تجوز الصلاة بغسل الجمعة بدون وضوء؟
بعدما أجبنا عن سؤالنا هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة، وجب علينا أن نوضح ونجيب على بعض الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، ومن ضمن هذه الأسئلة أنه هل يجوز للمسلم أن يصلي بغسل الجمعة فقط دون الوضوء كغسل الجنابة.
تكون الإجابة هنا أنه يجب عند غسل الجمعة يجب أن يكون الوضوء قبل الغسل، أو أن يتوضأ الفرد بعد الغسل، لكن عدم الوضوء، أو استحضار نية الوضوء مع غسل الجمعة لا يكفي، لأنه كما ذكرنا أن غسل الجنابة فقط هو الذي يمكن الصلاة فيه مباشرة.
هل يجوز المضمضة والاستنشاق مرة واحدة للوضوء؟
تنتشر بعض الأقاويل أنه من المفروض أن يتمضمض، ويستنشق، ويستنثر ثلاث مرات في الوضوء، ثم بدأ السؤال عن هذا الأمر هل مرة واحدة تكفي أم أنه من السنة أن يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات، وإن فعلها مرة واحدة أجزأه ذلك.
فقال العلماء أنه يجوز للفرد أن يتمضمض ويستنثر، ويستنشق مرة واحدة ووضوئه صحيح، لكن الأفضل أن تكون المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات.
هل الجلد الميت يؤثر على الوضوء؟
من الأمور التي يجب أن نعرفها لأنها قد تفوت على كثير منا، أنه في حال وجود جلد ميت أو قشف، وكان يمكن إزالته دون ألم وجب ذلك، لأنه في حالة الوضوء بوجود جلد ميت أو قشف يمكن إزالته بدون ألم يعتبر الوضوء غير صحيح.
أما إذا كان الجلد الموجود في حال إزالته سيتسبب ذلك في ألم أو جرح، فلا بأس، والوضوء صحيح.
هل يجوز الوضوء بوجود أثر لطلاء الأظافر؟
تسأل بعض السيدات أنه يحدث في حال وضع طلاء الأظافر وعند إزالته قد تبقى بعض الآثار، فهل هذه الآثار تؤثر على صحة الوضوء أو الطهارة.
فجاءت الإجابة بأن وجود أي جزء ولو يسير من طلاء الأظافر أو أي شيء يمنع وصول الماء، فلا يصح بذلك الوضوء أو الطهارة، ومن البديهي أنه في حال ما صلت، فلا تجوز الصلاة بوجود أثر لطلاء الأظافر في اليدين.
فكما قال الإمام النووي “إذا كان على بعض أعضائه شمع، أو عجين، أو حناء، وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو، لم تصح طهارته، سواء أكثر ذلك أم قل” وفي هذه الكلمات السابقة جواب شامل لهذا السؤال حيث يقول الإمام النووي، أنه لا تصح الطهارة بوجود أي عازل
في حديثٍ للرسول أيضًا “أنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ، فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَأَحْسِنْ وُضُوئَكَ، فَرَجَعَ، ثُمَّ صَلَّى” ويخبرنا هذا الحديث عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وجد شخصَا ترك ظفر دون أن يصله الماء، فأمره الرسول بالرجوع ثانية للوضوء، وأمره أن يحسن وضوئه.
حكم التوضؤ بأثر للصق الجروح
من الأمور الشائعة بيننا أنه يمكن أن يجرح شخص ويضع لاصق الجروح وعند إزالته تبقى بعض الآثار، فيسأل لبعض هل في حالة الوضوء وهذه الآثار موجودة يصح الوضوء أم لا يصح، وأجاب أهل العلم على هذا السؤال، أنه الأصل في الأمر أن يتم إزالة هذه الآثار للاصق الجروح، فإن كان إزالتها سهل وجب إزالتها قبل الوضوء.
أما في حالة ما كان إزالة آثار لاصق الجروح ستسبب ألم فلا بأس، والوضوء صحيح.
بهذا نكون قد عرضنا عليكم إجابة سؤالنا هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة؟ وقد وضحنا الأحاديث وقول العلماء في هذا الأمر، كما أننا حاولنا تغطية كل ما يهم قارئنا الكريم في الأسئلة المرتبطة والمتعلقة بالطهارة وصحة الوضوء.