لماذا خلق الله الإنسان
لماذا خلق الله الإنسان؟ وما واجب الإنسان تجاه خالقه؟ حيث إن الحكمة من خلق الإنسان تكمن في أشياء كثيرة، وتجتمع كلها على التوحيد بالله.
لذا يجب على الإنسان القيام بواجباته الدينية، والعلم بمدى قدره عند الله، ولماذا خلق الله الإنسان بالأساس، وذلك ما سنتناوله في هذا الموضوع من خلال موقع ايوا مصر.
لماذا خلق الله الإنسان
خلق الله سبحانه وتعالى الكون كله، لحكمة ربانية، وخصص عز وجل الإنسان بهدف في الأرض، وكرمه عن سائر المخلوقات، حيث ميزه بالعقل، ويعتبر السؤال عن لماذا خلق الإنسان، وماذا كان قبل الأرض، في الغالب من الأمور الغيبية، والتي لا يعلمها إلا الله ولا ينبغي العمق بالتفكير بها حتى لا يقع الإنسان بالشرك بالله.
فعقل الإنسان برغم قوته وتميزه في الدنيا عن غيره، إلا أن تلك الأمور لا يستوعبها أحد، وينبغي الإيمان بأن الله لم يخلق شيئًا سدى، والاكتفاء بأسباب الخلق المذكورة ببعض الآيات القرآنية.
الشيء المؤكد هو أن الله لم يخلق شيء دون سبب، فهو الحكيم عز وجل، ووجود الإنسان له عدة أسباب، حيث إن خلقه الله لفائدة الأرض، وليس للترفه، والنزاهة.
حيث قال الله تعالى بسورة المؤمنون
“أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ”، وأيضًا قوله عز وجل “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.
كما يجب علم الإنسان أن أول هام تم خلقه له في هذه الدنيا، هو عبادة الله، وطاعته، والامتثال لأوامره، وذلك بقول الله تعالى “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، كذلك لا يعتبر طاعة الله فقط هو الأمر المراد من الإنسان، فمن الواجب التوازن بين الأمور الدنيوية، والدينية.
حيث إنه كما خلق الله الإنسان للعبادة، فخلقه كذلك لتعمير الأرض، ونشر الخير وتعاليم الدين الإسلامي في الأرض، وذلك حسب قول الله تعالى
“هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”.
كذلك لم يخلق الله الإنسان من أجل الطعام والشراب، أو من أجل التكاثر، فقط، نعم هي أشياء من زينة الحياة التي أنعم الله بها علينا، لكن ينبغي على الإنسان العلم بمدى تمييز الله له عن سائر الكائنات.
حيث أعطاه الله نعمة العقل، فيتفكر بها، ويفيد البشرية، ولا يجعل كل همه هو متع الدنيا من زواج، وطعام أو شراب، فهو بذلك يتشبه بالحيوانات، وأشر الناس، حيث قال الله عز وجل
“وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ”.
كما أنه من العقل وقوة الإيمان، أن يستخدم الإنسان النعم التي وهبها الله له، من سمع، وبصر، ولمس، والعقل، أن يحسن استخدامها، فلا يفعل ما حرمه الله، ويغض من بصره، ولا يمشي إلا في الخير.
ذلك امتثالًا لأوامر الله، وخوفًا من عقابه وحسابه، ورغبةً في ثوابه، حيث قال الله تعالى:
“وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ”
بداية خلق الأرض
تم ذكر مراحل خلق الله للأرض، والسماء، والبحار والمحيطات، والجبال، وغيرها في الآيات القرآنية، والتي ذهب المفسرون بها أن الكون قد مر بعدة مراحل متتالية، وهي:
- أن الأرض مرت أولًا بمرحلة الفتق، ومن ثم الرتق، وهو خروج الدخان، فبعدها ظهر الفلك، والأجرام، والكواكب، المختلفة، وقد اتفق العلم، والنظريات الحديثة، مع ذلك، حيث قال الله تعالى:
“أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ”.
- كما أن الله قد ذكر لنا في كتابه الكريم، أنه تم خلق السماوات السبع، والأرض، في ستة أيام، والذي يقدر اليوم منها بألف سنة، والدليل هو قول الله تعالى:
“فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ”.
- كما أن هناك حديث ضعيف عن الرسول يشير لأن الله خلق الأرض في ستة أيام، ولكنه بالحديث الضعيف، والواجب اتباع الآيات القرآنية أولى، كقول الله تعالى:
“إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”
بداية خلق الإنسان
إن معرفة إجابة لماذا خلق الله الإنسان تتوقف على مدى علمك بالقصة الحقيقية لخلق ونزول الإنسان للأرض، وعدم الاستماع للخرافات مثل أن سبب الخلق للأرض هو أكل سيدنا آدم عليه السلام للتفاحة، فلم يتم ذكر نوع الشجرة التي وسوس له الشيطان الأكل منها فقال الله تعالى في كتابه الكريم:
“وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”.
فإن سيدنا آدم هو أول الخلق فقد خلقه الله بعدما قال للملائكة أنه سيجعل البشر خليفة في الأرض، فقالوا إن الإنسان سيفسدها،
فقال تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.
حيث خلق الله آدم بيده، عن طريق مزج التراب والماء، أي من الطين، ومن ثم قام عز وجل بنفخ الروح فيه، وتم ذكر ذلك بالقرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:
“لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ”.
بعد ذلك خلق له الله حواء من ضلعه، وأدخلهما الجنة، ولكن بوسوسة الشيطان لهما، جعلهما لا يمتثلان لحكم الله، فأمر الله بنزولهم الأرض، إلى يوم نلقاه.
كما أنه تم خلق الإنسان من العلق، والتي تأتي من تجمع ماء الرجل، مع ماء المرأة، وتعلقها في جدار الرحم، ويكون تكون الجنين في الرحم، ومن النطفة وهي ماء الرجل الصافي، ثم تتكون المضغة، وهي قطعة اللحم الغير ناضجة.
من ثم تتكون العظام، ويتم كساؤها باللحم، يتبعها تكون الصورة العامة للإنسان، وذلك بقول الله تعالى في سورة المؤمنون، من الآية الثانية عشرة، إلى الآية الرابعة عشرة.
واجبات الإنسان تجاه ربه
يرتبط معرفة إجابة لماذا خلق الله الإنسان ارتباطًا وثيقًا بازدياد قوة الإيمان لدى كل منا، فعند التأمل بمدى دقة الله في صنع البشر، ومدى غفرانه عندما تاب آدم عليه السلام من ذنبه بالأكل من الشجرة، فقد غفر الله له.
فبعد التمعن في قدرة الله عز وجل الجبارة، يجب التيقن بأن الله هو الذي خلق الإنسان، فليس بقدرة أي أحد أن يقوم بنفخ روح في طين! فيجب عليك كمسلم تحكيم عقلك، إن راودتك الشكوك في صحة إيمانك بالله الواحد الأحد.
في نهاية الأمر فقد خلق الله الإنسان لعبادته أولًا، ومن ثم عمارة الأرض، وطاعة أوامره، والبعد عن عصيانه، خوفًا من عقابه، والتوبة المستمرة من الذنوب فإن الله واسع المغفرة، وبهذا نكون قد أوضحنا إجابة لماذا خلق الله الإنسان، ومراحل تكونه، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.