آيات عن العوض من الله
آيات عن العوض من الله هي آيات تثبت المؤمنين على مواقف البلاء التي لا بد وأن يواجهها العباد في الدنيا، فيعرفون ثواب وجزاء الصبر على ما أصابهم، ومن خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع ايوا مصر سنتعرف سويًا على عدد من آيات عن العوض من الله بشيءٍ من التفصيل.
آيات العوض من الله
إن آيات عن العوض من الله هي بعض من كل، بل ونقطة من بحر فلو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا، وفيما يلي سنعمل على ذكر عدد من هذه الآيات:
- (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (سورة المؤمنون الآية 111.
- (أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) سورة الفرقان الآية 75.
- (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) سورة القصص الآية 54.
- (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) سورة القصص الآية 80.
- (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) سورة النحل الآية 126.
- (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) سورة النحل الآية 127.
- (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) سورة الضحى الآية 5.
لكن من الضروري أن نفهم معنى آيات عن العوض من الله، لا أن نمر عليها مر الكرام، ولنتطرق لمعنى كل آية من الآيات السابقة بشكل بسيط وواضح.
آية تدل على العوض من سورة المؤمنون
ضمن إطار عرضنا آيات عن العوض من الله، تجدر الإشارة إلى أنه من ضمن هذه الآيات: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (سورة المؤمنون الآية 111؛ ففي هذه الآية يتحدث رب العباد إلى المشركين بالله المخلدين في النار، مهينًا إياهم لما سخروا به من العباد الصالحين المؤمنين.
فيبين الله أنه جزاء الذين اتخذتموهم في الدنيا سخريًا، وكنتم منهم تضحكون، فآتاهم الله خيرا بما صبروا وعوضهم عما تعبوا وتحملوا من بلاء الدنيا وسخرية أهل الكفر بهم.
آية تدل على العوض من سورة الفرقان
نجد أنه من ضمن آيات العوض هذه الآية: (أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) سورة الفرقان الآية 75، هنا يتحدث الله تعالى عن عوض وجزاء المؤمنين عباد الرحمن الذين اجتهدوا وصبروا على ما كلفهم به الله من عبادات وابتلاءات بكل أشكالها ومراحلها الزمنية سواء طالت أم قصرت.
حيث إن الجنة للمؤمنين المتحلين بصفات الإيمان المصحوبة بالصبر مثل التواضع والحلم والتهجد والخوف من عقاب الله وترك الإسراف والتنزه عن الشرك والزنا والفواحش، والذين يقبلون النصح ولا يتكبرون، والذاكرين الله كثيرا الصابرين على ذكره.
وذكر بعض المفسرون أن الصبر في الآية يشمل الصبر على الفقر والجوع والفاقة في الدنيا، وقالوا كذلك أنه الصبر على الشهوات والملذات.
وبجانب ما يعوض به الله المؤمن من جزاء لصبره، فإن الكرم من الله والخير غير محدود بل ان الله تعالى يلقى للصابرين التحية والسلام وهو منعم بالجنة، فهل هناك عوض أو جزاء خير من أن يلقى الله تعالى لك التحية والسلام وهو عنك راضِ.
آية تدل على العوض من سورة القصص
ضمن إطار عرضنا آيات عن العوض من الله، تجدر الإشارة إلى أنه من ضمن هذه الآيات: (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) سورة القصص الآية 54.
يبشر الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب الذين صبروا على دينهم وكتبهم التي سبقت القرآن من توراة وإنجيل في هذه الآيات، حيث اتبعوا ما أنزل الله من بعد كتبهم، كما بشرهم برسول الله محمد فانتظروه مؤمنين به.
كما كان جزاء هؤلاء ضعف جزاء المسلم الذي لم يؤمن من قبل بأحد كتب الله تعالى التي نزلت قبل القرآن، فلكل من هم أجره مرتين كما ذكر الله تعالى في الآية الكريمة.
حيث إن كل من كان على دين من يهودية أو نصرانية قد عذب وأوذي كثيرًا ليثبت ويصبر على دين الله والرسالة الخاتمة، بل وأنهم لما أوذوا كان ردهم بالصبر والخير.
كذلك تشير الآية الى تعويض الله لمن يندم على سيئة أصابها فيسعى جاهدًا لفعل الحسنات، وذا يعطى أجره مرتين لحرصه وخشيته من الله تعالى، كما أن من آتاه الله رزقًا فأنفق منه على مرضاة الله تعالى ولم يكنز ما رزق به أو يسرف فيه، فإن الله يجازيه أجره مرتين لحرصه على إرضاء الله تعالى.
آية أخرى تشير إلى عوض الله من سورة القصص
نجد أنه من ضمن آيات العوض هذه الآية: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) سورة القصص الآية 80، هذه الآية الكريمة من أكبر الأمثلة للصابرين على الفقر وقلة المال، حيث إنه لما استحسن الناس ما رأوه من مال وملك لقارون الذي كفر بالله وحارب موسى والمؤمنين.
ذلك لما كان يخرج عليهم في زينته وماله وملكه الذي وصفه الله في آيات أخرى بأن مفاتيح خزائنه من المال والملك يصعب على عصبة من الرجال حملها من كثرتها وثقلها.
فرد الذين آمنوا على هؤلاء بأن ثواب الله تعالى وعوضه لمن صبر وشكر خير مما يملك قارون كله، ولا يلقى هذا الثواب العظيم من الله في الدنيا والآخرة إلا الصابرين على فقر الدنيا وضيقها محتسبين صبرهم هذا على الله تعالى.
فهم الذين فضلوا عوض الله وما عنده من جزاء وثواب عن الزينة الفاتنة للحياة الدنيا التي هي زائلة لا محالة، فتركوا زينة الدنيا ولذتها وشهواتها، واجتهدوا في طاعة الله تعالى وآثروا دوام ثواب الآخرة وزينتها على زينة الحياة الدنيا.
آية تدل على العوض من سورة النحل
ضمن إطار عرضنا آيات عن العوض من الله، تجدر الإشارة إلى أنه من ضمن هذه الآيات: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) سورة النحل الآية 127.
من أعظم ما جاء في آيات عن العوض من الله تعالى وهو في الصبر على الأذى، حيث يوجه الله الحديث في هذه الآية لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: اصبر يا محمد على ما أصابك من أذى في ذمة وفي سبيل الله تعالى.
كما أن هذا الصبر من الله وبالله فليس منك إلا أن تجتهد فيه، ثم يوجه الله حديثه موضحًا لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه لا يجب عليه أن يحزن بسبب أذى المشركين وتكذيبهم له، فهذا فيه أجر عظيم ويعوضك الله تعالى عنه إذا صبرت.
بالطبع فإن القرآن شامل المعنى في المخاطبة، وقد بين الله تعالى مدى الصبر على الأذى الذي لاقاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ليكون مثالًا ودربًا يحتذى به المؤمنين، فعليهم أن يستعينوا بالله ليكون الجزاء من الله تعالى للمؤمنين عظيم.
آية تدل على العوض من سورة الضحى
نجد أنه من ضمن آيات العوض هذه الآية: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) سورة الضحى الآية 5، من الآيات السابقة والتي هي من آيات عن العوض من الله، يبين الله للعباد أنه معهم دائمًا، وأن الصبر على البلاء هو طريق الآخرة، وأن الجزاء والعوض من الله تعالى أعظم من أن يتخيله العبد، حتى أن العبد يرضى برضا الله وكرمه على ما جازاه به من صبر.
فإن الله تعالى حريص على خلقه رحيم بهم أجمعين، فما يحدث للخلق فإن الخالق أعلم به ومطلع عليه، بل أن جميع ما أصاب الإنسان قد قدر له من قبل أن يولد.
فلا شك أن الله إذا اختبر عبدًا بهم أو بلاء أو مصيبة، فإنما ذلك لاختبار صبر العباد على البلاء، ويجزي الله كل من صبر على مصيبته بقدر صبره وإيمانه واحتسابه على الله تعالى.
كانت آيات العوض من الله تعالى لعباده الصابرين في الأمثلة السابقة خير مثال على عظم الأجر والثواب حيث عوضهم بجنات النعيم، بل وبالنظر لوجهه الكريم والتحيات والسلام منه لمن صبر في الدنيا، وجاهد نفسه لينجوا.