حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

منذ 3 ساعات
حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت كان حاسمًا، ففي هذه الأيام زادت معدلات الطلاق بسبب قيام الزوجين بخيانة أحدهما للآخر عن طريق الإنترنت، مما جعل الكثير من الناس تفكر في حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت أو العكس، وهذا ما سنعرضه لكم عبر موقع ايوا مصر.

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

الخيانة الزوجية قضية حذرت منها كافة الأديان السماوية، فالزواج علاقة مقدسة لا بد أن تقوم على الأمانة وعدم الخيانة، وبالتالي فإن حكم في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت حرام شرعًا، فالزوج أو الزوجة اللذان يقومان بالتواصل مع الجنس الآخر دون مراعاة للأخلاق والحدود، بالإضافة إلى التواصل الجنسي يعد من المحرمات شرعًا.

يعود سبب التحريم الشرعي لهذا النوع من الخيانة إلى اعتباره نوعًا من أنواع الزنا، فالزنا لا يعني ممارسة الجنس المباشر فحسب، بل أن النظر حتى للمحرمات يعتبر من الزنا، والدليل على ذلك قول خاتم المرسلين -صلى الله عليه وسلم-:

“ إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ“.

معنى هذا الحديث الشريف أن الخيانة لا تكون فقط عن طريق ممارسة الجنس، وإنما ممكن أن يتم الزنا والخيانة الزوجية عن طريق النظر بشهوة والذي ينتج عنه التخيلات الجنسية، وهذا من المحرمات شرعًا.

كما تعتبر خيانة الزوجة لزوجها عبر الإنترنت أسوأ بكثير من خيانتها له في الحياة الواقعية، فالزواج ميثاق غليظ ومقدس والدليل على ذلك قوله -عز وجل-: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} النساء: 21، وبالتالي لا يجوز خيانة هذا العهد والميثاق.

الأسباب المحتملة لخيانة الزوجة للزوج عن طريق الإنترنت

بعد معرفة حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، لابد من توضيح بعض الأسباب المحتملة لقيام الزوجة بخيانة زوجها؛ فلا شك أن خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الإنترنت يعود لبعض الأسباب، ومن تلك الأسباب:

ضعف درجة التدين

يعتبر هذا العامل هو أكثر العوامل المؤدية للخيانة بصفة عامة، فهناك علاقة عكسية بين درجة التدين وبين ارتكاب فاحشة الخيانة؛ فقلة المعرفة لأصول الدين لدى المرأة والرجل وعدم الحياء من الله هو السبب الأساسي لارتكابهم جريمة الخيانة.

يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ.” صحيح البخاري، وبالتالي فعدم الحياء من الله هو مصدر ارتكاب الفواحش، كما أن بعض الدراسات تفيد بأن الزوجين المتدينين أكثر تفاهمًا من الغير متدينين، ولهذا فالعامل الديني مهم جدًا لحياة زوجية بل خيانة.

الاستخدام السيئ لشبكة الإنترنت

الإنترنت سلاح مزدوج، فقد نستخدمه في الكثير من المنافع التي تعود علينا من استخدامه بطريقة صحيحة وبما لا يغضب الله، ولكن استخدامه بطريقة سيئة مثل مشاهدة المواقع الإباحية وقيام الزوجان بخيانة بعضهما عن طريق المحادثات الغير شرعية مع الجنس الآخر لا شك أن هذا من الأفعال السيئة التي تغضب الله -سبحانه وتعالى-.

كما أنه هناك علاقة طردية بين الاستخدام السيئ للإنترنت من قبل الزوجين وبين زيادة معدلات الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.

غياب الزوج عن المنزل

يعتبر هذا العامل من أكثر الأسباب التي تجعل المرأة تلجأ لخيانة زوجها عن طريق الإنترنت، وهذا لأنها قد تشعر بالوحدة والرغبة في الإحساس بالأمان وإشباع العاطفة لديها، فإذا اقترنت هذه المشاعر مع الاستخدام السيئ للإنترنت فلا شك أنها من المسببات الخطيرة لمشكلة خيانة الزوجة لزوجها.

العلاقات الغير شرعية قبل الزواج

فقد يكون للزوجة علاقات غير شرعية قبل الزواج، مما يجعلها ترغب في الاستمرار في تلك العلاقات الغير شرعية بعد الزواج، فيجب أن تتحلى المرأة بالتدين والخوف من الله قبل كل شيء، لأن هذا سوف يمنعها من خيانة زوجها حتى لو كان مهملًا لها.

ولهذا فيجب على المرأة أن تكون على درجة من التدين والحياء من الله، لأن هذا من أهم صفات الزوجة الصالحة، فيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ”.

كيفية وقاية العلاقة الزوجية من الخيانة عبر الإنترنت

بصدد الحديث عن حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، تجدر الإشارة إلى طرق الوقاية من الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، فيوجد العديد من الطرق التي يجب على الزوجين فعلها للوقاية من الخيانة الالكترونية، ومنها:

  • أن يجعل كل منهما الطرف الآخر في مقدمة اهتماماته وأولوياته، حتى لا يتجه أحدهما للخيانة بسبب الإهمال الشديد.
  • الاهتمام بالتفاصيل المادية والمعنوية لكل منهما.
  • محاولة التقارب والعمل على إقامة علاقة رومانسية ناجحة تضمن استمرار الزواج وعدم الخيانة.
  • عدم كبت المشاعر من غضب أو تذمر أو حزن بسبب سلوك معين، فيجب على الزوجان أن يصارحا بعضهما بكل الأمور الخاصة بحياتهما الزوجية.
  • الخضوع لكورسات نجاح الحياة الزوجية.
  • الاهتمام بتخصيص وقت للجلوس مع الشريك بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.
  • مشاركة الزوجان لبعضهما البعض في كل التفاصيل التي تخص الحياة الزوجية والأسرية.
  • تخصيص بعض الوقت للقيام ببعض الأنشطة الجديدة لكسر الروتين، وعدم الشعور بالملل.
  • التقرب من الله –عز وجل-، ومعرفة قدسية العلاقة بين الزوجين.
  • قيام الزوجان بإشباع حاجات بعضهما البعض سواء أكانت جنسية أم عاطفية.

الطرق العلاجية لخيانة الزوجة زوجها عن طريق الإنترنت

بعد معرفة حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، يجب الإشارة للطرق العلاجية في حال شك الزوج بقيام زوجته بخيانته عن طريق الإنترنت، حيث يتم اتباع بعض الإجراءات بصدد هذه المشكلة، ومنها:

  • التحقق من قيام زوجته من قيامها بالتواصل مع رجل آخر ومعرفة أسباب ذلك أولًا، وتحديد مدى عمق العلاقة، فقد يكون تواصلًا عاديًا بلا خيانة.
  • عدم إدخال طرف ثالث لحل تلك المشكلة الخاصة بالزوجين وحدهما، وهما المسئولان عن معالجتها.
  • ضرورة الخضوع للعلاج بالتوجيه النفسي، وهذا في حالة وصل الأمر للإدمان.
  • في حال تحقق الزوج من خيانة الزوجة له عليه أن يناقشها بهدوء لمعرفة أسباب الخيانة ومعالجتها.

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت هو التحريم وكذلك الأمر بالنسبة للزوج أيضًا؛ فالعلاقة الزوجية يربطها رباط مقدس وميثاق غليظ، إذا تم نقضه حدثت العديد من المشاكل التي قد تؤدي إلى انهيار العلاقة والطلاق.


شارك