هل الإنسان مخير أم مسير
سؤال “هل للإنسان خيار أم طريق؟” هو سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس، هل يتمتع الإنسان بالحرية المطلقة، أم أن هناك ما يدير هذه الحرية ويقيدها؟ لقد أصبح هذا الموضوع متسعًا جدًا حيث قامت عليه العديد من الدراسات وسنتعرف على إجابة هذا السؤال من خلال المقال التالي على موقع أيوا مصر.
هل لدى المرء خيار أو طريقة؟
من الصعب الادعاء بشكل مؤكد بأن الشخص لديه الاختيار المطلق أو السيطرة المطلقة. بل هناك اختيار في بعض الأمور، وهناك اختيار في أشياء أخرى مثلاً. إن الأشياء التي يتحكم فيها الإنسان هي أمور تتعلق بالقضاء والقدر؛ كما أنه مرتبط بالأسباب التي خلقها الله، والتي لا يستطيع أن يغيرها ولو قليلا.
ومن أهم الجوانب التي يحكم بها الإنسان جنسه، ووالديه، وطوله، ومستوى ذكائه، وبلده، ومدى قوة جسده أو ضعفه، ومدى غناه أو فقره، وكذلك هذه الأمور. ولا يملك الإنسان حرية اختيارها وتغييرها.
هناك مسائل كثيرة يمكن للإنسان أن يختار منها، وقد أعطى الله الإنسان الإرادة، والقدرة على السمع والرؤية، وكذلك العقل للاختيار، حتى يتمكن من التمييز بين الخير والشر. وهذا الوضع بين النافع والضار يتيح له حرية اختيار الصواب وترك الباطل، وبالتالي يثاب الإنسان على اختياره الصحيح، في حين يعاقبه الله على اختياره الخاطئ.
الاختيار في حياة الإنسان
تنقسم حرية الاختيار في حياة الإنسان إلى ثلاثة أجزاء مختلفة، وفيما يلي سنتعرف على هذه الأجزاء بالتفصيل:
الاختيار مسموح به تمامًا
وفي هذا الاختيار يستطيع الإنسان أن يفعل كل ما يجوز فعله، وإذا اختارها لم يأثم، بشرط أن تكون هذه الاختيارات في إطار ما هو مشروع في الشريعة الإسلامية. .
اختيار خاضع للرقابة
وفي قسم الاختيار المتحكم فيه يجب على الشخص ألا يلتزم بالأوامر والتعاليم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية، ولذلك يجب أن تكون له الحرية والإرادة الكاملة في الاختيار، وعليه أن يتعهد بالامتثال للأوامر والبقاء في حدود الشريعة. . وما يضمن له ثواب الدنيا والآخرة.
اختيار غير المنضبط
من الممكن في هذا الجزء من الانتخابات أن يخرج الشخص عن أوامر الشرع ولا يمتثل لها بكامل إرادته وإرادته الحرة، ولكن إذا استمر في التصرف بشكل مخالف للشريعة فسوف يتعرض للعقوبة. من الله. الله تعالى.
شروط الإيمان بالقضاء والقدر
هناك أربعة أشياء يجب على الإنسان أن يقتنع بها تماماً حتى يكون لديه إيمان كامل بالقضاء والقدر، وهي:
- وهو التأكد من أن الله تعالى على علم بكل ما يحدث في الكون.
- واعلم أن خالق كل شيء هو الله تعالى.
- الإيمان بأن الأحداث التي تجري في جميع أنحاء العالم لا تحدث إلا بمشيئة الله تعالى.
- وتأكد أن الله تعالى قد سجل كل شيء في حياة الإنسان في اللوح المحفوظ.
دليل على أن الإنسان له الاختيار
لقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد أن للإنسان حق الاختيار؛ ومن ذلك قول الله عز وجل: {والنفس وما سواها * وألهمها الفسق والتقوى. }، وهذا يؤكد أن كل نفس تنفذ إرادتها، وأن هذه الإرادة هي من الله عليها.
وبما أن الإنسان يمتلك الإرادة والإرادة الكاملة في الاختيار، فإن الله تعالى سيحمله المسؤولية الكاملة عن اختياراته. لقد خلق الله الإنسان وأعطاه الإرادة والقدرة على اختيار الخير والشر. يجب على الإنسان أن يختار ما يريد. وتفسير بعض الآيات أدناه يؤكد أن للإنسان حق الاختيار:
- { إلا الذين تابوا من قبل أن تسيطر عليهم }.
- {إن هذه تذكرة لمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا}.
- {من كان يريد ثواب الدنيا نؤتهه ومن كان يريد ثواب الآخرة نؤتهه}.
- وفي الحديث: «إن الله خير عبده بين الدنيا وبين ما له، فاختار ما له». (البخاري)
هل للمرء تفضيل أو تفضيل في الفلسفة؟
لقد وضع بعض الفلاسفة تعريفًا وثيقًا لحرية الإنسان، وقدموا مقترحًا بشأن الحرية؛ وبحسب هذا الطرح فإن الحرية تحدث في غياب العوامل الخارجية التي تمنع الإنسان من القيام بما يريد أن يفعله: “الحرية. الوكيل هو الشخص الذي يستطيع أن يفعل ما يريد ويتحمل كما يريد، وهذه الحرية تعني غياب أي عوائق خارجية.
طرح ديفيد هيوم أيضًا رأيًا حول الحرية من خلال تعريف الحرية بأنها إرادة حرة دون أي تعقيد، أي القدرة على القيام بشيء ما أو عدم القيام به.
مما سبق يتبين أن الحرية هي القدرة على اختيار الطريق الذي يريد أن يسلكه، وطالما لا يوجد ما يعيق حريته فهو حر. هو في البيت مع كلبه، وله الخيار في الأمر، لكنه في هذه الحالة يكون تحت ضغط معين، وفي هذه الحالة يكون هذا أحد الطرق.
هل للإنسان حرية الاختيار في الزواج؟
وسواء كان لدى الإنسان خيار أو طريق، فإن الوضع في الزواج لا يختلف كثيرًا عن جميع أمور الحياة الأخرى. وفي الوقت نفسه يستطيع الآخرون تحقيق ما يرغبون فيه دون جهد أو تعب.
ولا يختلف الأمر في الزواج، فهناك من يحاول جاهداً أن يتزوج وقد لا يوفقه الله في هذا الشأن، وهناك أيضاً من يتزوج بسهولة دون أن يحاول.
ومع ذلك، لا يمكن القول أن الزواج مجرد قدر، لأن القدر ليس أكثر من لقاء شاب بفتاة. قد تعتقد الفتاة أنها انطلقت لأن الله قد قرر ذلك ووفره لها. والأمر مختلف عن هذا، فالرجل له صلاحية قبول أو رفض الزواج من الفتاة حسب اقتراحها، وعليه أيضاً أن يأخذ في الاعتبار أسبابها حتى يتمكن من اتخاذ القرار الصحيح.
وعليه، يجب على كل فتاة أن تحاول الزواج مع مراعاة الأسباب، بناء على تصورها للشخص المتقدم للزواج، وعليها أن تحاول فهم كافة القوانين المتعلقة بالزواج بكل تفاصيلها وخطواتها. ويسأل الله عز وجل أن يطور شخصيته قدر الإمكان ومن ثم يهدف إلى النجاح.
غالبًا ما يعالج بعض الأشخاص الأسباب ولكن لا يظهر أي جزء منها. ومن هنا يترتب على أن الاختيار في يد الإنسان وهو إرادته، وهذا يرجع إلى تطبيق هاتين الآيتين الكريمتين: “وَبَسَطٌ”. فإن ليس للإنسان إلا ما سعى». “أما الذي أعطى فمن خاف (5) وصدق.” بالتي هي أحسن (6) سنيسرن ما هو سهل. إن الله تعالى يسهل السهل والصعب حسب اختيار كل إنسان وطريقة نضاله.
وبهذا ينتهي مقالنا عن مسألة ما إذا كان للإنسان حرية الاختيار أو الاختيار في كل شؤون حياته. وبهذا نتعلم أن للإنسان فرصة الاختيار في كل أمر من أمور حياته، إلا القضايا الأساسية التي خلقه الله من أجلها.