هل شراء القطط حرام
هل شراء القطط حرام؟ وهل المتاجرة بها من الأمور المحرمة شرعًا؟ إذ أن الكثير من الأشخاص يودون اقتناء وتربية الحيوانات الأليفة في المنزل، وهو ما يدعو البعض الآخر إلى الحصول على الأرباح من خلال بيع تلك الأرواح.
من خلال موقع ايوا مصر سنتعرف على مشروعية شراء القطط، كما سنتعرف على بعض الأمور الخاصة بهذا الشأن.
هل شراء القطط حرام؟
في حال كنت من محبي تربية الحيوانات في المنزل والقطط على وجه الخصوص فإنه يتوجب عليك أولًا التعرف على إجابة سؤال “هل شراء القطط حرام؟” حتى لا ترتكب ذنبًا يُغضب الله بغير قصد.
قبل ذلك نشير إلى أن الدين الإسلامي قد دعا إلى الرفق بالحيوان والاعتناء به، لكن يظل سؤال هل شراء القطط حرام؟ من الأمور التي يختلف عليها أهل العلم والفقهاء.
لكن أغلبية الآراء جاءت بأنه يجوز تربية القطط في المنزل وشرائها، كما أنها من الأمور المستحبة أيضًا لأنك بذلك تنال الثواب من العطف على الحيوانات.
الدليل على ذلك ما جاء في السنة النبوية الشريفة، فعن عبيد الله بن أبي رافع –رضي الله عنه- قال: “قلتُ لأبي هريرةَ لم كُنِّيتَ بأبي هريرةَ؟ قال: كنتُ أرعى غنمَ أهلي وكانت لي هِرَّةٌ صغيرةٌ فكنتُ أضعُها بالليلِ في شجرةٍ وإذا كان النهارُ ذهبتُ بها معي فلعبتُ بها فكنُّوني أبا هريرةَ” صحيح الترمذي.
كما قال الشيخ ابن باز –رحمة الله عليه- بخصوص مسألة شراء القطط وتربيتها في المنازل: “لا حَرجَ، إذا كانَت لا تؤذي أحَدًا فلا حرج في الإحسانِ إلى القِططِ في البيت إذا كانَت لا تؤذي أحداً من النَّاس فلا حرَج في ذلك من باب الإحسان، لأنَّهم من الطوَّافينَ علينا والطوَّافات“.
بعض الآراء تشير إلى حرمانية شراء القطط بالنظر إلى تلك الأمراض التي يمكن أن تتسبب بها في بعض الحالات النادرة، إذ أنها بذلك تسبب الضرر إلى النفس البشرية وهي من الأمور الغير مستحبة بالتأكيد في الدين الإسلامي.
فعلى الرغم من كون القطط تعمل على تنظيف جسدها باستمرار إلا أن ذلك لا ينفي أنها يمكن أن تتسبب إلى الأفراد بالإصابة ببعض الأمراض الفطرية، والتي يصعب علاجها مع مرور الوقت.
حكم بيع القطط
عقب الاطلاع على إجابة سؤال “هل شراء القطط حرام؟” نشير إلى أنه توجد بعض الآراء حول بيع القطط أيضًا، وبهذا الشأن نشير إلى أن بعض العلماء يرون بأنه من الأمور المحرمة بيع القطط والاستفادة منها في كسب المال، فإنها روح لا يملكها إلا الله –عز وجل-.
الدليل على حرمانية بيع القطط والحيوانات بشكل عام نجده في السنة النبوية الشريفة أيضًا، فعن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عن ثمنِ الكلبِ، والسِّنَّورِ“.
إلى جانب ذلك فإنه يوجد من الآراء ما يشير إلى جواز بيع القطط، ومن تلك الآراء ما أشار إليه الفقهاء الأربعة واستندوا في ذلك على أنه لا يوجد نص صريح يشير إلى أنه من الأمور المحرمة أن يتم بيع الحيوانات بشكل عام، وإليكم الأدلة الأخرى في النقاط المقبلة:
- إن القطط طاهرة وروح يمكن بيعها إلى الأشخاص بغرض الاعتناء بها، مثلها في ذلك مثل باقي الحيوانات الأخرى.
- حين تم النهي عن بيع القطط تم النهي عن القطط الوحشية التي يمكنها أن تُسبب الضرر والأذى إلى الناس، وليس تلك القطط الأليفة التي يمكن تربيتها في المنزل.
- في حال إن أراد الفرد بيع القطط إلى الآخرين بغرض الترفيه ففي تلك الحالة من الممكن أن يكون هذا الأمر محرمًا.
- إن كان الغرض الأساسي من بيع القطط هو التفاخر وتحقيق الأرباح وليس منح تلك الأرواح بيئة مناسبة يمكنهم العيش بها في أمان فتلك من الأمور المحرمة.
- القطط نظيفة ولا تتسبب في تلويث المنزل ويمكنك ترويضها وجعلها تراقب الأطفال وتلعب معهم، كما أن لها العديد من الفوائد والتي يأتي في مقدمتها القدرة على اصطياد الفئران ومن ثم فإنه يجوز تربيتها في المنزل.
سبب النهي عن بيع القطط
بالنظر إلى هذا الحديث الوارد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عن ثمنِ الكلبِ، والسِّنَّورِ“، نشير إلى أن بعض العلماء والفقهاء المسلمين استندوا إليه في التعميم على حرمانية بيع القطط وكل الحيوانات الأخرى.
إلا أن البعض يظل يرى بأنه من الجائز تربية تلك الحيوانات وجواز بيعها بغرض توفير البيئة المناسبة لها للعيش في سلام.
كما أن هذا الأمر في بعض الحالات من الأمور المستحبة في حال كان الغرض منه بعيدًا عن الحصول على الأرباح أو التجارة في المقام الأول.
مشروعية تربية القطط
بالنظر إلى إجابة سؤال “هل شراء القطط حرام؟” نجد أنه يوجد بعض الأحكام المتعلقة بهذا الشأن والتي عادةً ما يختلف عليها أهل العلم بالاستناد إلى العديد من الحُجج والبراهين.
في هذا الشأن ورد رأي يشي إلى أنه يجوز على الفرد المسلم تربية القطط في المنزل ما لم يسبق لها التربية في بيت فرد آخر.
كما أنه يجوز شراء القطط وإحضارها إلى المنزل بقصد تربيتها وتوفير البيئة المناسبة لها للعيش، إلى جانب ذلك فإنه من المفضل أن يتم انتشال تلك القطط من الشوارع وتربيتها لأنها في تلك الحالة كانت تتعرض إلى الأذى وأنت بهذا الفعل تحاول تقديم المساعدة إليها والاعتناء بها.
على النقيض نجد أن بعض الآراء تشير إلى أن تربية القطط والمبالغة في الاعتناء بها ووضع الزينة على اختلاف صورها على تلك القطط من الأمور التي لا تجوز، لكن في حال كان هذا الأمر يتم في وقت زائد عن الحاجة فإنه من الأمور المباحة، شرط إنجاز المهام الأساسية.
الجدير بالذكر أن تلك الآراء تستند في الأساس على كون القطط من الأرواح الطاهرة التي لا يُمكنها أن تُنجس المنزل أو المكان الذي تتواجد به.
فحين يلامس لعابها على سبيل المثال أي شيء متواجد بالمنزل فإن هذا الشيء يظل طاهرًا على عكس تربية الكلاب التي لا تجوز في المنزل على الإطلاق.
ثواب تربية القطط
ضمن إطار الحديث عن إجابة سؤال “هل شراء القطط حرام؟” نشير إلى أنه بالطبع يحصل الفرد على الثواب والأجر نظير هذا الفعل؛ لأنك بذلك تحنو على إحدى المخلوقات الضعيفة وترحمها من الأذى الذي من الممكن أن تتعرض إليه في حال أن تم تركها في الشوارع على سبيل المثال.
الجدير بالذكر أن تربية القطط والعطف عليها من شأنها أن تكون سببًا في دخولك إلى الجنة، فتلك المخلوقات الضعيفة تحتاج إلى الإحسان والإطعام بشكل مستمر، سواء كنت تملكها في منزلك أو كنت تعطف عليها بمجرد رؤيتها في أي مكان من الأماكن.
على الرغم من الاختلاف حول مسألة مدى حرمانية شراء القطط، إلا أن البعض يخطئ في طريقة تربيته للحيوانات، ومن ثم فيتوجب التعرف على رأي أهل العلم بخصوص هذا الشأن لتجنب الوقوع في المعاصي التي تُغضب الله عز وجل.