مسؤولية الأب بعد الطلاق تجاه أبنائه
ما هي مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق؟ وبما أن الأطفال غالباً ما يتفرقون بعد انفصال الأب عن الأم، فيجب على الطرفين الحفاظ على علاقاتهما ومسؤولياتهما تجاه أطفالهما حفاظاً على نفسيتهم.
وعيش الأبناء مع أمهم لا يعني انفصال الأب عنهم، بل على العكس من ذلك، فإن على الأب تجاههم واجبات يجب عليه الوفاء بها والمحافظة عليها.
الأطفال والطلاق
وفي بحثنا عن مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق رأينا أن الله تعالى أباح الطلاق، خاصة في الحالات التي لا يمكن فيها العيش المشترك بين الزوجين:
- وكما أن الزواج المشكل يمكن أن يؤدي إلى ندوب واضطرابات نفسية لدى الأطفال، فإذا كان سبب الطلاق هو استحالة العيش المشترك وحماية روح الطفل، فليس من المعقول أن يسبب الطلاق ضررا نفسيا للطفل بسبب للصراعات بين الأب والأب. مشاركة الأمهات والأطفال فيها.
- إن إعطاء القانون حق الحضانة للأم بعد الطلاق، وخاصة للأطفال القصر، لا يلغي مسؤوليات الأب وواجباته تجاه أبنائه.
- بعد الطلاق، يدين الأب لأولاده بنفس الحقوق المالية والالتزامات العاطفية وغيرها من الحقوق التي كانت له قبل الطلاق.
- ومنطقياً، باعتبار أن واجبات الأب تجاه أبنائه تتزايد بعد الطلاق، وأن الأبناء محرومون منه ومن البيئة الأسرية، يمكن ملاحظة ضرورة تعويض ذلك وسد الفجوات التي أحدثها الطلاق.
- إن مجرد طلاق الأب لأمه لا يعني أنه يطلق أولاده منها أيضًا. بل على العكس، يجب أن يكون على تواصل دائم معهم وأن تكون علاقتهم جيدة كما كانت قبل الطلاق.
مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق
بعد الطلاق والانفصال بين الزوجين، يرى الأب أن واجباته تجاه أبنائه تقتصر فقط على نفقتهم وحقوقهم المالية.
بل إن بعض الآباء يطلقون أطفالهم من أمهاتهم، ولا يمنحونهم حقوقهم المالية ولا حقوق الأبوة. حقوق الأبناء على آبائهم هي كما يلي:
1- العلاقة بين الأب والأم المنفصلين
بعد الطلاق، قد يصبح الزوجان أعداء لبعضهما البعض وينسون أن هناك أطفالًا تربطهم علاقة جيدة بين الأب والأم:
- ومن مسؤولية الأب تجاه أولاده بعد الطلاق أن يحافظ على علاقة جيدة مع أم الطفل لأن ذلك يصب في مصلحة الأبناء وصحتهم النفسية.
- ولا يجوز الاختلاف معه بسبب حقوقه المادية والمالية.
- ولهم أيضًا الحق في عدم التحدث عنه بالسوء من أجل أطفالهم.
- وكذلك لا يجوز للأم أن تتكلم بسوء عن أبيها أمام الأبناء.
- ينبغي تربية الأطفال وتربيتهم في ثقافة تحترم الاختلاف.
2- التواصل الدائم مع الأطفال
وبما أن غياب الأب عن الأبناء يؤثر سلباً على نفسية الأبناء، فيجب الانتباه إلى مسؤوليات الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق:
- يجب أن يكون الأب حاضرا بانتظام في حياة أبنائه. فقط لأنه بعيد عن المنزل لا يعني أنه بعيد عن أطفاله.
- وينبغي أن تستمر وتيرة الحياة كما كانت قبل الطلاق وأن يكونا مع أطفالهما في جميع الأوقات.
- نقوم بذلك من خلال ترتيب زيارات منتظمة وقضاء يوم ممتع بالخارج حيث يخرج الأب مع أطفاله.
- الذهاب إلى التدريبات، والحفلات المدرسية، وكل شيء معهم كما كان يفعل.
- قضاء العطلات والعطلات الرسمية والإجازات معهم.
- تواصل معهم باستمرار عبر الرسائل والهاتف، وتابع أخبارهم بشكل دوري.
- كل هذا يحسن نفسية الأبناء ويشعرون أن الأب لم يتخلى عنهم بعد الطلاق من أمهم.
3- التزام الأب بالأمور المادية والمالية
بعد طلاق زوجاتهم، يقرر بعض الآباء عدم الحصول على نفقة من زوجاتهم وأطفالهم، بحجة أنهم يعيشون مع أمهاتهم. وهذا خطأ يا أبي:
- أرسل له كافة المستحقات والنفقات المستحقة وجميع حقوق زوجته حتى يتمكن من الحفاظ على مظهره أمام أبنائه.
- إذا كانت المطلقة لها نفقة أرسل لها النفقة.
- يظهر التزاماً بشؤون أولاده المالية ولا يحتاج إلى التقاضي أو العناد في هذا الأمر.
- ولا يصح لها أن تنتظر قرار المحكمة بإنفاق مبلغ بسيط على أطفالها، علماً أن الطعام وحده لا يكفي.
- وبما أن الأب يعلم جيداً احتياجات أولاده ومتطلباتهم ونفقاتهم، فعليه أن يرسلها إليهم كاملة.
- لا ينبغي أن يشعر الأطفال بالنقص بعد طلاق والديهم.
- أما إذا كان الأب قد تعهد بدفع النفقة الشهرية عن طريق التسوية أو عن طريق الجهات الرسمية وتحمل أيضاً جميع نفقات طفلته، لكنه في يوم من الأيام وجد نفسه في وضع صعب ولا يستطيع السداد، فعلى الأم أن تصبر وتصبر. لا نطالب به. حتى يصبح الوضع أسهل
4- احتياجات الأطفال العاطفية
تقع على عاتق الأب مسؤولية تلبية احتياجات أبنائه العاطفية بعد الطلاق وذلك للأسباب التالية:
- يتأثر الأطفال بشدة بعد الطلاق ويمكن أن يشعروا بالحزن الشديد والاكتئاب.
- لا يستطيع العديد من الأطفال التكيف مع الوضع الجديد.
- يجب أن يكون الأب مع أبنائه حتى وهم مع أمهم، وهذا يتطلب التواصل الدائم بين الأم والأب لمصلحة الأبناء.
- إخبارهم عن أي لحظة صعبة أو موقف ضعف يمر به طفلهم.
- ويجب على الأب أن يقدم لهم الدعم الكافي ويسيطر عليهم ويطمئنهم حتى يشعروا بأنه معهم ولا يتخلى عنهم.
5- وضع قواعد تدريبية ثابتة
ربما كان الوالدان قد اتفقا على قواعد تربية ثابتة قبل الطلاق، لكن بعد الانفصال قد تختلف هذه القواعد وتتسبب في تفريق الأبناء، لذا ينبغي عليهم:
- وضع قواعد ثابتة وغير قابلة للتغيير للتعليم.
- الاتفاق على القواعد العامة لتربية الأبناء.
- – تحديد مسار اليوم من تعليم ورياضة وترفيه بموافقة الوالدين.
- تحديد أسلوب واحد للعقاب سواء مع الأب أو الأم. ولا ينبغي للأب أن يقسو والأم أن ترفق، وإلا أخطأا. والعقوبة المتفق عليها هي العقوبة التأديبية وليس الضرب والترهيب.
- إن الجمع بين أسلوب التربية يساعد على منع الأبناء من التشتت أو التمرد على الإفراط في التحزب سواء من الأب أو الأم.
دور الآباء في حياة وتربية أبنائهم
يعتقد بعض الآباء أن دورهم في حياة أبنائهم يقتصر على الأمور المالية وأن عبء التعليم يقع على عاتق الأم فقط، ولكن الحقيقة أن للآباء دور مهم جداً في حياة أبنائهم:
- وعلى الأب أن يرشد أبنائه دائماً، ويقدم لهم النصح والإرشاد، ويحاول تنمية مهاراتهم في مختلف المجالات، وتعليمهم مواجهة الحياة والاعتماد على أنفسهم.
- تقديم الدعم العاطفي لهم. وحتى لو لم يقدم الأب الحلول، عليه أن يقضي بعض وقته في الاستماع إلى أبنائه ومشاكلهم. وحتى الاستماع إليهم بعناية يزيد من رابط المحبة بينهم وبين أطفالهم. يجب أن يشعروا أن والدهم يحبهم ويخاف عليهم.
- تقييم سلوك الطفل، وتربيته، وتعريفه بالمبادئ والقيم، الخير والشر، حتى يكتسب الطفل القيم الأخلاقية ويعرف فيما بعد كيف يميز بين الخير والشر.
- وينبغي أن يكون الأب قدوة حسنة لأبنائه، إذ ينبغي عليهم أن يقلدوه في كل حركاته وسلوكياته ويأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار.
- ضمان السلامة والأمان المادي والمعنوي للأطفال من خلال توفير السكن المناسب لهم، والحفاظ على سلامتهم النفسية، وتجنب المشاجرات مع أمهاتهم.
- -إبعاد الأطفال عن الجدال وعدم سب الأم أمام الأطفال. إذا كانت هناك خلافات، فيجب التعامل معها باحترام.
ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال بين الزوجين
تتزايد معدلات حالات الطلاق حول العالم يوماً بعد يوم، والأهم من ذلك نشر الوعي حول مسؤوليات الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق:
- وقد تم إجراء بعض الإحصائيات التي تثبت أن ما يقرب من 39% من الأزواج ينفصلون وينتهي زواجهم بالطلاق.
- الطلاق لا يقتصر على الزوجين فحسب، بل يمتد تأثيره إلى الأبناء أيضًا، وفي بعض الحالات الفردية يكون الطلاق أيضًا مناسبًا للأبناء إذا كانت علاقة الأب بالأبناء سيئة.
- إلا أن تأثير الطلاق على الأبناء أصعب، خاصة إذا كانوا حنونين على أبنائهم، فالطلاق واختفاء الأب عنهم يتركهم في حالة فراغ كبير وحاجة دائمة إليه.
وبعد الطلاق لا تنقص مسؤوليات الأب تجاه أبنائه، بل على العكس تزداد مسؤولية الأب تجاه أبنائه. والطلاق لا يعني طلاق الأبناء من أمهاتهم كأمثال الرجال، ويتجنبون رؤية أولادهم وإنفاق المال عليهم. .
إن خسارة من يعيلونهم تكفيهم عند الله، فلا تقلق يا أخي، فلا تختلف مع والدتك، والانفصال عنها لا يعني الانفصال عن أبنائك.