الخوف من موت شخص عزيز

منذ 2 ساعات
الخوف من موت شخص عزيز

الخوف من موت شخص عزيز إحساس يراود الكثير من الأشخاص، منهم من وقع في تلك الحادثة، ومنهم دون ذلك، وفي بعض الأحيان يُعد هذا الخوف أمر طبيعي، وأغلب الأشخاص يتملك منهم هذا الإحساس بشكل غير طبيعي، فنحن من خلال موقع ايوا مصر سوف نتعرف إلى أنواع الخوف من موت شخص عزيز، وكيفية التغلب عليه.

الخوف من موت شخص عزيز

إن الخوف من موت شخص عزيز يعد أسوأ أنواع الخوف التي يمكن للإنسان أن يتعرض لها، خاصةً أن هناك الكثير من الذين يتعرضون لهذا الشعور بدرجة سيئة ولا تحتمل، وتسمى في هذه الحالة بفوبيا فقدان الشخص العزيز.

لكن هناك من يتعرض لذلك الشعور بطريقة طبيعية قد تحدث مع جميع الأشخاص بنسبة 95%، فنحن نمتلك منذ الصغر تخيل هذه الأحداث بالفطرة، ولكن عندما نصل إلى سن الرشد لا يتوقف التخيل هنا على الفطرة فقط، وإنما قد يصل إلى حد الخوف.

تختلف درجة الخوف من موت شخص عزيز من شخص إلى آخر، فهناك أنواع ودرجات كثيرة توضح هذا النوع من الخوف، ومنها:

  • الخوف الطبيعي من موت شخص عزيز.
  • الخوف المصاحب للحزن والاكتئاب من فقدان شخص عزيز.
  • تخيل موت شخص عزيز يصل إلى حد البكاء.
  • الخوف الهستيري من موت شخص عزيز.

أولًا: الخوف الطبيعي من موت شخص عزيز

هذه الدرجة تُعد أبسط درجات الخوف من موت شخص عزيز، حيث إن هذا النوع يرتاب الشخص عندما يمر بهذا الموقف في حياته بشكل عام.

عندما يتعرض الشخص إلى فقدان أحد الأشخاص المُقربين منه، من هنا تبدأ مرحلة التفكير في الأمر، والخوف من تكراره مرة أخرى مع شخص أقرب له ممن توفى.

تبدأ معه مراحل الأسئلة التلقائية التي تنشأ في الفكر دون إرادته، والتي منها:

  • هل يمكن أن يحدث هذا الأمر مرة ثانية؟
  • لماذا لم أفكر بهذا الأمر من قبل؟
  • كيف يمكنني العيش إذا تكرر ذلك الأمر مع أحد من أهلي؟
  • ماذا سوف أفعل إذا فقدت أقرب صديق ليّ؟
  • متى سوف يضعني الله في مثل هذا الأمر مرة أخرى؟
  • هل سوف يمنحني الله القدرة على تحمل ذلك مرة أخرى؟
  • أمي وأبي ماذا سوف أفعل إذا حدث هذا الأمر معهما؟

ثم بعد ذلك ينهي حديثه مع نفسه بالدعاء لأهله، ويترجى الله سبحانه وتعالى بألا يختبره في مثل هذا الموقف مرة ثانية، ولا يضعه في دائرة فقدان الأهل.

هذا النوع من الخوف يكون عابر وطبيعي الحدوث، نتيجة للموقف الذي تعرض له هذا الشخص، وهذا التفكير يدل على أن نفسه سوية، ويحب أهله وأقاربه وكل من له معزّة بداخله.

يُعد هنا ذلك الأمر غير مريب، ولا يحتاج إلى من يفكر فيه من اتجاه خاطئ، أو من ناحية أنه مرض واجب أن يتوجه صاحبه للعلاج النفسي منه.

ثانيًا: الخوف المصاحب للحزن والاكتئاب من فقدان شخص عزيز

الخوف من موت شخص عزيز الذي يصاحبه الاكتئاب قد يحدث هذا النوع مع حالات مختلف، ومنها:

  • الخوف نتيجة التعرض لذلك الموقف من قبل.
  • الخوف نتيجة تفكير يراوده فقط.

في كل نوع تختلف الحالة عن الأخرى، كما تختلف نفسية الشخص عن الشخص الآخر، ولكن من أجل معرفة ما يجب فعله لتجنب ذلك الخوف لا بد من معرفة الفرق بين الحالاتين.

1- الخوف نتيجة التعرض لذلك الموقف من قبل

هناك من يتعرضون لهذا الموقف ويصابون بالحزن الشديد الذي يصل معهم إلى الاكتئاب، وهذا النوع من الناس يحتاجون إلى العطف والحنان، والإحساس بما في باطنهم من فقد وخوف من الغد.

في أغلب الأحيان يكون المصاب بالخوف لدرجة الاكتئاب هنا قد فقد شخص من أهله، أو شخص ذات صلة كبيرة به، لذلك لا بد من أخذ هذا الخوف بشكل أبسط من ذلك، والحديث معه بالدين، ولا مانع من الإكثار معه في الحديث يُزيد إيمانه بالله.

2- الخوف نتيجة تفكير يراوده فقط

هنا الشخص لم يتعرض لأي نوع من أنواع فقدان شخص عزيز، ولذلك يجب الالتفات لمثل هؤلاء الأشخاص جيدًا، التفكير هنا يُعد من النوع المرضي، ومن علامات هذا الخوف الخطير:

  • الشخص يميل إلى العزلة.
  • يتجنب التداخل مع من حوله.
  • غير مرتبط بأهله كثيرًا.
  • حبه لأهله يظهر فقط في الأمور الحياتية، ولكن لا يحاول الاختلاط بهم كثيرًا.
  • دائم السرحان والحزن.
  • ملاحظة الخوف على أهله لدرجة التوتر أثناء الحديث عنهم.

دائمًا تكمُن تخيلات هذا الشخص على أهله، حيث إن الخوف من فقدان أهله يجعله مُصاب بالاكتئاب، وهنا يرجع الدور في إخراجه من هذه العزلة وهذا النوع من الاكتئاب لأهله.

يجب عليهم أن يتقربوا منه، ويكون الحديث معه دائمًا في إطار ما قاله الله تعالى في كتابه عن الموت، ولكن بالشكل الجيد الذي لا يحتوي على عذاب أو غيره من الأشياء المُسببة للخوف، مثل قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [سورة النحل، الآية 32].

يمكن للأهل التحدث معه عن الجنة ونعيمها، وعما فعلوا من خير من أجل الفوز بها، وأن الله سوف يكون رحيم بهم نتيجة لما فعلوه في دنياهم.

كما يجب الحديث معه عن أن الموت حق، والجميع ذاهب لمن خلقه، ولا بد من ذلك الأمر أن يحدث، وتقديم كل ما يحتاجه من حب وحنان يساعده على الخروج من هذه الحالة، وعدم توقف الحديث عن هذا الأمر من الجانب المشرق منه إلا عندما يخرج هذا الشخص من الاكتئاب الذي يتملك منه.

ثالثًا: تخيل موت شخص عزيز يصل إلى البكاء

الخوف من موت شخص عزيز ناتج عن تخيل فقط ويصل هذا التخيل إلى البكاء يُعد من أنواع الخوف المرضي، وغير طبيعي الحدوث.

هذا الخوف عندما يتسبب لصاحبه في البكاء، فهنا يعكس عن نفسية وشخصية صاحبه، فهو شخص غير تقي، وغير مُدرك لمعنى الحياة، ومن داخله لا يؤمن بالله للحد الذي يقيه من هذا الخوف.

أما عن المنظور العلمي، فهذا الخوف يعني مرض نفسي يوجد بالشخص دون إرادته، عندما يجلس ويفكر فيمن يحب من حوله من الأشخاص، أيًا كانت درجة قرابتهم له، يُصاب بالفزع والاكتئاب.

لا بد من توجيه هذا الشخص لطبيب نفسي من أجل معرفة كيفية طريقة تخيله لموت هذا الشخص الذي قد يصل به إلى مرسى الخوف المصحوب بالبكاء.

قد يكون تخيل موت الشخص بطريقة بشعة، وفي شكل آخر قد يكون تخيل موت هذا الشخص نتيجة مرضه، وعند معرفة السبب سوف يسير معه الطبيب النفسي على خطة العلاج التي يتم تحديدها على الأساس النفسي.

رابعًا: الخوف الهستيري من موت شخص عزيز

معنى الخوف الهستيري، هو الخوف الذي يتسبب في ردود أفعال غير منطقية ومبالغ فيها عن ردود الأفعال المتوقعة في هذا الموقف.

كما أنه يعني في هذه الحالة الخوف من موت شخص عزيز لدرجة الدخول في حالة من الحديث عنه، والاعتراض على موته بشكل مبالغ فيه.

هذا النوع من الخوف عندما يجتمع مع الموت قد يصل إلى حد الكُفر والعياذُ بالله، لذلك عندما ترى من تتحدث أمامه عن الموت، ويأتي الحديث عما يحبهم وتجد منه رد الفعل العنيف حيث ينفي موت الأشخاص العزيزة على قلبه.

يجب عدم الإكثار في الكلام معه في هذه المناقشة، لكي لا يصل به القول إلى تعدي حدود الله سبحانه وتعالى، والأفضل هنا تقديم النصيحة وذِكر أحاديث وأقاويل الله تعالى في كتابه العزيز عن الموت، ولكن دون توجيه الكلام إليه.

أي أنه يجب الحديث مع شخص يجلس أمامه عن الموت والقرب من الله، وما يناله المتوفي بعد موته جزاء عمله الحسن، وجزاء من لا يظن بوجود الموت، أو من يظن بخلود أهله، وحدود ذلك وجزاءه عند الله.

أما عن الواجب على أهله: يجب عرضه على طبيب نفسي من أجل إنقاذ الموقف قبل الوصول إلى مرحلة تعدي حدود الله سبحانه وتعالى والشرك به.

أعراض تظهر على الشخص المصاب بالخوف

عند تفكير الشخص المصاب بالخوف من موت شخص عزيز عليه قد تظهر عليه العديد من الأعراض التي تؤكد أن الخوف ناتج عن تفكير لا أكثر من ذلك، كما أنها تؤكد أن هذا الخوف دليل على أنه خوف مرضي وليس طبيعي، ومنها:

  • عدم التركيز أثناء الكلام، والسرحان.
  • التعرق، وزيادة ضربات القلب.
  • توتر يظهر على حركة الأطراف.
  • نوبات هلع.
  • الوحدة وعدم الاختلاط.
  • لا وجود لشخصية مستقلة به.
  • عدم التكيف مع من حوله، أي أنه لا يكون شخص اجتماعي.
  • عمل كل شيء بمفرده دون اللجوء لمساعدة أحد.
  • الخروج وحيدًا.
  • لا يميل إلى التجمعات العائلية.
  • عدم انتظام ضربات القلب، وزيادة الخفقان.
  • الابتعاد عن المواقف التي تعرضه للوقوف في حديث قائم على الموت.
  • آلام في المعدة ناتجة عن التوتر.
  • اضطراب في درجة حرارة الجسم.

علاج الخوف من فقد شخص عزيز   

أيًا كان حالة الشخص المصاب بالخوف من موت شخص عزيز عليه أي إذا كان الخوف مرضي، أو خوف مستديم، أو أي نوع من أنواع هذا الخوف، فعلى الشخص أن يقوم ببعض الأشياء التي تساعده على التخلص من ذلك الخوف.

التخلص من ذلك الخوف يستحيل حدوثه بنسبة 100%، ولكن على الأقل بعد عمل بعض الأشياء البسيطة التي سوف نعرضها لكم، سوف تساعده على أن يجعل الخوف شيء طبيعي، وهي تتمثل في:

1- الاعتراف بالخوف من الموت

هناك العديد ممن يمتلكون ذلك الإحساس تكون من صفاتهم الكِبر، بمعنى أنه يرى أن ما هو عليه أمر طبيعي، ولا يلزم الاهتمام به.

من أهم خطوات تجنب أو التقليل من هذا الشعور هو الاعتراف به، وأخذ الأمور بطريقة أبسط من ذلك، حيث إنه لا يمكن لأحد من الأشخاص التي خلقها الله الاعتراض على قضائه، أو منع وقوع الموت بشخص محدد.

2- إحضار ورقة وقلم وكتابة أسباب ذلك الخوف

الذي يحدث في هذه الخطوة يكون حديث مع النفس، هذا الحديث يتسبب له في الكثير من الأشياء المهمة، والتي منها:

  • الشعور بالراحة.
  • يكون الإنسان طبيب نفسه.
  • يُخرج ما بداخله من طاقة إيمانية.
  • احتواء مشاعره بنفسه.
  • سوف يجد إجابات عن أسئلة كانت تدور في خياله بتخيلات مُبالغ فيها.
  • سوف يتمكن في قرارة نفسه من الوصول لنهاية ذلك الحديث، حيث يجد أن هذا الأمر لا يستدعي كل هذا الخوف.
  • القضاء على مشاعر التوتر الناتجة عن التفكير بتفريغ الطاقة في الكتابة.

لكن عند التوجه إلى القيام بهذه الخطوة لا بد أولًا من تحقيق الرضا النفسي، أي لا بد من قبول الفكرة بوجه عام، ويكون هذا الشخص متوجهًا لهذا الفعل من أجل تقليل الخوف فقط، فإن قبول الفكر أمر حتمي لا بد من الوصول إليه.

يأتي قبول الفكرة من شدة الإيمان بالله، والاعتقاد بالآخرة، والثقة بأن الله رحيم بعباده، ولطيف بهم، وقادرًا على مغفرة ذنوبهم جميعًا.

3- التأمل في خلق الله والتفكير به

عندما يعتمد الإنسان هذه الفكرة ويمارسها بشكل صحيح سوف يتغلب على الخوف من موت شخص عزيز، وبالتأمل في الكون وما خلق الله يمنح لنفسه المساحة الكافية من تحقيق السلام النفسي والرضا بما كتبه الله لنا.

بعد الانتهاء من هذا التفكير سوف يجد في نفسه رغبة في معرفة ما يخبئه له الله عن مستقبله، ويذهب به الحديث في إطار آخر من الثقة فيما يضعه الله له في طريقه المستقبلي.

4- الحديث مع الآخرين فيما يخاف منه

هذه العادة سوف تمنحه الفرصة التي يستطيع من خلالها الشعور بمبالغته في ذلك الموضوع، كما أن الأشخاص الذين حوله سوف يقدمون الدعم النفسي له، ويخففون بداخله حدة الخوف من موت شخص عزيز لديه.

كما أنهم يستطيعون من خلال حديثهم معه أن يأخذوا بيده إلى التفكير من الناحية الإيجابية، مما يصل بهم إلى أنه قد يسعى في الإصلاح من نفسه، من أجل الفوز بنعيم الآخرة.

حيث إن الحديث مع الآخرين فيما يسبب الخوف للإنسان قد يؤدي إلى عدم الخوف، بعد أن يرى نظرة الناس الواقعية الهادئة من حوله، ويشعر في نفسه بما يجب عليه فعله في مثل هذه المواقف.

5- ممارسة الجلوس في حالة استرخاء

هذه الخطوة من أفضل الخطوات التي تُعالج الخوف من موت شخص عزيز، فيها نوع من العلاج النفسي الذي يستطيع الشخص أن يُعالج به نفسه دون الحاجة إلى الطبيب.

6- تناول بعض الأدوية النفسية

لا يجب التوجه لهذه الخطوة إلا عندما يأمر بها الطبيب، ولا يتم التقدم نحوها إلا في الحالات الهستيرية، ويتم اللجوء إليها عندما يكون الوضع غير محتمل في الحالة المعروضة أمام الطبيب.

الطبيب أكثر دراية بهذه الأمور أي أنه حينما يصف العلاج النفسي يعلم مقدار الجرعة المناسبة، ونوع الدواء المناسب الذي لا يجعل الشخص يصل معه إلى حد الإدمان، لذلك يجب التنويه على عدم فعل هذه الخطوة من تلقاء نفسك.

نصائح للتغلب على وسواس الخوف من الموت

من أجل التغلب على الخوف من فقد شخص عزيز، أو فكرة الموت عمومًا، لا بد من القيام بفعل بعض العادات البسيطة التي تقلل من هذا الشعور، وهي:

  • محاولة أن يكون الشخص اجتماعي، والقرب من الأشخاص الذين حوله، وخوض الأحاديث عن الموت، والتغلب على هذا الإحساس أثناء حديثه من خلال وضع تركيزه في الرد بلباقة دون أن يتغلب عليه الشعور الذي بداخله.
  • تكوين شخصية مستقلة لذاته، ومشاركة الآخرين الرأي، ويكون مصدر جيد يستطيع من حوله الاعتماد عليه في أمور الحياة.
  • اكتساب روح المشاركة مع من حوله، وطلب المساعدة من الغير.
  • خوض التجارب بمختلف أشكالها وألوانها دون القلق من المخاطر وما يترتب عليها.
  • يعيّ نفسه بفكرة الموت وعي كافٍ.
  • التقرب من الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه في جميع خطوات حياته.
  • التنبؤ بالخير والتفاؤل بالمستقبل، والاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى لن يفعل إلا الجيد لصاحبه.
  • الإكثار من قراءة القرآن، وحضور المجالس في الجوامع، وسماع القصص الدينية، وإدراك حقيقة الموت، وتوجيه الأسئلة حول هذا الموضوع للشيوخ في المساجد.

يجب إدراك حقيقة الموت فقد قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)، اللهم أحسن خاتمتنا واجعل لنا نصيب من جنات الفردوس.


شارك