تفسير سورة العاديات للأطفال
تفسير سورة العاديات للأطفال يحثهم على عظمة الجهاد، وسورة العاديات من السور المكيَة التي نزلت على رسولنا الكريم في مكة المكرمة، وهي من السور التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على محمد أشرف خلق الله ليُطمئنه على جنود المسلمين، لذا سنبين لكم من خلال موقع ايوا مصر تفسير سورة العاديات للأطفال.
تفسير سورة العاديات للأطفال
إن سورة العاديات نزلت عندما كان الرسول بمكة المكرمة وكان هناك قتال لجنود المسلمين في بلد أُخرى، وهنا تفسير لسورة العاديات لأطفالنا الأعزَاء.
سنقوم بتفسير السورة بشكل واضح ومبسط لأطفالنا وفيما يلي إيضاح لآيات السورة الكريمة ثم التفسير المبسط لكل آية على حدا فيقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) [العاديات: 1 -11]
تفسير أول ست آيات من سورة العاديات
سنقوم الآن بتفسير سورة العاديات للأطفال، وسنبدأ بتفسير أو ست آيات منها، وهذا ما سيتضح لكم فيما يأتي:
(وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)): العاديات هنا يقصد المولى عز وجل بها الخيول، وفي الآية قسم واضح بالخيول التي في المعركة التي يقودها المسلمون، وأقسم المولى عز وجل بصوتها الجهور الذي في حنجرتها وهي مُقبلة على أعداء الله ورسوله والإسلام والمسلمين جميعا والمعني دلالة على سرعة جريانها في ساحة القتال وكونها تدافع بقوة عن جنودنا المغوارين في الحرب والقسم هنا دلالة على أهمية وعظمة ورفع المكان عند الله لما أقسم عليه فلا يقسم المولي عبثا.
(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)): أما عن كلمة الموريات فهي وصف لجموح الخيل في ساحة القتال ومن شدة الجموح فقد توقد النيران بحوافرها حين تحتك بالأرض وذلك أيضًا دلالة كبيرة على الحماسة العالية في قتال الأعداء.
(فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)): وهنا كلمة المغيرات معناها الحرفي الشدة أو الفيضان وهذه دلالة على شدة فيضان وإقبال الخيول على الأعداء في الصباح الباكر وهذا يفسر كم كانت حصون المسلمين قوية ومهيبة، يخشاها القاصي قبل الداني من معرفتهم أن المسلمين، وجنودهم سابقين بأرواحهم إلى ساحات القتال غيرة ودفاع عن دين الله.
(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)): النقع هنا يعني التراب في الأرض أي أن الخيول من شدة الجري حثت رمال الأرض حتى فاضت عاليا في الهواء من هول الضربة بالأقدام على الأرض، ويا لها من قوة خيول جنودنا المسلمين.
(فوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)): أي أن الخيول والمسلمين قد توسطوا الأعداء في ساحة القتال، فانهالوا عليهم جميعا بلا هوادة.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)): الكنود هنا تعني الجحود فيقوم الإنسان الذي يجحد نعم ربه بعد المصائب والتغافل عن النعم الكثيرة المحيطة به، وهذا ما لا يحمد عقباه أبدا من رب العالمين، فكيف يجحد الإنسان الذي كُرم منه دونًا عن باقي مخلوقاته فيُقسم المولى جل وعَلى بجحود هذا الإنسان ونكرانه لنعم الله عليه.
تفسير باقي آيات سورة العاديات
سنكمل لكم الآن تفسير سورة العاديات للأطفال، من خلال ما يلي:
(وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)): يؤكد الله في كلامه كيف يكون الإنسان يوم الجمع العظيم بعد النكران والجحود، يشهد بنعم الله ويقر بنكرانه للنعم، وكيف يصبح نادمًا لما قدم في حياته تبيانا لسوء أفعاله مع الله.
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)): الخير هنا يعني المال والحب الشديد، هناك تفسيرين لهذه الآية من جهة العلماء، حيث يوجد تفسير بأن الحب الشديد معناه أنه يحب الزيادة في المال، ويحزن على نقصانه ولا يود ضياعه، وإذا ضاع يلهث على جمعه، وهناك تفسير آخر بأن الحب الشديد معناه الحرص الزائد على المال أي أن الإنسان هنا شديد البخل في صرفه للمال، فلا يحب فقدانه فيكنزه ولا يتمتع به والمعنى تقريبا واحد، فهذه دلالة واضحة على أن الإنسان مستميت في حبه للدنيا بجميع متاعها، ولا يعلم من زهد الأنبياء والصديقين أي شيء.
(أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)): بُعثر هنا معناها أن نفخ الله في روح الميت في قبره استعدادا للحساب، فيسأل المولى ألا يعلم الإنسان ما ينتظره في القبر وما هو على موعد معه عاجلا أم آجلًا، إذن فهذا يؤكد كم أن الدنيا قادرة على أن تلهي المؤمن عن دينه.
(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)): أي يخرج الله ما في دواخل النفوس، ويكشف ما بالضمائر فيصبح الإنسان السيئ محاط بعمله والخيًر محاط بعمله، ويتضح أمام الله ونفسه فيخجل السيئ بما قدم ويفرح المؤمن بما قدم.
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)): توكيد واضح من رب العالمين كيف أنه عليم محيط بكل شيء، وأنه قد أحاط بكل شيء علما، وكل شيء أي ما من دابة في الأرض إلا ويعرف مُستقرها فسبحان خالق الورى، وجامع الناس ليوم لا شك فيه سبحان مقلب قلوب الخلق جميعا يقلبها كيف يشاء.
سبب نزول سورة العاديات
قد أرسل نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين) سرية أي جنود للحرب ولهم قائد، أرسلهم للقتال في أحد بقاع الأرض، والتي تسمي ببني كنانة وقد طال زمن مكوث المقاتلين عند بني كنانة، وطالت مدة قتالهم فأثار ذلك قلق النبي الكريم فأنزل المولى عز وجل السورة الشريفة كي يُطمئن بها أشرف الخلق على جنود المسلمين واصفًا فيها كيف كانت الخيول تجري في ساحات المعركة والمسلمون يضربون الأعناق بقوة.
سبب تسمية سورة العاديات
سميت السورة بهذا الاسم نظرا لأن الخيول هي من تم وصفها بشكل أكبر في السورة فأقسم المولى بها ووصف كيف كانت حالتها فبالتالي قد سميت السورة بالعاديات.
فضل السورة الكريمة
القرآن وتلاوته بشكل عام فضله كبير فعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “مَن قرَأَ حَرفًا من كتابِ اللهِ، فله به حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ: {الم} حرفٌ، ولكنْ ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ” رواه عبد الله بن مسعود.
في بعض الأحاديث تقول إن من قرأها وهو قلق ذهب عنه قلقه، ومن قرأها وهو مديون وأكثر فيها أزال الله عنه دينه وقضاه ومن قرأها وهو جائع أسكن الله جوعه وستره، وإذا قرأها من أنهكه العطش أزال الله عنه العطش.
جميع سور القرآن الكريم لها حسنات عدة بمجرد قراءتها، أما إذا تم تلاوتها بالتجويد فيكون لها أجر مضاعف، ويضاعف الله لمن يشاء بغير حساب فالحسنة بعشر أمثالها، وكل محسن وله أجره عند الله.
ننصح بمداومة تلاوة القرآن الكريم فهو حصن للنفس وتهذيب للروح فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديث “أنَّ الأمَانَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ القُرْآنُ فَقَرَؤُوا القُرْآنَ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ“.