عدة المرأة المتوفى زوجها

منذ 2 ساعات
عدة المرأة المتوفى زوجها

عدة المرأة المتوفى زوجها

  • قال الله تعالى في كتابه الكريم “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا”، فكما ذكرنا أن العدّة من الأمور الواجبة بالنسبة إلى كل من الأرامل والمطلقات، فقال نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم “أنَّ سُبيعةَ الأسلميةَ نفِستْ بعد وفاةِ زوجِها بليال، فجاءتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فاستأذنتْه أن تنكِحَ، فأذن لها، فنُكحتْ”. 
  • يتفق الفقهاء والعلماء، أن المرأة التي توفي زوجها تبدأ عدّتها، منذ اللحظة التي توفي فيها زوجها، عكس عن الأقاويل، التي تقول أنها تبدأ من اليوم الثالث لوفاة الزوج، فيعتبر يوم الوفاة هو من أحد أيام العدة. 

ومن هنا يمكنكم قراءة موضوع تفسير حلم هدية الحذاء لإبن سيرين للرجل والمرأة: تفسير حلم هدية الحذاء لإبن سيرين للرجل والمرأة

كم عدة المرأة التي توفي زوجها 

يكون مقدار العدّة للمرأة المتوفى زوجها هي أربعة أشهر قمرية، وعشرة أيام، بينما تنتهي العدّة للمرأة الأرملة إذا كانت حامل عند وضع طفلها، فقد ذكر ذلك في قوله تعالى “وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُن”، فيجب على المرأة في فترة العدّة إتباع هذه الأمور، التي تتمثل في:

  • الاعتداد. 
  • الإحداد. 
  • لزوم البيت. 
  • يجب على المرأة المتوفى زوجها الاعتداد

    • يقصد بالاعتداد أي التربّص بالنفس، فيجب عدم الزواج للمرأة، التي يتوفى زوجها لمدة أربعة أشهر، وعشرة أيام، عندما لا يكون هناك حمل. 
    • بينما تنتهي عدة المرأة، التي يتوفى زوجها إذا كانت حامل عند وضع المولود. 

    يجب على المرأة المتوفى زوجها الإحداد 

    • يقصد بكلمة الإحداد هو ترك كل مظاهر الزينة والإغراء، والتي تتمثل في التزين بالكحل أو بالصبغات، أو بالطيب ومساحيق التجميل، والمجوهرات، والملابس التي بها زينة وتكون مغرية، وغيرها من مظاهر الزينة والحلي، والدليل علي هذا ما قامت أم حبيبة بروايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال “لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، تُحِدَّ على ميتٍ فوق ثلاثٍ، إلَّا على زوجٍ أربعةَ أشهرٍ وعشرا”. 
    • والجدير بالذكر أيضاً أن على المرأة المعتدة عدم الخروج من البيت إلا للضرورة، أي لقضاء شيء معين أو للعلاج، أو من أجل شراء الضروريات التي تحتاجها، أو القيام بعمل تلتزم به إن كانت المرأة المعتدة عاملة. 

    يجب على المرأة المتوفى زوجها إلتزام البيت 

    • فإن لزوم البيت يكون مناسب للحداد، بالإضافة إلى عمله علي تسكين نفس أهل زوجها المتوفى، ويبعد جميع الشبهات التي قد تثار من حولها. 
    • ويمكن للمرأة المتوفى زوجها أن تخرج من بيتها نهاراً، علي عكس خروجها ليلاً فإنه لا يجوز لأن الليل يكون موضع لإتهامها، لهذا لا يجوز إلا في الحالات الضرورية، كما لا يجوز للمرأة المعتدة الخروج إلى المسجد للصلاة أو السفر من أجل مناسك الحج أو العمرة، فهناك متسع من الوقت لأداء هذه المناسك فيما بعد.

    أحكام تتعلق بالمعتدّة بعد وفاة الزوج 

    • لكن العدّة تكون محددة بوقت معين، ولكن من ضمن الأحكام التي تتعلق بالمرأة المعتدّة، هو أن من الجائز التعريض والتلميح للرجال لخطبتها، وأيضاً يجوز إخفاء تلك الرغبة في خطبة هذه المرأة بنفس الرجل، ويكون دليل هذا في قول الله تعالى بسورة البقرة حين قال “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ، علِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ، وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا، وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ”. 
    • فلا يجوز التصريح بالخطبة إليها أو الإلتقاء معها في السر، لأن هذه الأمور تنشر الشائعات والفتن من حولها، ولكن لا بأس من قول المعروف إليها، ويندثر بإنقضاء عدة المرأة الأشياء، التي ملتزمة بها من عدم الزواج وعدم التجمل والتزين، وأيضاً إلتزام البيت وعدم الخروج إلا بالضرورة. 

    أنواع المعتدّات والأحكام المتعلقة بهن

    إن العدة تكون مختلفة بإختلاف حالة المرأة المعتدّة، وأنواع المعتدّات تكون كالآتي:

    • المرأة الحامل، والتي تنقضي مدة العدّة لها بوضع الحمل، مهما كان السبب في مفارقة الزوجين، سواء كان السبب وفاة الزوج أو بسبب طلاقها، ويكون المعتبر بالحمل هو لبيان خلق الإنسان. 
    • المرأة التي يتوفى زوجها، تكون مدة العدّة لها أربعة أشهر وعشرة أيام إذا لم تكون حاملاً، بينما عليها الإنتظار بعد الولادة إذا كانت المرأة حاملاً، وهذا الحكم ينطبق إذا كانت الوفاة قبل الدخول أو كانت بعده، وذلك حتي تتأكد من براءة الرحم، وأيضاً وفاءً للزوج. 
    • المرأة ذات القرء المفارقة لزوجها، إن كان السبب في المفارقة هو الطلاق، فعليها الإنتظار حتى ثلاثة قروء، وهي مدة العدة، والقرء تعني الحيض من بعد الطهر، ولكن إذا كان سبب المفارقة هو الخلع أو الفسخ، فإن عدّتها في ذات الوقت تتمثل في حيضة واحدة، حتى تتأكد من براءة الرحم. 

    حالات أخرى للمعتدّات والأحكام المتعلقة بهم 

    • المرأة الصغيرة أو المرأة الآيسة، والتي لم يأت لها حيض، إذا فارقت الزوج فتكون عدّتها ثلاثة شهور، فقد جُعل لكل شهر حيضة، وينطبق هذا أيضاً على جميع النساء التي فارقها الحيض بكل الأسباب، سواء كان بسبب كبر سنها، أو كان بسبب صغر سنها ولكن لا يصيبها الحيض. 
    • المرأة الغير مستحاضة، أو التي انقطع حيضها ولكن لا تعلم سبب، وكانت تحيض عند مفارقة زوجها، فعليها أن تعتدّ لمدة سنة كاملة من تاريخ الإنقطاع، حيث يكون تسعة أشهر لكي تتأكد من خلو الرحم، وثلاثة الأشهر الأخرى كاللآتي يأسن من الحيض، ولكن في حال عاد حيضها فإنها لا تعتد سنة كاملة، حيث تكون عدّتها بعدد الحيضات. 
    • زوجة المفقود، في حالة حكم القاضي بوفاة زوجها المفقود، فتكون عدتها لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام، وهذه الحالة تكون بعد إنتظار الزوج لفترة فإن الزوج المفقود، هو الذي لا أحد يعلم أي شئ عنه لفترة من الوقت. 

    وللتعرف علي موضوع رؤية الميت يشتكي من ظهره للرجل والمتزوجة والحامل والعزباء: رؤية الميت يشتكي من ظهره للرجل والمتزوجة والحامل والعزباء

    ما هي الحكمة من تشريع العدّة

    إن العدة لها الكثير من الحكم العظيمة، التي أرادها الله عز وجل عند تشريعها، والتي يتمثل بعضها في:

    • التقرب من الله عز وجل بالعبادة، حيث الإمتثال إلى أوامره والإلتزام كثيرا بها، ومن ضمن تلك الأوامر هي العدة، والتي فرضها الله تعالى على النساء. 
    • التأكد من خلو وبراءة الرحم من الحمل، حيث لا تختلط الأنساب وتتداخل بين الأفراد، إن كانت المرأة حامل من زوجها المتوفى.
    • الحزن على فراق الزوج وإظهار الشكر والعرفان إليه وإظهار فضله. 

    ونرشح لكم قراءة موضوع اسم حسن في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل والرجل: اسم حسن في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل والرجل


    شارك