من هو سيدنا الخضر
من هو سيدنا الخضر؟ الخضر هو ذلك الشخص الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث تبعه سيدنا موسى عليه السلام عند مجمع البحرين، وقد أتفق جميع العلماء على أنه مات، إلا أن كثير من العوام يعتقد أنه حي إلى وقتنا هذا لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع ايوا مصر .
من هو سيدنا الخضر؟
- الخضر هو العبد الصالح الذي رافقه سيدنا موسى عليه السلام لكي يتعلم منه كما ورد في سورة البقرة، حيث اشترط عليه أن يصبر، وأجابه موسى إلى ذلك وظل معه، وهو عبد أعطاه الله عز وجل علماً.
- وقد اختلف العلماء حول نسب الخضر، حيث ذكر ابن كثير أن الخضر ابن آدم لصلبه، كما قيل أنه قابيل ابن آدم عليه السلام، كما قيل أنه بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفخشد.
- وقيل أيضاً أنه المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد، وقيل انه ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق، أما القول السادس فقد قيل أنه من سبط هارون أخ موسى، وقيل أنه ابن فرعون لصلبه، وقيل أنه النبي إليسع.
- كذلك قيل أن الخضر ولد في فارس، وأنه ولد واحد ممن أمنوا بسيدنا إبراهيم وهاجر معه من بابل، وقيل أن اسمه خضرون بن عابيل بن معمر بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، وأن الله أماته 100 عام ثم بعثه مرة ثانية فلا يموت حتى ينفخ في الصور.
- وقد سمي الخضر وفق ما جاء في رواية أبو هريرة في صحيح البخاري أنه قال: ” إنما سمي بالخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا بها تهتز من خلفه خضراء”.
سيدنا الخضر هل هو نبي؟
- يقول ابن كثير أن سياق القصة التي جاءت في سورة الكهف يدل على ذلك، ومن ذلك قوله تعالى :{ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}، حيث تدل هذه الآية على أن الخضر نبياً، لأنه لو كان ولياً لم يكن موسى يخاطبه بمثل هذه المخاطبة.
- قوله تعالى :{وما فعلته عن امري}، حيث تدل هذه الآية على أن ما فعله الخضر كان بناء على أوامر الله عز وجل وليس من تلقاء نفسه.
- أقدم الخضر على قتل الغلام، وهو أمر لا يستطيع القيام به إلا بوحي من الله عز وجل، وهو من الأدلة القاطعة على نبوته؛ لأن الولي لا يستطيع الإقدام على قتل نفس مهما كانت بمجرد أن يلقى في خلده ذلك.
سيدنا الخضر حي؟
- هناك بعض الناس يقولون أن الخضر ظل حياً بعد موسى حتى جاء عيسى عليه السلام، ومن بعده سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه ما زال حياً إلى الآن، وسيظل كذلك حتى يأتي يوم القيامة.
- ويستدل العامة على ذلك بقصص وروايات وأساطير تنسج حول، مثل أنه قابل فلان، وأنه ألبس فلان خرقة، وأعطى أخر عهداً إلى غير ذلك من أقاويل وقصص لما ينزل الله بها من سلطان.
- وجدير بالذكر أنه لا يوجد دليل واحد حقيقي يدل على أن الخضر مازال حياً، بينما هنالك العديد من الأدلة من القرآن والسنة النبوية وإجماع المحققين تدل على أن الخضر ليس حياً.
- ومن هذه الأدلة ما أجاب به الإمام ابن تيمية عندما سئل عنه حيث قال: ” لو كان الخضر حياً لوجب عليه أن يأتي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه ويجاهد بين يديه”.
- كذلك قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم بدر: “اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض” وقد كانوا يومئذ الصحابة 313 رجل معروفين بالاسم، فأين كان الخضر في هذا اليوم لو كان مازال حياً.
صفات سيدنا الخضر
ذكرت الآيات الكريمة في سورة الكهف بعض صفات المعلم والقائد الخضر عليه السلام، ومن هذه الصفات ما يلي:
- العبودية، وهي تظهر في قوله تعالى : {عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا}، وهي صفة تدل على الخضوع التام لله عز وجل، مع يقين وإيمان راسخ، والعبودية تعتبر واحدة من أهم مفاتيح المعارف، ومن دونها لا قيمة لأي علم.
- الرحمة، وهي تظهر في قوله تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً}، وتعني كلمة الرحمة هنا النبوة، إلا أنه تعطي معاني جميل أيضاً فيما يخص الرأفة بالناس والمتعلمين.
- العلم، وقد جاءت هذه الصفة في قوله تعالى: { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا}، ويقصد بالعلم هنا المعرفة الدقيقة والعميقة التي يسبر غورها إلا شخص رعاه الله وتولاه، حيث أتى الله عز وجل الخضر علماً أهله لكي يعلم أنبياء من أولي العزم(سيدنا موسى).
- التواضع لله والانكسار له، فلم يعجب الخضر بعلمه وفهمه، بل كان دوماً ينسب الآمور لله عز وجل ويشكره على فضله عليه.
- الاهتمام بالصالح العام، وبالقضايا المجتمعية، والمعرفة الكبيرة بواقع الناس الديني والمعيشي، فجميع ما قام به الخضر من أعمال كان لصالح الآخرين، فقد خرق السفينة حتى لا يأخذها الملك من أصحابها، وقتل الغلام حتى لا يفتن أبويه، وأصلح الجدار ليحفظ مال الأيتام حتى يكبرا.
- عفة النفس، وهو ما ظهر بوضوح في قصة الجدار الذي قام بإصلاحه بدون مقابل، على الرغم من أن أهل القرية رفضوا أن يضيفوهم.
سيدنا موسى والخضر
- كانت بداية قصة الخضر وموسى عندما كان موسى عليه السلام يخطب في بني إسرائيل، وسأله أحدهم هل هناك من هو أعلم منك على وجه الأرض؟ فإجابه موسى بالنفي، حيث كان يظن أنه لا يوجد من هو أعلم منه.
- في الوقت عاتبه الله سبحانه وتعالى على ذلك، لأنه لم يرجع العلم إلى الله، وقال له أن هناك عبداً من عباده أعلم منه، وأن هذا العلم موجود في مجمع البحرين، وذكر الله لسيدنا موسى علامة على مكان هذا العبد وهي فقد الحوت.
- أخذ سيدنا موسى حوتاً معه وسار ومع فتاه يوشع بن نون، عازماً على الذهاب إلى مجمع البحرين طلباً للعلم، ثم تتابعت الأحداث حتى نسيا الحوت وواصلوا طريقهم، وعندما انتبهوا إلى نسيانه رجعا وقابلوا الخضر عليه السلام.
- ثم تستمر أحداث القصة، حيث يطلب سيدنا موسى من الخضر مرافقته في رحلته من اجل طلب العلم، ويوافق الخضر ولكن بعد أن يشترط عليه إلا يسأله عن شيء، فوافق سيدنا موسى ولكنه مع فعل كان يقوم به الخضر عليه السلام كان موسى يسأل وكان الخضر يذكره بالشرط الذي أخذه عليه.
- وفي نهاية الرحلة شرح الخضر عليه السلام لسيدنا لموسى السبب وراء ما قام به من أفعال، وأن كل ما قام به لم يكن من تلقاء نفسه، إنما هي أوامر الله عز وجل.
تعرفنا من خلال هذا المقال على سيدنا الخضر عليه السلام، وعلى بعض الأدلة التي تثبت أنه توفي وليس حياً كما يحكي العامة، كما تعرفنا على أراء العلماء التي تثبت أنه أحد أنبياء الله أعطاه علماً غزيراً.