لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية
لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية؟ وما هي نظرته للفتاة بعدها؟ فتلك قضية شائكة تتكرر أحداثها باستمرار ولا يتعظ منها الناس، وتنتشر بسرعة البرق في المجتمعات على اختلاف فئاتها وطبقاتها، فنناقش هذا الموضوع عبر موقع ايوا مصر ونتعرف على أبعاده النفسية والاجتماعية.
لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشاب لعدم الزواج من الفتاة التي دخل معها في علاقة غير شرعية، وتتمثل فيما يلي:
1- الموروثات الاجتماعية
في أغلب المجتمعات خاصة التي يسودها العادات والتقاليد، يرى الشاب أن الفتاة إذا دخلت في علاقة غير شرعية معه فإن ذلك يدل على سوء خُلقها وعدم احترامها لذاتها ولأهلها.
فلا نختلف أن هذا قد يكون واقعًا، ولكنه يحكم عليها بسبب ذنب اشترك معها فيه، فلا يرى حجم الجرم الذي ارتكبه مقارنةً بجرمها، فرغم أن الخطأ هو نفسه الخطأ وما كان أحدهم ليحمل هذا الذنب من دون الآخر، ولكن جرت العادة أن ينظر المجتمع على أنها وحدها من يجب أن تتحمل عواقب هذا الخطأ، وفي ذلك الوقت ينظر لها الشاب نفس نظرة المجتمع ويتذكر حينها العُرف والعادات والتقاليد.
بالإضافة إلى ذلك فيشير هذا السبب لوجود ازدواجية في المعايير لدى أغلب الشباب، فإن كانت الفتاة مُجرمة لارتكابها هذا الفعل، فلا بد من عمومية الخطأ وليس المخطئ، لذلك من الاتزان النفسي والاجتماعي أن يُجرم الشاب هذا الفعل في المطلق وليس حسب مرتكبه، وهو في ذلك مبرره لعدم الزواج من هذه الفتاة.
2- البحث عن الأفضل
في ظل البحث عن إجابة لمعرفة لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية، فيجدر بنا القول إن بعض من الشباب يضع الفتاة في قائمة سوداء بعد دخولها في علاقة معه، فيرى أنها انتقصت من ذاتها ولم تعد جديرة بهذا الشرف العظيم ـ في نظره – وأن عليه أن يمنح هذا الشرف لمن هي أفضل منها.
حيث يرى أن دخوله في علاقة جدية يستوجب أن يحسن الاختيار وأن تكون من يقع عليه اختياره تصلح لتكون زوجة، لذا يتجه هذا الشاب للبحث عن فتاة يُشهد لها بالخلق وعدم الارتباط من قبل، الشيء الذي لا يعني بالضرورة عدم دخولها في علاقات سابقة ولكنه يتغاضى عن الحقيقة ما دام هناك إجماع على خلقها وحسن سيرها حتى ولو لم يكن هناك مجال لمعرفة ذلك والتأكد منه.
3- أخطاء تربوية
من العوامل التي يمكن بها الإجابة عن لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية، هي وجود أخطاء تربوية جسيمة في نشأة الشاب، فما يزرعه الأهل في الطفل بذرة ما يجنيه هو حين يصير شابًا، فيرى الأب أن دخول الشاب في علاقة غير شرعية يُعد نمطًا من أنماط الحرية.
الأمر سيان مع الأم التي تسرف في تدليل ابنها، فالمرأة عدوة نفسها، هذه الأم التي قد توفر لابنها كل وسائل الراحة والحرية المبالغ فيها التي تجعله يرتكب العديد من الأخطاء، ولكنه لا يحاسب ولا يعاقب وينال ما يطلبه دومًا.
ذلك النوع من النساء لا يرى ضيرًا من أن يخطئ الابن كمثل هذا الخطأ ولا يحاسبه أحد بل ترفض هذه الأم ارتباطه بفتاة كان لها ماضٍ معه، وتحكم عليها بعدم الشرف والتربية رغم وقوع ابنها في نفس الخطأ.
4- وجود أزمات أخلاقية
قد يكون الشاب على دراية وإدراك تام بأن الدخول في علاقة غير شرعية خطأ مشترك بينه وبين الفتاة ويقر ويعترف بذلك، إذن فلماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية في هذه الحالة؟
هذا النوع قد يكون أضل سبيلًا مما سبق ذكره، فهو يعلم تمام العلم كون هذا الخطأ واقع بسبب كلًا منهما، ولكنه لا يحب أن يُحاسب على أخطائه، فيستغل وجوده في مجتمع لا يُعاقب الشاب على ما ارتكبه ويدين الفتاة وحدها.
بل إن هذا الشاب في بعض الأحيان يفخر بهذا النوع من الأخطاء لأنه قد ينظر إليه على أنه متعدد العلاقات وهو الذي يعتبره بعض المجتمعات المريضة ميزة وليس عيب للرجل ودلالة على رجولته، في حين يرون أن الفتاة متعددة العلاقات سيئة السمعة والخلق وليست صالحة لعلاقة شرعية.
5- الخوف من الزواج
قد يكون المبرر لسؤال لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية هو الخوف من الزواج، فالكثير من الرجال يخشى الارتباط الرسمي والدخول في علاقة صريحة وجدية محملة بالمسئوليات والالتزامات، ويحاول بكل ما أوتي من قوة الهرب من الوقوع في هذا الأمر.
فيمكننا القول هنا إن هذا النوع قابل للتقويم، فهو لا يرفض الزواج من الفتاة شريكته في العلاقة لأسباب تتعلق بها، ولكنه خوف مطلق من قضية الزواج، قد يكون بسبب تجارب مريرة عاشها تتعلق به أو بغيره، ولكن في النهاية أصبح ذلك الرجل الذي يخاف من العلاقات الجدية.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد يشعر ويعرف أنه مخطئ تمامًا كالفتاة ولكنه يبحث عن أي حلول لا تضطره للزواج، والحل مع هذا النوع يكون في الحديث ومعرفة كيفية النقاش معه حول مخاوفه وعلاج هذه المخاوف ومساعدته في التغلب عليها ومواجهتها.
6- عدم السواء النفسي
بعض الأشخاص ليس سويًا للدرجة الكافية للزواج والارتباط بفتاة، فدخوله في علاقة شرعية أو غير شرعية كان خطأ من البداية، فعدم السواء النفسي يجعل العلاقة نوعًا من تعذيب النفس للطرفين، وارتكاب أخطاء جسيمة تؤذي الطرف الآخر، فهذا النوع من العلاقات كان يجب تجنبه من البداية.
حيث إن عدم السواء النفسي يتمثل في الاهانات المتكررة وحب الذات بصورة مبالغ فيها، أو كما يُعرفها علم النفس بالشخصية النرجسية، فالشخص النرجسي لا يرى مستحق للعيش والخير سوى نفسه، ويدافع عن هذا الحق – في نظره – بكل ما أوتي من قوة.
فبالنسبة له فالعلاقة كلها غرضها إسعاده، علاقة من طرف واحد لا يرى للطرف الآخر وجودًا فيها، أو أن وجوده مقتصر على تلبية حاجته النفسية والجسدية، ولا ينبغي عليه الزواج من هذه الفتاة إلا إذا كان هذا يضمن له استفادة قصوى والمزيد من المميزات التي لا يحصل عليها بالعلاقة الغير شرعية.
7- ميول عدوانية
بعض الأنواع من الناس لا يمكن في حالتهم الإجابة على لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية، لأنهم أصحاب ميول عدوانية، فغرضهم الوحيد من العلاقة الغير شرعية هو إيذاء الطرف الآخر ووصمة بوصمة العار طوال عمره.
فقد تكون الدوافع عدوانية أو انتقامية لأي سبب أو مشكلات من وجهة نظره أن العلاقة الغير شرعية سيجد فيها لذة الانتقام، وأن القيام بذلك يكون بمثابة إذلال للطرف الآخر الأمر الذي يبحث عنه ويُجيبنا عن سؤال لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية.
رأي الإسلام في الزواج بعد العلاقات الغير شرعية
بالحديث عن لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية، فنشير إلى أن العلاقات الغير شرعية في نظر الإسلام نوعان، الأول علاقة شاب بفتاة عن طريق الحديث والارتباط العاطفي، وبالطبع يحرم الإسلام هذا النوع من العلاقات ولا يقبل بغير الارتباط الرسمي المعلن والمعروفة ضوابطه.
أما النوع الآخر فهي علاقة شاب بفتاة والارتباط الجسدي به ووقوع كبيرة الزنا، وحد الزنا في الإسلام معروف وهو الجلد لكل من الشاب والفتاة بنفس القدر، ولكن يشترط لتنفيذ الحد وجود شهود على الذنب، وهو الأمر الذي يصعب نسبيًا إثباته.
لكن في تلك الحالة يرى الإسلام ضرورة التوبة من هذا الذنب للاثنين وأن الزواج خيرًا لهما وسترة لما فعلوه على أن تكون توبتهما نصوحة، وتصح توبتهم قبل أو بعد الزواج فالله أوجبها عليهما باعتبارهم مشتركين في الذنب كما أوجب الله حد الزنا في حال ثبوته على الاثنين، فالله عدل رحيم.
لذلك أحل الله الزواج بل وحث عليه، وعلى الاستعفاف لحين القدرة عليه لقوله -تعالى-:
{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حتى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ..}] سورة النور الآية 33[.
لذلك نشدد على ضرورة تلقي العلم الديني في الصغر للشباب والفتيات، فإن الدين عصمة لهم من الوقوع في مثل هذه الأمور، وفي حال وقوعهم في الذنب يكون لديهم من المرجعية الدينية والأخلاقية ما يجعلهم يعترفون بالخطأ ويسعون لتصحيحه بدلًا من إنكاره أو قصره على طرف واحد.
نصائح لعلاج رهاب الزواج
كما أشرنا سابقًا فإن من الإجابات الشائعة على سؤال لماذا لا يتزوج الشاب من فتاة بعد علاقة غير شرعية هي الخوف من الزواج، وفيما يلي بعض النصائح للتغلب على تلك المشكلة:
- التخطيط الجيد للزواج ورسم الصورة المتوقعة بدون مبالغات.
- تحديد فترة خطوبة كافية لمعرفة الطرفين بكل العيوب والمميزات فيهما.
- المعرفة الجيدة بالنفس ومتطلباتها وتوقعاتها والنزول للواقع.
- الحصول على دورات تثقيفية فيما يتعلق بالحياة الزوجية وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.
- الإلمام بحقوق الطرفين ومعرفة واجبات الزوج والزوجة وكيفية أدائها.
- تعميق مبدأ المشاركة بين المقبلين على الزواج وتقسيم المسؤوليات.
- تقبل الآخر واختلافاته وطبيعته النفسية.
- التخلص من الأفكار المغلوطة عن الزواج وعدم تعميم التجارب السلبية.
الزواج هو الرباط المقدس والإطار الشرعي لعلاقة الحب بين الرجل والمرأة، فالله لم يحرم الحب أو الميل أو المشاعر البريئة التي تنشأ بين الطرفين، ولكنه أقر لها الشكل المناسب للحفاظ على هذه المشاعر وصونها، فالزواج عفة للرجل والمرأة.