قصة أصحاب الكهف
قصة أصحاب الكهف نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا ايوا مصر حيث أنه لقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم الذي أنزله على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كثير من قصص الأمم السابقة، ولم يكن ذكر تلك القصص من قبيل الكلام الفوضوي أو غير المرتب، وإنما كان الغرض الأساسي منها هو تناول الأمور التي على صلة برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي من شأنها أن تجعل الناس يتدبرون ويتفكرون فيما أنزل الله عز وجل، بالإضافة إلى توضيح حقائق قصص الأمم والأنبياء السابقين كما حدثت تمامًا، ولتفادي أي تحريف قد يضيفه البشر عليها.
قصة أصحاب الكهف
وقد أخذت القصص التي ذكرها القرآن الكريم، ثلاثة أنواع، أول نوع كان يتناول إرسال الرسل والآيات التي اختصهم الله بها لإقناع قومهم، وردود أفعال أقوامهم على دعوتهم، وثواب المؤمنين، وعقاب الكافرين، والنوع الثاني كان يتناول الحديث عن الوقائع العظيمة والأحداث المؤثرة، مثل قصة أصحاب الفيل، وقصة قارون، وقصة أصحاب الكهف. والنوع الثالث كان يتناول سرد قصة الرسول محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلوات وأتم التسليم، والمراحل التي مرت بها رسالته، والغزوات التي دخلها، مثل غزوة حنين، وكذلك بيان القواعد والآداب الشرعية، على نحو ما جاء في قصة المجادلة على سبيل المثال.
ويعتمد المنهج القرآني في ذكر تاريخ الأمم السابقين على الموضوعية والصدق في سرد الوقائع، والاعتماد على قصص ذات أصول تاريخية وطرحها كما هي لثبت في أذهان الناس واضحة بعيدة عن أي تحريف أو تدليس، ويساعد هذا السرد الموضوعي في بيان المناسبة والأساس الذي أقرت فيه الأحكام، فيكون القارئ للقرآن والمنصت إليه على علم بالوقائع، كما يستقر في نفسه المغزى منها، ويستطيع التفرقة بين ما هو صدق وحقيقي وما هو كذب وزائف، كما يؤمن بنبوة الرسل الذين سبقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يصدق في رسالة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بسبب ما يظهر له من حق وإعجاز في القرآن الكريم، كما يتعظ بما جاء فيه، ويؤمن بالبراهين والدلائل، ويدرك الحكمة من الأحكام والتشريعات.
إن جزء من إعجاز القرآن الكريم يتمثل في أن القارئ له والمنصت إليه يستقر في نفسه إحساس بالانتماء، فيتأثر بما تحكيه الآيات حتى ولو لم يعاصر القصة ويشهد عليه.
ومن بين القصص التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، والتي سوف نتناولها في هذا المقال، هي قصة أصحاب الكهف، فمن هم أصحاب الكهف، وماذا أخبرنا القرآن الكريم عنهم؟
أولًا: ما هي قصة أصحاب الكهف؟
في مستهل صورة الكهف التي تقع في الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم، يخبرنا الله عز وجل عن قوم أسماهم “أصحاب الكهف”، هؤلاء القوم الذين أثنى القرآن الكريم عليهم، فقد كان أهم ما يميزهم أنهم آمنوا بالله تعالى وحده، فلم يعد يهمهم أي شيء سوى هذا الأمر، يقول الله عز وجل: “نحن نقص عليك نبأهم بالحق، إنهم فتية آمنوا بربهم، وزدناهم هدى”.
كان هؤلاء الفتية يعيشون في مدينة ما، ويعبدون الله تعالى وحده، وعندما تولى أمر مدينتهم ملك لا يؤمن بالله، وإنما يعبد الأصنام، وقد جعل أهل البلدة يعبدونها أيضًا، خاف هؤلاء الفتية على إيمانهم، فهربوا من هذا الملك، وحتى وصلوا إلى كهف يقع بعيدًا عن بلدتهم، فاحتموا به.
وتشير الكثير من الروايات التي جاءت في هؤلاء الفتية إلى أنهم كانوا يعتنقون ديانة المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام، وأن الملك الذي فروا منه عرف باسم دقيوس أو دقنيوس، وقد كان ملكًا على بلدتهم أفسوس أو طرسوس، تلك البلدة التي غادرها الفتيان فرارًا من الملك، وحفاظًا على إيمانهم.
وقد اختلفت الأقاويل حول عددهم، ولكن القول الراجح الذي أقره علماء التفسير أنهم كانوا سبعة فتيان، وقد أقروا هذا العدد استنادًا إلى قول الله عز وجل في سورة الكهف: “سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، قل ربي أعلم بعدتهم، ما يعلمهم إلا قليل. فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا، ولا تستفت فيهم منهم أحدًا”، وقد قال المفسرون في هذه الآية، أن كلمة رجمًا بالغيب والتي تعني بدون برهان، أفادت عدم صحة العدد الأول ولا الثاني، وبعد ذلك ذكر التعداد الصحيح لهؤلاء الفتية، هو سبعة وكلب معهم هو الثامن، والله عز وجل أعلى وأعلم.
وإن كنت تريد المزيد من التفاصيل عن القرآن الكريم فيمكن من خلال: الفرق بين السور المكية والمدنية في الخصائص والأسلوب في القرآن
ثانيًا: فرار الفتيان خارج المدينة واحتمائهم بالكهف
ذكر في الروايات التي تناولت قصة هؤلاء الفتيان أنهم كانوا ينتمون لعلية القوم في تلك المدينة، أو أنهم من نسل الملوك، ولم يكونوا كبارًا في السن، وأن ملكهم دقيوس كان يمر على بلاد الروم، فيجهز على كل من يجده ما زال يعتنق الديانة المسيحية التي نزل بها عيسى عليه السلام، وقد كان هؤلاء الفتية غير راضين عن فعل دقيوس من قتل المؤمنين والكفر بالله تعالى وعبادة الأصنام، وقد وصل إلى مسامع الملك دقيوس أن هناك من أبناء خواصك من يستهزئون بالآلة ولا يأتمرون بعبادتها، فقام دقيوس بدعوة هؤلاء الفتية إليه وأمرهم بعبادة الأصنام وتقديم القرابين لها، وعندما لم يمتثل الفتيان لأمره وتمسكوا بديانتهم ورفضوا التخلي عنها، هددهم بأن ينهي حياتهم.
ومن ثم فقد حدد لهم يوم يرجعون فيه إليه ويفعلون ما أمرهم به، ولم يمنحهم دقيوس تلك الفرصة إلا بسبب صغر سنهم وعدم درايتهم بما سوف يحل بهم من عذاب وأهوال، فقد كان دقيوس يمثل بجثث من يقتلهم ويرفعها على أبواب البلدة.
وحينذاك قرر الفتيان أن يتركوا المدينة ويفروا على كهف يقع على حدودها يعرف باسم كهف بنجلوس، فهناك كانوا يتعبدون ويذكرون الله الواحد، وتولى واحد منهم وهو يمليخا مهمة إحضار الطعام إليهم، فكان إذا ذهب للبلدة نزع عنه ملبسه الذي يدل على نسبه الرفيع، وارتدي ملابس بالية تساعده على التنكر والاختباء بين قومه، ومن ثم يرجع إلى الكهف بالطعام ونحو ذلك، وبغير أن يدركه بشر.
ونرشح لك أيضًا المزيد من التفاصيل عبر: قصص الأنبياء للأطفال ونزول آدم رضي الله عنه إلى الأرض
ثالثًا: الملك دقيوس يطلب الفتيان ليأتوا إليه
عندما رجع دقيوس إلى أفسوس، قادم بدعوة الفتية ليذهبوا إليه ويرى ما فعلوا وما يصنع بهم، فأخبره القوم أنهم تركوا المدينة وفروا إلى الكهف، فقام بتجهيز جيشه وقصد الكهف، وقام بالبناء فوقه حتى يدفن الفتية ويقتلوا فيه، وكان الله عز وجل قد أنعم عليهم بمعجزة كبيرة، وهي أنهم حين ينامون لا يسمعون أي شيء أبدًا كأنهم قد صموا.
ومن ثم أرسل الله ملكًا على المدينة كان يعتنق الديانة المسيحية، وفي زمن حكمه، قام راعي بدخول الكهف لكي يحتمي وحيواناته من مياه المطر، وبأمر الله أفاق فتية الكهف من نومهم الطويل، وذهب يميلخا ليأتي إليهم بطعام، فلما ذهب إلى السوق وأخرج ماله، تعجب القوم، وأرسلوه إلى الملك، فحكى له يميلخا حكايتهم، فذهب معه الملك وأهل المدينة إلى الكهف، وعندما دخل يميلخا الكهف أماته الله هو ورفاقه، ولما دخل عليهم الملك ومن معه، أدهشهم أمرهم، وأمر الملك بإنشاء مكانًا فوقهم يصلي فيه الناس.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم قصة أصحاب الكهف وللتعرف على المزيد من التفاصيل يمكنكم ترك تعليق اسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.