صفات الرجل البخيل مع زوجته
صفات الرجل البخيل مع زوجته تتباين لأنواع عِدة، والبخل في الحقيقة ليس من الصفات التي تُحبها الزوجة، فالمرأة بطبعها تميل إلى الإسراف، وأن تشتري الحُلي والثياب، ولكن كيف يمكن الفصل بين هذه الرغبة بشراء الكماليات ومنع الزوج لهذا الإسراف، وبين البخل الحقيقيّ مع الرغبة بشراء الأساسيات؟ هذا ما يستفيض به موقع ايوا مصر تاليًا.
صفات الرجل البخيل مع زوجته
البخل من الصفات التي تبغضها النساء، فلا تُحب أن يُمسك زوجها عليها يده، لكن يجب العلم أنه ليس كل رجلٍ حريص يُمكن أن يُطلق عليه بخيلًا، فالحرص ليس من الشيم السيئة، وإنما قد يكون له سبب وجيه، ربما سوء الحال والقحط الشديد، أمّا البخيل.. فتميزه صفات أخرى أكثر تحديدًا.
- التضييق على الزوجة يكون بُخلًا حين يكون الزوج في الأساس لديه ما يكفي من المال ليوسّع عليها ويُنفق عليها من سِعته، فيكون بالنسبة له كل ما هو مُعتادٌ شرائه مبالغة وإسراف.
- عدم الاعتراف بالاحتياجات الشخصية.. فليست المرأة كالرجل، فلها احتياجات شخصية تحتاج مبالغ من المال؛ وهذا من قبيل طبيعتها وليس إسرافًا، وإن تعارض الزوج مع هذه الطلبات يكون بخيلًا.
- لا يكتفِ الزوج البخيل بالتضييق على زوجته وأولاده ماديًا، بل يصل الأمر للحرمان العاطفي أيضًا، ويكون هذا ظاهرًا ببعده عنهم، وعدم مشاركته إياهم في أيٍ من طيب الكلام.
- تعيش الزوجة مع هذا الرجل تنتظر فقط أن يُبلل ثرى قلبها بكلمة حانية، وينتظره أولاده بأن يكون قريبًا منهم، يُشاركهم حكاياتهم ومغامراتهم الصغيرة.. ولا يفعل.
- على الرغم من أن هذا ليس مطلوبًا طوال الوقت، إلا أنه من الجدير بالزوج أن يختار المناسبات السعيدة كي يُعبر فيها لزوجته عن حبّه لها من خلال شراء الهدايا، والزوج البخيل لا يفعل، فيكون بهذا بخيلًا ماديًا وعاطفيًا.
- من عادةً هذا الرجل أنه كلما اشترى شيئًا ظل يُقارن بماذا لو كنتم أحضرتموه من محلٍ آخر، وعلى الأغلب سيظل يمُنّ عليكم بما اشترى.
- أحيانًا يكون الرجل بخيلًا، إلا أنه يعلم ولا يود إظهار هذا، وجليّ لنا طبيعة هذا الرجل حين يدفع ثمن عشاء بأفخم المطاعم ويتشاجر مع عامل الجراج، أو يُعطي بقشيشًا قليلًا.
- بعض الرجال يقولون لك “هل علمتِ بارتفاع الدولار؟” قبل قول صباح الخير، وتجدين كل أحاديثهم بموضوع الأسعار، وإذا ما تحدث عن موقف ما مرّ به يبقى يعطيك تفاصيل سعر كل صغيرة وكبيرة.. وهذا ما يعتاد عليه مع زوجته.
- مهما كان الشيء الذي يشتريه، سواء أساسيات أو كماليات أو رفاهيات لزوجته، حتى لو كانت أدوية، تجده يبحث دائمًا عما يجعله يدفع أقل.
- تبريره لبخله لا يكون مُقنعًا أبدًا، فليس من المعقول أن يملك مالًا ولا يشتري به سيارة لأن الطُرقات مزدحمة، ومثلًا يرفض شراء هاتف لزوجته لأنه يرى فيها مفسدة للأجيال.
- كلما طلبت منه مبلغًا من المال يجب أن يعرف تفاصيل كل قرش، أين ستنفقينه؟ وماذا ستشترين؟ ولماذا؟ وهذا يمكن الاستغناء عن أيٍ من هذه الأغراض؟
صفات الرجل البخيل مع أولاده
كثيرًا ما نرى رجالًا يضيقون على زوجاتهم بالمعيشة ظنًا منهم أنها ترغب بنهب ما يملك، إلا أن التضييق على الأبناء أمرٌ أفظع، فليس لدى أحدهم ذنب، ويتجلى هذا البخل عليهم بأشكال عِدة.
- يُعطي دائمًا مصروفًا قليلًا، ومبرره أنه لا حاجة للطفل كي يشتريها، وحتى أنه يرى الحلويات لا فائدة منها وتفسد صحته.
- نادرًا ما يوافق على شراء الثياب لهم، وإذا فعل يكون بأضيق الحدود ويختار قطعًا قليلة بأسعار زهيدة.
- كثيرًا ما نراه يصغِّر لهم ثياب أخوتهم الأكبر، ويُرقع الثياب والأحذية القديمة.
- بالنسبة له البروتين للأطفال غير هام، فهو يبخل عليهم حتى بالطعام.
- الدروس الخاصة أمر غير قابل للنقاش، ويبدأ بسرد البطولات عن نفسه كيف ذاكر واجتهد بلا أية موارد.
- قد يصل به الأمر لأن يطلب منهم العمل بالإجازة الصيفية، مهما كان عمرهم صغيرًا، وبالنهاية ينهب ما كدّوا به لنفسه.
- يُعاير دائمًا بما ينفق عليهم بالدراسة، ويكرر عبارات بأنهم سيردون هذا يومًا ما.
- لا يوافق على أي طلب للخروج للتنزه، ويراها مضيعة للوقت والمال، ويُفضل البقاء بالمنزل.
- لا يُشبعهم عاطفيًا، ولا يرى أنهم بحاجة لذلك.
- أحيانًا يصل به المرض إلى عدّ الطعام ووضع الأقفال على الثلاجة، وهُنا تستحيل الحياة معه.
أحيانًا لا يكون التحمل صبرًا يُجزى الإنسان عليه، بل غباء حقيقي، فلا أحد مُجبر على تحمل القحط.. هذا أذكى لحفظ النفوس من الضياع.
أسباب بخل الزوج
أحيانًا يكون التوصل لسبب بخل الرجل مع الزوجة، طريقًا للحل الأمثل، فيظن الجميع أن تلك الصفة منبعها سوء الخلق وحسب، لكن في الحقيقة أسبابه تتباين لحدٍ كبير.
- بعض الرجال لا يكون لديهم ثقة كافية بأنهم يستحقون أن تكون هذه المرأة معهم، لذا يحاول السيطرة على وجودها بإشعارها دومًا أنها تحتاج له.
- بأحيانٍ أخرى يكون لديه شعورًا بحب السيطرة والتملك، ليس فقط امتلاك المال، بل امتلاك أفراد الأسرة، وجعلهم دومًا تحت سلطته هو.
- كثيرًا ما يكون بخل الرجل مع زوجته نِتاج تكرار لما حدث معه في الطفولة، فيكون لأب بخيل أو أم بخيلة، وعادةً ما تكون هذه الصفة وراثية.
- البعض يخافون من المُستقبل، ويقلقلون حيال الغد للحد الذي يجعلهم غير قادرين على إنفاق قرش اليوم.
كيفية التعامل مع زوجك البخيل
صفات الرجل البخيل مع زوجته من الأكيد أنها تُشكّل صعوبة عليك في التعامل مع زوجك، وهذا أدعى لك أن تُحاولي إصلاح هذا قليلًا، وعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أن له بعض الحلول والاستراتيجيات.
- بدايةً لا تجعلي أبنائك في مواجهة مع هذه الصفة في أباهم، سيشعرون تدريجيًا أنهم لا يستحقون الأشياء الجيدة، وسيؤثر ذلك على ثقتهم بأنفسهم.
- احرصي على ألا يرث أحد أطفالك صفة البخل من زوجك، علميهم العطاء بممارسة ذلك أمامهم طوال الوقت.
- تحدثي مع زوجك بالأمر، قد يقتنع برأيك، أخبريه أن الحياة لا تسير هكذا، وأن المال وُجد كي تستمتعا به وتنفقانه.
- قد يكون لديه مبررات أو مخاوف، لذا احرصي على أن تسمعي له جيدًا، وطمئنيه بأنه ليس لديك نية حقيقة بأن تُنفقي كل مُدخراته، وأن كل ما تحتاجين فقط أساسيات المعيشة.
- الإنفاق غير المحسوب من الأكيد أنه هو من يوتر زوجك، لذا يمكنكما الاتفاق على مصروف شهري، واكتبا معًا كافة الاحتياجات ليضمن أنكما تضعا المال بمكانه الصحيح.
- أحيانًا يكون زوجك يُعاني من البخل رغمًا عنه، وهذا يعني أن تأخذيه لمتخصص، فهذا هو الحل الأفضل.
- قومي ببعض التصرفات أمامه التي تُريه أنك لا تصرفين المال دون تفكير، وأنك تتعاملين مع كَدِّه بمنتهى الحرص، فجرّبي أن تُطفئي الأضواء خلفك، أو تختارين سلعة أرخص لا تحتاجين لباهظة الثمن منها.
- حين يكون الرأي آتٍ من أكثر من جهة يستشعر الإنسان صحتها، لذا جربي أن تطلبي من صديق مشترك أمين عليكما أن يتولى هو مفاتحته في الموضوع.
ليس كل الرجال ينفع معهم أسلوب الإقناع هذا، بل وسيزعمون أنك أنت المُسرفة ومن تريدين الاستيلاء على ماله، هُنا قفي وقفة حادّة.. وخذي خطوات أمام هذا الرجل الذي يُفقدك قيمة الحياة.
حكم البخيل على زوجته في الإسلام
أمر الله تعالى الرجال بأن يكون لهم القوامة في الإنفاق على نسائهم، فقد قال تعالى فارضًا ذلك على الرجل: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” [سورة النساء:34].
لكنّ بعض الرجال لا يؤدون هذا الحق أبدًا، بل ويمنعون حتى كِسرة الخبز، فما الحل وقتها مع الرجل البخيل مع زوجته؟
ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن جاءت هند إلى النبي صلى الله عليه وسلم- وقالت: “يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ، لا يعطيني ما يَكفيني وولَدي، إلَّا ما أخذتُ من مالِهِ، وَهوَ لا يعلَمُ”، فقال: “خُذي ما يَكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ” صحيح ابن ماجه.
حتى لو كانت الزوجة لا تستحق أن يُنفق زوجها عليها المال، بسبب المشاكل التي تكثُر بينهم، فعليه رغم هذا أن يُعاملها بالمعروف، فقال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” سورة النساء الآية 19.
على أنّ الفراق إن كان للزوجة حلٌ فيه فلا جُناح عليها، فقال تعالى: “وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا” سورة النساء الآية 130.
الرجل البخيل مع زوجته لا يتمكن من الحصول على قلبها أبدًا مهما بذل من جهد في غير موقف.. بالنسبة للمرأة أن يكون مسؤولًا عنها هي أولى درجات الحب.