قصة مؤثرة عن بر الوالدين
قصة مؤثرة عن بر الوالدين تعطي الحكمة، وتزود الناس بالموعظة، وتجعلهم يفعلون ما أمر به الله من طاعة لهما والإحسان إليهما، وذلك في قوله تعالى (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فقد جعلهما الله سبحانه وتعالى أساس وجودك في هذه الحياة.
يجب البرّ بهما، والعمل على طاعتهما، لذا سوف نقدم لكم من خلال موقع ايوا مصر، قصة مؤثرة عن بر الوالدين.
قصة مؤثرة عن بر الوالدين
البر بالوالدين من أعظم الأعمال التي يستطيع بها الإنسان أخذ الحسنات، وكسب رضا الله سبحانه وتعالى، فقد وصى -عزَّ وجلَّ- بالإحسان إليهما، والعمل على طاعتهما، مهما طال بهم العمر، ونهانا عن عصيانهم، فمن أراد التقرب إلى الله بعمله في الدنيا، وجب عليه القيام بهذا العمل.
القصة داين تدان
هناك من كان يبر والديه في شبابه، ولكن عندما ثقلت عليه متاعب الحياة أهمل طاعتهما، وأنشغل عنهما، وللأسف قد تسبب في غضبهما عليه بأفعاله معهم، وذات يوم سمع خبر موت الأب.
فذهب إلى منزله راكضًا نادمًا على إهماله الذي تعامل به معه، وأخذ عهد على نفسه بأن يعوض ذلك مع أمه، ويعود للإحسان إليها والاستغفار عما بدر منه.
لكنه لم يوفِ بعهده مع نفسه، وبعد نسيان الحزن عاد كما كان، لا يعلم عن أمه شيئًا، وهنا قد فات الأوان مع سماع خبر وفاة أمه، ضاقت في عينيه الدنيا وتمنى لو يعود والديه إلى الحياة ليكفِّر عما فعله بهما.
كُتب عليه الهم في حياته، أخذ يركض في الدنيا مهملًا لوالديه، غير مبالٍ لعصيانه لهما، بعد وفاتهما، ضاع ما كان يركض وراءه وترك والديه من أجله، وأصابه الهم طوال حياته.
يمر الزمان ويأتي اليوم الذي فعل به ابنه ما كان يقوم هو بفعله مع والديه، حينها لم يستطيع عتاب ابنه، لأنه علم أن هذا عقاب ربه، وتأكد أن الله سبحانه وتعالى لا يترك فعل إلا ويحاسب عليه العبد، إن كان عظيمًا أو كبيرًا.
هذا هو عدل الله، وهذا ما يستحقه كل من فكر في معصية الوالدين، عُد إلى رشدك واتعظ قبل فوات الأوان.
الهدف من قصة داين تُدان:
- الحث على عدم العقوق بالوالدين.
- تقديم الموعظة، واليقظة لمن لا يُطيعوا والديهما.
- الخوف من الله سبحانه وتعالى والتأكيد على أنه لن يترك حق مظلوم، والتوضيح لما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) {سورة الإسراء، الآية 23-24}.
قد ذكرهم الله –عزَّ وجلَّ- بعد الشرك به لتوضيح أن معصية الوالدين تأتي في المرتبة الثانية لكِبَر الذنوب بعد الشرك به.
فبأي حق، وأي دين، تقوم بمعصية والديك، وهذا ما نهانا الله سبحانه وتعالى عنه وذكره بعد النهي عن الشرك به.
تخيل منزلتك يا من تعصي والديك عند الله بفعل هذا العمل البغيض، واحذر، فدائمًا تدور الأيام، وكل ما فعلته سوف يعود إليك لا شك، وتأكد أن الله لا يُضيع عمل قد فعلته دون مُحاسبتك عليه.
قصة عن بر الوالدين
برّ الوالدين لا يعتمد في الحديث عنه على قصة مؤثرة عن بر الوالدين واحدة فقط، ولكنه يوضح الكثير من القصص الحياتية التي تروي عن أمثلة حسنة في بر الوالدين، من هذه القصص:
قصة الأب قدوةً ابنه:
في أحد الأيام كان يوجد شاب متوفى الأب، وكان يعيش مع والدته فقط، وأخذت الأم عهدًا على نفسها على أن تجعل ابنها يواصل مرحلته التعليمية ولا يشعر بفقدان والده من هذا الجانب.
تكفلت الأم بمصاريف التعليم رافضة لذهابه للبحث عن عمل، وبدء حياته العملية قبل انتهاء حياته الدراسية.
فكان هذا الشاب دائم التفكير في أنه يتمنى أن يعطيه الله المنازل العالية في تعليمه، لكي يجد العمل ذو الدخل المناسب، الذي يجعله يوفر لامه الراحة بعد العناء والشقاء، التي كانت تراهم من أجله.
لكن كانت إرادة الله أن يأخذ عطيته، وتوفت أمه قبل أن ينتهي الشاب من مراحل تعليمه، حزن الشاب على أمه حزنًا شديدًا، ونوى في قرارة نفسه أن ما يدخر من ماله، سوف يخصص جزءًا منه للفقراء والمحتاجين ويهب ثواب ذلك الفعل لأمه.
وتعهد بأن لا يضيع فرضًا ولا سجدة إلا وكان لأمه نصيب فيها من الدعاء، ويتصدق ويشارك في الأعمال الخيرية ويهب ثوابها إلى أمه.
استكمالًا لقصة الأب قدوة ابنه:
بمرور الأيام تزوج ذلك الشاب، ورزقه الله بالابن الصالح.
في يوم كان ذاهبًا إلى الصلاة، فوجد مجموعة من الأفراد يضعون براء ماء في الشارع الخاص بهم.
فحزن قائلًا لنفسه، وضعت في جميع المساجد المجاورة والبعيدة براد من الماء، ولم أتذكر وضعه في المسجد الخاص بشارعنا.
وفي هذه اللحظة اتجه إليه الإمام قائلًا: بارك الله فيك وجزاك خير عما فعلت من وضع هذا البراد أما المسجد.
فاندهش كثيرًا ولم يفهم الذي يحدث، وقال للشيخ: ولكني لم أفعل ذلك، فقال له الشيخ: هذا البراد منك اليوم قام بإحضاره ابنك وقال لنا انه منك.
فوجد ابنه الصغير يركض نحوه ويقول له: إن هذا البراد مني يا أبي، لقد وضعته هنا وفي نيتي أن أهب ثوابه إليك.
فقال له أبوه: ولكن من أين جئت بالمال الذي فعلت به ذلك، قال له ابنه: كنت أدخر من مصروفي اليومي ومن المال الذي أناله في الأعياد والمناسبات.
فاستطعت اليوم شراء هذا البراد، لكي أبر بك مثلما كنت تفعل مع جدتي رحمها الله سبحانه وتعالى.
الهدف من قصة الأب قدوة ابنه
لكل قصة هدف، وهذه أهدافها واضحة ومحددة، وهي:
- يجب على الآباء فعل ما هو جيد أمام الأبناء.
- كُن قدوة حسنة وصالحة لابنك.
- ازرع ما تود حصاده.
- الربح من بر الوالدين في الشباب، سوف تحصل عليه في الشيب.
الهدف من سرد قصص عن بر الوالدين
حينما تقوم بتدبر قصة مؤثرة عن بر الوالدين قد تتسبب لك قراءتها في تغير أحوالك إلى الأفضل، وفهم الحكمة وتدبر معانيها، والاستفادة من الموعظة على شكل قصص على أكمل وجه.
لذلك لا تتكبر على إمكانية تحقيق استفادة لك من خلال قصص، ولكن حاول الاستفادة قدر استطاعتك، من أجل أن تتغير إلى الأفضل.
هدف ذكر قصة مؤثرة عن بر الوالدين الأساسي هو تأكيد وتعظيم لما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، والإدراك جيدًا أنه لن يفلح من فعل ما نهانا الله عنه أو عمل على معصية والديه.
نتمنى من الله أن يرزق الجميع برضاه عنهم ورضا أهلهم عنهم، آملين أن نكون استطعنا تقديم الموعظة الحسنة من خلال حديثنا عن قصة مؤثرة عن بر الوالدين.