الفرق بين التجميد والتبريد
الفرق بين التجميد والتبريد كعمليات خفض لدرجات الحرارة يعد فرقًا ملحوظًا، حيث تكمن أهمية معرفة الفرق لدى المهتمين بمجالات الأغذية وكيفية الحفاظ عليها بشكل طويل الأجل، كما لا تقتصر أهميتها على ذلك فقط، وهذا ما سنبينه بالسطور القادمة من خلال موقع ايوا مصر.
الفرق بين التجميد والتبريد
يكمن الفرق بين التجميد والتبريد في كون عمليات التجميد والتبريد تستهدف الخفض في درجة حرارة المواد لشتى الأغراض مثل حفظ المواد الغذائية لمدة أطول أو للأغراض الطبية أو لزيادة الراحة، ولكن يتمثل الفرق بين التجميد والتبريد فيما سنقوم بتوضيحه فيما يلي:
1- عملية التجميد
هي عملية خفض درجة حرارة المواد لتصل إلى التجميد، وذلك مثل عملية تحويل المياه الي ثلج، وتستخدم هذه العملية لإيقاف التغيرات الحادثة في العمليات الإنزيمية والبكترولوجية، ومن خلال ذلك يتم الحفاظ على المواد في حالتها الحالية لمدة أطول.
2- عملية التبريد
هي عملية تستهدف نقل درجات الحرارة المنخفضة من المواد ذات الحرارة المنخفضة لمواد أخرى، وذلك مثل نقل درجات الحرارة المنخفضة من النيتروجين السائل الى الماء، فالنتيروجين السائل في هذه الحالة هو مبرد يستخدم لنقل الحرارة، وكذلك التكييف مبرد للحرارة لأنه يعمل على نقلها من المواد منخفضة الحرارة إلى الهواء حتى تنخفض درجة حرارة الجو المحيط.
بعد أن قمنا بتعريف المصطلحين نجد أن الفرق بين التجميد والتبريد كتعريف يكمن فقط في درجات الحرارة، حيث إن التبريد عملية تستهدف انخفاض بسيط في درجة حرارة المواد فلا تصل بدورها للتجميد، أما التجميد فهو عملية تستهدف خفض درجة حرارة المواد لتصل إلى درجة التجميد، وهي درجة انخفاض أكبر من المستخدمة في عمليات التبريد.
أهمية التجميد والتبريد
تكمن أهمية التبريد والتجميد في الوظيفة التي يقومان بها، وهي إيقاف التطورات الحادثة بالعمليات الإنزيمية والبكترولوجية للمواد، وهذا بالطبع له العديد من المهام، ومن أهمها:
- العمليات الكيميائية والمختبرية.
- حفظ المواد الغذائية.
- وسائل الراحة مثل التكييف.
- الاستخدامات الطبية.
مميزات وعيوب التجميد والتبريد للمواد الغذائي
إن الحفاظ على المواد الغذائية لمدة طويلة يأتي في المقام الأول لمميزات التجميد والتبريد، وهذا ما يتبعه من تقليل الجهد المبذول في إعداد الطعام، بينما عيوب عمليات التجميد والتبريد تظهر في خفض قيمة المواد الغذائية المجمدة في حالة عدم الاعتناء بها بشكل صحيح.
حيث إنه عند إجراء عملية التفكيك للمواد الغذائية يجب مراعاة درجات الحرارة التي سيتم استخدامها لعملية التفكيك، حيث توجد بعض الطرق الخاطئة المستخدمة في عمليات تفكيك المواد المجمدة، والتفكيك عملية تستهدف إرجاع المواد المجمدة إلى درجة حرارتها الأصلية.
تكمن المشكلة هنا في درجات الحرارة المستخدمة في تفكيك المواد الغذائية المجمدة، حيث تتطلب المواد المجمدة عمليات تفكيك ذات مدة أطول من مدة تجميدها لفرق التوصيل الحراري للماء والثلج، فعلى سبيل المثال تتطلب التفكيك من خلال نقلها من المجمد إلى الثلاجة نفسها، حتى تتعرض لدرجة حرارة أقل وتأخذ وقتها في عملية التفكيك، وفي نفس التوقيت لا يترك للبكتريا فرصة للانتشار عليها.
حيث إنه إن تم نقلها من المجمد إلى الغرفة قد يساهم ذلك في انتشار البكتريا عليها أثناء عملية التفكيك وهذا ما سيفقدها قيمتها الغذائية، وذلك يرجع إلى سبب أن البكتريا تنتشر في درجات حرارة الغرفة، لذا ينصح بأن يتم نقل المواد الغذائية المجمدة من المجمد للثلاجة.
يأتي البعض بفكرة القيام بتفكيك اللحوم أو الدواجن من خلال تركها بالماء الفاتر أيضًا وهذا صحيح ولكن لا يجب أن تطول مدة تركها، بل يجب إعدادها بعد إكمال تفكيكها مباشرة، فأحيانًا تفقد الأسماك واللحوم جزء من قيمتها الغذائية المتمثلة في السوائل أثناء عمليات التفكيك بسبب فقد أجزاء من الأملاح المعدنية، لذا يفضل إعدادها قبل اكتمال عملية التفكيك تجنبًا لفقد هذه السوائل.
التجميد العميق وإعادة الحيوات
إن تكنولوجيا التجميد العميق لا تعتبر فكرة مستحدثة، حيث بدأت الفكرة في النمو منذ عام 1972 من بعض الشركات التي تؤمن بعلم إعادة الحيوات بعد الموت، وتعتمد هذه الفكرة على إبقاء الخلايا والأنسجة حية لأطول فكرة ممكنة للشخص المتوفى.
ذلك عن طريق استخدام النيتروجين السائل حتى تصل درجات الحرارة إلى 130- درجة مئوية ثم يترك الجسد داخل قالب أسطواني من الألومنيوم مملوء بالنيتروجين السائل بدرجة حرارة تصل إلى -196 درجة مئوية، وبتلك الطريقة يتم الحفاظ على الجسد المتوفي.
يتطلب لنجاح عملية الحفاظ على أنسجة وخلايا الجسد المتوفي سرعة إتمام عملية التجميد بعد الوفاة على الفور حتى لا تتحلل الأعضاء، وتستهدف الشركات في الوقت الحالي مهمة الحفاظ على الأجساد المتوفية، وذلك أملًا على أن يكشف العلم المزيد من المعلومات عن إعادة الإحياء.
كما توجد بالفعل شركات تقوم بتوفير تقنية التجميد العميق في هذه الأونة وأشهرها شركة “ألكور”، وتصل أسعار تقنية التجميد العميق إلى 200 ألف دولار أمريكي، ويختلف السعر حسب رغبة الشخص في الاحتفاظ بكامل جسده أو الأنسجة والخلايا والأعصاب المسؤولة عن الدماغ فقط.
يوجد بعض المشاهير الذين قاموا بالفعل بالقيام بعملية التجميد العميق بعد موتهم وذلك مثيل “هال فيني” المبرمج ومن رواد العملة الرقمية “بيتكوين” بعد أن توفى عام 2014 بعد مصارعته مرض التصلب الجانبي الضموري، وأيضًا لاعب البيسبول الغني عن التعريف “تيد ويليامز” والذي قرر بحفظ جسده ودماغه بشكل منفصل.
أقصى درجة تجمد يتحملها الإنسان
بالتأكيد نعلم أن درجة حرارة الإنسان الطبيعية 37 درجة مئوية، وأي اختلاف عن المعدل الطبيعي قد يكون عرض لوجود مرض ما، ولكن ماذا سيحدث للإنسان إذا قمنا بخفض درجة حرارته عن المعدل الطبيعي بشكل مقصود؟ بالبداية يكون المعدل الطبيعي بالفهرنهايت مساويًا لـ 98.6 درجة للشخص البالغ، فإذا قمنا بخفض درجة الحرارة لتصل إلى 91 سيؤدي ذلك إلى إيقاف عمل القلب والدماغ.
يأتي بعد ذلك حدوث خلل في الذاكرة عند درجة حرارة 82 درجة فهرنهايت، وفقدان الوعي يكون خطوتك التالية عند الوصول إلى 70 درجة فهرنهايت، وحتى الآن تأتي أقصى درجة حرارة تحملها الإنسان تم تسجيلها 56.7 فهرنهايت أي ما يعادل 13.2 درجة مئوية.
من المعروف بهذا الصدد أن الإنسان لن يبقى على قيد الحياة إذا انخفضت درجات الحرارة لتصل إلى 70 فهرنهايت، ولكن يوجد بعض الحالات التي تحملت بالفعل أكثر من ذلك، كما أن أعراض انخفاض حرارة الإنسان تبدأ في الظهور من بعد وصول درجة حرارة الإنسان إلى 95 فهرنهايت.
من الهام معرفة الفرق ما بين التبريد والتجميد لكي يتم اختيار درجة البرودة المرغوب فيها، فهي عامل هام في أغلب المجالات الحياتية.